من يتفق معي في أن المال ليس كل شيء؟، أسمع معظمكم يجيب ويقول: أنت مخطئة فالمال كل شيء، فهو المهيمن والمسيطر على كافة نواحي الحياة، ويشغل بال الملايين ممن يقطنون المعمورة، وبات غايتهم المنشودة وضالتهم التي يبحثون عنها أينما وجدوا وحيثما كانوا.
ونجد المال السبب الأول والأخير للصراعات والمشاكل، بين العائلات والأزواج وكذلك بين الدول، وهو الدافع الأكبر لجرائم القتل والخطف والسرقة وغيرها من الجرائم، كما أنه من أهم الوسائل التي يبحث عنها البشر؛ ليعيش حياة مرفهة هانئة وسعيدة بحسب تفكير هؤلاء البشر.
لا نقول أن المال غير مهم، أو نقلل من أهميته لنا جميعا، لكنه ليس كل شيء فالحياة المادية صعبة وقاسية ويضيع معها معنى الانسانية الحقيقي، فالإنسان ليس آلة تعمل مقابل المال، فهو يحمل بداخله مشاعر وأحاسيس تميزه عن باقي المخلوقات وترتفع به إلى أرقى الدرجات.
لكن هناك من البشر من يستنكر هذه المشاعر ويلقي بها عرض الحائط، ولا يعترف بوجودها فقلبهم يدق فقط للمال والنفوذ والشهرة وهي جميعا كلمات تنحدر من الكلمة الأصل وهي “المال”. وكلها مجتمعة تقف وراء الرغبات التي تسيطر على عقول معظم البشر ولا نستطيع هنا التعميم، فهناك من ينظر للمال بشكل مختلف ولا يعتبره الغاية ولا يخرج عن كونه وسيلة تساعدهم على الحياة.
وبحسب برجهم نستطيع أن نفهم طبيعتهم المادية، وماذا يمثل المال بالنسبة إليهم، فعندما نقسم البشر نجد الوصوليّ والانتفاعيّ ومن يصل للقمّة على حساب الأخرين، فيسرق ويقتل ويحقق نجاحه بالرقص على جثث أقرب الأقربين، ويطلعنا علم الأبراج على النوايا الخفيّة لهؤلاء الأشخاص بحسب أبراجهم، ويؤكد لنا أن هؤلاء البشر المال هو الغاية الذي تبرره الوسيلة.
برج العقرب
شخصيّة تعشق الخطر وتسعى للوصول مهما كلّفها الأمر، لا تمانع في بيع نفسها لمن يدفع المزيد، فلكلّ شيء ثمن حتى وإنْ كان الحبيب والصديق. مستعدّة للتضحية بكلّ غالٍ ونفيس، طالما ستجني منه ما تصبو إليه نفسها، ولأن المال هو غايتها ولا شيء سواه فكل شيء في سبيله مباح.
برج الجوزاء
الغاية تبرّر الوسيلة، هو شعار شخصية برج الجوزاء في الحياة، فتحقيق المصلحة أهمّ الأهداف وأسمى الأمنيات، فما المانع في تلقّي رشوة أو تزوير العقود، ما دام سيعود بالنفع عليها وتصل لمبتغاها، قد لا تكون مادية بالمفهوم الدارج لكن مصلحتها فوق كل شيء ولا أحد غيرها.
برج العذراء
العائلة شيء مقدّس عند شخصيّة العذراء، وما عداها يذهب للجحيم، وستفعل المستحيل في سبيل حمايتهم، حتى لو على حساب حياة الآخرين وتعرّضهم للخطر، فقد تسرق وتقتل طالما أسرتها في أمان، وهي لا تعرف أنهم هم من سيجنون الثمار لاحقا. قد تكون بذلك تفكر في مصلحة الأخرين، لكنّ الخسائر كبيرة والعواقب وخيمة.
برج الجدي
يرتدي صاحب برج الجدي دائمًا قناع الصّدق والطيبة، لكنّه يضمر في قلبه الكذب والغشّ، يفعل أيّ شيء طالما يتوافق مع مصالحه وأغراضه، ليس هناك شيءٌ صعب المنال أو مستحيل بالنسبة له، فهو يعرف كيف يحقّق رغباته مهما كان الثمن. والمال عنده أهم أولوياته وشغله الشاغل، فهو لا يستطيع العيش على الهامش ويكره الفقر والعوز، ما يدفعه نحو المال بكل قوته.
برج الأسد
يرى العالم كمسرحيّة هزليّة عليه صنع أحداثها، ويقف وراء الكواليس ليعطي كلّ شخصية دورها في الحياة، ولا يسمح بخروج من حوله عن النصّ المحدّد له، وعند شعوره بأنّ هناك من يقف أمامه، سيدفعه بعيدًا بكلّ قوّته ويمحي وجوده من الأرض. لا بد أن يكون غنيا مرفها، يسكن أجمل القصور ويرتدي أغلى الماركات؛ لأنه يرى نفسه يستحق أن يكون الأفضل ولما لا وهو الملك المتوج على عرش الحياة!.
برج الحمل
يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يجني الأموال بشتّى الطرق حتى ولو كانت غير شرعيّة، فأينما تكون المصلحة، فإنّ المبادئ والأخلاق لا تجدي نفعًا؛ فكلّها قواعد مترسّخة في عقليّة برج الحمل، لذا يحقّق أهدافه ولا يكترث للعواقب ولا يبالي لوخز الضّمير.
ولأصحاب الأبراج السابقة نقول: هذه تكهنات من علماء الفلك وتحليل للشخصية بناء على معطيات الكواكب والنجوم، وليس بالضرورة أن تكون واقعية وحقيقية عند الجميع، فالمال عند البشر كالماء والهواء، وقليل من يعتبره وسيلة للعيش ليس إلا، ولا يعتبره الغاية التي يبذل في سبيلها كل شيء.
