لا شك أن هناك العديد من الظواهر الطبيعية الغامضة التي لم يجد لها أحدا تفسيرا حتي الأن ومن أبرزها مثلث برمودا لكن ماذا لو علمتم أن هناك أكثر الأماكن غموضا وخطورة منتشرة حول العالم ليس لها تفسير أيضا وتعد أكثر غموضا وإثارة وخطورة من مثلث برمودا.
وبالرغم من شهرة مثلث برمودا العالمية والواسعة على مستوى أنحاء العالم، إلا إنه ليس الوحيد الأكثر غموضًا وإثارة حول العالم، فهناك من يتشابه معه في نفس الغموض لكن الطبيعة ليست واحدة.
ونطرح سؤالا لعلنا نجد الإجابة عليه ألا وهو: لماذا يطغى الشكل المثلث على أغلب الأماكن الغامضة حول العالم؟، هلم بنا عزيزي القارئ لنتعرف سويا على أكثر الأماكن غموضا في العالم.
أكثر الأماكن غموضا: مثلث نيفادا
يقع مثلث نيفادا في صحراء نيفادا الأمريكية، وهي الأكثر حظا في احتوائها على واحدة من أكثر الأماكن غموضا، وهي مثيرة للجدل والغموض. فبالإضافة إلى كونها موقع قاعدة سلاح جوي سري، فإن صحراء نيفادا الأمريكية تحمل أيضًا أسرارًا جديدة مثيرة للجدل، خاصة عندما يتعلق الأمر بفقد الطائرات.
في الواقع تشير التقديرات إلى أن نحو 2000 طائرة اختفت في العشر سنوات الأخيرة، وجرى إطلاق عليها أسماء عدة منها، “مثلث نيفادا” تيمنًا بمنطقة “مثلث برمودا الصحراء”، وأيضًا أطلق عليها اسم “مقبرة الطائرات”.
الكثير من أولئك الذين فُقدوا في المثلث، كانوا طيارين أصحاب خبرات عالية في مجال الطيران، ولكن وقعت بعض الأحداث الغريبة داخل المنطقة، كان أبرزها تخبط البوصلات، وتشتت الطائرات بشكل مفاجئ، وهذه أبرز المعلومات عن “مثلث نيفادا.
مثلث بينينغتون
مكان أخر من أكثر الأماكن غموضا ومثلث الشكل، ويقع كذلك في الولايات المتحدة ويعرف ” مثلث بينينغتون ” المتمركز حول ” جبل جلاستنبري ” في فيرمونت، منذ فترة طويلة بأحداث غريبة، منها نشاط لأجسام طائرة مجهولة، ومشاهدات مزعومة لصاحب القدم الكبيرة، بالإضافة لسماع أصوات وأضواء مجهولة المصدر. وكذلك المكان الذي اختفى فيه 5 أشخاص في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.
لذا السكان الأصليون يعتبرون المثلث منطقة ملعونة، لهذا يتجنبون الدخول إليها أو حتى المرور بجانبها. تدعي إحدى أساطير الجونكوين وهم السكان المحليون، أن هناك صخرة كبيرة في الجبال تنفتح وتلتهم أي شخص سيء الحظ يقترب منها.
جدير بالذكر أن أول من صاغ عبارة ” مثلث بنينغتون ” كان الكاتب ” جوزيف أ. سيترو ” عام 1992، الذي قال أن المنطقة تشترك في خصائصها مع ” مثلث بريدجووتر ” في ماساتشوستس. حيث تمتد غابات المثلث حول بلدات بينينجتون، وودفورد، شافتسبري، بالإضافة إلى مدن قديمة في سومرست وجلاستنبيري.
علاوة على أنه ولأكثر من قرنين، كانت هناك مشاهدات عديدة لمخلوق شبيه بالقدم الكبيرة ” Big Foot ” في منطقة جبل جلاستنبيري الذي أطلق عليه لقب ” وحش بينينغتون “. حدثت أولى المشاهدات التي تم الإبلاغ عنها أوائل القرن التاسع عشر، عندما أُجبرت عربة مليئة بالركاب على التوقف على طريق موحل، حينها لاحظ سائق العربة آثار أقدام كبيرة، أكبر من أن تكون بشرية.
فجأة تعرضت العربة لهجوم من قبل مخلوق كبير اصطدم بها، لم يتمكن الركاب الخائفون من رؤية المهاجم سوى عينيه قبل أن يهرب نحو الغابة. ثم تلاحقت المشاهدات التي تصفه بأنه مخلوق أسود كبير، كثيف الشعر، يبلغ ارتفاعه أكثر من ستة أقدام!.
كثيرا ما كانت هناك قصص عن أشخاص فُقدوا واختفوا في تلك المنطقة، منهم رجل يُدعى ” كارول هيريك ” في عام 1943. فُقد هيريك خلال رحلة صيد على بعد حوالي 10 أميال شمال شرق جلاستنبيري. تم اكتشاف جثته بعد ثلاثة أيام محاطة بآثار أقدام ضخمة وغير معروفة، فقد تم خنقه حتى توفى، و سار اعتقاد أن القاتل لم يكن سوى ذو القدم الكبيرة.
اختفاءات أخرى كانت بين عامي 1945 و1950، بمدينة بينينجتون بولاية فيرمونت. أولها بتاريخ 12 نوفمبر 1945 عندما اختفى ” ميدي ريفرز ” البالغ من العمر 74 عامًا أثناء رحلة صيد، ولم تنجح عمليات البحث في إيجاده.
فضلا عن أشهر اختفاء حدث في المنطقة، كان شهر ديسمبر 1949، عندما كان الجندي المتقاعد السيد تيتفورد راكبا حافلة، عائدا لمنزله في بينينغتون قادما من سانت ألبانز. وعندما وصلت الحافلة إلى وجهتها، كان تيتفورد قد اختفى، و أغراضه الشخصية لاتزال في مكانها، و الشهود يؤكدون رؤيته نائما على كرسيه طوال الرحلة.
في الأول من ديسمبر عام 1946، اختفت طالبة تبلغ من العمر 18 عامًا تدعى ” باولا ويلدن ” أثناء سيرها على طول الطريق الطويل للجبل. وقتها رآها زوجان كانا يمشيان خلفها، لكنهما فقدا أثرها عندما دخلت فتحة صخرية، وعندما تفقدا المكان لم يجدا باولا ولا سبيل للخروج من مكان آخر، فالفتحة من جهة واحدة.
كذلك في منتصف أكتوبر 1950 اختفى بول جيبسون البالغ من العمر 8 سنوات من مزرعة عائلته. آنذاك كانت والدته قد تركته يلعب مع حيوانات المزرعة. بعد عودة الأم بوقت قصير للاطمئنان عليه، تفاجأت بأنه مفقود ولا وجود له في أي مكان رغم البحث الطويل عنه.
جبال الخرافات أو المنجم الهولندي.. كنز أريزونا المفقود
لم تنتهي قصتنا عن أكثر الأماكن غموضا بعد، بحسب الأقاويل المنتشرة فإن تحديد طبيعة الكنز كونه حقيقة أم مجرد أسطورة أمر في غاية الصعوبة تكاد تكون مستحيلة، فعلى مدار ما يزيد عن 100 عام تجد أن البعض يراها مجرد أسطورة تناقلتها الأجيال فإذا كان موجود بالفعل كان ظهر حتى ولو جزء منه خلال كل هذه المدة، ولكن على الجانب الآخر تجد من يؤمن بشكل قاطع أن الكنز حقيقة مخبأة في القمم المحرمة لجبال”سوبرستيتشن” أو جبال “الخرافة” الواقعة في شرق مدينة “فينيكس” بولاية “أريزونا” الأمريكية وما يخفيه لعنة تصل إلى كل من يبحث أو يقترب منه إما بالقتل أو الاختفاء في ظروف غامضة.
وتقول الأسطورة أن جبال “الخرافة” تضم واحد من أكبر كنوز الأرض المفقودة وهو منجم ذهب غني، تم اكتشافه على يد مهاجر ألماني يدعى “جاكوب والتز” وابقى على مكانه سرا، ليختفي الكنز معه عند وفاته وتبدأ رحلة البحث الملعونة عن منجم “جاكوب والتز”، في عام 1848 هاجر “جاكوب” من ألمانيا إلى أمريكا للعمل في مجال التنقيب عن الذهب والتعدين.
وفي عام 1870 امتلك “جاكوب” منزل على مساحة 160 فدان بالقرب من مدينة “فينيكس” ليدير مزرعته من خلاله ولكن كشف الحظ عن وجهه الآخر، ففي عام 1891 تعرضت فينيكس إلى فيضان كارثي دمر الكثير من المنازل وكانت مزرعة “جاكوب” واحدة من العديد من المزارع التي دمرها الفيضان، حتى أنه تعرض بعدها لمرض مزمن قيل أنه أصيب بالتهاب رئوي أثناء الفيضان، ليتوفى في نفس العام تاركا خلفه 5 أكياس من الذهب تبلغ قيمتهم حوالي 15 الف دولار، تم العثور عليهم في وسط أطلال منزله المدمر وكنز مفقود بقى حيا في خيال وتفكير الكثيرون.
ولأن جاكوب لم يكشف لأي شخص عن مكان المنجم بدأ السكان في تحديد رحلات للبحث عن منجم “جاكوب والتز” المفقود وعلى مدار سنوات لم يتم العثور عليه ولكن حدث ما لم يخطر على البال ظهور رسالة غامضة داخل زجاجة طافية على ضفاف نهر “سلت” أحد الأنهار الداخلية بولاية أريزونا، تؤكد عثور ” أدولف روث” طبيب بيطري يعمل لدى مكتب تربية الحيوانات التابع لوزارة الزراعة الأمريكية وصاحب الرسالة، على عثوره على “كنز الهولندي المفقود”، حيث كان يطلق على المهاجرين الألمان لقب “هولندي”.
ومن هنا تم الإعلان عن أولى ضحايا لعنة ” منجم الهولندي” الباحثين عن الكنز. في عام 1931 تم العثور على جمجمة بشرية بها ثقبين في الدماغ إثر رصاصتين بالقرب من جبال “سوبرستيتشن” وبفحص الجمجمة تم تأكيد أنها تعود إلى “أدولف روث” صاحب الرسالة دون العثور على باقي الجثة حتى عام 1932 عندما تم اكتشاف بقايا هيكل عظمى على بعد 1.21 كيلومتر من مكان وجود الجمجمة، وقيل أنها تابعة لنفس الشخص كما وجدت الشرطة متعلقاته الشخصية، من بينها مسدسه الذي لم تخرج منه رصاصة واحدة إلا أن خريطة الوصول إلى الكنز والتي ذكرها في رسالته كانت مفقودة.
وبعد رسالة ” روث ” ووفاته الغامضة تشجع الكثير من المغامرين والباحثين عن الذهب للبحث عن المنجم واعتبروه حقيقة فكل الشواهد تؤكد ذلك، ومعها تم الإعلان عن “لعنة الهولندي” بسبب حالات الوفاة المأساوية وحالات الاختفاء الغامضة، التي ارتبطت بكل من يحاول البحث عن المنجم حيث تم اكتشاف جثة المنقب “جيمس أ.كرايفي” مقطوعة الرأس في جبال الخرافات ومع العثور على بقايا الجثة في أماكن متفرقة.
وفي عام 2009 اختفى شخص يدعى “جيسي كابين” من المهووسين بالبحث عن الكنز، ليتم العثور بعدها على سيارته مهجورة ليستمر لغز اختفائه حتى نوفمبر 2012 عندما، إذ تم العثور على جثته محشورة في شق أرضي من قبل منظمة بحث وإنقاذ محلية، وفي عام 2010 اختفى ثلاثة متنزهون من ولاية يوتا في منطقة الكنز بالقرب من جبال سوبرستيتشن بحثا عن المنجم، وعلى الرغم من كل هذه المحاولات إلا أنه مازال الكنز مفقودا، ولم ينته الحديث عن أكثر الأماكن غموضا، ولنكمل.
بحر الشيطان (مثلث التنين) في اليابان
موقع أخر من أكثر الأماكن غموضا في العالم وهو بحر الشيطان هو لغز وموضوع محير لفت انتباه الكثيرون، واحتار العلماء في محاولة إيجاد تفسير له والذي دوماً ما يرتبط في البحث مع مثلث برمودا وما تردد حولهم من قصص وغرائب مثيرة للدهشة، حيث نطالع الكتب التي تمت كتابتها حولها والتي تتضمن وصفاً وشرحاً لذلك المكان، وكذلك الأفلام الوثائقية التي تتناول قصص حقيقية قد حدثت به وصفت بكونها أعجب من الخيال.
أين يقع بحر الشيطان؟
بحر الشيطان هو ذلك البحر الواقع على ضفاف الساحل الجنوبي لليابان، والذي قيل عنه أنه شديد الخطورة بل قيل عنه بالمعنى الحرفي أنه مميت، ولا يوجد من لم يسمع عن تلك المنطقة بالمحيط الأطلسي التي دوماً ما تختفي بها السفن والقوارب والطائرات المارة بجواره أو عبره دون أن يظهر لها أثر فيما بعد، وللعديد من القرون فقد اليابانيون والصينيون بمياه (منومي) وهي مياه بحر الشيطان عشرات الطائرات والسفن دون مبرر مقنع لذلك.
وكما يعرف باسم بحر الشيطان فإنه يحمل كذلك اسم (مثلث التنين)، وقد تم تحديد موقع بكونه يقع على بعد مائة كيلو متر مربع جنوب مدينة طوكيو، والسبب فب تسميته مثلث التنين ما ورد من أساطير يابانية قديمة تروي عن مجموعة من التنانين كانت تعيش على السواحل اليابانية فيما سبق.
وقد تحدث المؤلف (تشارلز بيرليتز) حول خسائر اليابان لخمس من سفنها العسكرية، بالإضافة إلى مائة من العلماء الذين توجهوا لتلك المنطقة من أجل دراستها كل ذلك قد حدث في غضون عامين فقط وهي الفترة ما بين عام (1952م، 1954م)، وقد افترض العالم (ساندرسون) أن التيارات الباردة والساخنة التي تمر في بحر الشيطان ومنطقة مثلث برمودا تتضمن نقاط ساخنة من الظواهر غير المبررة والتشوهات الفيزيائية الغريبة التي ينسب إليها إليها غالباً تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية، خلق تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية دوامات تجذب الأدوات والأشياء التي تمر بجانبها مما يؤدي إلى اختفائها.
تاريخ بحر الشيطان
تعود تسميته إلى ما يزيد عن ثلاث آلاف عام بل إن شهرته قد تعود إلى فترة ما قبل الإبحار في المحيط الأطلنطي، وقد تم التحدث عنه بالكتب الصينية واليابانية وفي التبت أيضاً، كما يوجد بعض الأساطير تنسب إلى المملكة اليابانية ( SUNG )، والمملكة الصينية القديمة (YUAN) والتي تعد من أقدم الممالك الصينية.
كما ورد الحديث عن بحر الشيطان بأساطير قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل تسعمائة عام قبل الميلاد والتي تحدثت عن تنين يعيش بتلك المنطقة من البحر داخل مبنى موجود أسفل جزيرة صفيرة الحجم بمقاطعة (kiangsu).
وكان هناك تصريحات من حراس الحكومة اليابانية والوزراء مثل تصريح رئيس قوات حرس الحدود اليابانية قائلاً (إن منطقة فرموزا تقع بالقرب من اليابان وسواحل الفلبين تتميز باختلال قوى الجاذبية بها شأنها في ذلك شأن منطقة برمودا، ولذا وجب التنويه بإحاطة الحذر لجميع السفن والقوارب التي تمر من تلك المنطقة بأن تأخذ جميع الاحتياطات نحو هذا الخطر المحيط بالمنطقة)، كما كتبت بعضاً من الصحف اليابانية مثل صحيفة أساهي ولكن لم تلقى تلك الكتابات صدى بالعالم الغربي إلا أن وكالة رويترز العالمية نشرت العديد من التقارير حول اختفاء السفن والطائرات في بحر الشيطان.
بحر الشيطان جغرافيا
تبلغ المساحة التي يشغلها بحر الشيطان حوالي (500 ألف ميل مربع على الأقل)، بالمنطقة التي تعد أكثر احتمالية للتعرض إلى العواصف العنيفة والضربات التي قد تصيب الطائرات والسفن وتتسبب في اختفائها دون سابق إنذار، أكبر أضلاعه من جزيرة يوكوهاما اليابانية شمالاً، بجزيرة جوام بالفلبين جنوباً مروراً بجزيرة أيوجيما، بينما الضلع الأصغر يمتد من جنوب جزيرة جوام إلى مجموعة من الجزر ذات المساحة الصغيرة المعروفة باسم جزر مارينا من الاتجاه الشمالي.
بينما ثالث الأضلع فيمتد من جنوب جزر مارينا حتى جزر يوكوهاما من الناحية الشمالية، وقد وردت العديد من التقارير المختلفة حول مساحة بحر الشيطان وحجمه ولكن التقرير الأخير الذي تم اعتماده هو ما تم وضعه عام (1950م)، وهو ما أشار إلى أن موضع الخطر في تلك لمنطقة يبدأ من على بعد سبعون ميل أي ما يعادل مائة وعشرة كيلو متر من ساحل اليابان الشرقي، والتي تنتهي على بعد ثلاثمائة ميل أي ما يعادل أربعمائة وثمانون كيلومتراً من الساحل الياباني، وبهذه التفاصيل نحن بصدد موقع أخر مثلث الشكل من أكثر الأماكن غموضا، فهل الأمر مصادفة؟.
أشهر حوادث بحر الشيطان
لعل الحادثة الأشهر والتي وقعت في بحر الشيطان هو ما حدث من اختفاء مفاجئ وغير مبرر لحاملتي الطائرات اليابانيتين (شكوكو، تايهو)، واللتان كانتا تحملان على متنهما أعداد من الطائرات الحربية كبيرة قبيل الحرب التي كانت قد نشبت بين اليابان والفلبين، إذ كان ذلك الاختفاء مريباً جداً فلم يتم العثور على أي أثر لتلك الحاملات أو ما كانت تحمله من طائرات.
كما تسبب بحر الشيطان في حادثة هي الأبشع من بين مثيلاتها فيما يتعلق بالطيران المدني على مر العصور والتاريخ حينما تعرضت طائرة تتبع الخطوط الجوية الكورية KAL Flight للقصف من قبل القوات السوفيتية، وهو ما نتج عنه مقتل كافة الركاب الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم مائتان تسعة وستون راكب، وقد نتج ذلك القصف بسبب ما أصاب الملاحة البحرية من شلل عند مرور الطائرة بمنطقة بحر الشيطان، وهو ما جعل سيرها يصبح عشوائياً خارج عن السيطرة إلى أن دخلت بالمجال السوفيتي عن طريق الخطأ مما أدى إلى قصفها من قبل أجهزة الدفاع السوفييتي حينما ظنت أنها طائرة تجسس.
الطريق السريع ١٦ الشهير بطريق الدموع في كندا:
تضم هذه الباقة من أكثر الأماكن غموضا طريق اسمه الرسمي هو الطريق السريع 16، وهو يربط بين برينس جورج وبرينس روبرت في ولاية كولمبيا البريطانية في كندا ويمتد لقرابة 700 كيلومتر، وتمتاز هذه البقعة بهدوئها ومناظرها الطبيعية الجميلة، وتمتاز أيضا بكونها بعيدة عن المدن الكبيرة؛ لذا فأن أجهزة الهاتف الخلوي قد لا تعمل ولا تستقبل أي إشارة في بعض أجزاء هذا الطريق.
معظم أجزاء الطريق تمر بأماكن برية غير مسكونة، لكن هناك بعض التجمعات السكانية الصغيرة التي تعود في الغالب إلى هنود الأنيوت، وهم قبائل من سكان أمريكا الأصليين، يغلب عليهم الفقر، وتعاني مناطقهم من إهمال حكومي، لذا بالكاد تجد واحدا منهم يملك سيارة ينتقل بها إلى المدينة لقضاء حاجاته، مما يضطر معظمهم إلى الوقوف على جانب الطريق بانتظار توصيلة من سائق عابر .
سمعة الطريق بدأت تسوء وانضم لقائمة أكثر الأماكن غموضا. في أواخر ستينيات القرن المنصرم، ومع اختفاء بضعة فتيات ونساء بشكل مفاجئ وغامض، جميع القضايا قيدت ضد مجهول. لا أحد كان يعلم مصير المخطوفين أو ماذا يحدث لهن إلا بعد العثور على جثة فتاة جميلة تدعى ((غلوريا مودي)) ذات الـ 26 ربيعا والتي كانت خارجة من حانة في ويليامز لايك في مساء أحد أيام عام 1969، كانت فرحة وتتراقص بعد أن قضت وقتا جميلا ذلك المساء، لكنها لم تحسب إن تلك الليلة المشئومة ستنتهي بكونها جثة هامدة في وسط مزرعة للماشية، عندها فقط أدركت السلطات حقيقة ما يجري وبأن هناك قاتلا طليقا، وبدأ القلق يدب في نفوس الشرطة والسكان على حد سواء .
ولم يطل الوقت حتى ظهرت جثث جديدة لضحايا أكثر الأماكن غموضا وهم الأتي ذكرهم :
“ميشلين باري” قتلت عام 1970 عن عمر يناهز 18 سنة ووجدت جثتها في مصرف ماء على الطريق السريع 16 وطبعا سجلت القضية ضد مجهول كسابقتها .
“غيل وايس” قتلت عام 1973 وعثر على جثتها في حفرة مغمورة بالمياه .
“باميلا دار ليجنتون” قتلت عام 1973 وعثر على جثتها على قارعة الطريق.
“مونيكا اجنس” ذات الـ 14 ربيعا كانت في طريقها للمدرسة حين شوهدت آخر مرة وبعدها سجلت على أنها مفقودة ولم يأبه لها احد لأن بلاغات الاختطاف أصبحت أمرا روتينيا بالنسبة للشرطة .. ولم يعثر على جثتها إلا في عام 1975 وتبين أنها قتلت خنقا .
“كولين ماك ميسلين” فتاة في الـ 18 عشر من عمرها كانت تطلب توصيلة إلى منزلها على الطريق السريع 16 واختفت , حدث ذلك عام 1974 وسجلت على أنها مفقودة، لكن تم العثور على بقايا جثتها عام 2012 . وبتحليل الجثة تم التوصل إلى مشتبه به رئيسي وهو القاتل الأمريكي ” بوبي جاك فاولر” الذي كان يعشق القيام برحلات بطول شمال أمريكا وعرضها ولديه سجل حافل لدى الشرطة.
ويشتبه في أنه قتل أيضا كل من غيل وايس وباميلا ليجنتون، وقد أثبت تحليل الحمض النووي بأن له علاقة مباشرة بتلك الجرائم، فهل كان هو سفاح الطريق السريع الذي تبحث الشرطة عنه ؟، في الحقيقة لا؛ لأن بوبي ألقي القبض عليه عام 1995 في أمريكا، ولم تتوقف جرائم القتل على الطريق السريع 16 بعد ذلك التاريخ، بل استمرت وزادت وتيرتها، ما حير المحققين والسلطات، فهل كان هناك أكثر من سفاح ؟!.
ويستمر مسلسل القتل .. فتيات يتساقطن واحدة تلو الأخرى ولا أحد يعرف من وراء تلك الجرائم سوى الله. وسط غضب الأهالي وسخطهم على السلطات خصوصا وأن معظم القتيلات كن من سكان البلدات الصغيرة المتناثرة هنا وهناك حول الطريق السريع.
رسميا فأنه بين عامي 1969 – 2011 هناك 21 حالة اختطاف لفتيات شابات، جميعهن باستثناء حالة واحدة، تحت سن الثلاثين، وبعضهن طفلات مثل “مونيكا جاك” ذات الـ 12 ربيعا التي كانت تقود دراجتها الهوائية على جانب الطريق عندما اختطفت، واختفت لسنوات طويلة حتى تم العثور على هيكلها العظمي عام 1995 من قبل احد العمال وتأكد بالفحص المختبري بأن الهيكل يعود لها القاتل، أو المشتبه بالقتل، كان شخصا يدعى جاري تايلور، لكن لم تكن توجد أدلة كافية لأدانته فأطلق سراحه .
في الواقع هناك ناجية وحيدة من حوادث طريق الدموع، وهي فتاة في العشرين من عمرها، قالت بأنها كانت تقف على جانب الطريق تطلب توصيلة عندما توقفت لها شاحنة صغيرة وعندما أقتربت من النافذة لترى السائق حاول سحبها إلى الداخل بالقوة لكنها قاومت وتمكنت من الهرب، الفتاة قالت بأن السائق كان رجل عجوز ذو شعر أبيض طويل، وقد تم تعميم مواصفات الرجل على طول الطريق لكل أحدا لم يبلغ عن رؤيته. فهل كان هو السفاح المسئول عن الجرائم، أو لعله هناك أكثر من قاتل وسفاح.
بعد ما عرضنا عليك عزيزي القارئ أكثر الأماكن غموضا في العالم، نحاول معك الاجابة على السؤال الأبرز وهو لماذا أغلب هذه الأماكن مثلثة الشكل، وترجع الاجابة للمصادفة ليس أكثر، وقد يرجع السبب لأمور جيولوجية تكشف عنها الدراسات والأبحاث في المستقبل القريب. في كل الأحوال نعدكم بإجابة هذا السؤال عندما يكشف العلم النقاب عن تفسيره.