احذر أن تكون ضحية التعلق المرضي ودورة الإساءة.. النتائج كارثية
احذر إدمان دورة الأذي
لا شك أن ظاهرة التعلق المرضي الناتج عن الإرتباط المرضي المؤلم المؤذي والصادم، وهو ما يسمي علميا بال Truma Bonding، هو نوع من الترابط الذي يحدث نتيجة لدورة متكررة من الإساءة، حيث يقوم التعزيز المتكرر للمكافأة والعقاب بخلق روابط عاطفية قوية مقاوِمة للتغيير.
وقع الكثير من الناس ضحايا للتعلق المرضي او الإرتباط المرضي، وبما أننا تحدثنا الأسابيع الماضية في موقعنا عن الإدمان وأنواعه ما بين مخدرات حديثة كيميائية خطيرة مثل مخدر الأيس و ما شابه، فضلا عن إدمان المقاطع الإباحية، فهناك أيضا نوع لايقل خطورة من الإدمان، بل قد يزيد خطورة بسبب عدم ادراك الشخص كم هو ضحية لهذا الإدمان. ما يسمى بإدمان العلاقات المؤذية وإدمان دورة الأذى والتعلق المرضي.
دورة الإساءة والتعلق المرضي
وضع باتريك كارنيس (Patrick Carnes) مصطلح الترابط المؤلم وهو نفسه الإرتباط المرضي لوصف «إساءة استخدام الخوف والإثارة والمشاعر الجنسية وعلم وظائف الأعضاء الجنسية لتضمين شخص آخر». وهناك تعريف أبسط وأكثر شمولية هو أن الترابط الصادم: «ارتباط عاطفي قوي بين المعتدِى والمعتدَي عليه، والذي شكل نتيجة لدورة الإساءة».
تعريف دورة الإساءة وكيفية إدمانها:
دورة الإساءة أو دورة سوء المعاملة (بالإنجليزية: Cycle of abuse) هي نظرية دورة اجتماعية وضعت في عام 1979 من قبل لينور إي. ووكر (Lenore E. Walker) لشرح أنماط السلوك في العلاقة المسيئة.
أجرت لينور إي ووكر مقابلات مع 1500 امرأة تعرضن للعنف المنزلي ووجدن أن هناك نمطا مماثلا من سوء المعاملة يسمى «دورة الإساءة أو الاعتداء». في البداية، اقترحت ووكر أن دورة الاعتداء تصفت السلوك الأبوي المسيطر للرجال الذين شعروا بأن لهم الحق في إساءة معاملة زوجاتهم للحفاظ على السيطرة عليها.
ومنذ ذلك الحين، استبدلت مصطلحات «دورة الضرب» و «متلازمة المرأة المضطربة» إلى حد كبير بمصطلح «دورة الإساءة» و «متلازمة الضحية» على التوالي لأسباب عديدة منها الحفاظ على الموضوعية؛ لأن دورة الإساءة لا تؤدي دائما إلى الإيذاء البدني؛ ولأن أعراض المتلازمة لوحظت في الرجال والنساء، ولا تقتصر على الزواج والمواعدة، ولوحظ ارتباط وثيق بينها وبين التعلق المرضي.
ويستخدم مفهوم دورة الإساءة على نطاق واسع في برامج العنف المنزلي، ولا سيما في الولايات المتحدة.
مراحل دورة الإساءة:
الدورة عادة ما تسير وفقا للترتيب التالي ذكره، ويتم تكرارها حتى يتم إيقاف الصراع عادة من قبل الضحية عن طريق التخلي تماما عن العلاقة أو بأي شكل من أشكال تدخل الغير للمساعدة. يمكن أن تحدث الدورة مئات المرات في العلاقة المسيئة، والدورة الكلية قد تأخذ وقت من بضع ساعات، إلى سنة أو أكثر حتي تكتمل.
ومع ذلك، فإن طول الدورة عادة ما يتناقص بمرور الوقت بحيث قد تختفي مراحل «المصالحة» و «الهدوء»، ويصبح العنف أكثر كثافة وتصبح الدورة أكثر تواترا. أما فيما يخص التعلق المرضي فهي حالة من الإدمان لعدم التخلي عن الشخص المسيء مهما كانت درجة اساءته وهي مرحلة متقدمة أو ناتجة عن دورة الإساءة.
بناء التوتر
يبنى على الإجهاد من ضغوط الحياة اليومية، مثل الصراع على الأطفال، والقضايا الزوجية، وسوء الفهم، أو النزاعات الأسرية الأخرى. كما أنه يبنى نتيجة مرض أو مشاكل قانونية أو مالية أو بطالة أو أحداث كارثية، مثل الفيضانات والاغتصاب أو الحرب.
خلال هذه الفترة، يشعر المعتدي بالتجاهل والتهديد، الانزعاج. الشعور يستمر في المتوسط عدة دقائق إلى ساعات، وقد يستمر عدة أشهر. ولمنع العنف، قد تحاول الضحية تقليل التوتر عن طريق أن تصبح خاضعة وحانية. أو للوقوف على إساءة المعاملة أو التحضير للعنف أو التقليل من درجة الإصابة، وفي حالات أخرى قد تثير الضحية المعتدي، وفي كل الأحوال لا تطلب الابتعاد أو الانفصال نتيجة التعلق المرضي.
العنف الحاد
وتتميز هذه المرحلة بانفجارات عنيفة، وحوادث مسيئة يمكن أن يسبقها إساءة لفظية تشمل الإيذاء النفسي. خلال هذه المرحلة يحاول المعتدي السيطرة على شريكه (الضحية) باستخدام العنف المنزلي. وفي حالة العنف في العلاقات الحميمية، يتأثر الأطفال سلبا من خلال مشاهدة العنف، والنتيجة علاقة أسرية مفككة يملأها التوتر والانزعاج.
المصالحة: شهر العسل
وقد يبدأ الجاني في الشعور بالندم أو الشعور بالذنب أو الخوف من مغادرة شريكه (الضحية) أو الاتصال بالشرطة. فالضحية تشعر بالألم والخوف والإذلال وعدم الاحترام والارتباك، وقد تشعر بالمسؤولية، وكلها مشاعر مختلطة تتداعى نتائجها على الضحية، وما زالت متمسكة بالمعتدي بسبب التعلق المرضي.
تتميز هذه المرحلة بالمودة أو الاعتذار أو بالتجاهل للحادث، وتمثل نهاية واضحة للعنف، مع تأكيدات بأنه لن يحدث مرة أخرى، أو أن يقوم المعتدي ببذل قصارى جهده للتغيير.
وخلال هذه المرحلة قد يشعر المعتدي أو يدعي أنه يشعر بالندم والحزن الشديدين. بعض المعتدين يرحل بعيدا عن الوضع مع تعليق بسيط، ولكن معظمهم في نهاية المطاف سوف يغمر الضحية بالحب والمودة. كما قد يستخدم المعتدي الإيذاء الذاتي أو التهديد بالانتحار لكسب التعاطف و/ أو منع الضحية من مغادرة العلاقة.
وغالبا ما يكون المعتدون مقنعون جدا، وفي ذات الوقت تتوق الضحية إلى تحسين العلاقة، مما يدفع بالضحية إلى البقاء في العلاقة. بالرغم من عذابها تحت وطأة الاعتداء الغاشم والمتكرر، تظل متمسكة بالمعتدي من جراء التعلق المرضي.
الهدوء
وخلال هذه المرحلة (التي غالبا ما تعتبر جزء من مرحلة شهر العسل أو المصالحة) فإن العلاقة تكون هادئة نسبيا وصالحة للسلام. خلال هذه الفترة قد يوافق المعتدي على المشاركة في الاستشارة، ويطلب المسامحة، ويخلق جو طبيعي.
وفي حالة العلاقات الحميمة، قد يشتري المعتدي الهدايا أو يمكن للزوجين أن ينخرطا في ممارسة الجنس العاطفي. ومع مرور الوقت، تصبح اعتذارات المعتدي وطلباته للمغفرة أقل جدية، وتكون موجودة فقط لمنع الانفصال أو التدخل. وتعاد الكرة من جديد، فالمعتدي لا يكف عن اعتدائه ولا الضحية تريد الخروج من عباءة الإساءة نتيجة التعلق المرضي.
ومع ذلك تنشأ صعوبات بين الأشخاص بمرور الوقت لا محالة، مما يؤدي مرة أخرى إلى مرحلة بناء التوتر. وقد يشمل تأثير الدورة المستمرة فقدان الحب أو الازدراء أو الشدة أو الإعاقة الجسدية. قد ينفصل الشركاء الحميمون أو يحدث الطلاق، أو في أقصى الحدود، قد يُقتل شخص منهما.
إدمان دورة الأذي
الارتباط العاطفي المؤذي هو مثل الإدمان تماما فهو مبني علي الأذي والإساءة و الصدمة، كما هو الحال في التعلق المرضي، وكلاهما حالة اجتماعية مؤذية ليس للضحية فقط بل للأطفال كذلك والعائلة بأكملها.
فهي حالة إرتباط عاطفي بشخص مسئ يجعل الضحية في حالة تأرجح بين السلب والإيجاب تارة بالتعزيز الإيجابي والمكافآت وبالإساءة تارة أخرى. بالإضافة إلى سوء المعاملة وتأخذ هذه الإساءة أيضا أشكالا مختلفة ولا تقتصر علي العلاقات العاطفية وحسب.
إذ يستخدم المسيء حلقات مفرغة من التواصل العنيف، ثم يليها تواصل إيجابي معزز ووعود تبقيك في حالة من الولاء النفسي والعاطفي له، وتقود الشخص الضحية إلى فقدان تقدير الذات أولا ومن ثم التضحية برغباتك إلى أن تقع ضحيته وضحية التعلق المرضي.
إشارات قد تدل علي انك في علاقة مبنية علي الصدمة و الإيذاء
١)الشعور بأنك عالق في هذه العلاقة رغم محاولتك جاهدا في تحسين تلك العلاقة.
٢) تنطوي العلاقة علي المعاملة المسيئة على نحو متناوب ومتقطع.
٣) تحاول التركيز علي الذكريات الجيدة بينكما؛ ليكون هذا دليلك علي أنه شخص جيد وربما انت الذي لا تجيد التعامل معه.
٤) تحاول خلق الأعذار له وتجد نفسك تصدق وعوده مرارا وتكرارا؛ لذلك تحاول إبقاء تصرفاته السيئة سرا متغاضيا عنها.
٥) وجود مشاعر عميقة لديك تجاه الشخص المسئ لا تقدر علي التمييز فيما بينهما، هل هي مشاعر ثقة أم حب رغم شعورك بالحيرة و عدم استقرار مشاعرك تجاهه لا يمكنك المغادرة بعيدا.
٦)علاقة متشابكة ومعقدة وتنطوي على العديد من وعود الطرف المسيء، مثل سأتغير أعدك بذلك.. سأتوقف عن إيذائك.. سوف أجد عملا جيدا.. وأتحمل المسؤولية.. ستكون الأمور علي ما يرام أعدك بذلك.
٧) شعورك الداخلي بأنها علاقة سيئة وسامة وانك تدمن هذه العلاقة بالتعلق المرضي، ولكنك تحاول جاهدا التركيز على الأمور الإيجابية فيها أو على اعتقادك بأن الشخص الأخر سوف يتغير ولذلك هو شخص جيد.
٨) غالبا ما ينصحك أصدقائك أو فردا من عائلتك بالتخلي عن هذا الشخص المسيء، ولكنك تجد نفسك تدافع عنه بشراسة وغالبا ما يكون نتيجة التعلق المرضي.
٩) تفكر فعليا بترك العلاقة والفرار منها ولكن عندما تشرع في التنفيذ تشعر بالتعب الجسدي لمجرد التفكير بذلك.
١٠) تجد نفسك مرتبطا بهذا الشخص و فكرة انفصالك عنه تمثل لك دمارا كبيرا وخسارة لا يمكن تعويضها. وكلها اشارات وعلامات على أنك ضحية الإرتباط المرضي أو التعلق المرضي.