دراسة جديدة: ارتداء النظارة الطبية يحميك من الخرف
كيف تحميك النظارة الطبية من الإصابة بالخرف؟
خلصت دراسة جديدة إلى أن ارتداء النظارات يمكن أن يقي عشرات الآلاف من الأشخاص من الخرف، إذ يمنع واحدة من كل خمس حالات من الإصابة بالمرض الأخطر في وقتنا الحاضر، والذي ينتشر حول العالم بشكل مثير للرعب، ويؤثر على حياة العديد من الأشخاص في كل بقاع الأرض.
يقدر الباحثون في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة أن مشاكل الرؤية غير المثبتة تلعب دورًا هامًا، لدرجة تصل إلى حالة واحدة من كل خمس حالات بنسبة – 19 في المائة-، إذن عدم ثبات الرؤية يسبب مرض الخرف بطريقة ما سنعرفها في طي السطور التالية.
وفق ما ورد في صحيفة “ذا صن” البريطانية، يعاني حوالي مليون بريطاني من الخرف، والمرض آخذ في الارتفاع حيث يعاني الكثير منا حتى سن الشيخوخة، ويمكن الوقاية من حوالي نصف الحالات، والأمر سهل للغاية وهو ارتداء أدوات السمع والنظارات، والذي يعد أمرًا ضروريًا للأشخاص الذين يحتاجون إليها.
علاقة النظارة بمرض الخرف
يؤدي فشل الحواس إلى إهدار الدماغ؛ لأنه يتلقى معلومات أقل، بالتالي يزيد من تفاقم الأعراض عند تحويل الجهد من الذاكرة أو التفكير إلى محاولة السمع أو الرؤية، وهو الأمر المرهق للدماغ بطبيعة الحال.
واستخدمت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة JAMA Opthalmology، السجلات الطبية لـ 2767 شخصًا فوق سن السبعين في الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدت زيادة خطر الإصابة بالخرف، لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر غير مصححة.
يمكن تصحيح معظم مشاكل البصر
وقال مؤلف الدراسة جيسون سميث: “بما أن ضعف البصر شائع بين كبار السن، فإن نسبة الخرف المنسوبة إليهم قد تكون كبيرة. والأهم من ذلك، أن أكثر من 90% من حالات ضعف البصر يمكن الوقاية منها أو تصحيحها.”
حيث يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، إبطاء وتيرة التدهور أو إصلاحه بالحرص على ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة أو الجراحة أو الأدوية. يُعتقد أن واحدًا من كل 10 أشخاص فوق سن الخمسين في المملكة المتحدة يعاني من مشاكل في الرؤية لم يتم علاجها وعدم تصحيحها.
وقدرت الأبحاث السابقة أن البصر لا يمثل سوى أقل من خمسة في المائة من الحالات، لكن التقدير الجديد رفع الرقم بين خمسة و19 في المائة.
وأضاف سميث: “إن معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل هي أولوية للوقاية من الخرف”. وقالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: “لا يزال الباحثون لا يفهمون بالضبط مدى ارتباط مشاكل الرؤية غير المصححة وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
“تشير هذه الدراسة إلى أن القدرة على التمييز بين الظل واللون، هي أفضل مؤشر للخرف وأكثر من مجرد قياس القدرة على رؤية الأشياء عن بعد. فهناك حاجة مُلحة إلى مزيد من الأبحاث والأهم زيارة أخصائي العيون بانتظام.”
14 طريقة لتقليل مخاطر الإصابة بالخرف
التوصيات الـ 14 التي وضعتها لجنة لانسيت 2024 هي:
- التعليم الجيد والتحفيز الذهني في مرحلة البلوغ.
- المعالجة السمعية لفقدان السمع.
- علاج الإكتئاب.
- حماية الرأس في التمارين الرياضية التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- ممنوع التدخين.
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- تقليل ارتفاع نسبة الكولسترول.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم.
- تقليل استهلاك الكحول العالي.
- معالجة العزلة الاجتماعية في سن الشيخوخة.
- الاختبارات والنظارات لمنع فقدان البصر.
- منع مرض السكري.
- تقليل تلوث الهواء.
دراسات أخرى
في عام 2021، كشفت دراسة حديثة لمركز جاما لطب العيون عن وجود علاقة بين مشاكل ضعف النظر لدى كبار السن في الولايات المتحدة وإصابتهم بالخرف. وأظهرت نتائج الدراسة وجود إصابة بين جميع أنواع مشاكل الإبصار، مثل قصر النظر وطول النظر وحساسية تباين الألوان، واحتمالية أكبر للإصابة بالخرف أو ألزهايمر.
وشملت الدراسة بيانات من 2967 شخصا أعمارهم لا تقل عن 71 عاما. وتم جمع هذه البيانات سنويا عبر مقابلات في المنازل، وتم بدء العملية عام 2015، والعمر المذكور في السابق للمشاركين كان عام 2021.
وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة أوليفيا كيلين إن افتراضنا لوجود علاقة بين مشاكل النظر والخرف يعود إلى وجود دراسات سابقة أشارت إلى وجود مثل هذا الارتباط.
وأضافت أن “صحة العين وصحة العقل ترتبطان بشدة لدى كبار السن”، كما أوضحت أن الدراسة “فريدة” من نوعها، لأنه تم فيها اختبار الرؤية لكل المشاركين في الدراسة، وهو ما سمح بتحليل الارتباط بين حالة النظر والخرف. ولفتت كيلين أيضا إلى أنه على الرغم من تلك العلاقة، فإن الأخبار الجيدة تكمن في أن مشاكل النظر يمكن معالجتها.
وذكرت كيلين أنه بذلك قد يكون علاج مشاكل الإبصار مفتاحا رئيسيا لتقليل خطر الإصابة بالخرف، كما أكدت أن الوقاية عامل أساسي لتحسين النتائج البصرية أو المعرفية.
وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب العيون بأن يخضع كبار السن، الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، لفحوصات نظر روتينية كل عام أو عامين.