عائلتي

الأنمي والمانجا.. انتبهوا للخطر القادم على أطفالنا!

من منا لا يسمع عن الأنمي والمانجا، وكلاهما يعبر عن الأفلام الكارتونية بمعناها القديم، قبل أن تتطور إلى كلمات أخرى انتشرت كالنار في الهشيم في الأونة الأخيرة.

قبل أن نتطرق للخطر الكامن بداخل الأنمي والمانجا على أطفالنا، يتعين علينا أولا شرح هذه المصطلحات؛ حتى يسهل علينا مناقشة المخاطر التي يتعرض لها هذه الأجيال والأجيال القادمة.

الأنمي

الفرق بين الأنمي والمانجا

تعد المانجا مصطلح واسع جدًا يشمل الروايات والقصص المصورة اليابانية، حيث تُنشر معظم المجلدات بدون ألوان (باستثناء الغلاف). أما الأنمي، فهو مصطلح واسع يشمل الرسوم المتحركة اليابانية (الأفلام والمسلسلات التلفزيونية)، مع أن الكثيرين يعرفون الأنمي كنسخة متحركة من سلسلة مانجا موجودة.

أما البوكيمون فتعود بداية قصته للعبة تسمى البوكيمون إلى التسعينات عندما اخترعها شاب يعيش في طوكيو كانت هوايته تجميع الحشرات، خاصة الخنفساء والمخلوقات الأخرى المتواجدة في الحقول والغابات و البحيرات اسمه “ساتوتشي تاجيري” وكانت شخصيته انطوائية ولم يكن منسجما كثيرا مع غيره، ومصاب بمرض التوحد، كما لم يكن يحب المدرسة.

و لم يتوقع أحد النجاح لتاجيري، حتى بعد أن تمكن بعد ست سنوات من المحاولات من اختراع اللعبة الظاهرة التي استحوذت على تفكيره إلى حد مقلق، حيث كانت وحوش تاجيري تمتلك ميلا ونزوعا نحو الطفولة، و هي إلى حد كبير تشبه صاحبها الذي يبلغ من العمر 34 عاما فهو بوجهه البريء وصوته الخجول وجسمه النحيل الشاحب أقرب إلى الطفل منه إلى الرجل.

كان الطفل «ساتوشي تاجيري» يهوى جمع الحشرات المختلفة والغريبة والاحتفاظ بها كنوع من أنواع التسلية، وفي الثمانينات من القرن الماضي أنشأ شركة «Game Freak» والتي من خلالها ابتكر وصمم لعبة «البوكيمون» على أجهزة «Game Boy» وطورها، وقامت «Nintendo» بتولي التوزيع والنشر، وتوالت بعدها الابتكارات الأخرى فظهر مسلسل الأنمي، وكتب الكوميكس اليابانية المعروفة باسم «مانجا».

الأنمي

الفرق بين الكوميكس والمانجا

يمكن القول إنه لا توجد فروق أساسية بين الكوميكس والمانغا، فكلاهما قصص رسوم مصوّرة، ولكن لأن الكوميكس نشأت وحققت شعبيتها وانتشارها تحديدا في الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغربية، فقد اتخذت روحا وطابعا فنيا ذا سمات غربية، فيما تأتي المانجا من مدرسة مختلفة كليا تستمد خصائصها من الثقافة والفن الياباني.

عادةً ما تكون المانجا مطبوعة بالأبيض والأسود، وهذا على عكس الكوميكس الغربية التي غالبا ما تُطبع بالألوان، كما أن المانغا تتسم بالبساطة في الحوار والرسوم، وهذا على عكس الكوميكس التي تتسم جملها الحوارية بالطول النسبي ورسومها بالتفاصيل.

ليس هذا فحسب، بل إن قصص المانجا تكون أطول بكثير من قصص الكوميكس وتُنشر في المجلات أولا ثم تُطبع منفردة، وتُقرأ المانجا كالمجلات العربية من اليمين إلى اليسار، وهذا

تتميز الشخصيات في الأنمي غالبا بعيون واسعة وتصفيفات شعر كبيرة، مع الميل لاستخدام تعبيرات وجه شبه ثابتة في مواقف محددة، فمثلا عند الإصابة بالحرج تحمر الوجنتان وتظهر قطرة عرق كبيرة على الوجه، وإن شعر بالغضب تتحول الأنف إلى بقعة حمراء كبيرة.

اقرأ أيضا:

لماذا ننسى الأحلام وهل يحلم الجميع بالألوان؟

طاقة الظل الروحية والعلمية.. هل الظل مخلوق؟

تتناول قصص الأنمي مختلف أنواع المواضيع، ولكنها غالبا ما تميل إلى الدراما والتراجيديا ونادرا ما تتجه إلى الكوميديا، وهذا على عكس الرسوم المتحركة الغربية التي كثيرا ما تدور في إطار كوميدي.

بدأت اليابان استخدام الأنمي في الإعلانات منذ بدايات القرن العشرين، ثم توسعت تدريجيا في إنتاجها دون أن تكون لها هوية مميزة، حتى بدأ أوسامو تيزوكا إخراج أفلام الأنمي في ستينيات القرن الماضي، ليجعل له بصمة استثنائية استمرت حتى يومنا الحالي.

انتشرت مسلسلات الأنمي في دول العالم بدبلجات مختلفة في نهايات القرن العشرين، وهناك مسلسلات بعينها -مثل “غرندايزر” و”كابتن ماجد” و”ساندي بل” و”بوكيمون”- كانت قد انتشرت في عالمنا العربي نظرا لعرضها في قنوات الأطفال بدبلجة عربية، على عكس أفلام الأنمي التي لم تعرف طريقها إلى الشاشات العربية بعد، ولا يعرفها الكثيرون سوى من خلال عالم الإنترنت.

مع بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت أفلام الأنمي تنال بعضا من شهرة المسلسلات، وأصبح محبو أفلام الأنمي على دراية كاملة بأهم الأفلام مثل “جاري توتورو” و”شبح في القوقعة” و”الفتاة التي قفزت عبر الزمن”، وبأشهر مخرجيها مثل مامورو هوسودا وهاياو ميازاكي وماكوتو شينكاي، بل أصبحت الأستوديوهات المتخصصة في صناعة الأنمي -مثل غيبلي وماد هاوس- لها نفس وقع أسماء مثل ديزني وبيكسار.

ظهر فن المانجا في اليابان منذ القرن التاسع عشر، وبدأ في تحقيق رواج تجاري كبير بين القراء المحليين منذ منتصف القرن العشرين، وهو الرواج الذي استمر في التصاعد حتى بلغت مبيعات كتب المانجا في اليابان نحو سبعة مليارات دولار في عام 1995.

أما في العالم العربي، فإن المفاجأة هي أن أولى قصص المانجا المترجمة إلى العربية لم تصدر سوى في العام الماضي، لتأتي متأخرة بأكثر من ثلاثين عاما عن مسلسلات الأنمي التي تمت دبلجتها منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ويعود الفضل في فتح باب ترجمة المانجا اليابانية للعربية إلى الدكتور ماهر الشربيني الذي ترجم الأجزاء الأولى من سلسلة “جن الحافي” المكوّنة من عشرة أجزاء، ولا يزال يعمل على ترجمة الأجزاء الباقية.

ترجمت “جن الحافي” التي ألّفها ناكازاوا كيجي إلى أكثر من عشرين لغة قبل ترجمتها إلى العربية، وتدور السلسلة حول اليابان إبّان الحرب العالمية الثانية من خلال عائلة “جن” الذي يناهض والده الحرب وتعاني أسرته من الفقر قبل إسقاط الولايات المتحدة القنبلتين اللتين غيرتا مصير اليابان.

الخطر الداهم

يكمن الخطر الداهم في الأنمي؛ لما يحدث بها من تأثيرات بصرية بالإضافة إلى العنف الدموي، والنتيجة تأثيرات كبيرة تفوق التخيلات. مثال على ذلك ما حدث في يوم 16 ديسمبر عام 1997، وهو يوم عرض الحلقة 38 من أنيمي بوكيمون وتتضمن مشهد مدته 4 ثواني فقط، تحدث به ومضات متكررة ومتقطعة باللونين الأحمر والأزرق.

الأمر الذي حفز ما يسمى بحساسية الصور المتقطعة عند الأشخاص الذين يشاهدون الحلقة، وهذه الحالة خطيرة للغاية، وأثرت على 700 طفل في اليابان، أصيبوا بنوبات صرع وفقدان وعي وتشنجات، بما يعرف وقتها بصدمة البوكيمون، وعليه تم منع هذه الحلقة من العرض وحذفها من المسلسل.

توقف عرض المسلسل في اليابان لمدة 4 أشهر كاملة، ليس ذلك فحسب، بل وجد المحللون أن الظلامية الشديدة والكآبة في الأنمي قد تقود بعض المشاهدين إلى الإنتحار، وهو ما حدث في اليابان حيث انتحر شابان في اليابان بعد مشاهدة انيمي يدعى ايفنجيلن.

في عام 2010، تكررت الحادثة مع شاب ياباني أخر ترك رسالة قبل انتحاره، تفيد بأنه انتحر بسبب أنيمي يسمى ديدريوت ميدال سيتي، بالرغم من أنه أنيمي مشوق وممتع، إلا أنه قد يعجل بنهاية حياة من يراه. نأتي للحديث عن المسلسل الأشهر من مسلسلات الأنمي وهو attack of titan”، فعندما تشاهد شخصية وتتعلق بها بشكل مرضي، وهو ما يسمى بحالة نفسية تسمى “fictionofilla، وهو مستوى أعلى من التعلق العادي بالمحتوى.

إذ تنشأ علاقة حب بين الشخص وشخصية بعينها من مسلسل الأنمي، لدرحة جعلت من شاب ياباني الزواج من شخصية من الأنمي، حيث تم تصميم الشخصية بالهولوجرام واستمر الزواج 4 سنوات كاملة، وبسبب عدم التحديث للشخصية من قبل الشركة انتهى الزواج!.

وهناك العديد من المخاطر نسردها في السطور التالية:

  • الإدمان: قد يؤدي الإفراط في مشاهدة الأنمي إلى الإدمان، مما يؤثر على أداء الطفل في الدراسة والأنشطة الأخرى.
  • تأثير العنف: بعض أفلام الأنمي تحتوي على مشاهد عنف قد تؤثر سلبًا على سلوكيات الطفل.
  • الأفكار الخاطئة: قد تزرع بعض أفلام الأنمي أفكارًا خاطئة لدى الطفل حول العلاقات الاجتماعية والقيم الأخلاقية.
  • قلة الحركة: قد تؤدي مشاهدة الأنمي لساعات طويلة إلى قلة الحركة والنشاط البدني لدى الطفل.
  • صعوبة التركيز: قد يواجه الطفل صعوبة في التركيز على الدراسة والمهام الأخرى بسبب الإدمان على مشاهدة الأنمي.

الأنمي

دراسة صادمة

أجريت دراسة عام 2022 على 208 مشارك، 75 من الأولاد و133 من البنات، وتم مشاهدة أنمي واحد من قبل المشاركين في الدراسة، وكان الفيلم إباحيا، وكان التحدي مع الأفلام الإباحية العادية، أنها تؤثر على خيال من يراها لما سيقوم بممارسته في فترة معينة من حياته، فما بالك بهذه التأثيرات الناتجة عن فيلم كارتوني.

بالرغم من نجاح الأنمي في اليابان وتصديرها للعالم، وأنها من أنجح الصناعات في اليابان، وأنها أيضا مصدر للسياحة، حيث يزورها الملايين من السائحين المحبين للأنمي في العالم لمشاهدة هذا النوع من الفن وقت عرضه في السينما، لكنه من ناحية أخرى يؤثر على الأجيال الصاعدة ويزيد من العنف لدى الأطفال.

لذلك، ننصح الآباء بمراقبة ما يشاهده أطفالهم من الأنمي، وانتقاء الصالح منها والذي يدعو للقيم الأخلاقية مثل التسامح والتعايش السلمي، واختيار المحتوى اللائق بحضارتنا وأخلاقنا، وحث الطفل على مشاهدة ما يعزز في نفسه روح التعاون والتحدي نحو الأفضل.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!