منوعات

البشرية مقدمة على الإنسانية.. ما الفرق بين البشر والإنسان؟

قد نتخيل أن الإنسان هو البشر وأن المعنى للكلمتين واحد، لكن في الحقيقة هناك فرق كبير بين الإنسان والبشر، فالبشر هو الوجود البيولوجي، والإنسان هو الوجود المعرفي لهذا البشر، أي أن البشر يعبر عن الجسد فقط.

معنى الإنسان في اللغة العربية

في اللغة العربية معنى «إنسان» من قبل علماء اللغة، فقال البعض أن الكلمة مشتقة من «النسيان»، لطبيعة الإنسان كثيرة النسيان، ومنهم من قال أن الكلمة مشتقة من «الإيناس» أي الرؤية والبصر لتمييز الإنس عن الجن غير المرئيين، وقيل أنها مشتقة من كلمة «الانس» من الونس لإيناس البشر للأرض.

ويُعرف الإنسان باللغة العربية على أنه: “الكائن الحي الذي يمتلك مجموعة من القدرات والأفكار والاستنتاجات التي يتميز بها عن غيره من الكائنات”، أيضًا قد يُعرف لفظ الإنسان في الاصطلاح على أنه: “كائن حي اجتماعي يمتلك العديد من الحقوق وتُفرض عليه مجموعة من الواجبات.

الفرق بين الإنسان والبشر الإنسان

وذلك باعتباره يمتلك شخصيّة قانونية”، وقد يمتلك كل إنسان هوية تُميزه عن غيره من أقرانه، ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ لفظ الإنسان لا تقتصر فقط على الإنسان البالغ، بل أيضًا تُطلق على الطفل بمجرد ولادته، وعلى ذلك يُمكن تعريف الإنسان بأنه: “الكائن الحي الذي خرج إلى العالم”.

معنى مفهوم البشر

سنوضح هنا مفهوم البشر، إذ يشير مصطلح البشر، وهو عبارة عن اسم، وقد يُقال آدم أبو البشر؛ أي أنَّ جميع البشر خلقوا من صُلبه، وقد يُقال أيضًا أنَّ الأنبياء هم صفوة البشر؛ بمعنى أنهم خير البشر وأطهرهم، ومُطلح البشر يُطلق على الإنسان سواء أكان الذّكر أم المؤنث، وقد يُثنى ويجمع أيضًا على نحو أبشار، فالطبيب البشري هو الذي يقتصر علاجه على مداواة الأشخاص.

وذلك على خلاف الطبيب البيطري الذي يتولى أمر مُعالجة الحيوانات، ويجدر الإشارة إلى أنَّ مصطلح البشر يرمي إلى معنى حسن الهيئة والمظهر، وذلك فهو مشتق من كلمة البشارة التي تعني الجمال، وبناءً على ما سبق ذكره فقد تم تسمية الإنسان على أنه بشرًا دلالة على أنّه أحسن من الحيوان في الهيئة والمظهر والشكل.

ظهور مصطلح الانسان

أصبح لفظ الإنسان المصطلح المتفق عليه لفظاً وكتابةً مع الإنسانية، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي، ويُعرف الإنسان على أنه الرئيسيات الحاملة للثقافة، وهو يتصل بالقردة العليا تشريحياً، ولكن دماغه أكثر تطوراً، كما يتميز بقدرته على الكلام والاستدلال، ويمتلك جسداً منتصباً يحتوي على الأطراف التي تمكنه من التحرك.

معنى كلمة البشر

البشرة: ظاهر الجلد، والأدمة: باطنه، ويطلق لفظ بشر وأبشار، وعبر عن الإنسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر، بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف أو الشعر أو الوبر، واستوى في لفظ البشر الواحد والجمع.

ويقال إن البشر هو الإنسان. وهذا غير صحيح؛ فإذا كان “إنسان” اسم جنس، فإن “بشر” صفة له. ويصح القول: بشريّ ، منتسبا إلى بشر.

ولعل رأي القرطبي أقربَ إلى معنى (بَشَر) كما تشف عنها المعاني القاموسية للكلمة، في دلالتها على: ما يظهر، أو نراه مباشرة بالعين، أو الذي يتعامل هو مع يراه ظاهرا.
لذلك يُقال للبشريِّ: شخص .. لشخوصه، أي لامتثاله وظهوره أمام الأعين.

والفعل “شَخَصَ” ـ في القاموس ـ يعني: ظهّرَ، ولا يُقال للفرد من الجن أوالملائكة: شخْصٌ أو بشري، لأنه لا يُرى، ولا يظهر، وليس له طبيعة مادية كثيفة مجسدة.. وكأن الله ـ سبحانه ـ في خطابه إلى الملائكة أراد بقوله “بشر” أن يحدد صفة مختلفة عن مخلوقه الجديد، ليست في الجن والملائكة.

الإنسان الفرق بين البشر والإنسان

الفرق بين الإنسان والبشر

لدينا عدد كبير من الأشخاص، لكل منهم ثقافته، ولغته المختلفة عن الآخر، تم تجميعهم من جميع جنسيات العالم، وتم وضعهم فجأة مع بعضهم في بيئة جديدة عليهم، ليس فيها أحد غيرهم، وتركناهم يمارسون الحياة فيها”.
لاشك أنهم في هذه المرحلة “بشر” ، وليسوا “ناس”، ولن يصح استخدام “ناس” لتوصيفهم إلا بعد أن تحدث بينهم الإناسة.

والمقصود بالإناسة: الدخول في الاستئناس ببعضهم والمؤانسة فيما بينهم، وهذا لن يحدث بغير لغة مشتركة للتخاطب والتفاهم، وعلاقات للتعايش والتزاوج وتبادل المصالح والمشاعر، ونظام وقواعد متعارف عليها لهذه العلاقات. أو بالمعنى: يصلح إطلاق مسمى “مجتمع” عليهم.

ولذلك نقول: ليس كل بشر إنساناً، ولكن كل إنسان بشر. فالبشرية مقدمة على الإنسانية في الظهور، والإنسانية تالية على البشرية. وإذا كانت “بشر” تدل على الهيئة فإنما تدل على الكائن الحي الذي يُسمى بشر، أما “إنسان” فإنها تدل على طبيعته من حيث كونه كائناً اجتماعياً، لا يعيش بغير إناسة.

ولذلك لم يقل الله للملائكة: “إني خالق إنسانا من طين” ولكن قال ـ سبحانه ـ “إني خالق بشرا من طين”، ذلك لأن الإناسة مرحلة تالية في تاريخ البشرية.

الإنسان في القرآن الكريم

في القرآن الكريم تنوع لاستخدام المفردة بين ثلاث صيغ: (الإنسان .. الناس .. الأناسيّ) ومن أمثلة ذلك:
(1)    “وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا  لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا” (الفرقان / 48، 49) والأناسيّ : جمع إنسيّ ، وهو مرادف إنسان . فالياء فيه ليست للنسب . وجُمع على فَعالِيّ مثل كُرسي وكَراسِي.  ولو كانت ياؤه للنَسب لَجُمع على أنَاسِيَةٍ كما قالوا : صيرفي وصيارفة . ووصف الأناسيّ بـ {كثيرا} لأن بعض الأناسيّ لا يشربون من السماء مباشرة.

ورغم أن “الإنسان” مفرد “الناس” إلا أنها تأتي هنا للعموم، ويدل على عموميتها الآية التي بعدها، التي يقول الله تعالى فيها:”إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا.

ويمكننا أن نستعرض المعاجم اللغوية، لنطالع ما جاء بها عن الإنسان. الإنْسَانُ:  أصله (أناسين) وهو الكائن الحيّ المفكر ، قادر على الكلام المفصَّل والاستنباط والاستدلال العقليّ، يتميّز بسموّ خلقه.. و(إنسان) اسم جنس ، والاسم  يقع على الذَّكر والأنثى من بني آدم ، ويطلق على المفرد والجمع.. وجمعه: أناسي وأناسية وآناس، وناس.

هذا ما عثرنا عليه واستخلصناه من العديد من المعاجم. أما “لسان العرب” فقد بدت مادة (أنَسَ) مادة متسعة جدا، سنحاول أن نقتطف منها  في حدود ما يخدمنا في البحث عن معنى كلمة “الإنسان” ولماذا هذا الاسم تحديدا.

يقول صاحب اللسان: يعني بالإِنسان آدم ، والجمع الناس، مذكر. ولعل هذا التعريف غير دقيق، فآدم هو الإنسان الأول وليس كل الناس. ويتابع صاحب اللسان:  الإنسان: يقال للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ ولا يقال إِنسانة، والعامة تقوله.

وأَصله إِنْسِيانٌ ، وفي الجمع: أَناسينُ  مثل بُسْتانٍ وبَساتينَ، وروي عن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، أَنه قال: إِنما سمي الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِليه ، فَنَسيَ، و قال أَبو منصور: إِذا كان الإِنسان في الأَصل إِنسيانٌ، فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْيان ، وقيل أيضاً: فِعْليانٌ من الإِنس والأَلف فيه فاء الفعل.

قال الداعية الشيخ محمد العربي إن كلمة “إنسان” وردت فى القرآن بـ 43 سورة فى كتاب الله جميعها “مكية” ما عدا “6 سور” منها لم تكن مكية، أما كلمة “بشر” فجاءت في 23 سورة في كتاب الله، وجاءت الكلمتين بشكل متساوٍ في 14 سورة.

وأوضح العربي من خلال برنامج “المسلمون يتساءلون” المذاع اليوم عبر فضائية “المحور” أن معنى كلمة “إنسان” لها دلالات عند ذكرها في القرآن الكريم عند الحديث عن (عموم الإنس) فعلى سبيل المثال قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}، وكذلك ذكر كلمة “الإنسان” في موضع (الذم): {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.
وكذلك ذكرها عند الشعور (بالجحود والذم) من الإنسان إلى الله كما جاء في حديث المولى عز وجل عن العاصي بن وائل السهمي وهو من سادات مكة فهو واحد الصحابي عمرو بن العاص وكذلك هو خال الصحابي الفاروق عمر بن الخطاب وهو واحد من الذين أنكروا البعث والحساب فيتحدث القرآن على لسانه قائلاً: {وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا}.
وأضاف الداعية أن كلمة “بشر” فلها هى الأخرى دلالات عند ذكرها في القرآن الكريم فتأتي بالعموم بمعنى “البشر والظهور” وذلك في حديث المولى عز وجل عن المؤمن على لسان النبى صلى الله عليه وسلم {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}، وكذلك حديث المولى عن بشر مكتمل الهيئة فى قصة السيدة مريم العذاء عندما جاء سؤالها فى قول الله: {قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}، وأيضاً ذكر الله عن “الفوق الإيمانى والظهور والطاعة” فى قوله تعالى: { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.
نخلص مما سبق أن هناك فروق جوهرية بين البشر والإنسان، وعلينا أن نعي هذه الفروق جيدا، كي نفهم طبيعة كل مصطلح ومعناه الحقيقي.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى