منها التحدث أثناء النوم.. تعرف على اضطرابات النوم المختلفة وطرق علاجها
تعرف علي أنواع اضطرابات النوم
لا شك أن النوم هو وقود الحياة، يمنحنا الصحة العقلية والجسدية كما يجب أن تكون، وفوائد النوم الصحي للعقل ولوظائف الجسم لا تعد ولا تحصى، فهو الأيقونة الحياتية التي يستطيع الجسم بها مواصلة مهامه اليوميه، وتعزيز قدرته على العيش بصحة جدية وعقل صافٍ قادر على الاستيعاب والإبداع. في المقابل هناك أنواع عديدة من اضطرابات النوم سنرصد أنواع منها والمشاكل الصحية المرتبطة بالنوم غير الصحي أو خلل النوم وأبرزها التحدث أثناء النوم والتي تعد مشكلة مؤرقة للجميع.
التحدث أثناء النوم نوع من إضطرابات النوم أقل شهرة من مشكلة المشي أثناء النوم، لكنها تحدث للعديد من الأشخاص بنسبة كبيرة، ولا يلتفت لها أحد أو يسعى لمعرفة أسبابها وعلاجها. الأمر الذي جعلنا في الداديز نتناول هذه المشكلة الصحية ونسلط عليها الضوء.
تعريف أضطرابات النوم:
هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على قدرة الشخص على النوم بشكل طبيعي ومنتظم. تتنوع هذه الاضطرابات من حالات بسيطة مثل الأرق المؤقت إلى حالات أكثر خطورة مثل فقدان النوم المزمن.
يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة والعمل والعلاقات الشخصية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
أنواع اضطرابات النوم:
أولا: الأرق المؤقت: يحدث الأرق عندما يجد الشخص صعوبة في النوم لفترة مؤقتة نتيجة للضغوط النفسية أو الظروف البيئية.
ثانيا: إضطراب النوم السطحي: يصيب هذا النوع من الاضطرابات الشخص بصعوبة في البقاء نائما لفترات طويلة متتالية، أو بالشعور بالاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل.
ثالثا: فقدان النوم المزمن: يحدث هذا الاضطراب عندما يستمر الشخص في الدخول بصعوبة في النوم لفترة طويلة من الزمن، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والجودة الحياتية.
رابعا: اضطرابات التنفس أثناء النوم: مثل فقدان التنفس المؤقت، والتي تتضمن انقطاع التنفس لفترات قصيرة خلال النوم، مما يؤثر على جودة النوم ويزيد من خطر الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
ما هي أسباب اضطرابات النوم؟
العوامل البيولوجية: مثل التغيرات في نمط النوم مع التقدم في العمر، والاضطرابات الهرمونية.
العوامل النفسية: مثل القلق، والتوتر، والاكتئاب، والضغوطات النفسية.
العوامل البيئية: مثل الضوضاء، والإضاءة الزائدة، وظروف النوم غير المريحة.
من المهم التحدث مع الأخصائي إذا كانت اضطرابات النوم تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، فقد تقدم الاستشارة والعلاج المناسب؛ لتحسين نوعية النوم والحفاظ على الصحة العامة والعافية.
اضرابات أخري للنوم أكثر غرابة و أقل شيوعا
إضطرابات نوم أكثر غرابة
على الرغم من أنّ الحديث أثناء النوم شائع بشكل خاصّ، إلّا أنّه مجرد مثال واحد من اضطرابات النوم، والتي تسمى أيضا الخطل النومي (Parasomnia)، وهي مجموعة متنوّعة من السلوكيات غير الطبيعية المتعلقة بالنوم.
قد تتأثر جودة حياة المصابين بهذه الاضطرابات، والّتي تتضمن الأرق (Insomnia)، النوم القهري(Narcolepsy) حيث يعاني المصابون من نوبات من النعاس الشديد، انقطاع النفس النوميّ (Sleep apnea)، الكوابيس، الشلل النومي أو التبول اللاإرادي.
لا تؤثر الاضطرابات الأخرى عادةً بشكل مباشر في دورة النوم أو جودته، لكنّ بعضها قد يزعج الآخرين على سبيل المثال، الشخير، صرير الأسنان، وايضا قد تزعج النائم نفسه مثل تنمل الساقين والشد العضلي للساق، أو حتى حالات تسبب الحرج للشخص النائم مثل التحدث أو المشي أثناء النوم.
عادةً ما يتحدث الناس لفترة قصيرة فقط، تدوم لثانية أو ثانيتين. وفي حالات نادرة، قد يستمر الكلام حتى نصف دقيقة، ولكن هناك أيضا أشخاص قد يتحدثون عدّة مرات خلال ليلة واحدة. إذ تتعدد مواضيع المحادثة، بحيث تكون في بعض الحالات مسيئة وتتضمن الشتائم والصراخ.
بينما في الكثير من الأحيان تتكوّن من غمغمة لا معنى لها أو حتى ضحك. بالإضافة، قد يكون الحديث في بعض الأحيان مرتفعا بدرجة كافية لإيقاظ الزوج أو الزوجة، وأحيانا أيضًا النائمين في الغرف المجاورة.
المشي أثناء النوم
هو أحد اضطرابات النوم التي تنتمي لعائلة الخلل النومي، ويمثل هذا الاضطراب حالة مختلطة من النوم واليقظة، حيث يقوم المصاب بالاضطراب بأداء وظائف أو أعمال عادة تحتاج إلى حالة كاملة من الانتباه واليقظة، مثل التحدث، الجلوس في السرير، المشي تجاه الحمام، قيادة السيارة، الإيماءات العنيفة، الانتحار والقتل!.
التحدّث بصوت عالٍ أثناء النوم
و هذا ما نريد أن نبرزه في هذه المقالة ونعرف الناس به. بأنه التحدث بصوت عالٍ أثناء النوم (somniloquy) وهو اضطراب النوم الأكثر شيوعا، وبشكل خاص لدى الأطفال.
كشفت دراسة شملت أكثر من ألفي طفل تتراوح أعمارهم بين 3-10 سنوات أن نصفهم يتحدث أثناء نومه مرة واحدة على الأقل في السنة، وأن واحدا من كلّ عشرة أطفال يتحدث أثناء نومه عدة ليالٍ في الأسبوع، والقليل منهم يتحدثون أثناء نومهم كل ليلة تقريبا.
أمّا لدى البالغين، فتختلف المعطيات، بحيث تفيد الأكاديمية الطبية لطب النوم أنّ حوالي خمسة بالمائة فقط من البالغين، بغض النظر عن العمر، الجنس، الحالة الاقتصادية والاجتماعية، يتحدثون أثناء نومهم من حين لآخر أو كل ليلة. ومع ذلك، يبدو أن البيانات المتعلقة بانتشار هذه الظاهرة ليست دقيقة، لأنه نادرا ما يدرك الشخص أنّه تحدت أثناء نومه.
إضطراب سلوك النوم الريمي
ينطوي هذا الاضطراب على التحدث (بشكل عنيف غالبا) وأحيانا القيام بحركات عدوانية أثناء حركة العين السريعة، وعادة ما تكون تلك الحركات استجابة للحلم الذي يشاهده الشخص.
يكون اضطراب سلوك النوم الريمي أكثر شيوعا عند كبار السن. لدى معظم الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب إضطرابٍ يسبب تدهور أنسجة الدماغ، مثل داء باركنسون، أو الضمور الجهازي المتعدد، أو الخرف، كما قد يزداد لديهم إلى حدٍ ما خطر الاصابة بداء ألزهايمر. ويُصاب بعض الأشخاص بداء باركنسون بعد سنوات من تشخيص اضطراب سلوك النوم الريمي.
على العكس من الأشخاص الذين يعانون من الرعب الليلي، فإن الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب سلُوك النوم الريمي يتذكرون بعد الاستيقاظ بأنهم شاهدوا أحلامًا حية مزعجة.
وقد تشمل الحركات العدوانية التلويح بالذراعين واللكم والركل، لا يكون السلوك العدواني مقصودا وموجها إلى شخص محدد. فقد يصيب المرضى أنفسهم أو شريك السرير عن غير قصد، ويمكن لهذا السلوك أن يتداخل أيضا مع النوم، مما يجعل الأشخاص يشعرون بالتعب والنعاس في أثناء النهار.
غالبا ما يتمكن الأطباء من تشخيص اضطراب سلوك النوم الريمي أثناء النوم بناءً على الأَعراض التي أبلغ عنها الشخص أو الشريك السرير، وفي حال عدم التمكن من تشخيص الحالة، فعادة ما تُجرى دراسة النوم مع تخطيط العضلات الكهربائي.
غالبا ما يقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي لتقييم الحالة الذهنية ووظيفة الدماغ والأعصاب.إذا أظهر الكشف شذوذ مرضي، فيمكن إجراء التصوير المقطعي (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
علاج إضطراب سلوك النوم الريمي
من المفيد استخدام المادة المهدئة كلونازيبام clonazepam (التي تنتمي للبنزوديازيبينات) لتخفيف الأعراض عند معظم الناس، وتكون الجرعة المنخفضة من الدواء فعالة لتخفيف الأعراض، وعادة ما يستمر تناول الأدوية إلى أجل غير مسمى.
هذا وقد يُساعد الميلاتونين على تخفيف أعراض اضطراب سلوك النوم الريمي.
يجب تحذير الشريكة عن احتمال تعرضه للأذى من الشخص المصاب، وقد يكون من الأفضل أن ينام في سرير منفصل حتى يظهر مفعول الأدوية، كما يجب على المرضى المصابين باضطراب سلوك النوم الريمي إزالة الأدوات الحادة والأثاث القابل للكسر من جانب السرير في أثناء النوم.