يُعرف التخاطر الروحي بأنه النقل المباشر للفكر من شخص (مرسل) إلى آخر (متلقي) دون استخدام قنوات الاتصال الحسية المعتادة، وشكل من أشكال الإدراك خارج الحواس.
هل شعرت يوما أن هناك شخص بعينه تفكر فيه على غير العادة ويستحوذ على تفكيرك، ثم تفاجئ بأنه يتصل بك أو تجده أمامك، ذلك ما يعرف بالتخاطر الروحي وهو أبسط أنواع التخاطر، لكنه ليس كذلك فحسب بل يتفرع لفروع كثيرة ويدخل في مفاهيم متشعبة نسردها في المقال التالي:
وفقا للبعض، يتوافق مفهوم التخاطر الروحي مع الإدراك المسبق، أو معرفة المستقبل. يعود تاريخ التحقيق العلمي في هذه الظواهر وما شابهها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكانت معظم الأدلة الداعمة من تجارب سابقة تتضمن تخمين البطاقات. وهي محاولة الأشخاص تخمين رموز البطاقات المخفية عن أعينهم بشكل صحيح في ظل ظروف خاضعة للرقابة؛ نسبة أفضل من فرصة المكالمات الصحيحة إحصائيًا، وهو المفهوم الأولي للتخاطر ثم تطور بمرور الزمن.
في حين أن وجود طاقة التخاطر لم يتم إثباتها بعد، فقد خلصت بعض الدراسات البحثية في علم التخاطر الروحي والنفسي لنتائج إيجابية باستخدام تقنيات مثل تخمين البطاقات باستخدام مجموعة خاصة من خمس مجموعات من خمس بطاقات. قد يفكر المدرب لممارسة التخاطر ببساطة في ترتيب عشوائي لرموز البطاقات الخمسة بينما يحاول المدرك التفكير في الترتيب الذي يركز عليه الوكيل. في اختبار ESP العام.
التخاطر الروحي
لطالما راود الإنسان حلم الحصول على “قوة خارقة” تمكنه من قراءة العقول وانتقال مباشر للأفكار دون استخدام قنوات الاتصال الحسية، البعض يسميه التخاطر الروحي والبعض يطلق عليه التخاطر المعلوماتي الفكري Telepathy، وأول مرة ظهر فيها مصطلح التخاطر كان عام 1882 على يد فريدريك مايرز أحد مؤسسي جمعية الأبحاث النفسية.
تناول موقع “britannica” الحديث عن التخاطر الروحي بطريقة البطاقات؛ حيث يركز المرسل على وجه بطاقة واحدة في كل مرة بينما يحاول المتلقي التفكير في الرمز المخفي عنه. يتم بالطبع فصل كلا الموضوعين بواسطة شاشة أو بعض العوائق أو المسافة الأبعد. ومن النادر جدًا الحصول على درجات أعلى بكثير من فرصة الاختبار، خاصة وأن طرق الاختبار أصبحت أكثر صرامة.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الأبحاث والتجارب العلمية حول دراسة التخاطر، وكانت أشهرها التجربة التي أجراها باحثون في علوم الأعصاب بقيادة الطبيب النفسي كارليس غراو عام 2014″؛ هذه التجربة أثبتت أن هناك إمكانية للتواصل ونقل الأفكار بين عقل وآخر، يفصلهما مسافة 8 آلاف من الكيلومترات، فقد نُقِلت كلمات مثل “مرحبا” من عقل أحد المشاركين بالتجربة في الهند إلى عقل مشارك آخر في فرنسا، بدون تحدُّث أو كتابة.
استخدم الباحثون في هذه التجربة جهاز المحفزات المغناطيسية عبر الجمجمة (Transcranial magnetic stimulation) وقاموا بوضعها فوق مركز البصر في دماغ الشخص المُرسِل الموجود في الهند حيث حفّز الجهاز الخلايا العصبية بالمخ لإرسال إشارات كهربائية بالنظام الثنائي (0-1)، واستقبل جهاز تخطيط كهربائية الدماغ Electroencephalography)) تلك الإشارات.
ثم أُرسلت عن طريق البريد الإلكتروني إلى أشخاص آخرين في فرنسا وإسبانيا، تم توصيلهم بجهاز المحفزات المغناطيسية عبر الجمجمة في مركز البصر لديهم، واستقبلوا الإشارات الكهربية المُرسَلة، ثم قاموا بترجمتها إلى كلمات، والمثير للدهشة أنها الكلمات نفسها المُرسَلة من الشخص الموجود في الهند.
العديد من التجارب العلمية الأخرى حاولت كشف الغموض، وفتح نوافذ جديدة حول عمل الدماغ، الذي يرسل إشارات ضوئية صغيرة وموجات “كهرطيسية” التي قد تكون صغيرة جدا أو مشوشة، لكنّها ساعدت العلماء على التوصل إلى الاستنتاجات التالية:
• أدمغتنا مصممة لالتقاط إشارات اجتماعية دقيقة.
• أدمغتنا لاسلكية تعكس تلقائيًا النوايا والعواطف في وجود الآخرين.
• أدمغتنا مؤهلة للاتصال عبر مسافات كبيرة، بترددات متشابهة.
• أغلب الناس لديهم القدرة على التخاطر، لكن بعض الأشخاص يملكون قدرة أكبر من غيرهم.
• قد تشارك مناطق الدماغ في الحصين والمجاورة للحصين في التواصل عن طريق التخاطر، لأنها تشارك في دمج الذكريات والجوانب الدقيقة للتواصل اللغوي مثل السخرية.
• التخاطر يتطلب مزيدًا من الانفتاح العاطفي على الآخر، كما تشير إليه دراسة عن الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من هرمون الأوكسيتوسين، عندما يعانقون بعضهم البعض.
كيف يتم التخاطر بشكل صحيح؟
– استرخي في مكان هادئ وخذ نفسا هادئا عميقا.
– استحضر فكرة معينة تود إيصالها للشخص المعني.
-استحضر الشخص أمامك أو تخيله حتى تراه، وإن لم تستطع تخيله أو رؤيته فقط اشعر به.
– خذ نفسا عميقا وأرسل الفكرة المحددة، بكل إيجابية وبكل أريحية وبكل ثقة بوصولها.
– اجعل الفكرة تدور في رأس المرسل له وكأنه يحدث بها نفسه وستأتيك إجابة منه أو ردة فعله واستشعرها.
– خذ نفسا عميقا وابتسم واشكر ربك ثم نفسك على تعاونها واشعر بسعادة أنك حققت شيئا جميلا.
ومن الممكن ممارسة التخاطر في أي وقت، لكن المستحب أو المفضل أن يكون بعد نصف الليل لأن الهدوء يكون أكبر، ولأن الممارسة تكون أهدأ، ومن المعروف أن هالة الإنسان متكونة من الطاقة الحيوية وذبذبات تتمدد في الليل، وهذا يساعد على التخاطر بشكل كبير بين العقول البشرية أو اللاوعي لدى الإنسان يكون أقوى في الليل خلال فترة المساء.
الإدراك خارج الحواس
الإدراك خارج الحواس (ESP)، وهو الإدراك الذي يحدث بشكل مستقل عن العمليات الحسية المعروفة. عادةً ما يتم تضمين التخاطر، أو نقل الأفكار بين الأشخاص، ضمن هذه الفئة من الظواهر؛ كالاستبصار، أو الوعي الفائق للأشياء أو الأحداث التي لا يعرفها الآخرون بالضرورة.
يعتبر عدد كبير من التجارب دليلا على ESP. على الرغم من أن العديد من العلماء ما زالوا يشككون في وجود الإدراك خارج الحواس ESP، إلا أن الأشخاص الذين يدعون هذه القدرة يتم الاستعانة بهم أحيانًا من قبل فرق التحقيق التي تبحث عن الأشخاص أو الأشياء المفقودة وهو ما لا ننصح به بالطبع.
علم التخاطر: القدرات
يدرس علم التخاطر الروحي والنفسي الظواهر المعرفية التي تسمى غالبًا الإدراك خارج الحواس، حيث يكتسب الشخص المعرفة بأفكار الآخرين أو الأحداث المستقبلية من خلال قنوات تتجاوز الحواس الخمس على ما يبدو. كما يدرس الظواهر الفيزيائية مثل ارتفاع الأشياء وثني المعدن من خلال التحريك النفسي. على الرغم من أن الإيمان بمثل هذه الظواهر يمكن إرجاعه إلى العصور الأولى، إلا أن علم التخاطر كموضوع للبحث الجاد نشأ في أواخر القرن التاسع عشر، بشكل جزئي كرد فعل على نمو الحركة الروحانية.
تأسست جمعية الأبحاث النفسية في لندن عام 1882، وتأسست جمعيات مماثلة لاحقًا في الولايات المتحدة وفي العديد من الدول الأوروبية. في القرن العشرين، أُجريت أيضًا أبحاث في علم التخاطر الروحي والنفسي في بعض الجامعات، ولا سيما في جامعة ديوك تحت قيادة جيه بي راين.
ثنائية العقل والجسد
ثنائية العقل والجسد، في صيغتها الأصلية والمتجذرة، هي وجهة النظر الفلسفية القائلة بأن العقل والجسد (أو المادة) هما نوعان متميزان بشكل أساسي من المواد أو الطبائع. هذه النسخة، التي تسمى الآن ثنائية المادة، تعني أن العقل والجسد لا يختلفان في المعنى فحسب، بل يشيران إلى أنواع مختلفة من الكيانات. وبالتالي، فإن من يؤيد ثنائية العقل والجسد (المادة) سيعارض أي نظرية تحدد العقل مع الدماغ، والذي يُنظر إليه على أنه آلية فيزيائية.
تنبع المشكلة الحديثة المتعلقة بالعلاقة بين العقل والجسد من فكر الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي في القرن السابع عشر رينيه ديكارت، الذي أعطى الثنائية صيغتها الكلاسيكية. بدءًا من مقولته الشهيرة cogito، ergo sum (باللاتينية: “أنا أفكر، إذن أنا موجود”)، طور ديكارت نظرية العقل باعتبارها مادة غير مادية وغير ممتدة تشارك في أنشطة مختلفة أو تخضع لحالات مختلفة مثل التفكير العقلاني والتخيل والتخيل. الشعور (الإحساس)، والرغبة.
تتوافق المادة، أو المادة الممتدة، مع قوانين الفيزياء بطريقة ميكانيكية، باستثناء جسم الإنسان، الذي يعتقد ديكارت أنه يتأثر سببيًا بالعقل البشري والذي ينتج أحداثًا عقلية معينة بشكل سببي. على سبيل المثال، الرغبة في رفع الذراع تؤدي إلى رفعها، في حين أن الضرب بمطرقة على الإصبع يتسبب في شعور العقل بالألم. هذا الجزء يثير نظرية ديكارت الثنائية، المعروفة باسم التفاعلية، واحدة من المشاكل الرئيسية التي يواجهها ديكارت وأتباعه: السؤال عن كيفية حدوث هذا التفاعل السببي.
الخلاصة:
نخلص مما سبق بأن التخاطر الروحي لا يعد نظرية مسلم بها فيما يخص جلب الحبيب أو السيطرة على العقول، ولا يخرج عن كونه هبة من الخالق عز وجل تجعل المرء يرى بعين قلبه، ولا ندعو أحد لممارسة هذه التمارين التي يروج لها البعض ليخضع قلب أحد لأحد، وعليك أن تبتعد كل البعد عن هذه الممارسات التي ما أنزل الله بها من سلطان.