الدولة العباسية.. هل تسبب الضعف والخيانة في السقوط؟
لمن يتابعنا للمرة الأولى، تحدثنا في سلسلة مقالات مميزة عن الحضارة المصرية من بدايتها بشكل مفصل حتى وصلنا للفتح الإسلامي واليوم موعدنا مع الدولة العباسية.
منذ بداية العالم وضُخ دم البشرية في عروق الحياة، خرجت للدنيا حضارة تعد عالما قائما بذاته، غيرت مجرى التاريخ ورسمت ملامح عظمتها على وجه الزمن، وكنا وما زلنا وسنظل نفخر بها حتى النهاية، ودائما نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة ونفتش عن الحضارة المصرية ونسرد ومضات تاريخية عن تاريخ الاسر المصرية القديمة.
فتحدثنا عن ومضات تاريخية للحضارة المصرية منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن ننزل إلى الأعماق.
وعرفنا معنى كلمة مصر وسبب تسميتها ومعنى المصطلحات المصرية القديمة، وكيف قرر المصري القديم أن ينشأ امبراطورية حقيقية تديرها حكومة مركزية، وأن يأسس جيشًا قويًا يردع بقوته كل طامع وغاصب.
كما تحدثنا عن تفاصيل الأسر المصرية حتى العصر الروماني و نستكمل اليوم الحديث وتحدثنا عن الإمبراطورية البيزنطية، ثم تطرقنا إلى الدولة الأموية. اليوم موعدنا مع الدولة العباسية في طي السطور التالية:
بعد نحو 3 أشهر من هزيمة الأمويين أمام العباسيين في معركة الزاب شمال العراق تمكن العباسيون في 26 أبريل/نيسان 750 م من اقتحام أسوار عاصمة الدولة الأموية دمشق وإعلان انتهاء نحو 90 عاما من الحكم الأموي.
تاريخ الدولة العباسية
ترجع أصول الدولة العباسية إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وقد أشيع في ذلك الوقت أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سمم أحد بنو العباس، وهو أبو هاشم عبد الله بن محمد، وقد حمل ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس على عاتقه تنظيم أول دعوة عباسية للتخلص من خلافة بني أمية، وذلك عام 99هـ.
وقد اختار محمد بن علي مركزين للدعوة وهما؛ الكوفة وخراسان، وذلك لعدة أسباب من أهمها؛ نقمة أهل الكوفة على بني أمية منذ واقعة مقتل الإمام علي، إلى جانب بعد خراسان عن مركز الدولة، وحداثة أهلها بالإسلام ووجود صراعات عصبية بها يمكن الاستفادة منها.
وبالفعل أصبحت المدينتان مرتكزا الدعوة العباسية، إلى جانب إقامة الإمام في الحميمية بالأردن، وذلك حتّى توفى محمد بن علي في عام 125هـ، وتولي ابنه إبراهيم أمور الدعوة من بعده، مما زاد من نجاح الدعوة العباسية بتولي إبراهيم بن محمد؛ لمواكبة ذلك اشتداد الصراع في أرجاء الخلافة الأموية، إلى جانب تعرفه على أبو مسلم الخراساني الذي كان له الفضل الأكبر في قيام الخلافة العباسية.
في السياق نفسه، استطاع أبو مسلم السيطرة على إقليم خراسان بالكامل بحلول عام 131هـ، وفي العام التالي استطاع دخول الكوفة والسيطرة على معظم أراضي العراق، وقد شهد نفس العام وفاة إبراهيم بن محمد وخلافة أخيه أبو العباس السفاح، الذي حقق النصر الأخير على الأمويين وأعلن قيام الخلافة العباسية في عهده.
حكم الدولة العباسية
انتهج العباسيون نهجاً مغايراً لسابقيهم الأمويون، حيث تركوا التركيز على الفتوحات غرباً في شمال إفريقيا والبحر المتوسط وجنوب قارة أوروبا والأراضي البيزنطية بصفة عامة، إلى التركيز على جهة الشرق، حيث انتقلت الخلافة من دمشق إلى العاصمة الجديدة التي أسسها أبو جعفر المنصور وهي مدينة بغداد، والتي أصبحت من أهم الحواضر في العالم في تاريخها.
وركزت الخلافة في ذلك الوقت على بلاد فارس والشرق بصفة عامة، وقد صاحب ذلك تغيرات جذرية في النظرة إلى الخلافة والقومية في التاريخ الإسلامي، فقد أعلنت خلافة أموية في الأندلس، وخلافة فاطمية في شمال إفريقيا في عهد العباسيين. وقد تخلى العباسيون عن العصبية العربية في قوام الدولة.
واعتبروا الإسلام هو العنصر الأساسي المكوّن لها، وذلك بسبب الدعم الفارسي في فترة نشأة الدولة، الأمر الذي أضفى طابعاً فارسياً على الخلافة من مظاهر الترف، ومع ذلك فقد اهتم العباسيون بالتأكيد على تحكيم الإسلام كقاعدة عامة للحكم
سقوط الدولة العباسية
كان الضعف قد دب في أوصال الخلافة العباسية بعد تولي الخليفة المستنصر بالله في عام 623هـ، خلفاً لأبيه الظاهر بأمر الله، وكان المستنصر أحد الخلفاء الذين اشتهروا بالعدل بين الرعية، وفي عهده استطاع التغلب على بعض هجمات التتار، الأمر الذي زاد من رصيده لدى العامة.
وقد كان للمستنصر أخًا يدعى الخفاجي قد اشتهر أيضاً بالشجاعة والهمة والإصرار على مجابهة التتار، حتّى أشيع أنّه يرغب في دحرهم حتّى نهر جيحون، ولكن بوفاة المستنصر لم يتول الخفاجي الخلافة، وتولاها المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية الأولى الذي كان ضعيف الرأي والقوة.
ويروى أنّ وزيره مؤيد الدين العلقمي قد عمل لصالح التتار جاسوساً، وقد دخل التتار بغداد في عام 656هـ وأمعنوا في تدميرها وقتل سكانها مما أدى إلى سقوطها وسقوط الخلافة العباسية.
أسباب سقوط الدولة العباسية
وفيما يلي تلخيص لأبرز أسباب سقوط الدولة العباسية.
- إحكام سيطرة الحكام الإقليميين من الناحية العسكرية من خلال اعتماد الدولة العباسية على نظام جباية الضرائب، الأمر الذي أدى إلى سخط القبائل البدوية.
- حدوث فجوة بين الشعوب والقيادات بعد إشغال الفرس والأعاجم لمعظم مناصب الدولة.
- تمرد بعض الأفراد على سياسة الدولة العباسية. ضعف الاستقرار المالي في الدولة.
ما هي الإمارات التي استقلت عن الخلافة العباسية؟
الطولونية والفاطمية الأبرز. دول مستقلة حكمت مصر فى عصر الخلافة العباسية.
- الطولونيون 868-905م.
- الإخشيديون 935-969م.
- الفاطميون 969-1171م.
- الأيوبيون 1171-1250م.
- المماليك 1261-1517م.
كيف انتهى العصر العباسي؟
انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 1258م، عندما أقدم هولاكو خان على نهب وحرق المدينة، وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبناؤه، وقد انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى عدد من المناطق في فارس والجزيرة العربية والشام ومنها القاهرة بعد تدمير بغداد؛ حيث أقاموا الخلافة مجددًا في سنة 1261م.
عدد خلفاء الدولة العباسية
كان الخلفاء العباسيون سبعة وثلاثين خليفة من أشهرهم بعد المنصور المهدي، وهارون الرشيد، والمأمون، والمعتصم ، وكان آخرهم المستعصم الذي قتلة المغول عندما دخلوا بغداد عام 656 هـ، 1258 م . ويبدأ هذا العصر من تأسيس الدولة العباسية على يد أبي العباس السفاح في سنة 749م وينتهي بقتل المتوكل على يد ابنه سنة 847م.
الخلافة العباسية، الثانية من السلالتين العظيمتين في الإمبراطورية الإسلامية للخلافة. أطاحت بالخلافة الأموية في عام 750 م وحكمت باعتبارها الخلافة العباسية حتى دمرها الغزو المغولي في عام 1258.19.
ما هي الدول التي جاءت بعد الدولة العباسية؟
تاريخ مصر الإسلامية
العباسيون (292 – 323 هـ / 905 – 935 م) 31 هـ/30 م.
الإخشيديون (323 – 358 هـ / 935 – 969 م) 35 هـ/34 م.
الفاطميون (358 – 567 هـ / 969 – 1171 م) 209 هـ/202 م.
الأيوبيون (569 – 649 هـ / 1174 – 1252 م).
نكتفي بهذا القدر من مقال اليوم، على وعد بلقاء الاسبوع القادم لننهل من بحر حضارتنا المصرية القديمة. دمتم في أمان الله.
كتبت: مروة مصطفى