الأبراج

الكواكب الشمسية.. لكل كوكب اسطورة مرتبطة بالحضارات المختلفة

تعرف على أسطورة كل كوكب

لكل كوكب من الكواكب الشمسية أسطورة خاصة به، ساهمت في إطلاق الاسم المعروف به عبر الأزمنة، وقد ارتبطت هذه الأساطير بأشخاص وحضارات مختلفة، ألقت بظلالها المضيئة وثقافتها المتفردة على تسمية كل كوكب إلى يومنا هذا.

بحسب علماء الفلك، اشتق اسم كل كوكب من الكواكب الشمسية من مختلف الحضارات مثل الرومانية وغيرها، كما ارتبط كل منهم بأسطورة ظلت عالقة في الأذهان تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل.

لكل المهتمين بعلم الفلك والكواكب، هلم بنا لنأخذ جولة استثنائية في عالم الكواكب ونتعرف على أسطورة كل كوكب في مجموعة الكواكب الشمسية .

الكواكب الشمسية

الكواكب الشمسية

كوكب عطارد

أول كوكب في الكواكب الشمسية هو عطارد رسول الآلهة عند الإغريق أسماه العرب “أبولو” بسبب سرعته وأما اسم كوكب عطارد في اللغة اللاتينية فهو Mercury ، وبحسب الأساطير الرومانية القديمة رسول الآلهة، فقد كانت لدى ميركوري في الحكايات القديمة أجنحة كبيرة تسمح له بالطيران بسرعة فائقة من مكان لآخر، وأتى الاسم بالتالي تيمناً من سرعة دوران عطارد حول الشمس، تماماً مثل اسمه العربي.

يطلق على كوكب عطارد بسبب سرعته عده اسماء منها “الطارد” أي المتتابع فى سيرة، وفي اللاتينية يطلق عليه “ميركورى” وهو إله في الأساطير الرومانية القديمة، فهو أحد الآلهة الأثنى عشر المتوافقة داخل البانثيون الروماني القديم، ويعرف بأنه إله المكاسب المالية، له أجنحة كبيرة ويطير بسرعه وأطلق على عطارد هذا الاسم لسرعته أثناء دورانه حول الشمس.

وكوكب عطارد رسول آلهة الرومان، حيث لوحظ قبل 5000 عام في العصور السومرية، وقد اعتقد اليونانيون أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم أبولو عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس، وهيرمس في المساء بعد غروب الشمس، وسمّى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حولها)

الكواكب الشمسية

كوكب الزهرة 

الزهرة هو ثانى الكواكب الشمسية من حيث قربه إلى الشمس، يبعد الزهرة عن الشمس نحو 108 مليون كيلومتر، وقد سمى ڤينوس نسبة إلى إلهة الجمال، أما سبب تسميته بالزهرة فبحسب ما جاء فى لسان العرب: الزهرة هى الحسن والبياض، زهر زهراً والأزهر أى الأبيض المستنير. والزهرة: البياض النير، ومن هنا اسم كوكب الزهرة.

في بلاد الرافدين (العراق القديمة) كان يطلق عليها عشتار  وهي إلهة الحب والجمال، الحرب والتضحية بالحروب عند حضارات منطقة بلاد الرافدين ونواحيها، وهي إنانا لدى السومريين، عشتروت عند الفينيقيين، أفروديت في اليونان القديمة، ڤينوس لدى الرومان. أطلق عليها السومريون اسم ملكة الجنة، وكان معبدها يقع في مدينة الوركاء، وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهور.

الكواكب الشمسية

كوكب المريخ

نكمل المسيرة في طريق الكواكب الشمسية ونصل لكوكب مارس أو المريخ، وهو إله الحرب في الدين في روما القديمة والميثولوجيا الرومانية، وهو أيضاً إله الزراعة في روما القديمة. كان الثاني من حيث الأهمية بعد جوبيتر وكان أبر الآلهة العسكريون في الدين في روما القديمة.

ارتبطت معظم الأعياد الرومانية الخاصة به، وكانت تتم في شهر مارس، لذا سمي هذا الشهر على اسمه، كما أن ثمة أعياد له في أكتوبر وهو موسم الحملات العسكرية ونهاية موسم الزراعة. كان يُنظر إليه على أنه الجد الأسطوري لشعب روما، وقد ارتبطت به أسطورة تأسيسها، حيث تروي الأسطورة أنه اتصل بالكاهنة العذراء ريا سلفيا، ابنة نوميتور ملك ألبا لونگا، التي وضعها عمها في دير للراهبات بعد أن اغتصب العرش من أبيها.

وأنجب منها التوأمين رومولوس، وريموس. فما كان من العم المغتصب إلا أن أمر بإلقائهما في نهر التيبر؛ فتقاذفتهما مياهه لتلقي بهما على سفح تل البلاتين؛ ولكن الإله مارس تدخل لحمايتهما فأرسل حيوانه المقدس، الذئبة التي أرضعتهما، فشَبَّا وتزعما رعاة المنطقة.

وقام رومولوس بتأسيس مدينة روما على ضفاف التيبر استجابة لإرادة الآلهة، وصار جد الرومان المؤلّه، مثلما صارت الذئبة شعار مدينة روما في الماضي والحاضر. سمي بإسمه كوكب المريخ؛ بسبب لونه الأحمر في السماء وكأنه عين دموية في السماء لسفك الدماء.

الكواكب الشمسية

كوكب المشترى

نأتي لكوكب المشترى ضمن مجموعة الكواكب الشمسية، أطلقت عدة تسميات على كوكب المشترى فى حضارة العراق القديم من بينها كوكب مردوك (نجم الإله مردوك)، كما سمي أيضاً بالكوكب الأبيض، وعند الإغريق والرومان يعرف كوكب المشترى باسم جوف، وهو إله السماء والرعد، وكذلك ملك الآلهة فى الأساطير الرومانية القديمة، وجوبيتر هو الإله العلوى من آلهة الرومان، اعتبر المشترى المعبود الرئيسى لدين الدولة الرومانية فى العصور الجمهورية والإمبراطورية حتى أصبحت المسيحية الدين السائد.

كما كان زيوس ما يعادل كوكب المشترى فى الأساطير اليونانية، وهما يشتركان فى نفس الميزات والخصائص، نظرا لشعبية كوكب المشترى، واسمه الرومان أكبر كوكب فى النظام الشمسى من بعده، أما العرب فكان من ضمن تلك الكواكب التى ميزها العرب كوكب المشترى، فاسمه لديهم مأخوذ من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه، ويقال أنه يسمى بذلك لحسنه وقيل لإنه نجم البيع والشراء، كان يسمى أيضا السعد الأكبر وأضافوا إليه الخيرات الكثيرة والسعادات العظيمة.

كوكب زحل

الكواكب الشمسية

من أكثر الكواكب الشمسية جدلا بين علماء الفلك، وكان عند العرب يعني بالعربية الارتفاع والعلو، وبحسب كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” فأن “زحل”، وقد تعبد له بعض أهل مكة. حتى إن من الباحثين من زعم أن “الكعبة” كانت معبدًا لزحل في بادئ الأمر.

وسمي كوكب زحل بهذا الاسم حيث كان العرب يطلقون الأسماء على الكوكب نسبة الخصائص المميزة له، إذ يشتق اسم زحل من الجذر زحل الذي يعني في اللغة العربية أبطأ، ويعود السبب في ذلك إلى أن كوكب زحل يشتهر ببطء دورانه، وحركته في السماء، فهو يحتاج إلى ما يقارب 30 سنة ليتم دورة كاملة حول الشمس.

أما في الأساطير الرومانية، يمثل زحل الإله الزاحف الذي ينقلب في حلقاته العديدة. ويؤدي زحل دورًا مهمًا في عيد الشكر (Saturnalia)، وفي الأساطير الرومانية ذكر زحل على أنه إله الزمان وسلاحه كان المنجل وهوالذي حكم الآلهة قبل جوبيتر ولهذا اعتبر أبا الزمان القديم، وأبناؤه كانوا يمثلون السماء والماء والموت وهي أمور كان الرومان يظنون أن الزمان لا يستطيع القضاء عليها.

اعتاد الرومان على إقامة احتفال للإله زحل في منتصف فصل الشتاء يستمر 7 أيام، وكان مناسبة للزيجات، تعطل الأعمال والمدارس خلالها. وكانت تقام خلال الاحتفال الولائم عامة، حيث يهدي الأباء أبناءهم الهدايا المختلفة. وبالمناسبة فهذه عادة توارثها الآخرون في أعياد الميلاد الخاصة بالمسيح (Christmas).

كان الرّومان يحتفلون به في كلّ عام في مهرجان يُسمى عيد الإله ساتورن. وكانت الاحتفالات تبدأ في يوم 17 ديسمبر وتستمر لمدّة أسبوع. وتُغلق المدارس أثناء تلك الفترة، ويتوقّف العمل فيها، ولا يعاقب المجرمون، وتوقف القوات الرومانية شن الحروب، ويتساوى العبيد مع الأحرار، وتتعطل القوانين التي تنظم السلوك العام، ويشترك كلّ المواطنين في احتفالات تتميَّز بالعنف والعربدة.

ويعتقد بعض العلماء أن العادات المتبعة الآن في أعياد الميلاد جاءت من الاحتفالات بعيد الإله ساتورن، مثل إقامة الولائم ومنح الهدايا. أى نجد (زحل/ساتورن/كرونوس) في الأسطورة هو رب الزراعة والحصاد، ولدى المنجمين المعلم الصارم والنحس والكآبة. نجد (زحل/ساتورن/كرونوس) في الأسطورة هو رب الزراعة والحصاد، ولدى المنجمين المعلم الصارم والنحس والكآبة.

كوكب أورانوس

الكواكب الشمسية

وصلنا لكوكب أورانوس من الكواكب الشمسية. أطلق هيرشل الذي حصل لاحقًا على لقب فارس لاكتشافه التاريخي على الكوكب الذى اكتشفه اسم كوكب جورجيوم سيدوس أو “الكوكب الجورجي” تكريماً لملك إنجلترا جورج الثالث، ومع ذلك اقترح عالم الفلك الألماني يوهان بود اسم “أورانوس” للجرم السماوي من أجل التوافق مع الأسماء المستمدة من الأساطير الكلاسيكية للكواكب المعروفة الأخرى حيث كان أورانوس هو الإله اليوناني القديم للسماء، وسلف الآلهة الأولمبية وفقا للأساطير اليونانية القديمة.

بحلول منتصف القرن التاسع عشر كان هذا الاسم وهو كوكب أورانوس هو الاسم المستخدم على نطاق واسع للكوكب السابع من الكواكب الشمسية وفقا لموقع هيستورى.

كوكب نيبتون

الكواكب الشمسية

وصلنا لمحطة كوكب نيبتون من الكواكب الشمسية هو إله الماء والبحر في الميثولوجيا الرومانية وهو يقابل بوسيدون في الميثولوجيا اليونانية، نيبتون هو شقيق جوبيتر وبلوتو، والإخوة الثلاثة هم المسؤولون عن الجنة والأرض والعالم السفلي وزوجة نبتون هي سالاقيا. كانت صور نيبتون تملئ الفسيفسائات الرومانية وخصوصاً الموجودة في شمال أفريقيا

كوكب بلوتو

نختتم جولتنا الممتعة بين الكواكب الشمسية بكوكب بلوتو الذي تختلف شخصيتا بلوتو وهاديس، لكنهما ليسا شخصين مستقلين ويتشاركان أسطورتين سائدتين. في علم أصل الكون اليوناني، تسلّم الإله حكم العالم السفلي في قسمة ثلاثية لسلطان العالم، يحكم فيها أخوه زيوس السماء وأخوه الآخر بوسيدون البحر. حكايته المحورية في الأسطورة هي اختطافه بيرسيفوني لتكون زوجته ومليكة مملكته.

ظهر اسم بلوتون للمرة الأولى من الكواكب الشمسية بصفة حاكم العالم السفلي في الأدب اليوناني العائد للفترة الكلاسيكية، في أعمال المسرح الإغريقي وأعمال الفيلسوف أفلاطون، الذي يُعد المصدر اليوناني الأساسي لأهميته. يظهر الإله تحت اسم بلوتو في أساطير أخرى بدور ثانوي، غالبًا بصفته مالكَ غرض ما في رحلة البحث عن هذا الغرض، وخصوصًا في هبوط أورفيوس وأبطال آخرين إلى العالم السفلي.

الكواكب الشمسية.. لكل كوكب اسطورة مرتبطة بالحضارات المختلفة

لفظة بلوتو (Plūtō) هي رَوْمنة اللفظة اليونانية بلوتون (Plouton). نظير بلوتو الروماني هو ديس باتر، الذي غالبًا ما يُفسر معنى اسمه إلى «الأب الثري» وربما هو ترجمة مباشرة للفظة بلوتون. رُبط بلوتو أيضًا بالإله الروماني المغمور أوركوس، ومثل هاديس، هو اسم كل من إله العالم السفلي والعالم السفلي كمكان.

يُستخدم الاسم اليوناني المُعار بلوتو أحيانًا لحاكم الأموات في الأدب اللاتيني، ما أفضى ببعض الكتيبات الميثولوجية إلى التأكيد خطًا على أن بلوتو كان القرين الروماني لهاديس. صار بلوتو (Pluton بالفرنسية وبالألمانية، وPlutone بالإيطالية) الاسم الأكثر شيوعًا لحاكم العالم السفلي الكلاسيكي في الأدب وأشكال الفنون الغربية الأخرى اللاحقة. ويقال أنه تم طرده من الكواكب الشمسية لأنه قزم .

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!