يحتفل العالم الغربي غدًا ليلا بعيد الهالووين وهي ليله الواحد والثلاثون من أكتوبر ومن مظاهر الإحتفال بهذا العيد إرتداء الأقنعة المخيفة والمرعبة حتى الأطفال الصغار يقومون بفعل نفس الطقوس، ويمشون في الشوارع متقمصين أدوار مصاصي الدماء والسحرة الأشرار والغيلان والأشباح والزومبي والمستذئبين وما إلى ذلك.
من مظاهر هذا الأحتفال تزيين البيوت بالزينه المضيئه وثمرة اليقطين على شكل رأس بها شموع ويطلق عليه بالانجليزيه Jack o’ lantern ويمارس الأطفال لعبه مسليه يطلق عليها بالانجليزيه Trick or Treat، تعني عمل المقالب الخادعة المرعبة ويحملون الحلوى معهم، ويقرعون أبواب المنازل يطلبون الحلوى. بدأ العالم العربي مؤخرا الاحتفال بمراسم الهالووين في المدارس الدوليه والمدارس الخاصه، وحتى المتاجر التجاريه التي أصبحت تتزين بديكورات مرعبة إحتفالا بهذا العيد المثير للجدل.
حقيقه وأصل عيد الهالووين
عيد الهالووين الشيطاني ترجع أصوله إلى تجمع السحره والمشعوذين؛ للتواصل مع الموتى وكائنات الظلام. في ليلة الهالووين كانوا يتجولون بين المنازل ويطلبون القرابين من الأطعمة مع جملتهم الشهيره: خدعه أم حلوى ؟! Trick or treat وكان الناس قديمًا يصنعون لهم الحلوى ويضعونها أمام البيوت، ويغلقون عليهم أبوابهم أو يفتحون لهم الأبواب ليعطونهم إياها.
بعد دخول المسيحية في فترة هيمنة الكنيسة، تفاوضت معهم ليؤمنوا بها ومن ثم تحويلهم إلى قديسين مع مرور الوقت وتوقف ظهور هؤلاء القديسين المزيفين، وإنشغالهم بجمع وتقسيم صدقات الكنيسه، ثم أصبحوا يرسلون أطفالهم بدلا منهم حتى صارت عاده عند الغرب.
بسبب العولمه وانتشار الانترنت، انتقلت هذه العادة إلى بلاد الشرق على إستحياء وخاصة فى الأحياء الراقيه والمدارس الدولية، واليوم نرى معقل الإسلام فى جزيرة العرب يحتفل بالشياطين هذا اليوم! وأصبحت صرعة وتقليعًا يقوم به الكثيرين من العرب دون فهم صحيح لأصل العيد. بالرغم من أن هذه الإحتفالات أصلها الإحتفاء بطقوس السحر الأسود وإنتهاك لحرمة المقابر وضياع لبراءة الأطفال والترويج للرعب والخوف، إلا أنها أنتشرت كالنار في الهشيم في جميع الدول بلا استثناء.
أصل فكرة الهالووين تاريخيًا:
تعود جذور الهالووين إلى آيرلندا وإمتدت إلى إقامة مهرجان السلتيك في سامهاين. ويعتبر عيد الهالووين احتفالًا عالميًا تغلق الدوائر الرسمية في الدول الغربية وغيرها أبوابها للاحتفال به. من مظاهر الإحتفال بعيد الهالووين الخدع، وإرتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل وتعرض التليفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب.
الهالووين أو عيد الرعب هو عيد وثني ترجع أصوله لما قبل المسيح عليه السلام، وبعد دخول المسيحية إلى آيرلندا وافق موعد إقامته عيد (جميع القديسين) فاختلط العيدان الوثني والقديسين؛ ليصبح في نهاية المطاف عيداً واحدًا يقام في نهاية اكتوبر من كل عام ويسمى بالهالووين.
نبذه المسيحيون المتمسكون بعقيدتهم ولا يريدون الإحتفال به. من ناحية أخرى يرى كثير من المؤرخين أن عيد الهالووين الحالي امتدادًا لعيد ” السمهين “، الذي كان يحتفل به أقوام الـ ” القيلتك ” القدامى (من أيرلنديين واسكوتلانديين وويلزيين). ينسب يوم السمهين إلى سامهاين، وهو أول يوم من أيام السنة لدى القيلتك الوثنيين، كما يعتبرونه يوم خروج الموتى، حيث كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لهم بالعودة إلى أرض الأحياء.
يتنكر المحتفلون بعيد الهالووين بأزياء الساحرات، والأشباح، والرمز الأكثر شيوعًا لعيد الهالووين هو القرع المسمى بالانجليزية Pumpkins والاسم يعني ليلة مقدسة والهالووين أو (عيد جميع القديسين) وموعده في الواحد والثلاثين من شهر اكتوبر هو في الواقع عيد للاحتفال بفصل الخريف، والذي يمثل بداية السنة عند الوثنيين القدامى.
كما كان الدرويديون القدماء (وهم كهنة في بلاد الغال القديمة وبريطانيا وآيرلندا) يقيمون عيدًا كبيرًا للإحتفال بالخريف يبدأ في منتصف ليلة الواحد والثلاثين من أكتوبر ويمتد حتى نهار الأول من نوفمبر. بالإضافة إلى أنهم كانوا يؤمنون بأن إله الموت العظيم الذي يسمونه سامان، يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة والتي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد الحيوانات. كانت مجرد فكرة هذا التجمع كافية لإخافة الناس الساذجين في ذاك الزمان. لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
تجدر الإشارة إلى إعتقادهم بأن السحرة والأرواح تكون هنا وهناك في ليله الهالووين، ولا ننسى أن عبدة الشيطان يعتبرون يوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر أكثر الأيام قداسة عندهم. ولا تزال الكثير من المعتقدات التقليدية والعادات التي كانت تصاحب الاحتفال بالهالووين، من تزيين البيوت والشوارع باليقطين (القرع) والألعاب المرعبة، ولبس الحلي والعقود المصنوعة من الثوم والبصل ويرشون بيوتهم بالملح؛ لإبعاد الأرواح الشريرة عن المنازل.
ويتنكر الجميع من الكبار والصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة؛ حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة إلى الأرض وتسود وتنتشر حتى الصباح التالي من العيد. ويدور الأطفال من بيت لآخر ومعهم أكياس وسلال ليتم ملئها بالشوكولاته والحلوى، ويزعمون أن من لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولاته والحلوى تغضب منه الأرواح الشريرة!.
أرباح تجارية كبيرة
بعد انتقال العيد من آيرلندا مع المهاجرين الأوائل إلى الولايات المتحدة الاميركية، أصبح شعاره القرع بدلا من البطاطا الشعار القديم له في بلاد القيليك (ايرلندا)، وعملوا على استثمار (الهالووين) بشكل تجاري فكان أول الرابحين منه صناعة الافلام في هوليوود. ففي العام الواحد تنتج عشرات الأفلام عن عيد الهالوين كأفلام الرعب والكرتون للأطفال.
أما مصانع الألعاب والحلويات والملابس تستعد لهذه المناسبة بصناعة وتسويق كميات كبيرة من المنتجات الخاصة بهذا العيد والألعاب والملابس باشكال هياكل عظمية، ونماذج مصنوعة من اليقطين والخفافيش ومصاصي الدماء والأشباح؛ لتحقيق مكاسب وأرباح خيالية كل عام من جراء الاحتفال بعيد الهالووين .