لا شك أننا نعيش حقبة ما قبل نهاية الزمان، أو بالأحرى بداية النهاية وكل المعطيات تؤكد هذه النظرية بما لا يدع مجالا للشك، قد يستغرب البعض لأننا ربطنا القديم بالحديث، ونعيد للعقل ما اقترفته الأجيال السابقة من جرائم بحق البشرية، لا سيما حقبة قديمة عُبد فيها الشيطان تحت مسمى مولوخ، والأن يسوق له من جديد بشكل عصري يتواكب مع مخططات الماسونية والحكومة الواحدة والمليار الذهبي.
قبل أن تغوص في أعماق سطور هذا المقال، ينبغي علينا أخذ نبذة مختصرة عن الماسونية والحكومة الواحدة والمليار الذهبي، وتعد الماسونية أو حركة البناءون الأحرار مثار جدل كبير ويقال أنها تحكم العالم، وتخطط ليحكم العالم حكومة واحدة ويعيش في العالم مليار واحد وليذهب الـ7 مليار الأخرين للجحيم!، وسنتحدث عنها في مقال مفصل قريبا.
من هو مولوخ
مولوخ أو مولوج هو إله كنعاني قديم، وهو إله الفينيقيين، انتسب تاريخيًا إلى ثقافات عديدة في كافة أنحاء الشرق الأوسط منها ثقافة العمونيون والثقافة العبرية والكنعانية والفينيقية، وأيضًا ثقافات بلاد الشام وشمال إفريقيا. مولوخ كان إلهًا ذو نزعة شريرة، كان لا يرضيه شيئًا إلا قرابين الأطفال، التي كان الفينيقيون القدماء يقدمونها له لإرضاءه، فيتم حرق الأطفال بالقرب من مذبحه وتقديمهم له كقربان. في الاستعمال الحديث باللغة الإنجليزية يمكن أن يدل اسم مولوخ على أي شخص أو شيء يتطلب تضحيات غالية.
عودة مولوخ من الماضي السحيق
ألقى ما حدث في حفل افتتاح الأولمبياد في فرنسا، الضوء على تصدر عبادة الشيطان وقتل الأطفال وتقديمهم قرابين لمن يدفع أكثر من الساديين، وهو ما ظهر جليًا على الدارك ويب، وقد أشرنا إلى هذه المسألة في مقال أخر على موقع الداديز. عندما تشاهد تفاصيل الحفل تجد رأس الشيطان مولوخ بجانب شعار الأولمبياد، فضلا عن ظهور أشياء كثيرة مثل لوحة العشاء الأخير بشكل يسيء للدين المسيحي وغيرها من الأمور المتسفزة لكل الأديان، لكننا نسلط الضوء فقط اليوم على عودة مولوخ للواجهة من جديد والمعنى الضمني من وجوده.
حيث ضم الحفل مشاهد وصفت بأنها تكرس لعبادة الشيطان، حيث تضمن عرضا يجسد لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دافنشي، ولكن بشخصيات شاذة جنسيا، وأخرى تمثل المتحرشين بالأطفال أو ما يسميهم البعض بالبيدوفيليا. كما ظهر في العرض تماثيل لـمولوخ، الذي يذكر في الكتاب المقدس كوثن كنعاني كان يتم تقديم الأطفال قرابينا له.
ما زاد من حدة الغضب هو إصرار الحفل على إظهار الرذيلة وكأنها رسالة تعبر عن تأييد الشذوذ الذي كان حضوره لافتا وموضع تقدير في مشاهد الحفل، واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه المشاهد تعبر عن نهاية الحضارة المادية، والتي باتت تميز بوضوح بين الحق والباطل والنور والظلمة، وترويجا صريحا لعبادة الشيطان تحت شعار الحرية الزائف.
وهكذا وعندما نربط الأحداث ببعضها في السنوات الأخيرة، نجد أننا نسير في خضم حلقة محكمة يديرها الشيطان بحكمة وكيد ويعاونه شياطين الأنس للوصول لمبتغاه في كل حدب وصوب، فهؤلاء المنتشرون على الدارك ويب يقدمون الأطفال قرابين لهذا الشيطان مولوخ المتمثل في صورة بشر متعطشين للدماء، بطريقة عصرية للتمثيل بالجثة صوت وصورة، والضحايا بالملايين والثمن بضع دولارات. إذن فمولوخ موجود لكنه ليس معبودا بشكل صريح، أليس كذلك؟!.
قصة مولوخ من بدايتها
تبدأ القصة قبل أكثر من خمسة آلاف عام تحديداً في بابل خلال عهد النبي إبراهيم، عندما كانت عبادة الشمس هي لعبة الشيطان المفضلة، تنقل بها بين العصور والحضارات حتى أصبحت ديانة اخترقت جميع البلدان لكن بمسمى مختلف. في ذلك الوقت كانوا يعبدون الشمس بإيحاء من الشياطين بواسطة حاكمهم النمرود الذي تحالف مع إبليس ووجد فيه ضالته سلط الشياطين على قومه، وأكبرهم مولوخ الذي عرف لدينا بأسم “بعل” والذي يعني السيد أو المالك.
النادي البوهيمي
متلازمة الوجه الشيطاني
دليل أخر يظهر على الساحة في الآونة الأخيرة يؤكد ما تحمله هذه السطور، وهو الترويج لحالة مرضية تسمى متلازمة الوجه الشيطاني، ويطلق على هذه الحالة اسم “prosopometamorphopsia”، أو PMO، وهي حالة نادرة للغاية – تم الإبلاغ عن 75 حالة منها فقط في العالم– وتسبب تشويه العقل لوجوه الناس بصريًا في كل مرة ينظر فيها المصاب إلى شخص ما، مما يجعله يبدو شيطانيا.
PMO هو اضطراب نادر للغاية تم تسجيل 75 حالة فقط مصابه به، لذلك لا يعرف الأطباء الكثير عنه، إنهم يعلمون أنه كثيرا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ على أنه حالة نفسية، ولكن على عكس مرض انفصام الشخصية، فإن تشويه الوجه لا يكون مصحوبًا بمعتقدات وهمية حول هويات الأشخاص الذين يقابلهم المريض، ويقول فيكتور شارا، وهو شخص مصابا بالمرض إنه يتعرف دائمًا على الأشخاص الذين يتفاعل معهم، على الرغم من وجوههم المشوهة، وقد تعلم التعايش مع حالته النادرة.
من أجل معرفة المزيد عن عمى الوجوه، عمل العلماء فى كلية دارتموث فى نيو هامبشاير مع “شارا” لإعادة خلق تشوهات الوجه التى يراها، مما يسمح للجميع برؤية العالم من خلال عينيه، حيث تمكنوا من القيام بذلك لأن فيكتور يرى وجوه الناس مشوهة فقط عندما يقابلهم شخصيًا، ولكن ليس فى الصور أو على شاشة التلفزيون، لذلك عرض عليه العلماء صورًا لأشخاص مختلفين أثناء تواجدهم هناك أيضًا فى الوقت الفعلى، حتى يتمكن من الإشارة إلى الاختلافات بينهم.
يمكن أن تستمر أعراض PMO لعدة أيام أو أسابيع أو حتى سنوات، ولسوء الحظ، فى حالة فيكتور، فهو يعيش معها منذ ما يقرب من 4 سنوات، ولا يزال يأمل أن يرحلوا بمفردهم فى الوقت المناسب، لكنه تعلم أيضًا كيف يعيش معهم.
لا أحد يعرف ما الذى يسبب PMO، لكن الباحثين يعتقدون أنه فى حالة شرا، قد تكون التشوهات البصرية ناجمة عن إصابة خطيرة فى الرأس تعرض لها عندما كان عمره 43 عامًا، أو بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون الذى عانى منه قبل 4 أشهر من بدء رؤية الوجوه الشيطانية حوله.
نخلص مما سبق إلى محاولة ترسيخ فكرة شيطانية واحدة، وهي عودة مولوخ للعالم في ثوبه الجديد، ويروج لعودته منذ الاف السنين وليس فقط هذه الآونة؛ لذلك كان لزامًا علينا قرع ناقوس الخطر في القلوب قبل العقول، ونشر الوعي لهذا المخطط الجهنمي، الذي يضعه الشيطان وينفذه معاونيه من شياطين الإنس في كل ربوع المعمورة.