انا وابنيانا وعائلتي

بهذه الطرق تعزز الذكاء العاطفي عند طفلك وتجنبه التوحد والعزلة

عزز الذكاء العاطفي عند طفلك

بعيدا عن التوحد، يلجأ العديد من الأطفال للعزلة والانطوائية وعدم الانخراط في اللعب مع القرناء أو الجيران، ويرجع السبب لعدم تنمية الذكاء العاطفي داخل الطفل، والذي بدوره يساعده على التعامل بالشكل اللائق والطريقة الصحيحة مع المحيطين به.

وتفتح التربية الإيجابية الباب على مصراعية لتهيئة نفسية الطفل وغرس القيم والمبادئ الاجتماعية، التي تؤهله للاندماج بين الناس والتعامل معهم بطريقة صحيحة ومن أهم الطرق التي نتناولها اليوم هي الذكاء العاطفي.

جميعنا يعلم أن تربية الأطفال ليست سهلة بالمرة، وتعد التنشئة أول الخطوات لبناء جيل واعي متفتح، يعلم حقوقه وواجباته لينفع مجتمعه وبلده وأسرته.

كما أن للقدوة الحسنة تأثيرا بالغا على التربية، فليس من المتوقع أن يتصف طفلك بصفة ليست من سماتك الشخصية، كذلك قدرتك على الابداع واختياراتك الشخصية، ستنعكس على أطفالك لا محالة، لذا راقب نفسك وتصرفاتك إذا كنت تريد تربية سوية لأطفالك.

الذكاء العاطفي

وهناك أمر في غاية الأهمية وهو قدرتك على التحكم في نفسك وإدارة مشاعرك، فضلا عن اهتمامك بصحتك العقلية والبدنية والعاطفية على حد سواء، وهو ما يعرف بالتحكم في علم النفس بإدارة المشاعر وكذلك مشاعر الآخرين.

وعليه، سنبدأ بالخطوات التي يتوجب عليك أنت اتباعها أولا، كي تعزز من ذكاء طفلك الذكاء العاطفي، والتي استلهمناها من مجلة “يور تانغو” المهتمة بشؤون الأسرة. 

خطوات الذكاء العاطفي

انظر في المرآة

قبل تعليم طفلك كيفية التواصل العاطفي واحترام مشاعر الأخرين، وكيف يتمكن من تطوير مهاراته وإدارة عواطفه بشكل جيد، ابدء بنفسك أولا ولا تختار ما يضرك سواء صحيا أو عاطفيا، ولا تلقي بأخطائك على الأخرين ولا تجعل من المماطلة والتسويف أسلوب حياة. وبذلك تكون أنت الذي يضع اللبنات الأولى للذكاء العاطفي في بناء شخصية طفلك. 

كذلك التحكم في الوقت واحترام مواعيدك كجزء أساسي من احترامك لذاتك، ولا تجعل من السيطرة وفرض الرأي طريقة للتخاطب مع طفلك، ولا تملي عليه نتائج تجاربك السابقة، دعه يجرب ليخطئ وبالتالي يتعلم من أخطائه، قد تتصرف هكذا بدافع رغبتك في تجنب تعرضه للمشاكل والأزمات، لكنك في النهاية لن تستطيع التحكم في مشاعر وخبرة الأخرين مهما حاولت، واعلم أن التربية ليست مقتصرة عليك فقط، فالمجتمع يربيه معك كذلك. 
الذكاء العاطفي

لا تتحكم في طريقة تفكيره

لا ولم تقدر على التحكم في أفكار طفلك، فلكل شخص طريقته وأسلوبه في التفكير والتعامل مع الأخرين، وتأكد أن المتاعب والمنغصات ستحدث لا محالة، حتى لو حرصت على مراقبة أفعاله ليل نهار، اترك لطفلك العنان حتى يختار ويشعر بالمواقف الصعبة، التي ستسهم في تكوين شخصيته وتطور مشاعره بمرور الوقت.

التجربة خير برهان

انظر حولك جيدا، هل هناك شخص يعيش دون متاعب، وهل حقق كل الشباب أحلامهم وطموحاتهم بناءً على ما قدمه لهم آبائهم؟  كلا، حتى مع تسهيل كل العقبات وتقديم متع الحياة على طبق من فضة، لا بد أن يتعلم الشخص من التجربة؛ ليعلم كيف يواجه التحديات والمحن، وبالتالي تزداد ثقته بنفسه فالألم يصنع النجاح في أغلب الأحيان.

ولأن النجاح يخرج من رحم المصاعب والقدرة على مواجهة التحديات، لا تقلق على طفلك الصغير من مواجهك العالم وحده، راقبه من بعيد وتدخل في الوقت المناسب، ويتوقف بالطبع على عمر الطفل وقدرته على التفاعل مع الأخرين، ومع التجربة والخطأ ينمو الشعور بالمسؤولية وسيؤتي غرس مبادئ الذكاء العاطفي ثماره مع الوقت والتجربة.

من خلال ما تقدم، يمكنك تعليم طفلك كيفية معالجة مشاعره بغض النظر عن عمره، من خلال التركيز على الأفكار التي تخلق المشاعر؛ لأن الأفكار التي نركز عليها تطلق مادة كيميائية في الدماغ تفجر طاقة المشاعر الأساسية في الجسم.

على سبيل المثال، لا تقل لطفلك أثناء الغضب “لا تغضب من ذلك”، ولا تنتقد شعوره بالخوف وتقول له” يجب ألا تخاف”، فهذه العبارات لا تساعده بل على العكس تجعله يكتم مشاعره ولا يعبر عنها، واسأل نفسك هل بمقدورك عدم الشعور بالتوتر والضيق؟ الاجابة بالطبع لا.. فلما تفرض على صغيرك عدم البوح بمشاعره التي لا يستطيع التحكم بها.

الذكاء العاطفي

والأن نأتي لخطوات تعزيز الذكاء العاطفي عند الطفل.

ماهية المشاعر

علم طفلك هذه الكلمة “المشاعر”، وماهيتها وكيف يعبر عنها عندما يشعر بها.

 وصف المشاعر

صف له المشاعر بأنها طاقة موجودة في الجسم، تجعله يشعر بالحزن والوحدة وما إلى ذلك، شجع طفلك على التعبير عن مشاعره الجسدية والعاطفية، وحفزه على الشرح والوصف الدقيق، لا سيما عند الشكوى من الأعراض الجسدية.

فهم المشاعر

عود طفلك على الاستماع لصوت نفسه، وكيف يشعر بحقيقة مشاعره وعزز قدرته على الاحساس بها ومن ثم الاعتراف بوجودها، علمه كيف يسمح لنفسه بالتعبير عنها ويعيش التجربة بكل تفاصيلها، وكيف يصنف هذه المشاعر ويضعها في قالبها الصحيح، واجعله يشاركك تجربتك وقرارتك؛ ليتعلم منك كيف يدير مشاعره كما ينبغي.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى