عجائب وغرائب

بوابات الجحيم والعالم السفلي.. الطبيعة تبوح بأسرارها

من البراكين النارية إلى كهوف القرابين القديمة، تنضح بعض الأماكن على الأرض بأجواء غريبة أدت إلى تسميتها باسم “بوابات الجحيم”. ما هي وما سر تسميتها بهذا الاسم؟.

لا يخلو الكون من الغرائب والعجائب والأماكن المرعبة التي يقف عندها العقل عاجزا عن تفسيرها، فهي أماكن خارقة للطبيعة والغموض التاريخي، وتعطي لنا لمحة فريدة عن افتتان البشرية الدائم بالحياة الآخرة والعالم السفلي.

بحسب ما ورد في مجلة بولد سكاي الهندية، استمتع برحلة معنا واستكشف “بوابات الجحيم” الأكثر شهرة في العالم والتي لا تزال تأسر الخيال في جميع أنحاء العالم.

بوابات الجحيم

بوابات الجحيم

بركان هيكلا في أيسلندا:

من أبرز بوابات الجحيم ويعتبر المدخل الناري لها هو بركان هيكلا في أيسلندا. بعد الانفجار الكارثي الذي حدث عام 1104 والذي غطى نصف الجزيرة بالرماد، تعززت سمعة هيكلا المخيفة. يعتقد السكان المحليون أن قنابل الحمم البركانية، التي يصل وزن بعضها إلى 12 طنًا، ألقيت من السماء أثناء ثورانها.

وقد ثار البركان مرة أخرى في عام 2000، مما ساعد على التصديق بلقبه المشؤوم، ويسهم هيكلا الناري وأهميته التاريخية في جعله رمزًا مقنعًا للعالم السفلي ومن أهم اسمائه: جهنم، إسرائيل، وادي التضحية؛ حيث يقع هذا البركان أو ما يسمى بجهنم خارج أسوار القدس القديمة مباشرةً، وهو موقع محاط بالتقاليد المظلمة.

يُعرف جهنم تاريخيًا بأنه مكان للتضحية بالأطفال أو بالأحرى تقديم الأطفال قرابين للآلهة، كما هو مذكور في نصوص الكتاب المقدس، كما كان بمثابة مكان لدفن المجرمين. لطالما ارتبط هذا الخندق العميق بالعقاب واليأس، مما ساهم في سمعته كبوابة إلى الجحيم ومن أكثر بوابات جهنم رعبا وغموضا حول العالم. ويستمر تاريخه القاتم في إثارة شعور بالهلع والمكائد.

اقرأ أيضا:

قصة حقيقية لمصاصة دماء: دفنوها حية وجمجمتها تكشف عن صورتها

قرية كولدارا.. خاوية على عروشها هجرها سكانها بين عشية وضحاها

مطهر القديس باتريك بأيرلندا:

من أكثر بوابات الحجيم إثارة للجدل، تقع جزيرة العقاب أو مطهر القديس باتريك على جزيرة في أيرلندا وتقدم منظورًا فريدًا للحياة الآخرة. تصف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية المطهر بأنه مكان يواجه فيه الخطاة العقاب، وكان يُعتقد في السابق أن هذا الموقع هو حافة العالم أو الخطوة الأولى نحو الجحيم وتلقي المخطئ عقابه عما اقترفه من ذنوب.

يعتقد أن كهفًا صغيرًا بالجزيرة هو المكان الذي تحدث فيه هذه العقوبة. وروى جيرالد الويلزي، وهو مؤرخ من القرن الثاني عشر، حكايات عن أشباح تهاجم أولئك الذين أمضوا الليل في الحفر الموجودة وعددها تسعة. يظل هذا الموقع رمزًا قويًا للتوبة وما هو خارق للطبيعة.

بوابات الجحيم

هيرابوليس في تركيا:

من بوابات الجحيم ما يسمى بالبلوتونيوم القاتل، تضم مدينة هيرابوليس الرومانية القديمة في تركيا كهفًا يُعرف باسم البلوتونيوم، ويُعتقد أنه ممر مباشر إلى الجحيم. تم اكتشاف هذا الموقع في عام 2011، وقد حظي هذا الموقع بملاحظة تاريخية من قبل الفيلسوف سترابو، الذي أشار إلى أن الحيوانات تموت عند دخوله، بينما يخرج القديسون سالمين.

ويضيف الدخان الأسود القاتل المنبعث من الكهف، والذي تم تحديده لاحقًا على أنه ثاني أكسيد الكربون إلى غموضه. تعتبر هيرابوليس بمثابة شهادة دامغة على المعتقدات القديمة في ما هو خارق للطبيعة والعالم السفلي.

أكتون تونيشيل موكال في بليز:

يقع كهف القرابين في أعماق بليز ويطلق عليه اسم كهف أكتون تونيشيل موكال (ATM)، وهو موقع تقشعر له الأبدان للتضحيات والقرابين القديمة. يمتد هذا الكهف على عمق 5 كيلومترات تحت الأرض، ويحتوي على بقايا بشرية، بما في ذلك بقايا الأطفال.

يُعتقد أن حضارة المايا وهي ثقافة الهنود في أمريكا الوسطى التي نشأت في مناطق المكسيك وأمريكا الوسطى الحديثة، وتحديدًا شمال بليز وغواتيمالا وجنوب المكسيك. وقدمت المايا هذا الكهف للبشرية. تم اكتشافه في عام 1989، وقد أكسبه ماضي كهف ATM الغريب وأهميته الأثرية مكانًا مرموقًا بين “بوابات الجحيم”.

بوابات الجحيم

يستمر تاريخها المؤلم في جذب الباحثين عن الإثارة والغموض والمتعطشين للكشف عن ألغاز الطبيعة المحيرة على حدٍ سواء. تقدم هذه المواقع الخمسة، التي يتمتع كل منها بقصص تقشعر لها الأبدان وظواهر خارقة للطبيعة، أكثر من مجرد جمال طبيعي وقيمة تاريخية.

تمثل هذه الأماكن أو بوابات الجحيم نافذة على طقوس البشرية القديمة، ومعتقداتها حول الحياة الآخرة، والجاذبية الدائمة للمجهول. أما إذا كانت هذه المواقع بمثابة بوابات إلى عالم آخر أم لا هي مسألة اعتقاد، ولكن سحرها الغامض لا يزال يأسر ويثير فضول الزوار من جميع أنحاء العالم. إن مفهوم الجحيم، كما تم تصويره عبر الثقافات المختلفة، يجد تمثيلاً ملموسًا وغريبًا في هذه الوجهات الرائعة.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!