منوعات

بين الواقع والخيال.. الاحتراق البشري الذاتي ظاهرة مرعبة دون تفسير!

الاحتراق البشري الذاتي

سمعنا بمصطلح الاحتراق البشري الذاتي، وهو احتراق الجسم البشري وتحوله إلى رماد دون تدخل عامل خارجي، أو حتى سبب واضح لنشوب هذه النار المستعرة التي تقضي على حياة الفرد، والغريب أنه ليس هناك تفسير علمي واضح يثلج الصدور ويكشف المستور.

تخيل أن أحد الأشخاص نائم في سريره، وقد رأيته قبل نومه سالما متعافي ولا يبدو عليه أي علامة من علامات المرض أو الإنزعاج، لتستيفظ صباحا فتجده تحول إلى رماد، والأمر الجلل أن السرير لم يحترق ولم تشتعل النيران في غرفة النوم مطلقا.

الاحتراق البشري الذاتي

ما هو الاحتراق البشري الذاتي؟

الاحتراق البشري الذاتى يشير إلى وفاة الشخص بسبب نشأة النار من دون مصدر خارجي واضح للاشتعال. ويعتقد أن نشأة النار تكون من داخل جسم الضحية. هذه الفكرة ومصطلح «الاحتراق البشري الذاتى» تم عرضهم لأول مرة عام 1746 من قبل بول ROLLI في مقال نشر في المعاملات الفلسفية.

الاختصار العلمي لمصطلح الاحتراق البشري الذاتي هو  SHC، ويعبر عن حدوث حريق يشب تلقائياً في جسد الشخص دون أي مسبب خارجي معروف أو محدد، وقد ينتج عن هذا الاشتعال بعض الحروق البسيطة في الجلد.

وقد يشمل كامل الجسم وهذا الأخير هو ما يميز ظاهرة الاشتعال البشري الذاتي، وقد يمكن أن تصل حرارة الاحتراق من 1500 إلى 3000 درجة حسب التحقيقات، فهل يتحمل جسم البشر الصمود أمام درجات الحرارة فائقة الاشتعال.

وقد حاولت تحقيقات الطب الشرعي تحليل الحالات المبلغ عنها من حالات الاحتراق البشرى الذاتي، وتوصلت إلى فرضيات بشأن الأسباب المحتملة والآليات، بما في ذلك سلوك الضحية والعادات التي يتبعها، واستهلاك الكحول والقرب من المصادر المحتملة للاشتعال.

فضلا عن سلوك الحرائق التي تستهلك الدهون المذابة. وقد ذهبت بعض التفسيرات الطبيعية وكذلك بعض الظواهر الطبيعية التي لم يتم التحقق منها، والتي اقترحت تفسيرا بشان تقارير عن حالات الاحتراق البشري الذاتي، بجانب الإجماع العلمي الحالي هو أن معظم إن لم يكن كل حالات الاحتراق البشرى الذاتى تنطوي على التغاضي عن مصادر خارجية للاشتعال.

المواد القابلة للاشتعال داخل جسم الانسان

المادتان الوحيدتان القابلتان للإشتعال داخل جسم الإنسان هما أنسجة الدهون وغاز الميثان الموجود داخل الجسم. لكن حتى لو توفرت آلية لاشعال غاز الميثان الموجود داخل الجسم فلا يوجد منه ما يكفى لايصال دهون الجسد إلى نقطة الاشتعال.

قنبلة موقوتة

الاحتراق البشري الذاتي حقيقة “أشبه بقنبلة موقوتة” فقد حصد أرواح الكثيرين منذ عقود طويلة دون أن يكون هنالك تفسير واضح. وتحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ، فيما يمكن اعتباره كابوسا، حيث يمكن أن تكون مسترخيا في كرسيك عندما تشتعل النيران في جسمك فجأة، وتحترق حتى الموت في لحظات وتتحول إلى جثة متفحمة عقب ذلك.

لا تعد هذه الظاهرة جديدة أو وليدة اللحظة، فهذه الظاهرة  تعود إلى قرون عديدة مضت، كما أنها ليست أسطورة بل حقيقية، مع وجود أدلة لإثبات ذلك، وفقا لأحد العلماء البارزين.

فيقول بريان فورد، المؤلف والبيولوجي والأستاذ في جامعة ليسيستر، إن “الاحتراق البشري الذاتي” يشعل الجسم كما لو أنه انفجار قنبلة، ويحرق الأعصاب في ثوان معدودة.

وقال فورد لصحيفة “ذي صن” في تفسير لهذه الظاهرة الغريبة، إن “الانفجار يحدث فجأة مشكلا لهبا حارقا، فيحترق الجسم بشدة حتى لا يبقى سوى الرماد الحار، رغم أن اليدين والساقين تبقى سليمة”، ليأتي السؤال لماذا تبقى هذه الأعضاء تحديدا دون احتراق؟!.

وأضاف قائلا إن “هناك العديد من مستقبلات الألم في الجسم، لذا فإن الإحساس سيكون مؤذيا في أقصى حالاته وهو الموت حرقا.

وأمضى العلماء عقودا في الجدال حول ما إذا كان الاحتراق البشري الذاتي أمرا حقيقيا أم أنه دربا من الخيال، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حالة في جميع أنحاء العالم، وتحول الضحايا إلى رماد من لا شيء كما يبدو من نتائج التحقيقات.

ولكن أغرب شيء في كل حالة وفاة، هو أن النار لا تسبب أي ضرر لمحيط الضحية، وكان غالبية الضحايا من مدمني الكحول، ويشير الخبراء إلى أنه من المرجح أن يكون أولئك الأشخاص مهددين بنهايات مماثلة بسبب احتمال نومهم حاملين السجائر على سبيل المثال، وهو تفسير يصدقه العقل، لكنه ليس هو الواقع مع الأسف، فالاشتعال حدث من لا شيء.

إلا أن الدكتور فورد يكشف أن تجاربه تشير إلى أن حالة الاحتراق البشري الذاتي تحدث عند الارتفاع القوي لتراكم مادة كيميائية تعرف باسم “الأسيتون”. وأوضح أن “الإدمان على الكحول يعتبر عامل خطير، لكن هذا غير مقبول، فاللحم الدهني حتى عندما ينقع في الكحول، لا يحترق”.

الاحتراق البشري الذاتي

أسباب الاحتراق البشري الذاتي

الإفراط بتناول المشروبات الروحية

يعزي بعض العلماء أسباب الاحتراق البشري الذاتي إلى كثرة تناول الكحول،  بسبب أن المادة الموجودة فيه من أكثر المواد قابليّةً للاشتعال، إلا أنّه تم التأكد بأن ذلك غير صحيح بعد إجراء عدد من التجارب على الحيوانات.

زيادة نسبة الدهون في جسم الإنسان

لكن هذا السبب أيضا لا يبدو صحيحا بعد وقوع حالات احتراق ذاتي لدى أفراد يُعانون من الضعف.

ارتفاع نسبة الكهرباء الساكنة في الجسم

الأمر الذي يؤدّي إلى توليد الطاقة الداخلية بشكل مفرط إثر وجود خلل ما.

حدوث بعض التفاعلات الكيميائية

وهذه التفاعلات الكيميائية تؤدّي إلى الانفجار في الجهاز الهضمي، ويحدث ذلك نتيجة اتباع الانسان لنظامٍ صحيٍّ سيئ. بالإضافة إلى سبب آخر وهو حدوث تماس كهربائي داخل الجسم الإنساني بأسلوب مجهول، إلا أنّ ذلك يؤدّي إلى حدوث تفاعلات نووية تسلسلية وبالتالي تولّد طاقة حرارية ضخمة.

أسباب أخرى بحسب العلماء

نظرية الجسيمة الصغيرة ( البايروترون) .

يعتبر لاري ارنود  التعليل الوحيد لهذه الظاهرة موجود بالفيزياء النظرية، حيث أن كمية الطاقة المطلوبة من أجل أن  يجف الجسد من الماء بشكل كامل ليصبح رمادًا يتطلب وجود جسيمة تكون أصغر من حجم الذرة تدعى بايروترون.

وهي تنطلق دون أن ترى؛ لصغر حجمها وتأثير هذه الجسيمة على جسم الإنسان يقابل بردود  افعال من خلالها يتم إطلاق كميات كبيرة من الطاقة المختزنة في الجسم بشكل فوري ينتج عن ذلك حصول جفاف في الجسد وجعله ينكسر ويضعف وهذا هو السبب وراء الحوادث التي يوجد بها بقايا بشرية مرمدة نتيجة اندلاع الحريق بها .

التفاعلات النووية

عدد قليل من العلماء يعتقدون أن مصدر الطاقة في الجسم هو سلسلة من التفاعلات النووية داخل الخلايا، وممكن لهذه التفاعلات الخروج عن السيطرة وهذا يؤدي إلى احتراق الجسم احتراقًا ذاتيًا.

الكرات البارقة 

نظرية اعترف بها العلم على انها واقع، وعرفت على أنها مصدر مكثف من الطاقة المغناطيسية ذات الطاقة العالية جدًا، والواضح أن هذه الكرات تتحدى الجاذبية ولها القدرة على اختراق الجدران والنوافذ وأطول فتره ممكن ان تعيشها لا تتجاوز دقيقة واحدة.

وتختفي هذه الكرات كما تختفي فقاقيع الصابون، وعندما تصطدم بجسم الإنسان تجعله يفقد وعيه، من أثر هذه الصدمات إذا صارت الأمور بهذا الشكل،  لا يؤدي برق الكرات إلى حرق الضحية وتحويلها إلى رماد.

كل هذه النظريات السابقة تبدو بعيده عن الواقع . وهذا يطرح تساؤلاً .. هل من الممكن أن يتم التوصل إلى سبب منطقي وواقعي لهذه الظاهرة الغريبة؟

والأهم من ذلك، كيف يحمي نفسه من هذه الظاهرة المرعبة، والتي تجعل جسده يحترق ذاتيا حتى الموت، وهذه الطريقة من أبشع طرق الموت وأشدها إيلاما.

كلها تساؤلات نطرحها ولا نجد لها إجابة شافية، ولكنها تثبت شيء واحد لا يقبل الشك، وهو أن هذا الكون الكبير مليء بالأسرار التي يعجز العقل البشري عن تفسيرها، ومهما توصل البشر لفك طلاسم العالم والكون، سيظل صغيرا في هذا الكون الفسيح.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى