منها الحوار واللمسات الحانية.. خطوات بسيطة تحمي ابنك من اضطرابات الشخصية
خطوات بسيطة لبناء شخصية أبنائك
يعاني معظم الأطفال من الأمراض النفسية مثل اضطرابات الشخصية، وهو مرض نفسي ينتج عن سوء التربية، وعدم حرص الأباء على تلبية احتياجات ابنائهم النفسية كحرصهم على تلبية احتياجاتهم المادية.
الأمر الذي دعانا عزيزي الدادي لتسليط الضوء على هذه القضية المهمة والمهملة من قبل بعض الأباء، فلا يلقون لها بالا أو تشغل حيز ولو بسيط من تفكيرهم، وكل ما يشغلهم توفير حياة مرفهة مزودة بكل وسائل الرفاهية من ملبس ومأكل ومدارس دولية، والتغافل عن الشق النفسي في التربية والنتيجة اصابة الأبناء باضطرابات الشخصية.
من الأمراض النفسية والإضطرابات الشخصية العديدة التي انتشرت في مجتمعاتنا العربية مؤخرا. اضطرابات الشخصية السايكوباتية واضطرابات الشخصية السادية، بالإضافة إلى إضطرابات الشخصية النرجسية وإضطرابات الشخصية الحدية.
وكلها أمراض نفسية موجودة من قديم الأزل، لكنها كثرت وانتشرت في السنوات الأخيرة في عصر السماوات المفتوحة وانتشار الشبكة العنكبوتية في شتى ربوع المعمورة، واختفاء الرقابة من الأباء في ظل انشغالهم اليومي لتوفير حياة كريمة، غير مكترثين بالاستماع لابنائهم أو معرفة ما يعانون منه، ما ساعد على انتشار الأمراض النفسية لا سيما اضطرابات الشخصية.
في السطور التالية، والتي استلهمناها من كتاب “أسرار تربية الأبناء وبناء الثقة”. وهو من تأليف الكاتب حذيفة أحمد عكاش، سنتحدث عن بعض الخطوات البسيطة والسهلة والتي سترى نتيجتها وتلمسها بنفسك، وذلك من خلال برنامج بناء العلاقة مع الأبناء عن طريق اتباع بعض الخطوات البسيطة.
و بالرغم من صعوبة تنفيذها يوميا من خلالك أيها الأب بسبب مشاغل الحياة اليومية، ولكن بمجرد فعل البعض من هذه الخطوات ولو بشكل إسبوعي، سيؤثر حتما وبشكل كبير في بناء شخصية أبنائك، ومدى بعدهم عن الأمراض النفسية وبخاصة اضطرابات الشخصية :
خطوات حماية الأبناء من اضطرابات الشخصية
١- عشرون دقيقة حوار مع الأبناء باعتبارهم أصدقاء بدون نصح ولا حديث عن المدرسة ولا توجيه .
٢- التعبير عن مشاعر الود والحب من الأباء للأبناء من ٥ – ١٠ مرات يومياً .
٣- مدح الأبناء يومياً خمس مرات على سلوك إيجابي فعله.
٤- مدح الأبناء يومياً خمس مرات على الشكل الخارجي (ابتسامته – شعره- عينيه – أي شيء فيه).
٥- مرتان اسبوعيا مشاركة الابن نشاط خارج البيت حتى لو استغرق خمس دقائق ( مشي – رياضة – التنزه بالسيارة).
٦- ثلاث دقائق يومياً لتثبيت القيم قبل النوم :
-كنت سعيداً عندما رأيتك اليوم تفعل كذا.
– مساعدتك لأختك الصغيرة كان جميلا منك.
– وفاءك بالاتفاق جميل.
٧- مرتان أسبوعياً عشاء مع العائلة في البيت أو خارجه حتى يتم الحديث والتحاور مع العائلة بوقت أكثر .
٨- من (١-٣) دقائق يومياً كلي آذان صاغية وتتنفذ على النحو التالي:
-الجلوس مع الابن في مكان هاديء واطلب منه أن يقول كل ما يريد بلا قيود ولا نقاش ولا ترد عليه ولا تقاطعه وحينما تنتهي ٣ دقائق تنتهي الجلسة.
٩- عبر عن حبك لإبنك من خلال السلوكيات اليومية :
( خمس لمسات يومياً ) :
– اللمس على نهاية رأس الابن
وتعني ” الرأفة والرحمة ”
– وضع اليد على الرأس ” الفخر”
– وضع اليد على الجبين “التهدئة”
– وضع اليد على الوجنتين” الشوق”
– مسكة اليد ” تقوية العلاقة والحب”
– إذا كان غضبان أو وجود مشاعر سلبية “امسح بيدك على صدرة ”
أربع قبلات يومياً :
-في الجبين ” الاستقبال ”
-في الرأس” فخر واعتزاز”
-في الخد ” الشوق”
– في اليد “الاستقبال والشوق”
واربع ضمات احتضان متفرقه خلال اليوم .
ابن علاقة مع ابنك حتى يصبح بين يديك محباً مطيعاً وخلوقاً وباراً، فبهذا البرنامج تبني شخصيته وتتعرف على ذاته وتقوي محبته وتصبح الأب القدوة والنموذج الأمثل في نظره، وتحميه من الأمراض النفسية الخطيرة فهي من الأسباب الرئيسية لإيذاء الذات والانتحار.
باتباعك لهذه الخطوات البسيطة المذكورة سابقا، ستتلاشى كل المدمرات للعلاقة مع ابنك، والتي كنت تمارسها من قبل أو كانت سبباً في اضطراب شخصيته أو عناده وعنفه أو مراهقته المزعجة أو انحرافه أو سبباً للأمراض الناتجة من السلوك التي تم شرحها في المدمرات سابقاً.
أهمية التواصل
عندما يشعر الأبناء بالاهتمام والرعاية، سيتولد بداخلهم الاحساس بالرضا والسعادة، والانتماء الأمثل للعائلة فيكونوا جزءً لا يتجزء منها، وعندما تستمع لابنك باهتمام سيشعر بأهمية حديثه وأن هناك من يشاطره أحزانه ويشاركه أفراحه.
بالرغم من قلة الدقائق التي منحتها لابنك والتي ذكرناها آنفا لكن لها وقع السحر في بناء شخصيته، واعتزازه بنفسه وشعوره بالأمان، فالحب والاهتمام هما الأساس لبناء علاقة قوية سوية بين الآباء وابنائهم.
اسمعك تقول انك مشغول ولا تملك هذه الدقائق وأن الأم تقوم بهذا الدور، وهنا اسمح لي أن أهمس في أذنيك ببعض الكلمات التي ستجعلك تراجع نفسك وتغير رأيك.
لا شك أن دور الأم مهم جدا، لكن دور الأب في حياة الأبناء لا يقل أهمية، فالأب هو صمام الأمان للأسرة، ورمز التضحية والتفاني في تلبية احتياجاتها، ووجوده في حياة ابنائه واطلاعه على تفاصيل حياتهم، سينعكس حتما على نفسيتهم وسلوكهم دون شك، ويحميهم من اضطرابات الشخصية.
الأب الواعي المدرك لتلبية احتياجات ابنائه النفسية والتي لا تقل في أهميتها عن احتياجاتهم المادية، أب واعي يعي جيدا أن النفس البشرية بحاجة إلى غذاء نفسي وروحي كحاجتها للغذاء المادي، وتحتاج كذلك للكساء المعنوي مثل احتياجها للكساء المادي، وذلك لخلق جيل سوي لا يعاني من أمواض نفسية واضرابات الشخصية.
والأن، وبعد قرائتك لهذه السطور، قبل ابنك وقل له : شكرا إنك موجود فى حياتي..