منوعات

ستاربكس والأسرار الخفية.. القصة التي لم تروى عن أسباب المقاطعة

ستاربكس والكارت الإئتماني

ستاربكس من أشهر المحلات في العالم، وتعد القهوة المقدمة فيها علامة مسجلة تتربع على عرش العالم، بل أصبحت ضمن الموروثات الثقافية بين البشر، والأكثر من ذلك الخفايا وراء فنجان القهوة الذي تحتسيه ولا تعرف ما هو الثمن الذي تدفعه مقابل ذلك.

يبيع ستاربكس مليار فنجان قهوة حول العالم يوميا، ويمتلك 400 ألف محل عالميا، هل تخيلت الرقم وما وراء تحقيقه، استعد عزيزي القارئ لمفاجأت من العيار الثقيل في هذا المقال وما خفي كان أعظم.

هل تعلم أن أكثر شيئًا يباع في ستاربكس ليست القهوة أو الحلويات، ولكن الكريديت كارد التابع لستاربكس. كيف؟ عندما تشتري من ستاربكس تقدم له قرض بدون فائدة!، لنكمل الأسئلة ثم نجيب عن كل سؤال على حدة، هل ستاربكس مجرد مكان تباع فيه المشروبات، وما علاقته باليهود وكيف أصبحت ظاهرة ثقافية وما علاقته بالعولمة، وما هذا الشعار المريب والمثير للجدل، وهل هذه القهوة صحية، ولماذا هي السلسلة الأقوى والمنتشرة حول العالم دون منافس؟. استعد لتعرف الأسئلة في طي السطور التالية.

ستاربكس

ما هو ستاربكس؟

نرجع بالزمن إلى سبعينيات القرن الماضي، وقصة بطلها 3 طلاب في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية، وقرروا عمل مشروع يساعدهم على مصاريف الدراسة في مدينة سياتل الأمريكية، وتكمن فكرة المشروع في بيع أكياس البن المحمصة، في محل متواضع يسمى ستاربكس أند سبايسي، وكانت أسماء هؤلاء الطلاب هم: جيري بالدوين وزيف سجن وجاردن بوكار. لكن مجد ستاربكس لم ينسب لهؤلاء الطلاب.

لم يخرج مجال هذا المحل عن كونه مكان لبيع البن المحمص حتى بداية الثمانينات، إلى أن دخل بين الشبان الثلاثة شاب يهودي يدعى هوارد شولتز، ودخل معهم للعمل في المحل في قسم التسويق وكان عقلية فذة، ثم ذهب في رحلة لإيطاليا ليشتري بضاعة للمحل، وكانت إيطاليا وقتها مشهورة بتقديم القهوة كمشروب.

الأمر الذي دعى شولتز لعرض فكرة تقديم القهوة كمشروب في محل ستاربكس بدلا من بيع البن فقط، ولكن أصحاب المشروع رفضوا الفكرة، ولم يستسلم شولتز  وقدم استقالته، وفتح المقهى الخاص به لتقديم القهوة كمشروب وأطلق اسم جيورنالي عليه عام 1985، وبعد عامين فقط افتتح 3 فروع للمقهى، وقرر أصحاب ستاربكس عرضه للبيع، وانتهز شولتز الفرصة واشترى المحل والمحمصة والعلامة التجارية مقابل 3 مليون ونصف المليون دولار.

ثم أطلق شولتز اسم ستاربكس على سلسلة محلاته، وبعد فترة وجيزة اصبحت فروع ستاربكس أكثر من 50 فرع في أمريكا، وتوسع لدرجة أنه أنشأ صندوق للأعمال الخيرية، لكن هذا الصندوق هو الظاهر للناس، ثم انضم شولتز للحزب الديموقراطي الأمريكي والذي يضم أوباما وبايدن وكاميلا هارس المرشحة الرئاسية.

وأصبحت الأرباح لا تذهب إلى الصندوق الخيري، ولكن لتمويل حملات انتخابية ضخمة مثل حملة أوباما وهيلاري كلينتون وبايدن، ومؤخرا تمول حملة كاميلا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ليس ذلك فحسب بل هناك أموالا ضخمة تذهب لدعم الكيان الصهيوني، كما أيد حملات أمريكا على العراق وأفغانستان وكان شولتز رافضا للإنسحاب الأمريكي من سوريا عام 2019.

ستاربكس

اللوبي الصهيوني

وأصبح شولتز أحد رموز اللوبي الصهيوني في أمريكا، بالرغم من محاولاته الحثيثة لرفض هذه الحقائق بسبب المقاطعة الأخيرة لمحلات ستاربكس بسبب العدوان الغاشم على فلسطين، إلا أننا عندما نبحث عن الحقيقة، نجد أن ستاربكس حصلت على جائزة من صندوق الكيان عام 1998 وهو صندوق القدس، والأدهى من ذلك هو رفع شركة ستاربكس قضية على العمال الذين أعلنوا دعمهم لفلسطين بعد الأحداث الأخيرة.

ويبقى السؤال، ما هو سر التحول الخطير في سلسلة هذه المقاهي؟، في عام 2008 تحولت إلى كيان عالمي عندما اندلعت الأزمة الإقتصادية العالمية في العام نفسه، وتدعى هذه الأزمة أزمة الرهان العقاري الأمريكي، من هنا انطلق تطبيق ستاربكس ومعه نظام المحفظة البنكية أو الإئتمانية ونظام كروت الهدايا والتالي تحولت من مجرد سلسلة قهاوي إلى بنك عالمي.

فكرة جهنمية

مع تسارع وتيرة استخدام التطبيقات حول العالم، تحولت 30 في المئة من مبيعات ستاربكس عبر تطبيق الأونلاين، لأن التطبيق أتاح للمستخدمين عمل محافظ مالية إلكترونية مقابل الخصومات، وغيرت طريقة الدفع للحصول على المنتجات، وجعل الشركة تستفيد من هذه المبالغ الموجودة في محافظ عملائها مثل البنك تماما، وبهذه الطريقة تحولت إلى مالكة لنظام إئتماني وكريديت كارد.

هذه محفظة تشبه محفظة فودافون كاش بالضبط، وتم التسويق للفكرة على أن يودع المستهلك مبلغ كرصيد في المحفظة  لشراء ما يريدونه أي وقت، وشراء كروت هدايا لإرسالها كهدية لمن يريدون وتم إغرائهم بخصومات هائلة في بداية الأمر، ويهدف المخطط لتعويد المستهلك على هذا النظام الاستهلاكي الجديد. والنتيجة أن 1.7 مليار دولار أمريكي متوفرين اليوم في محافظ وكروت الشركة.

وبهذه الطريقة الجهنمية أصبح العميل هو من يدفع ثمن قهوته قبل تحضيرها؛ لأنه ببساطة يضع النقود في كروت الهدايا والرصيد على التطبيق قبل ذهابه إلى المقهى لشرائه، وبذلك تحصل الشركة على نقودها مقدما شاملة الأرباح، وبهذه الطريقة أنت تقرضها نقودك دون فوائد بدون وعي منك.

ويتعامل ستاربكس مع نقودك على أنها تدفقات نقدية، واستثمروها وبسعر اليوم أيضًا، بمعنى أنك أودعت أمس مثلا 100 دولار، وعندما تتغير الأسعار ستشتري قهوتك بسعر اليوم. تخيل!، انتظر فهناك الأمَر من ذلك وهو الكروت التي لم تستعمل والرصيد الذي لم يمس، بمعنى عندما تريد تحويل كروت من ستاربكس لأحد الأشخاص ولم تعجبه، فتكون النتيجة كروت مهملة، وهو ما أدى إلى ربع مليار دولار سنويا في كروت غير مستعملة وأرصدة لم تستعمل.

وهذه الملايين من الدولارات استثمارات لا نهائية لنقود تستثمر نفسها بنفسها والنتيجة نقودك تستثمر لصالح اليهود وما هم على شاكلتهم، ليس ذلك وفقط بل أن 13 في المئة من النقود المودعة في هذه المحافظ تتحول لأصول مملوكة للشركة  دون مجهود يذكر.

أثبتت إحدى الدراسات أن المبلغ الموجود في محافظ الشركة يفوق رأس مال 3900 بنك في أمريكا، ووجهت الاتهامات بغسيل الأموال لستاربكس، وتم شحن هذه المحافظ بالعملات المشفرة “البيتكوين”، وتحولت القهوة من مجرد مشروب إلى ثقافة، لدرجة ظهور مصطلح “الفرابتشينو” وأطلقه سماسرة العقارات في أمريكا، على ظاهرة تم تسجيلها، بحيث أن العقار الذي يقع بالقرب من ستاربكس يزيد سعرها 30 في المئة عن ما عداه في منطقة أخرى.

لم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، بل أصبح شولتز الرجل المؤثر الأول في أمريكا، لدرجة دفعت الناس لمطالبته بالترشح لرئاسة أمريكا في العام 2016 وعام 2020، ولكنه كان يتراجع في اللحظات الأخيرة، وتم وصفه من الصحف الأمريكية بأنه دونالد ترامب الليبرالي، وذلك لتشابه مشوار كفاج الرجلين، حيث أن ترامب ملك العقارات وشولتز ملك القهوة.

ولا يخفى على أحد دعم ستاربكس الواضح والصريح للمثلية الجنسية والعلاقات المحرمة، ويروج لها على أكواب القهوة وأكياس البن، ويا ليتها صحية بل هي غير صحية بالمرة. ففي العام 2018 حكم قاضي فيدرالي أمريكي، بإلزام ستاربكس بلصق تحذيرات صحية على منتجاتها، تحذر من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، وهي مادة ثانوية تسمى الأكريلاميد وهي مسرطنة في حبوب البن المحمصة، وموجودة في المشروبات عالية السعرات الحرارية، ومتوفرة بكثافة في منتجات ستاربكس.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى