ما هو سر الشهر الثالث عشر في التقويم القبطي؟
كتبت: رشا سامي
يأتي أصل التقويم القبطي من هنا، فالمصري القديم أول من عرف أن السنين تحتاج لتقويم، وتضم شهور والشهور تتجزأ لأسابيع وهكذا.
استخدم المصريون القدماء الشهور المصرية القديمة -في كل ما يختص بالزراعة والحصاد- ولا تزال هذه الشهور تستخدم في الريف المصري المعاصر حتى يومنا هذا.
لأن هذه الشهور كانت مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد، وقد استخدمها الأقباط كذلك في عصور لاحقة.
سنتناول في هذا المقال مفهوم التقويم القبطي، وما هو سر الشهر الثالث عشر في التقويم القبطي، كما سنتطرق إلى أصل التقويم القبطي في مصر.
ونشرح أسماء شهور السنة القبطية، أو بمعني ادق السنة الفرعونية؛ لأن التقويم القبطي أساسه تقويم فرعوني.
أصل التقويم القبطي
يعود اصل هذا التقويم إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرًا، وكل شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسيء.
كما يضاف في السنة الرابعة يومًا إلى أيام النسيء، فتصبح ستة أيام بدلًا من خمسة، وذلك بأمر من بطليموس الثالث سنة 238.
فأصبح عدد أيام السنة 365 يومًا، مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسي.
أسماء الشهور
حملت هذه الشهور أسماء مصرية قديمة (هيروغليفية)، ثم حُوِّرَتْ إلى القبطية وهيَ:
توت (11/12 سبتمبر)، نسبة إلى الإله المصري توت، أو تحوت (إله الحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتبة).
بابة (10/11 أكتوبر)، «آبة» هو الاسم الأصلي للأقصر، وكذلك نسبة إلى عيد أوبت: وهو عيد انتقال الإله آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر.
هاتور (10/11 نوفمبر)، نسبة إلى حاتحور (هاتور في القبطية) آلهة العطاء والحب والموسيقى.
كيهك أو كياك (10/11 ديسمبر)، مشتق من التعبير كا-حر-كا أي قرين مع قرين. ومعناه: عيد اجتماع الأرواح عند الفراعنة.
طوبة (9/10 يناير)، مشتق من الكلمة المصرية القديمة تاعبت وهو أحد الأعياد.
أمشير (8/9 فبراير)، إشارة إلى عيد يرتبط بالإله «مخير» وهو الإله المسؤول عن الزوابع.
برمهات (10/11 مارس)، ربما نسبة إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب.
برمودة (9 أبريل)، نسبة إلى إله الحصاد الفرعوني (رنودة).
بشنس (9 مايو)، نسبة إلى الاله خونسو (خنس في القبطية)، إله القمر عند الفراعنة وممثل دور الابن في ثالوث طيبة.
بؤونة (8يونيو)، نسبة إلى عيد «أنت»، أي عيد الوادي وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون، من شرق النيل إلى غربه. وكانت الذبائح تقدم تكريماً للراقدين.
أبيب (8 يوليو)عيد الإلهة أبيبي عند الفراعنة.
مسره (مسرى) 7 أغسطس، نسبة إلى مسو-رع أي ولادة رَع.
النسيء أو الشهر الصغير، يحُتفل فيه بأوزيريس في أول هذه الأيام.
الأمثال وارتباطها بالشهور عند المصري القديم
اشتهرت الأشهر القبطية عند المصريين بالأمثال كالتالي:
1- توت (11 سبتمبر: 10 أكتوبر)، توت ري ولا تموت
2- بابة (11 أكتوبر: 10 نوفمبر)، بابه خش واقفل البوابة (اتقاء للبرد)
3-هاتور (11 نوفمبر : 10 ديسمبر)، يقول للبرد طور طور (قم) -بداية البرد- أو هاتور أبو الدهب منثور (أي القمح) أو إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور.
4- كيهك أو كياك (11 ديسمبر: 10 يناير)= صبحك مساك شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك (أقصر أيام السنة) / كهك برد فوق وبرد تحت.
5- طوبة (11 يناير: 9 فبراير)= تخلي الشابة كركوبة (البرد الشديد) أي تقوم الشابة منحنية من البرد/ وطوبة برد أعجوبة.
6- أمشير (10 فبراير: 10 مارس)= يفصص الجسم نسير نسير (أي من شدة الهواء) أو أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير.
7- برمهات (11 مارس: 10 ابريل)، روح الغيط وهات (موعد نضج المحاصيل الشتوية)
8-برمودة (11 أبريل: 9 مايو) برمودة دق العامودة. (أي دق سنابل القمح بعد نضجها)
9- بشنس (10 مايو: 8 يونيو)، بشنس يكنس الغيط كنس.
10- بؤونة (9 يونيو: 8 يوليو)، تنشف المياه من الماعونة (شدة الحر) أو بؤونه نقل وتخزين المونة (أي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام)
11- أبيب (9 يوليو: 7 أغسطس) = أبيب أبو اللهاليب (شدة الحر) / أبيب فيه العنب يطيب.
12-مسره أو مسري (8 أغسطس:11 سبتمبر)، مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة (ازدياد مياه القيظان فتغمر الأرض.)
13- النسيء أو الشهر الصغير: تزرع أي شيء حتى لو في غير اوانه وينمو.
المصري هو القبطي
والجدير بالذكر أن لقب الأقباط (أو القبط) في الأصل، كان يُطلق على سكان مصر بوجه عام، منذ العصور الفرعونية، وقد عُرفوا بهذا الاسم نسبة إلى مدينة جيط (جبيتيو).
وهي عاصمة مقاطعة نتروى بصعيد مصر، والمعروفة حالياً باسم قفط، وعندما فتح العرب المسلمون مصر عرف سكانها بالقبط، تجاوباً مع اللقب الشائع لمصر آنذاك.
ولما كان المصريون حينئذ يعتنقون الديانة المسيحية، فقد أصبح لقب القبط خاصاً بمن يعتنق المسيحية من المصريين دون غيرهم.
وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني للتقويم المصري، على أساس السنة الشمسية ذات الأشهر الاثنى عشر، كل منها ثلاثون يوماً، يلحق بها أيام النسيء .
وعددها خمسة أيام في السنين البسيطة، وستة أيام في السنين الكبيسة، ولتحديد السنين الكبيسة، قسمت السنوات القبطية إلى وحدات، كل منها 28 سنة.
ولم يأخذ التقويم القبطي بتصحيح التقويم الجريجورى للتقويم الميلادي.
وهذا هو سر ما جعل ميلاد المسيح عند المسيحين في مصر فقط يوافق 7 يناير رجوعا الي التقويم القبطي (25 ديسمبر في التقويم الجريجوري).