Uncategorizedانا وابني

كيفية قضاء العطلة الصيفية مع الأبناء؟

قضاء العطلة الصيفية

لا شك أن بداية العطلة الصيفية من المحطات المهمة في حياة كل أسرة حيث يتزامن إستعداد الأبناء للاختبارات مع ترتيبات الوالِدين لمشروع قضاء العطلة.

بدأت العطلة الصيفية وفيها يزيد وقت الفراغ لدى الأبناء والشباب، وتنحو الأسر مناحٍ مختلفة من حيث استثمارها للوقت، خاصة أن الإجازة الصيفية تقارب مائة يوم أي ما يعادل 3 الاف ساعة من عمر أبنائنا، وفي كل عام يتجدد السؤال وتتجدد الحيرة.

كيف سيُمضي الأبناء الإجازة؟ وتكون الإجابة عند كثيرين: في النوم، والنزهة، وأمام التلفاز، وشاشات الموبايل، فما الإجازة عند هؤلاء سوى ضياع للوقت، ومن ثم أثر سلبي في الصحة، وتنمية الكسل والتراخي في الأبناء، ثم تتعالى صرخات الوالدين بعد ذلك مستغيثة من جيل هذه الأيام، ونتناسى أننا نحن من ساهم بطريقة جيدة في صناعة هذا الجيل المتراخي الهش.

كيفية قضاء عطلة صيفية سعيدة مع الأب

فكيف ينعم أبناؤنا بإجازة سعيدة لتعود عليهم بالفائدة والترويح الممتع في إطار تربوي صحي؟

المراقبة مع حسن الظن:

يؤكد المتخصصين أهمية دور الوالدين  فيجب علي الأباء تشجيع كل ترويح إيجابي يعود على الأبناء بالنفع والمتعة ونرفع في الوقت نفسه من معنوياتهم.

استقلال مشروط:

يضيف المتخصصون أن من أدوارنا التربوية بوصفنا أولياء أمور للمراهقين والشباب أن نتيح لهم الاستقلال المشروط، وترشيح بعض الكتب التربوية والثقافية الهادفة، وسلاسل الهوايات، وتوفير بعض الألعاب الفكرية بالمنزل أو النادي، ثم إن ممارسة تلك الألعاب يجب أن تخلو من صور التحدي أو المراهنة.

الألعاب الإلكترونية:

يوضح المتخصصون مخاطر الألعاب الإلكترونية بالقول: “هذا مما عمت به البلوى؛ نظراً إلى ما لها من أضرار كثيرة على الأبناء، فلقد اجتذبت هذه الأجهزة عدداً كبيراً من الأطفال الذين يستخدمونها في أماكن خاصة بنظام التأجير بمدة محدودة (نصف ساعة أو ساعة أو أكثر) ولا مانع أن يجرب الطفل مثل هذه الألعاب ويستمتع بها أو ببعضها ويقضي بعض الوقت في اللعب ببرامجها.

لكن القضية لا تكمن في ذلك بل إنها أعم وأشمل؛ حيث إن مثل هذه الأجهزة الكبيرة ألغيت وأصبح استخدامها محظوراً في عدد من الدول بعد أن تنبهوا إلى مخاطرها، فالطفل يجعل من تلك الألعاب عالماً خاصاً له يشغله عن عمله وصلواته أي دينه ودنياه.

ثم إن الطفل قد يستنزف نقوده ويضطر إلى الاقتراض من زملائه، وقد يتبارى البعض في هذه الألعاب بنظام المقامرة والمراهنة، فضلاً عن تعرض الطفل إلى بعض الإشعاعات المنبعثة من تلك الأجهزة، وقد يتحول الترويح المشروع هنا إلى ألوان من اللهو المسرف.

ومن العجيب في هذه الأيام تطور تلك الألعاب وبرامج الكمبيوتر المتخصصة لتشمل أفلاماً كاملة عن الجنس بالصوت والصورة، وقد تنبه بعض المسؤولين في البلاد العربية إلى المخاطر المصاحبة لتلك الأندية الخاصة بالألعاب الإلكترونية، فأُغلقت وصودرت أجهزتها، وكنوع من الحيل فقد اقتنى البعض مثل هذه الأجهزة بصورة مصغرة في المنازل.

ويبدو هنا دور الأسرة في تنظيم أوقات الطفل فيما بين اللعب والعبادة وإلا أصبحت أيضاً نوعاً من اللهو الذي قد يستمر أياماً وشهوراً، ويصاب أطفالنا عقبه بالاستهتار والإهمال وعدم المبالاة في دينهم ودنياهم.

العطلة الصيفية

التعلم

يظن الكثير من الأباء تحديدا أن المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الطفل، ويشكون أن العطلة الصيفية الطويلة تؤثر على تطور مهارات الطفل التعلّمية. فيما يؤكد إختصاصيو علم نفس الطفل والتربية أن العطلة الصيفية تساهم في شكل كبير في تطور قدرات الطفل الذهنية والتعلّمية.

ولكن في إطار مختلف وضمن نشاطات ترفيهية متنوّعة. ويرى الاختصاصيون أن أجواء العطلة الصيفية وما يرافقها من نشاطات، فضلاً عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والنفسية على حد سواء.

الإنصات الجيد للأبناء

تعتبر العطلة الصيفية امتيازًا خاصًا للطفل إذ أن الوقت لا يحتسب خلالها، وتحرره من الالتزام بالمواقيت التي يتقيد بها خلال العام المدرسي، حين يكون لكل عمل يقوم به وقت محدد، مثلاً النوم والاستيقاظ في ساعة محددة، والدروس ضمن فترة محددة، والنشاطات الترفيهية لها وقتها.

واحتساب الوقت خلال العام الدراسي يجعل فترة الجلوس مع الوالدين قصيرة نسبيًا، وبالتالي لا يكون لديهما الوقت الكافي للاستماع إلى كل ما يواجهه الطفل من مشكلات. فيما يكون حضورهما أكبر خلال العطلة الصيفية، فيتاح لهما الوقت الكافي للاستماع إلى طفلهما والإجابة عن أسئلته، واكتشاف رغباته ومراقبته عن كثب وهو يكبر، مما يساعد الطفل في بناء ثقته بنفسه بشكل قوي، خصوصًا إذا كان الوالدين صاحبي عقلية منفتحة ويتميزّان بالهدوء فيقدمان له نموذج تماهٍ إيجابيًا عن العلاقة الأسرية.

لذا ينصح الاختصاصيون الأهل بالاستفادة من العطلة الصيفية والقيام مع طفلهم بنشاطات كانوا يتمنونها عندما كانوا في سنه، مثل ركوب الدراجة الهوائية والذهاب إلى الشاطئ وبناء قصر من الرمال، كما يمكنهم التحدث إليه عن ذكريات طفولتهم، مما يجعل الطفل يتعلّم من خبراتهم ويستند إليها في تطوير قدراته والانطلاق في الحياة.

أهمية السفر للمصايف

السفر يثير الفضول ويعلّم تحمل المسؤولية، وتسمح العطلة الصيفية للطفل بالخروج من الإطار التقليدي. فعندما يقرر الأهل السفر لتمضية العطلة الصيفية خارج البلاد، فإن الطفل يتعرّف على مدن جديدة ولغة وأفكار وتقاليد مختلفة عن لغة وعادات بلده الأم وتقاليده.

ولما كان اكتشاف بلاد جديدة يحصل ضمن محيط العائلة الآمن فإنه يعلّم الطفل ألاّ يخاف من العالم الخارجي والآخرين. وهذه الأمور الجديدة تثير فضول الطفل وتجعله متعطشًا لإغناء معارفه.

تعليم الأبناء إرشادات الأمان خصوصاً في السباحة. فمن المعلوم أن الرحلات السياحية تتضمن نشاطات ترفيهية كالسباحة وغيرها من الرياضات المائية  التي تسبب حوادث خطيرة قد تؤدي إلى الموت. ومن الضروري أيضاً التأكد من وجود راشد يراقب الأبناء أثناء قيامهم بهذه النشاطات الترفيهية.

الذهاب إلى موقع ترفيهي حيث يمكن الوالدين مراقبة أبنائهم خلال وجودهم، والتأكد من أنه مجهز بكل وسائل الأمان. كما يمكنهما تبادل أرقام الهاتف مع المسؤولين عن النشاطات الترفيهية حتى يبقيا على اتصال في حال حصول طارئ.

تعليم الأبناء كيفية الاتصال بمركز الطوارئ وطريقة التحدث إلى المسؤولين فيه. والتأكد أنهم يعرفون جيداً الأسماء والعناوين وأرقام الهاتف، للاستعانة بها في حال حدوث مشكلة

شعور الأبناء بالحرية الإيجابية:

الحرية تمنح الطفل جناحي الانطلاق نحو العالم الخارجي
يميل الأهل خلال العطلة الصيفية إلى غض النظر عن عدم التزام الطفل بالقوانين المنزلية والممنوعات، فيتمتع الطفل بحرية أكبر. ففي إمكان المراهق مثلا التقاء أصدقائه وقتما يشاء والخروج معهم.

وبذلك يختبر أن الالتزام بالقوانين المنزلية خلال العام الدراسي تليه فترة استرخاء واستمتاع بوقت الفراغ، وأن التناوب بينهما يؤدي إلى توازن نفسي، لأنه يعرف قيمة الفترتين وأهميتهما.

وينصح الاختصاصيون الأهل بأن يسمحوا لأبنائهم بتمضية قسم من العطلة الصيفية في المخيم مع أصدقائه أو في الجبل، لجعل الطفل يبدأ تعلًم تحمل مسؤولية نفسه. وعلى الأهل في الوقت نفسه الاستفادة من ذلك ليختبروا رد فعل طفلهم تجاه المشكلة التي يواجهها ومراقبة سلوكه في حلّها.

العطلة الصيفية فرصة لمشاركة المشاعر وتعزيز التقارب بين الأهل والأبناء

يرى الاختصاصيون أن العطلة الصيفية تضع كل المشاعر في حالة تأهب. فتمضية أسبوع في الجبل أو على الشاطئ تجعل الطفل يقدّر جمال الطبيعة وتتنبه حواسه إلى كل ما هو جميل.

فضلاً عن أﻧ الأهل يميلون في العطلة الصيفية إلى أن يكونوا أكثر مرحًا مع أبنائهم مما يسمح للأبناء بالتعرّف إلى الوجه الآخر لأهلهم الذي كان خلال العام الدراسي مسبوغًا بالجدية، فيكتشفوا مثلاً أن والدهم الذي كان يلزمهم بتطبيق القانون إلى درجة القسوة أحيانًا، في داخله الكثير من المرح والطفولة، مما يبرهن لهم أن في داخل كل راشد طفلاً.

ويكوّن اكتشاف الطفل الوجه الآخر لأهله علاقة وطيدة بينه وبينهم، وأحياناً يختبرون معًا الخسارة والربح حين يتشاركون اللعب، فكم جميل مشهد العائلة عندما ينقسمون فريقين أثناء اللعب بكرة سلة ويعمد أحدهما إلى إغاظة الفريق الخاسر، أو عندما يضع يصبح الوالد شريك ابنه في اللعب ويخططان معًا للفوز على فريق الأم. فالقيام بالنشاطات الترفيهية معًا يعزز الثقة بين الأبناء والوالدين ويوطد العلاقة بينهم.

التقرب من الأهل

العطلة الصيفية فرصة لمشاركة المشاعر وتعزيز التقارب بين الأهل والأبناء، ويرى الاختصاصيون أن العطلة الصيفية تضع كل المشاعر في حالة تأهب. فتمضية أسبوع في الجبل أو على الشاطئ تجعل الطفل يقدّر جمال الطبيعة وتتنبه حواسه إلى كل ما هو جميل.

فضلاً عن الأهل يميلون في العطلة الصيفية إلى أن يكونوا أكثر مرحًا مع أبنائهم مما يسمح للأبناء بالتعرّف إلى الوجه الآخر لأهلهم الذي كان خلال العام الدراسي مسبوغًا بالجدية، فيكتشفوا مثلاً أن والدهم الذي كان يلزمهم بتطبيق القانون إلى درجة القسوة أحيانًا، في داخله الكثير من المرح والطفولة، مما يبرهن لهم أن في داخل كل راشد طفلاً.

ويكوّن اكتشاف الطفل الوجه الآخر لأهله علاقة وطيدة بينه وبينهم، وأحياناً يختبرون معًا الخسارة والربح حين يتشاركون اللعب، فكم جميل مشهد العائلة عندما ينقسمون فريقين أثناء اللعب بكرة سلة ويعمد أحدهما إلى إغاظة الفريق الخاسر، أو عندما يضع يصبح الوالد شريك ابنه في اللعب ويخططان معًا للفوز على فريق الأم. فالقيام بالنشاطات الترفيهية معًا يعزز الثقة بين الأبناء والوالدين ويوطد العلاقة بينهم.

أهمية الشعور بالإستمتاع

الشعور بالاستمتاع نتيجة ممارسة بعض ألوان الأنشطة الترويحية متمثلة في الأعمال الإبداعية والابتكارية من قراءة وأعمال فنية وهوايات يبرز فيها الأبناء مهاراتهم، وكذلك النشاطات البدنية التي تكسب الصحة والتمتع بالقيم الإجمالية وممارسة خبرات جديدة نتيجة استخدام القدرات الفعلية ومن هنا فإننا نتوقع تغير السلوك نتيجة ممارسة تلك الأنشطة في اتجاه إيجابي لخدمة البيئة وقضايا التنمية وذلك للأسباب الآتية:

• الطاقة التي لا توجه إلى الخير سوف تستنزف في أعمال الشر.
• الطاقة التي لا تستثمر في الحلال سوف يساء استخدامها في الحرام.
• الفراغ الذي لا يحسن استثماره سوف يساء استخدامه.
• الترويح المباح هو الترويح الذي لا يرتبط أو يقترب من دائرة التحريم أو يؤدي إلى الحرام.
• الترويح المشروع لا يطغى في حجمه على العبادة أو العمل ويقول الله- سبحانه وتعالى
• يمكن قياس تقدم أي شعب من الشعوب عن طريق معرفة وسائله في استخدام وقت الفراغ.

زر الذهاب إلى الأعلى