منوعات

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.. الحلقة 28

الحضارة المصرية القديمة

منذ بداية العالم وضُخ دم البشرية في عروق الحياة، خرجت للدنيا حضارة تعد عالما قائما بذاته، غيرت مجرى التاريخ ورسمت ملامح عظمتها على وجه الزمن، وكنا وما زلنا وسنظل نفخر بها حتى النهاية، ودائما نكون غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة. 

نبذة عن سلسلة غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

لمن يتابعنا للمرة الأولى، نعرفكم بهذه السلسلة من حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، فقد قررنا في الداديز أن نعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بهذه الحضارة العريقة الخالدة.

فتحدثنا منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة وننزل إلى الأعماق.

نستكمل اليوم الحديث عن الأسر المصرية القديمة في حلقة جديدة من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، ونستعرض تاريخ الأسرة السادسة والعشرون

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.. الحلقة 28

ملوك الأسرة السادسة والعشرون

تف ناخت الثاني 380 – 362 ق.م.

نكاو با 678 – 672 ق.م.

نخاو الأول 672 – 664 ق.م.

بسماتيك الأول 664 – 610 ق.م.

نخاو الثاني 610 – 595 ق.م.

بسماتيك الثاني 595 – 589 ق.م.

وح إب رع 589 – 570 ق.م.

أحمس الثاني 570 – 526 ق.م.

بسماتيك الثالث 526 – 525 ق.م.

 الأسرة السادسة والعشرون (أو الأسرة السايسية) من تاريخ مصر. وحسب نسخة أفريكانوس، الأمينة في معظمها، لمجلد مانيتو، بالأسرة تألفت من تسع ملوك أولهم ستفيناتس (أي تف ناخت الثاني) وآخرهم پسماتيكوس الثالث. أفريكانوس كان صحيحا حين ذكر أن پسماتيكوس الأول ونخاو الأول حكما مصر للمدتين 54 عاماً وثمانية أعوام.

الأسر السادسة والعشرون، وحتى الحادية والثلاثون تسمى العصر المتأخر من تاريخ مصر القديمة. والأسرة السايسية كانت آخر أسرة مواطنة (أي من أهل البلد) تحكم مصر قبل الغزو الفارسي وكان مقر حكمها سايس.

وهذه الأسرة تنحدر من الأسرة الرابعة والعشرين. پسماتيك الأول كان من أحفاد باكن رع نف، وبعد الغزوات الآشورية في عهد طهارقة و تنتاماني، اعترف به كملك أوحد على كل مصر. ولدى إنشغال الدولة الآشورية بالثورات والحرب الأهلية مول السيطرة على العرش، قام پسماتيك بقطع صلاته بالآشوريين، وعقد تحالفات مع جايجس ملك ليديا، وجند مرتزقة من كاريا واليونان لمقاومة الغارات الآشورية.

ومع تدمير نينوى في 612 ق.م. وسقوط الدولة الآشورية، حاول پسماتيك وخلفاؤه إعادة بسط نفود مصر في الشرق الأدنى، إلا أنهم رُدوا بواسطة البابليين بقيادة نبوخد نصر الثاني. وبمساعدة المرتزقة اليونانيين تمكن وح إب رع من صد محاولات البابليين لغزو مصر. إلا أن الفرس هم من تمكنوا من غزو مصر، وقام ملكهم قمبيز الثاني بحمل پسماتيك الثالث إلى سوسا مكبلاً بالسلاسل.

جدير بالذكر  خوضه صراع شديد مع كل من الكوشيين والآشوريين ونجح في إعادة توحيد مصر (عام 656 ق.م). وبعد أن كانت الأسرة السادسة والعشرون مجرد أسرة إقليمية أصبحت هي الأسرة القومية الوحيدة. ونظرا لولائهم لمنبتهم الأصلي قام ملوك هذه الأسرة بتشييد مقابرهم في مدينة سايس، وأصبحت إلهتهم نيت هي رئيسة مجمع الآلهة الملكي، واتخذت منف كعاصمة فعلية، بيد أننا نقصد بالعصر الصاوي الإشارة إلى النظام والثقافة اللذين سادا خلال عصور الملوك بسماتيك، ونخاو، وأبريس، وأمازيس (664 – 525 ق.م).

في بحر الحضارة المصرية القديمة

عصر السلام والإزدهار الإقتصادي

وسادت حقبة من السلام والإزدهار الإقتصادي، والمنجزات الفنية الرائعة حيث اندمجت مظاهر التجديد في بوتقة القديم التليد. وتبوأت مصر خلال النهضة الصاوية مكانا مرموقا في المجتمع العالمي الجديد.

استئجار المقاتلين المرتزقة الإغريق والكاريين، والمساعدين اليهود، ورجال السفن الفينيقيين، وميلا إلى الأعمال البحرية، وتبادل التجارة مع المدن الإغريقية، ومواجهة الكوشيين والبابليين. واستمرت معاركها لفترة طويلة.

وإذا لم يتمكن الفرعون خلال تلك المعارك الطويلة من التوسع في آسيا، أو إنقاذ يهوذا، إلا أنه بالمقابل استطاع حماية الأراضي المصرية من الإنتهاكات وجعلها تتمتع بصفة دائمة بنفوذها وهيبتها. ونجح الفرس بعد ذلك في تقويض وهدم مركز سايس هذا بقوة عسكرية كبيرة.

إلا أن الفراعنة الإيرانيين الأوائل (أي الفرس) الذين أعلنوا انفسهم كأبناء للإلهة نيت عرفوا كيف يحافظوا على الشكل والكيان المقدس والثروات التي تركها الصاويون. واستطاع رجل من سايس يدعى أمرتي من أن يشعل نار الثورة ضد الفرس خلال القرن الخامس قبل الميلاد، ثم قام شخص آخر يحمل نفس هذا الاسم بتأسيس الأسرة التاسعة والعشرين (404 – 398 قبل الميلاد).

نكتفي بهذا القدر من هذه الحلقة من سلسلة حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة وعلى وعد بلقاء الأسبوع القادم بمشيئة الله.

كتبت:  مروة مصطفى

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى