غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.. الحلقة السادسة
كتبت: مروة مصطفى
لن ينضب بحر حضارتنا المصرية ولم نكتف من النهل من أسراره وخباياه، فالمولى حبانا بوطن نفخر جميعا بالانتماء إليه، فكلنا غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.
منذ ما يقرب من الشهر، وقررنا أن نتعمق في بحر حضارتنا، ونقص حكايتها منذ البداية، فبدأنا بالمصطلحات المصرية القديمة، ثم تطرقنا لمعرفة معنى كلمة مصر وكلمة فرعون.
ولأننا ما زلنا في البداية، يتوجب علينا ذكر الملك مينا، فهو مؤسس الدولة المصرية، وقام بتوحيد الأرضيين مصر العليا ومصر السفلى، واعتبره المصريين أول فرعون من البشر.
بعد أجيال من الفراعنة المعبودات وأشباه المعبودات، ومن المفترض أن مينا كان شخصية أسطورية، أو أنه كان يرتبط بالملك التاريخي نارمر.
هل مينا هو نارمر؟
يدعى البعض أن الملك نعرمر أو نارمر، كما يشتهر لدى البعض، هو الملك مينا موحد القطرين. غير أن الحقيقة أن الملك نعرمر هو آخر ملك في عصر ما قبل الأسرات في مصر القديمة، أو آخر ملك في الفترة التي نطلق عليها اصطلاحًا الأسرة صفر.
ربط اسم نارمر باسم (مين)، على سدادات قدور عثر عليها في أبيدوس، وإن كان البعض يعتقد أن “مين”، الذي ورد ذكره لا يعني الملك، وإنما حامل أختام الملك “ميني”.
من هو (مين)؟
هو رب الخصوبة عند قدماء المصريين، وكان الحامي للأراضي الصحراوية والبلاد الأجنبية، خاصة تلك التي في الجنوب، من مصر والصحراء الشرقية حيث كانت تجري أعمال المحاجر.
ويظهر الرب “مين، حينما يتعلق المحتوى بالتجدد والخصوبة. على سبيل المثال، شكلت طقوس التعبد إلى هذا الرب جزءً مهما في احتفالات التتويج والحب (سد) بغرض ضمان تجدد حيوية الفرعون.
وبدأت عبادة الرب “مين” منذ عصر ما قبل الأسرات، كما يتضح من وجود رمز هذا الرب، على القطع الفخارية من ذلك العصر، وكان شعار الرب رمزا للإقليم التاسع في مصر العليا بعاصمته فقط.
المصدر: المؤرخ المصري مانبتون القرن الثالث قبل الميلاد.
نكتفي بهذا القدر من رحلتنا في حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.