اسلوب حياتي

كيف ينظر الرجل للمرأة الأربعينية العزباء دون زواج ؟

نظرة المجتمع للمرأة الأربعينية دون زواج

لماذا معظم الفتيات في مجتمعاتنا العربية تكون جل آمالهم واحلامهم هي ال‌‌‌‌‌ “زواج“؟ ولماذا تلك الرغبه الشديدة في الزواج، وكأنه الغرض من ولادتهن، لماذا لا يعشن حياتهن ويعتبرن الزواج شئ فرعي وليس أساسي؟

قد تتمحور الإجابة عن كل هذه الأسئلة في نظرة المجتمع لهن، وقد اختزلوا الحياة في كلمات وحسب وهي: زواج وأولاد وزوج تعيش في كنفه، ولسان حالهم دائما يكرر” ضل راجل ولا ضل حيطة!.

وتمر الأيام وتترسخ الفكرة داخل أعماق الجميع في مجتمعاتنا الشرقية لا سيما الرجال، فما هي نظرة الرجل للمرأة التي تقدم بها العمر وأصبحت أربعينية دون زواج، سواء بإرادتها أو خارج عن إرادتها.

نظرة المجتمع نحو المرأة التي تجاوزت الأربعين بدون زواج

لقد شاءت الأقدار أن أرى في دائرة معارفي أكثر من صديقة كلهن ناجحات جدا في مجال عملهن، روحهن مرحة جدا ينشرن البهجة في أي مكان يدخلونه لكنهن  تجاوزن الأربعين دون زواج.

وعندما سألتهن عن سبب تأخر زواجهن قلن لي أنهن لم يسبق لهن الارتباط رسميا بأي رجل، وبأن ذلك لم يزعجهن يوما بقدر ما يزعجهن دائما حديث الناس ونظرة المجتمع، الذي يصف المرأة التي تصل إلى سن متقدم بدون زواج  بوصف الضعيفة، سيئة الحظ ولا يمكن أن يتخيلوا مجرد تخيل أن تكون سعيدة.

هل سعادة المرأة مرتبطة بزواجها و إنجابها وهل زواجها يعد إنجازا؟!

من المعتاد أن المجتمع  يشفق على حال أي امرأة اختارت ألا تتزوج وكأن الزواج في حد ذاته إنجازا.  قد يخرج هذا الأمر عن إرادتها تماما، ولكن قدر لها ألا تتزوج وبالرغم أن هذا المجتمع هو نفسه ذو المرجعية الإسلامية الذي يؤمن بالقدر وبأن الله لا يفعل شيئا باطلا، وهو نفسه الذي يدافع في ظروف أخرى عن حق الجميع في الاختيار.

من أين تأتي لأولئك الشجاعة في أن يعتبروا الزواج إنجاز، والمرأة العازبة مهما بلغت من العلم والتجربة والنجاح ناقصة بلا إنجازات؟

إن أكثر المشفقين على حال المرأة العزباء المتأخر  زواجها يربطون شعورهم بخوفهم عليها من عدم الإنجاب. نعم الإنجاب وتكوين أسرة هدف سامي من أهداف  ال “زواج“، ولكنه ليس الغاية المثلى والهدف الوحيد من هذا الرباط العظيم والنبيل، الذي له أهداف كثيرة أخرى تتمثل في السكينة والطمأنينة والاستقرار النفسي والعفة والتشارك والتعاون… ثم إن مسألة الإنجاب لا تخضع لحسابات رياضية أكثر مما ترتبط بتسخير ومنة من الله عز وجل.

إن تحديد عمر معين للزواج وجعله قاعدة ثابتة كل من حادت عنها تسمى عانسا، هو ضرب من ضروب الجنون وعادة مجتمعية لا صحة فيها ولا أساسا رصينا بنيت عليه، فالزواج مرتبط بالقدرة والاستطاعة والنضج، ولا علاقة له بالسن، ثم إنه لم يسبق وأن قرأنا لا في بحوث علمية ولا في نصوص دينية أن سر نجاح الحياة الزوجية يكمن في سن المرأة وقت ارتباطها.

كيف ينظر المجتمع للمرأة التي تجاوزت الأربعين بدون زواج؟

إنه من الأفضل أن تعيش المرأة عزباء طوال عمرها، على أن ترتبط برجل غير مقتنعة به فقط لتخرس أفواه الناس!الأمر أشبه بمن يمشي بقدميه نحو حتفه. فلا يجب على المرأة أن تجعل من الزواج غاية، ويجب أن تعتز بكونها عزباء إلى أن تجد شريكا مناسبا يقدر فكرها قبل جسدها ويحترم وعيها ويقبلها كما هي.

و يجب علي الرجل تغيير تلك الأفكار غير الناضجة وغير الموضوعية تجاه المرأة التي تقدم عمرها ولم تتزوج. وعلى المرأة أن تعي جيدا أن ليس مهما ما يرونه الناس فيها، المهم بحق هو ما تراه هي في نفسها؛ لذلك يجب أن لا تجعل من كلمة “عانس” عقدة تربكها وتصرفها على تحقيق طموحاتها وأحلامها.

يجب أن تهتم بنفسها وعقلها، و أن تتجمل من أجل نفسها وليس من أجل إسقاط رجل في الشباك، يجب تنمية الفكر  فيما تقوم به،  وينبغي لها أن تستمتع بوقتها وتثق بأنها تستحق أن تكوني سعيدة، وبأن السعادة لم تكن يوما إنسانا، يجب أن تتقبل ما هي عليه وتؤمن بأن الأكثر أهمية ليس أن تتزوج أو متى تتزوج، ولكن بمدى حجم الاستقرار والسعادة التي تعيش بها.

كثير من الفتيات يصرحن بقولهن: “ما اخاف منه حقا هو وفاة الأهل وان أعيش وحدي طوال عمري بلا سند أو ونيس وأن أشيخ وحدي.

ألم تسألي نفسك يوما أن هذا قد يكون نعمة يتمناها البعض؟ أن تكوني مدبرة أمرك حرة نفسك غير مسؤولة غير عن نجاجك ونفسك …فالله لايفعل إلا الأفضل.

فالزواج وتكوين أسرة من نعم الحياة و لكن بشرط التوافق والتفاهم ونضج الطرفين و لكن ليس إنجازا في حد ذاته.

وأنت أيها الرجل، اختار المرأة التي تكملك وتتحمل المسؤولية وتقدر الحياة الزوجية، بغض النظر عن عمرها، واعلم أن المرأة في هذا العمر ناضجة واعية تعي جيدا طبيعة الرجل وتعرف كيف تحتويه.

لا نقول أن تصب تفكيرك على اختيار شريكتك بحسب عمرها وأن تكون في هذا العمر، لكن عليك أن لا تلقي بالا لهذه المعتقدات التي أكل عليها الدهر وشرب، وعندما يدق قلبك لمن تختارها شريكة لحياتك لا تجعل من العمر حائلا بينك وبين السعادة.

زر الذهاب إلى الأعلى