انا وبنتيانا وعائلتي

غياب القدوة أم التقليد الأعمى.. لماذا يقبل المراهقين على تدخين الفيب؟

كتبت: رشا سامي

انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة تدخين الفيب بشكل كبير، لا سيما بين المراهقين، لما يجدون فيه من متعة حقيقية، وخصوصا بعد انتشار الاعتقاد السائد بأنه أقل ضررا من السجائر العادية.

ليأتي السؤال المهم: ما هي الأسباب الحقيقية وراء إقبال المراهقين على تدخين الفيب بهذا الشكل؟، هل غياب القدوة من المشهد، أم أن هناك أسباب أخرى؟.

نعم، غياب القدوة هو السبب الرئيس، والنتيجة تخبط هذا الجيل ومن سبقه في الطرقات، واختفى الرقيب من المشهد، وحل محله صديق السوء والتقليد الأعمى.

في هذا الصدد، سنتحدث اليوم عن خطر يهدد حياة المراهقين، ويجعلهم صيدًا سهلًا في شباك الموضة والترند، التي تعمي الأبصار وتسد الأذان، وتلقي بكل التقاليد المجتمعية عرض الحائط.

سنسرد في السطور التالية، أسباب إقبال المراهقين على تدخين السجائر الإلكترونية، وتعرف باسم الـفيب Vape أو الـ Iqos.

أسباب رواج الفيب بين المراهقين

تلقى ال Vape رواجًا كبيرا بين المرهقين، نظرًا لتصاميمها العصرية وتعدّد نكهاتها، وتجذب بشكلٍ خاص الشباب وبينهم نسبة لا بأس بها من القُصر مع أنّ كلفتها مرتفعة للغاية.

إذ يبلغ سعر الواحدة منها 280 وثمانون جنيهًا تقريبًا. وتعتمد هذه السيجارة مبدأ تسخين النيكوتين المستخرج من التبغ، وإضافة نكهات أُخرى من مواد كيميائية، ويمكن أن تُدخن على دفعات، لكنها تُستخدم مرة واحدة ولا يمكن إعادة تعبئتها.

تعد الفيب Vape وأشهر ماركاتها Iqos، من أبرز صيحات الموضة بيت القُصر، والشباب في سن مبكر، وصنفه الكثيرون على أنه trendy، حيث يتعامل معه الشباب من الجنسين على أنه سمة من سمات العصر.

ويتخذه قاعده كبيرة من المراهقين، كنوع من أنواع التباهي الاجتماعي والمظهر العصري الراقي، كما يعتقدون أن الفيب لا يسبب أضرار صحية، وهي بالطبع اعتقادات خاطئة.

أضرار الفيب

تقرير منظمة الصحة العالمية:

وفق دراسات نشرها موقع منظمة الصحة العالمية، تبين أنّ مشكلة استخدام الفيب، في الولايات المتحدة الأميركية تنتشر على نطاق واسع بين الشباب، إذ يستخدمها أكثر من ٢٧.٥٪ من طلاب المدارس الثانوية.

حسب ما تفيد به المراكز الأميركية، لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أما كلية لندن الجامعية (UCL)، فقد نشرت دراسة تفيد بأنّه في بريطانيا وحدها هناك ٧٤ ألف مستخدم تراوح أعمارهم بين ١٦ و١٨ عامًا.

هذا، وتشير منظمة الصحة العالمية، إلى أنّ السجائر الإلكترونية تُزيد من خطر أمراض الرئة لدى مدخنيها، بنسبة الثُلث مقارنة بأولئك الذين لم يدخنوها قط، فضلا عن المخاطر الصحية الأخرى.

إدمان تدخين الفيب

يوضح أطباء الأمراض الصدرية أنّ الـفيب، يحتوي على النيكوتين شأنها شأن السجائر العادية، ويضاف إلى ذلك احتواؤها على العديد من المركبات الخطرة الأخرى.

مع التأكيد على أنّ النكهات المستخدمة فيها، كالمانجو والنعناع والكرز والفانيليا تخفي طعمها الحاد. ويحذرون من تأثيرات هذه النوعية من السجائر التي تؤدي إلى صعوبات في أداء الوظائف العقلية.

وتزيد من حالة الإدمان عند الفرد؛ بحيث يفقد قدرته على الإقلاع عنها. فإن التدخين الإلكتروني بشكل عام يضر بالقلب والرئتين والأوعية الدموية، ومن بينها الشرايين التي تمد الدماغ بالأوكسجين والطاقة.

من دون أن ننسى ما يلحقه من ضرر بالأسنان واللثة، كما أكّد أطباء الأمراض الصدرية أنّ الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تدخين السجائر العادية عن طريق استخدام الفيب، إنما ينتقلون من إدمان إلى إدمان آخر، لأنهم في الواقع لا يتوقفون عن تناول النيكوتين.

من الناحية الصحية، يسبّب النيكوتين في الفيب الإدمان، ما يضرّ بنموّ الدماغ، بمعنى أنّه كلما زاد تدخين المراهقين لهذه النوعية من السجائر، زادت صعوبة إقلاعهم عنها.

ويسبّب استهلاك النيكوتين في عمر المراهقة، الضرر لأجزاء الدماغ التي تتحكّم بالتركيز، والتعلّم، والمزاج، والسيطرة على الانفعال. ووجد الخبراء أنّ النيكوتين موجود في تركيبة بعض أنواع السجائر التي تُباع على أنّها خالية من النيكوتين.

ما أضرار الفيب

صعوبة إقناع الشباب

لا شك أن إقناع الشباب بالإقلاع عن الفيب، أصبح شبه مستحيل فقد ازداد انتشارها في الفترة الأخيرة، فالكثيرين يجهلون مدى ضررها ويعتقدون أنّها قد تكون أقل ضررًا من السجائر العادية.

ولا شك أن الشباب يتأثرون ببعضهم البعض، فتجد من يقول: “معظم أصدقائي يدخنون الفيب بشراهة، ولم يؤثر ذلك على صحتهم”، وهناك من يروج له على انه سمة من سمات الرفاهية والمظهر العام.

علاوة على انتشار مفهوم الرجولة بين الذكور وارتباطه بالتدخين، فكل الشباب لديهم اعتقاد راسخ بأن الرجل يجب أن يدخن لكي يكون رجلا في عيون الأخرين.

وكما آشرنا آنفا، التقليد الأعمى من ضمن الأسباب التي تجعل المراهقين، يقبلون على تدخين الفيب بلا هوادة، ولا يكترثون لأضراره الصحية الكارثية، ولا يعيرون هذا الأمر اهتماًما.

من أهم الأسباب التي تقف عائقًا بينك وبين اقناع الشاب عن الإقلاع عن تدخين الفيب، هي الإدمان بطبيعة الحال فقد أصبح يجري في عروقه وانتهى الأمر، ولا بد من اتباع طرق متعددة لعلاجه قبل فوات الأوان.

ضرورة حملات التوعية

في ظل ما سبق، يتوجب علينا القيام بحملات التوعية، التي تتعاون فيها جميع الجهات المعنية، من أهل ومؤسسات تعليمية وإعلامية، لننقذ أبنائنا من هذه الآفة الصحية والمجتمعية.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى