كثير من الناس يعاني من الكوابيس وهناك ظاهرة تحدث عنها الكثيرون وهي شلل النوم، وهي تجربة ليست سهله ومرعبه لأنها تشبه الشلل الحقيقي حيث تشعر بشيء يجثم فوق صدرك وأنت نائم، وتشعر باختناق وتريد الخروج من هذا الجسم والجاثوم فوقك. تشعر كما لو كنت مشلولا تماما لا تستطيع ان تتحرك او تصرخ او تطلب المساعده لا شك انها تجربه صعبة ومرعبه. ولقد عانى منها الكثيرون ولا يزال الكثير يعاني من هذه الظاهره.
يشير مصطلح شلل النوم أو الجاثوم إلى الحالة التي تحدث أثناء الاستيقاظ أو النوم، يكون الشخص واعيا ولكن غير قادر على التحرك أو الكلام. خلال النوبة، قد يصاب الفرد بالهلوسة وسماع والشعور برؤية أشياء غير موجودة ما يؤدي إلى الخوف والهلع. تستمر النوبات عموماً أقل من بضع دقائق. وقد تحدث كنوبة واحدة أو متكررة.
ما اسباب هذه الظاهره وكيف تحدث وبماذا تسمى؟، كلها أسئلة سنجيب عليها في طي السطور الاتية:
هذه الظاهرة أجمع علي تسميتها علماء الميتافيزيقا وما وراء الطبيعة بالجاثوم (شلل النوم المؤقت). فكيف تصيب الإنسان ولماذا، وما هي أعراضه أثناء النوم، وهل له علاقة بالمس الشيطاني والجن أو السحر؟. تابع القراءة لتعرف الاجابة.
بماذا يشعر الشخص أثناء نوبة الجاثوم؟
العرض الأساسي لشلل النوم هو الوهن أو عدم القدرة على تحريك الجسم. يحدث بعد وقت قصير من النوم أو الاستيقاظ، وخلال النوبة يشعر الشخص بأنه متيقظ وعلى دراية بفقدان السيطرة على العضلات.
ما هو الجاثوم؟
يقول خبراء الظواهر التي تخص ما وراء الطبيعة أن هذا نوع من أنواع المس الشيطاني، الذي يصيب الإنسان أثناء النوم وخلاله يشعر الإنسان وكأن شيئا يجثم على صدره و يصيبه بنوع من الشلل المؤقت أثناء النوم، وتتراوح طول مدة الجاثوم على حسب قوة الشيطان أو الجن الذي يجثم على الإنسان.
كذلك يسمع الشخص أصوات مختلفة كالطنين والهمس، ويشعر الشخص وگانه يخرج من جسمه، أو ما يسمى بالجسم الأثيري، وقد سبق لنا الحديث عنه في مقال مفصل على موقعنا الداديز. الأكثر رعبا مما مضى هو رؤية الشخص تجسيد الكابوس على ارض الواقع، وهم في كامل وعيهم ويقظتهم، ورؤيتهم للمخلوقات التي تجثم على صدورهم، منهم من يراها فوق جسده، ومنهم من يشاهدها بأم عينه تتحرك في الغرفة ذهابا وإيابا.
تكثر الهيئات التي تظهر عليها هذه المخلوقات منها ما يظهر على شكل وحش كاسر أو تنين يخرج النار من فمه، أو عجوز شمطاء تتحدث وتتمتم بكلمات غير مفهومة.
في السياق نفسه، عرفت هذه النوبة في الحضارات القديمة وحضارة ما بين النهرين باسم الحاضون او الروح الشريرة إيكونوبس، وفسره المؤرخون بأنه مخلوق غريب يجثم على الصدر، يتسبب في حدوث الكوابيس المرعبة ورؤية المخلوقات المخيفة. في حال أعجب هذا المخلوق سيقيم معه علاقة حميمية، نعم هذا ما كانوا يروجون له في السابق.
وسمي ايضا بهذا الاسم؛ لأنه يجثم على صدر المريض و يصيب الإنسان بالاختناق الشديد والضيق، ويسبب له شلل نومي، و قد يرى المصاب في المنام وكأن أحدا يخنقه وهو يحاول أن يذكر الله، أو أن يستغيث ولا يستطيع ويثقل عليه لسانه فعل ذلك، أو كأنه يصرخ ولا أحد يستجيب له. وكل هذا يحدث له ما بين اليقظة والمنام لبضع دقايق كما ذكرنا حسب قوة المس.
ما هي الأسباب؟
السبب الرئيسي هو إصابة الشخص بالسحر أو المس الشيطاني وذلك على حد زعم بعض المروجين لذلك. قد يحدث الجاثوم بسبب القرب من شخص مصاب بالمس الشيطاني أو السحر، وقد يصاب الشخص بالجاثوم حينما يكون البيت الذي يعيش فيه به سحر أو تسكنه الشياطين.
وقد يصاب الإنسان بهذه النوبة بسبب دخوله في نوبة حزن شديد أو إكتئاب.
الأعراض:
1) يشعر بأن شيئا ما يجثم على صدره.
2) – يشعر بأنه يصرخ ولا أحد يستجيب له.
3) – يريد أن يذكر الله إلا أن لسانه يثقل عليه ولا يستطيع.
4)_يشعر بالإختناق وضيق النفس.
5)_يشعر كأن روحه تسحب منه.
6)_يشعر بأنه وحيد ومعزول عن الناس في هذا الوقت.
كيفية العلاج وتحصين النفس من هذه الظاهرة المرعبة:
يجب في البداية التشخيص الكامل لحالة المصاب لمعرفة السبب، ومعرفة إذا كانت هذه النوبة ناتجة عن الإصابة بالسحر أم المس الشيطاني، ويتم تشخيص الحالة بشكل فردي فكل حالة لها تشخيصها الخاص وعلاجها الخاص بالرقية الشرعية، بجانب ما يلي:
1) – المحافظة على الصلاة في وقتها.
2) – المحافظة على أذكار الصباح والمساء..
3) – قراءة آية الكرسي قبل النوم..
4) – الرقية التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5) المواظبة علي أيات التحصين وهي سورة الفاتحة، آية الكرسي سورة الإخلاص والمعوذتين.
الجاثوم من الناحية العلمية
قد يكون الجاثوم بسبب عضوي مادي، كتأثير تناول الطعام الثقيل قبل النوم مباشرة، أو تناول بعض الأدوية التي تعالج بعض الأمراض النفسية، ويكون العلاج بتخفيف الطعام وعدم الأكل لمدة ساعتين قبل الدخول إلى النوم أو إن كان السبب تناول دواء محدد فيجب الرجوع للطبيب لوقفه أو إستبداله.
علاقة الجاثوم بالجن
طوال قرون خلت اعتقد الناس أن الجاثوم مسّ شيطاني أو جن يتلبس الشخص، وهو معتقد ظهر في العديد من الحضارات. فالجاثوم كان موضوع لوحة رسمها الفنان الأنجلوسويسري هنري فوسيلي، ونالت شهرة عالمية دامت قرونا، فمنذ رسمها عام 1781 وعرضها على العامة عام 1782 حازت هذه اللوحة شهرة غير مسبوقة، حتى إن فوسيلي رسم 3 لوحات أخرى تدور حول الفكرة نفسها.
تظهر في اللوحة سيدة غارقة في النوم ويدها متدلية، وفوق صدرها يجثم كائن أسطوري قبيح الشكل “الجاثوم”، وهو ما يعرف في الأساطير الشعبية بكونه مسبب الكوابيس ويشلّ حركة النائم فلا يستطيع الحركة.
مع ذلك؛ فكل هذ المعتقدات خاطئة، فالجاثوم هو حالة فيزيولوجية لها تفسير علمي كما سبق وذكرنا، وهو ليس مسًّا من الشيطان أو تلبسًا من الجن. جدير بالذكر أن علماء الدين يكذبون هذه الأقاويل برمتها، وهو ما يجعلنا نراجع أنفسنا ولا نصدق أنها من مس الشيطان أو الجن.
