الحضارة المصريةحكايات

الأسرة المصرية الرابعة.. بناة إحدى عجائب الدنيا السبعة

قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، وتناولنا التفاصيل واليوم موعدنا مع الأسرة المصرية الرابعة.

لمن يتابعنا للمرة الأولى، نعرفكم بهذه السلسلة من المقالات، فقد قررنا في الداديز أن نعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بهذه الحضارة العريقة الخالدة.

فتحدثنا منذ بداية الحضارة المصرية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن ننزل إلى الأعماق. كما تحدثنا عن الأسرة الثالثة وعرفنا ملوكها وملكاتها، ونغوص في بحر الحضارة المصرية القديمة.

ما دمنا تحدثنا عن الأسرة الثالثة وتعرفنا على ملوكها وملكاتها، سنتحدث اليوم بالتبعية عن الأسرة المصرية الرابعة، ونسلط الضوء على إنجازاتها وفترة حكمها وما يميزه عن غيره من فترات الحكم في مصر القديمة.

الأسرة المصرية الرابعة

 الأسرة المصرية الرابعة

حديثنا اليوم عن الأسرة المصرية الرابعة، سيدور حول رابع الأسر التي حكمت مصر في الفترة من (2575 ق.م – 2465 ق.م.) ويليها الأسرة المصرية الخامسة والأسرة المصرية السادسة وهم جميعا يكونوا عصر الدولة القديمة. وكانت عاصمة مصر في ذلك الوقت هي منف.

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة الملك سنفرو

من هم الأسرة الرابعة؟

الملك سنفرو

بداية في هذه المقالة التي نسرد فيها تاريخ الأسرة المصرية الرابعة، سنتحدث عن الملك سنفرو فهو مؤسس الأسرة المصرية الرابعة، وقد تزوج بالملكة حتب حرس ورزق منها بالملك خوفو ثاني ملوك هذه الأسرة وقد بنى لنفسه مقبرتين متقاربتين على شكل الهرم الكامل؛ الأولى في دهشور جنوب سقارة والثانية في ميدوم في الشمال في مدخل الفيوم.

وفي عهده قامت حملة بحرية عظيمة إلى الموانئ السورية، ورجع منها المصريون بنحو أربعين سفينة محملة بالأخشاب للبناء قد قطعت من غابات لبنان. وكانت مقاطعات مصر 22 مقاطعة من الشلال الأول حتى منف والوجه البحري، وكان لكل مقاطعة حاكم يعينه الملك يكتب بلقب الأول بعد الملك.

ومن الملاحظ أن الملك الذي يتولى الحكم من غير الأسرة المالكة، لابد من أن يتزوج بإحدى بنات البيت الملكي. ولا شك أن الأسرة الرابعة تعد قبل كل شيء “أسرة بناة الأهرام الكبرى”، وأكمل مثال لعصر التفت فيه الأمة بأسرها حول الملك المصري باعتباره الرمز الأسمى.

وفي الواقع لم يكن ملك مصر، يوجه خبرات البلاد ومواردها لمنفعته فقط، وإنما كانت المناصب العليا المدنية منها والدينية تستند كذلك لأفراد العائلة دون سواهم.

ويعكس الفن في ذلك العصر، وبصفة خاصة التماثيل الملكية، مدى الاتقان والروعة الذي بلغته المؤسسة الفرعونية حتى وصل إلى القمة، والذي استمد قواعده من العصر الثيني (العتيق)، وتطور تطورا كبيرا خلال الأسرة الثالثة. بيد أنه في الوقت الذي وصل فيه الفن إلى الذروة، ظهرت بوادر الانهيار للنظام المذهبي للملك.

الأسرة المصرية الرابعة

الملك خوفو

استكمالا لهذه المعلومات الواردة عن الأسرة المصرية الرابعة، نتحدث عن الملك خوفو، هو اسم الولادة للملك المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس، ويعد خوفو هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الفرعون سنفرو على العرش، والمُرجح أن يكون أبيه.

في عهده بني الهرم الأكبر في الجيزة، وكان أعلى بناء حجري في العالم وهو أضخم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن. أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو، وشيد سنة 2650 ق .م، وقد امتد حكمه من عام 2609 إلى عام 2584 قبل الميلاد.

وتتكون أسرة الملك خوفو من ثلاث زوجات رسميات.. الأولى: الملكة مريت إت إس وهي أخت خوفو كانت أولى زوجاته، وحددت بردية تورين فترة حكمه بثلاثة وعشرين عاما، ولكن عثر على نصا في منطقة “ابو بلاص” في الصحراء الغربية يذكر زيارة أحد كبار رجال الدولة.

وذلك في العام السابع وعشرين من حكم الملك خوفو بما يوحي بامتداد فترة حكمه إلى هذه الفترة وعدم اقتصارها علي الفترة التي حددتها بردية تورين كفترة حكم هذا الملك.

كان لخوفو العديد من الأبناء الذكور ولكن أهمهم “جدف رع و”خفرع ” و” حور جدف ” ويبدو ان حدث بينهم صراعا مما انعكس علي أحوال الأسرة واضطربت أمورها، وتحدثت احدي البرديات المشهورة والتي تعرف باسم “بردية وستكار”، والتي تناولت قصصا عديدة من ملوك الدولة القديمة.

الأسرة المصرية الرابعة

الملك دجيدف رع

ملك أخر من ملوك الأسرة المصرية الرابعة وهو دجيدف رع أو جدف رع ويعني اسمه الثابت مثل رع، كما أطلق عليه بعض المؤرخين جددف رع ورع دجدف، هو ملك مصري قديم في الأسرة الرابعة ضمن المملكة المصرية القديمة. دجيدف رع هو ابن وخليفة العرش المُباشر لخوفو باني الهرم الأكبر، وأمهُ غير معروفة على وجه التحديد. يُعتبر أول ملك يُستعمل سا-رع. وهو أول من ربط اسمه مع إله الشمس رع.

وقد حكم الأسرة المصرية الرابعة بعد أبيه خوفو، ويُعتبر دجيدف رع ثالث ملوك الأسرة الرابعة، فقد سبقه خوفو (ثاني الملوك) وسنفرو مُؤسس الأسرة الرابعة. أراد دجيدف رع بناء هرم مثل هرم أبيه خوفو في منطقة أبو رواش، ولكن لم ينهي من هرمه سوى تسوية قاعدة الهرم. خلفه إبنه خفرع الذي بنى لنفسه الهرم الثاني بالجيزة.

الملك خفرع

خفرع أو خعف رع (وتعني بالمصرية: الظاهر كرع أو الظاهر كالشمس)، ملك من الأسرة المصرية الرابعة. هو ثالث أو رابع ملوك هذه الأسرة بالدولة القديمة حكم بين سنتي 2559 و2535 ق م، وهو من شيد الهرم الثاني بالجيزة. هو على الأغلب ابن الملك خوفو من زوجة ثانوية تولى الحكم بعد الملك جدف رع الذي كان قد استولى على الحكم.

خفرع متوج هو تمثال جنائزي للملك المصري خفرع، الذي حكم خلال الأسرة المصرية الرابعة (حوالي 2570 قبل الميلاد). وهو الآن موجودة في المتحف المصري بالقاهرة. يتكون البناء من أنورثوسيت نيس (المرتبط بالديوريت)، وهو حجر قيم، شديد الصلابة، وداكن اللون جلب 400 ميل إلى أسفل نهر النيل من المحاجر الملكية.

زوجة الملك خفرع هي مرس عنخ الثالثة، هي ملكة مصرية غير حاكمة أو زوجة ملك من الأسرة الرابعة ، و هي ابنة الملكة حتب حرس الثانية والأمير كاوعب و حفيدة الملك خوفو ، و قد كانت زوجة الملك خفرع.
 من أهم إنجازاته، بناء الهرم الذي يحمل اسمه في الجيزة، ويُعرف باسم هرم خفرع، ويُعتبر هذا الهرم ثاني أكبر هرم في الجيزة ويرتفع نحو 143.5 متر (471 قدم)، ويُظهر مهارات الهندسة والعمارة المتقدمة لمصر القديمة.
ويعتقد معظم علماء المصريات أن تمثال أبو الهول يمثل شبه الملك خفرع. في حين يعتقد آخرون أيضاً أن جدف رع، الأخ الأكبر لخفرع، هو من قام ببناء تمثال أبو الهول تكريماً لوالده خوفو. وهذا من شأنه أن يضع وقت البناء في مكان ما بين 2550 قبل الميلاد و2450 قبل الميلاد.

الملك با اف رع 

با إف رع هو ملك فرعوني في الدولة القديمة في عصر الأسرة الرابعة، تولى الحكم حوالي 7 سنوات فقط، وربما كانت تلك الفترة مليئة بالصراعات الداخلية في العائلة المالكة، حيث أنها انتهت على الأرجح بسقوط “جدف رع” مع بداية صراع جديد بين اخوانه من زوجة خوفو الثالثة “حنو تسن” وهما “خفرع” و”با أف رع” اللذان تأرجح العرش بينهما حتى دانت أخيرا لخفرع ومن بعده ابنه منكاورع.

الأسرة المصرية الرابعة

الملك منكاورع

هو ابن الملك خفرع واسمه يعني: «فلتبقى كاءاته مثل رع». تزوج من الأميرة خعمررنبتي الثانية. عثر في المعبد الجنائزى لمنكاورع على سكين من حجر الصوان منقوش عليه اسم والدة الملك وتدعى خعمررنبتي الأولى، فيما يشير إلى أن خفرع وهذه الملكة هما والدا منكاورع.

قام الملك منكاورع (حوالي 2532 – 2503 ق. م) ببناء ثالث أهرامات هضبة الجيزة، وهو ابن خفرع وحفيد خوفو، خامس ملوك الاسرة الرابعة، هو ابن الملك خفرع واسمه معناه (طويل العمر بقوة رع) تزوج الاميرة خعمررنبتى التانية.
يحظى بالقدسية حيث وصف المؤرخون القدماء في كتاباتهم الملك منكاورع، الذي عُرف في الأزمان التي تلت عهده بأنه رجل حكيم من الحكماء في عصر (الرعامسة)، الأسرتي التاسعة عشر والعشرون)، واستمر المصريين في تقديسه لـ300 عامًا بعد وفاته.

مهدت وفاة الملك خفرع الطريق أمام الملك منكاورع (الذي من المحتمل أن يكون ابن الملك خفرع) لتولي حكم مصر القديمة لمدة استمرت لـ 18 عامًا أو أزيد قليلًا، ليكون بذلك خامس ملوك الأسرة المصرية الرابعة. خلف الملك منكاورع «أبيه» في الحكم، وامتدحه المؤرخ اليوناني «هيرودوت» أكثر من أي ملك آخر، إذ وصفه بأنه سبق في عدالته جميع الملوك السابقين، الملك خفرع الذي ترك له المشاحنات التي كانت بينه وبني أسرة «ددف رع».

وما أن تولي الملك منكاورع حكم مصر القديمة حتى تزوج من أخته الأميرة «خع مرر نبتي» الثانية، وأنجب منها خليفته على العرش «شبسس كاف»، وهو الذي أتم المجموعة الهرمية لأبيه الذي توفى قبل الانتهاء منها.

لم يتمكن الملك منكاورع من إتمام من بناء مجموعته الهرمية، إذ وفاته المنية قبل الانتهاء من بناءه، وذلك قبل أن يُصقل الكثير من كتل الكساء الجرانيت الخاص بالهرم، إذ كان من المفترض أن يتكون المعبد الجنائزي ومعبد الوادي الخاص من كتل ضخمة من الحجر الجيري المكسوة بالجرانيت، لكن بُنى بهما فعليًا باستخدام الطوب اللبن الأبيض.

الأسرة المصرية الرابعة

الملك شبسس كاف

شيبسيسكاف ، ملك مصر لمدة اربع سنين من سنة 2500 لسنة 2496 قبل الميلاد، من الأسرة المصرية الرابعة، بنى لنفسه فى سقاره الجنوبية مقبره على هيئة مصطبة فوقيها تابوت، معروفه باسم مصطبة فرعون، ومعنى اسمه صاحب الروح النبيلة، ويعتقد العلماء انه كان أخر فراعنة الاسرة الرابعة.

ولفتت إلى أن الشكل الهرمي مرتبط بعبادة الشمس ورمزية تقديسها في مصر القديمة، وبالتالي فإن هيئة الهرم اعتراف بإلهية الشمس وسلطانها العظيم، لكن شبسكاف هو أول ملك تخلى عن تقديس الشمس أو ما يُقال عنه “عبادة الشمس في مصر القديمة”، وبالتالي لم يبنِ هرما، لكنه قام ببناء لنفسه مقبرة بشكل مختلف حتى يعلن أنه تخلى عن تقديس الشمس
ويعد شبسس كاف الفرعون المصري السادس والأخير من الأسرة المصرية الرابعة بالدولة القديمة. دفن في هرم بناه وهو غير مستقيم وهو من أكثر ملوك مصر غموضا ويوجد له تمثالين في متحف اللوفر بباريس حكم مصر ابتداءَ من عام 2510 قبل الميلاد أي من 6 إلى 8 سنوات تقريبًا.
عندما تولى «شبسكاف» عرش مصر بعد والده «منكاورع» لم يشيد لنفسه هرما مثل والده على هضبة الجيزة، بل رجع إلى مكان أجداده بالقرب من سقارة، وابتدع لنفسه مقبرة فريدة في بابها، وذلك أنه بنى لنفسه مصطبة ضخمة وبنى فوقها مصطبة أخرى على شكل تابوت.
غير أنه جعل لهذه المقبرة كل الملحقات التي تتبع الهرم، وهذا البناء يعرف عند أهالي جهة دهشور باسم مصطبة فرعون. وإذا اعتمدنا على النقوش القليلة التي كشفت وحكمنا بأن هذا البناء الغريب هو قبر «شبسكاف.

الملك جدف بتاح

لم نعثر على معلومات عن هذا الملك، ولم ترد عنه معلومات كثيرة تحدد فترة حكمه أو أهم إنجازاته، ويعتقد الكثيرين أن الملك شبسس كاف هو أخر ملوك الأسرة المصرية الرابعة، في الحلقة القادمة من غواص في بحر الحضارة القديمة سنتحدث عن الأسرة المصرية الخامسة.

كتبت: مروة مصطفى

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى