يشار للبقرة الحمراء في الديانة اليهودية بمخلص أخر الزمان، حيث يعتقد اليهود أن ذبح هذه البقرة بغية التطهر من نجاسة الموتى ودخول الأقصى، وهو طقس ديني، يؤمن اليهود بوجوبه للتطهر من نجاسات الموتى، التي لا تزول عندهم سوى برش المتنجس بالماء المخلوط برماد “بقرة حمراء” خالص لونها، لا يعتريها عيب، ولم تُسخر للخدمة أو الحمل على ظهرها.
البقرة الحمراء وبالعبرية “بارا أدومَّا”، وهي بقرة ينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وتتلخص بأن تكون بقرة ذات لون شعر أحمر كامل، بدون أى شعر غريب، ولم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وربيت على ما يقال بأرض إسرائيل ، وأثار خبر ظهور البقرة الحمراء ضجة كبيرة عند الحاخامية الكبرى.
لا بد ان تتحلى تلك البقرة الحمراء بمزايا محددة، كلونها الأحمر الصافي دون شائبة وألا يوجد بها شعر اسود أو مغاير عن لونها الأحمر، كما أنها لا بد أن تولد في فلسطين والتي يسمونها باسرائيل، بجانب بعض الصفات الأخرى.
وأهم شرط لهذه البقرة الحمراء أن يكون لونها الأحمر الصافي أي خالصة الاحمرار، ويرجع أصله لاعتقاد اليهود بأنه قبل ألفي عام، وفي حقبة المملكتين الأولى والثانية، تم مزج رماد بقرة حمراء صغيرة ذُبحت في عامها الثالث، وجرى خلط دمها بالماء، واستُخدم في “تطهير” الشعب اليهودي من الخطايا.
هل ظهرت البقرة الحمراء؟
هناك أقاويل كثيرة تؤكد ظهور البقرة الحمراء، وأن يوجد بالفعل 5 بقرات حمراء اللون، ففي أكتوبر عام 2022 أحضرت إسرائيل خمس بقرات حمر إلى مستوطنة شيلو شمال رام، بعدما تم ولادتهم بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية، ليخضعوا لرعاية خاصة هناك ومراقبة على مدار الساعة، وهذه البقرات محل الحديث الآن.
وفقا لأحد المتخصصين في التوراة وشؤون اليهود فإن البقرة الحمراء من علامات الساعة في العقيدة اليهودية. ويشير إلى أنها تُرجح بداية سلسلة من الأحداث المتتابعة التي تبدأ بظهور المسيح المنتظر وتنتهي ببعث الموتى ويوم القيامة، وهذا يعكس أهمية البقرة الحمراء في النظر الديني.
ما علاقة سورة البقرة؟
جميعنا يعلم قصة بقرة بني اسرائيل المذكورة في سورة البقرة وسبب الآية التي تتناول قصتها – كما ذكر المفسرون- أن رجلاً من بني إسرائيل كان له مال واستبطأ وارثه موته، فقتله ليرثه، وألقاه في حي آخر من أحيائهم وجعل يطلبه هو وجماعته، فوجدوه في الحي الذي رماه فيه القاتل فاتهموهم بقتله، وتعلقوا بهم فأنكروا قتله، فوقعت بينهم خصومة حتى كادوا يقتتلون، فقال بعضهم: نقتتل وفينا نبي الله موسى.
وتتناول سورة البقرة، قصة الرجل الصالح من بني إسرائيل، الذي أطلق بقرته في المراعي، وقال: اللهم إني أستودعك هذه العجلة لولَدي. وبالفعل ولأنه كان صالحا بيعت هذه البقرة مقابل وزنها ذهبا للغلام وهنا تظهر الحكمة من ذبح هذه البقرة دون غيرها، بعد ما سأل اليهود اسئلة كثيرة عن طبيعة هذه البقرة.
ليأتي السؤال المهم، هل هناك علاقة بين هذه الآية الموجودة في سورة البقرة وبين هذه النبؤة؟، فهناك رأي يؤيد وجود علاقة وطيدة بينهما، ففي الحالة الأولى بحث اليهود عن البقرة بصفات معينة، كي تنجلي لهم الحقيقة الغائبة والتي تدل على القاتل، لذلك سيأتي الخلاص نهاية الزمان بذبح بقرة أيضا، ما يدل على أن دماء البقر مقدسة وفيها الخلاص.
في المقابل، لا يرى البعض الآخر علاقة تذكر بين الحالتين فالأولى لكشف حقيقة القاتل على لسان نبي الله موسى، أما الثانية فهي لتحليل دخول الأقصى والعثور على هيكل سليمان المزعوم.
هيكل سليمان
بنى نبي الله سليمان بناء أطلق عليه اسم “الهيكل” لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصَّر أثناء غزوه لأورشليم (القدس) عام 586 ق. م.
الهيكل في زعم اليهود
الهيكل: كلمة يقابلها في العبرية (بيت همقداش) أي: بيت المقدس، أو (هيخال) وتعني البيت الكبير في اللغة السامية، وهو: الطريقة التي كان يشار بها إلى مسكن الإله -على حد زعمهم- ومن أهم أسماء الهيكل: بيت يهوه. والهيكل أعد أساسا ليكون مسكنا للإله.
وزعمت إسرائيل أنها تبحث وتنقب عن بقايا الهيكل الثاني الذي تم هدمه بواسطة الرومان لإعادة بناء الهيكل الثالث في ذات المكان، الذي شيد فيه الملك سليمان الهيكل الأول كدار عبادة ثابتة، بديلًا لدار العبادة المتنقلة التي رافقت بني إسرائيل في مرحلة التيه في سيناء، وعُرفت (بقُبة الزمان)، وكان يتولى كهانتها النبي هارون وباقي سبط بني اسرائيل.
وهناك أدلة عديدة كلها تدل على بطلان نسبة الهيكل لسليمان عليه السلام، وأن بناء سليمان للهيكل هو مجرد أكذوبة من أكاذيب اليهود ، والأدلة على ذلك كثيرة ، بعضها يستفاد مما كتبه اليهود أنفسهم عن الهيكل !
من هذه الأدلة :
1- أنه لا يوجد مصدر موثوق به يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل ، فالقرآن الكريم قص علينا قصة داود وسليمان عليهما السلام في عدة مواضع ، وذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن، وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل! فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن الهيكل؟ إذا كان بهذه القدسية والجلالة التي يذكرها اليهود؟!.
2- أنه لا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود ، وهي كتب لا يوثق بما فيها، حتى الكتاب المقدس نفسه – قد اعترف كثير من علماء اليهود والنصارى والمؤرخين أنه امتدت إليه أيدي التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان ، مما يعني أنه لم يعد مصدرا تاريخيا موثوقا به . ولا يوجد له إسناد متصل إلى موسى عليه السلام ، ولا إلى الأنبياء الذين جاءوا بعده ، وكُتِبَ تاريخُهم في ذلك.
سورة البقرة، قصة الرجل الصالح من بني إسرائيل، الذي أطلق بقرته في المراعي، وقال: اللهم إني أستودعك هذه العجلة لولَدي. لماذا لم يحتفظ بها لولده مع والدته؟ لماذا أطلقها في المراعي؟ الذي أعلمه في مفهوم التوكل أنك تدعو الله، وتحاول المحافظة على أشيائك بقدر المستطاع، ولكن الرجل هنا لم يفعل ذلك، ولم أفهم هنا معنى التوكل
هدم المسجد الأقصى
اعتقاد الأغلب من الحاخامات أن دخول أي يهودي إلى باحات المسجد الأقصى يعد خطيئة وأمرا محظورا من غير أن يتم التطهير برماد البقرة الحمراء، وهم بدون رمادها يظلون نجسين. ما يفسر تحريم دخول اليهود للمسجد الأقصى.
من هنا تأتي أهمية البقرة الحمراء، التي سيسهل ذبحها الدخول للمسجد الأقصى ثم هدمه والوصول للهيكل، ولكن هيهات هيهات لم يهدم المسجد الأقصى، وسيسترده المسلمون ليصلي به السيد المسيح بعد قتل المسيخ الدجال اواخر الزمان.