عندما نفتح مواقع التواصل الاجتماعي، نجد العديد من الفيديوهات والمقالات التي تتحدث عن السفر عبر الزمن والبوابات النجمية، ونستمع لمن يقص علينا قصته عندما خرج من نطاق الكرة الأرضية وعاد مجددا إلى عالمنا، وهناك من خرج بلا عودة واختفى ولم يعد له أثر.
ليأتي السؤال المهم، هل السفر خارج الكرة الأرضية فكرة مقبولة علمياً أم إنها ضد المنطق، وكيف يتم ذلك وما هي البوابات النجمية، وهل هي حلقة الوصل بين عالمنا والعوالم الأخرى، بمعنى أن المرء يستطيع التنقل من مكانه لمكان أخر في أقصى المعمورة عبر هذه البوابات؟ ويقابل أناس أخرون ومخلوقات لم يسمع عنها من قبل، أو يتصل بحضارات أخرى قديمة، وأسئلة كثيرة سنحاول الإجابة عليها في سياق السطور التالية.
ما هي البوابات النجمية؟
يمكن القول إنها بوابات أو نوافذ بعدية أو كونية، تسمح بالانتقال من مكان إلى آخر ومن زمن لآخر مهما كان بعيداً، وتسمح أيضاً بالانتقال بين الكواكب وبعضها بعضاً، والعامل الرئيس الذي يساعد على الانتقال هو ما يعرف بالثقوب السوداء. هذه الأخيرة ترتكن إلى نظرية فيزيائية تعرف باسم “أينشتاين روزين بريدج”، ومفادها بأنه حين ينهار أحد النجوم أو تتداخل القوى المغناطيسية للأرض والشمس في الفضاء يحدث ما يعرف بالاختلال في الزمن الفضائي، والذي يؤدي إلى وجود حقل فضائي مكثف أو عميق.
ويمكن فتح هذه البوابات من مواقع معينة على الأرض تسمى “النقاط الدوامة”، وهدفها نسف المئات من الأميال بين النجوم والمجرات، والانتقال بينها دون التقيد بالقوانين الكونية، أي الأبعاد الكونية المعروفة وهي الطول والعرض والارتفاع، فيما البعد الرابع الذي أشار إليه عالم الفيزياء الأشهر ألبرت أينشتاين يعرف باسم “الزمكان”، وهو مزيج من الزمان والمكان معاً.
ولا تبدو فكرة الدخول والخروج من خلال البوابات النجمية فكرة جديدة على البشر، فقد تناولها الفلاسفة والمفكرون وتوقف عندها علماء الفيزياء والنفس، ومع ذلك تبدو مساحات الغموض فيها أعمق كثيراً جداً من حيز المعرفة، وتبدو درب من الخيال كلما تعمقنا في تفاصيلها وحاولنا فهمها أكثر.
والذي يحدث عن فتح “البوابات النجمية” هو طي لنسيج “الزمكان” بالفضاء وفتح فتحتين متلاصقتان في آن واحد، منها ما هو للأبعاد المادية، ومنها ما هو للروحية. هذه البوابات يستطيع أن ينتقل الشخص من خلالها من مكان لآخر ومن زمان إلى آخر في وقت قصير جدا، وهو ما يعرف بنظرية “الزمكان”.
بمعنى أخر مبسط، هذه البوابات هي الأبواب المفتوحة بين العوالم والأزمنة، بحيث يستطيع الشخص الدخول إليها عبر فتحات معينة موجودة في أماكن محددة، ومن ثم يجد المرء نفسه في زمن مختلف مع بشر مختلفين وحضارات أخرى.
أين توجد البوابات النجمية؟
من المؤكد أنه من المستحيل تحديد أماكن البوابات النجمية بصورة قاطعة ومحددة، ومرد ذلك أنها غير مستقرة، الأمر الذي يتطلب سنوات لتحديد مكان إحداها إن أمكن ذلك. وربما يكون من الصعب بمكان الحديث في هذه القراءة عن البوابات النجمية كافة على سطح الكرة الأرضية، لا سيما أنه في غالب الأمر هناك بوابات نجمية تشكلت في عصور سابقة علينا ولم تعد موجودة اليوم.
وبعضها الآخر لا يزال يمثل لغزاً كبيراً، ومن نوعية هذه الأخيرة معلم “ستونهنج” Stonehenge، وهو أثر صخري من نوع “كرومليش”، ويرجع إلى عصر ما قبل التاريخ، ويوجد في سهل ساليسبري بمقاطعة ويلتشاير جنوب غربي إنجلترا، ويرجع تاريخه لأواخر العصر الحجري وأوائل العصر البرونزي (3000ق.م-1000ق.م) وتبدو أحجاره الدائرية وكأنها مدخل إلى جوف الأرض أو منطلق لعنان السماء، وهناك بلدان عديدة يوجد بها البوابات النجمية كالعراق وسيرلانكا وغيرهما.
البوابات النجمية في مصر
أما أشهر البوابات النجمية على الكرة الأرضية، تلك الموجودة في مصر، في منطقة تعرف باسم “أهرام أبوصير”، وتقع في محافظة الجيزة شمال منطقة سقارة، واشتق اسم أبوصير من الاسم المصري القديم “بر أوزير” التي تعني مقر الإله أوزريس، وتضم منطقة “أبوصير” مقابر ملوك الأسرة الخامسة.
ومنها هرم الملك “ساحو رع” وهرم الملك “ني أوسر رع”، إضافة إلى معابد الشمس، ومعظم أهرام “أبوصير” تهدمت بشكل شبه كامل إذ بنيت من الطوب اللبن، بينما المعابد ما زالت قائمة بسبب تشييدها من الأحجار.
ويرجح علماء (المصريات)” أن تكون منطقة أهرام “أبوصير” هي أقدم بوابة نجمية على سطح الكرة الأرضية، وضمن هذا الموقع وجد العلماء ما يشبه المنصة المصنوعة من حجر البربل، ويعتقد أنها كانت تفتح حواس الإنسان إلى أقصى الحدود، وتمكنه بالتالي من التواصل مع قوى كونية ذات شأن وقداسة كبيرين.
الكسندر بدوي ومتون الأهرام
وثبت عن العديد من الدراسات والأبحاث الأثرية أن هناك علاقة وثيقة بين الهرم الأكبر والبوابات النجمية، فلم تكن الأهرامات والمعابد المصرية القديمة، مبنية للدفن فقط أو لإقامه شعائر دينيه، وأن السبب الرئيسي كان استجلاب الطاقه الكونيه ولم يتم يناؤها عشوائيا فى أي مكان بل تم انشاؤها على مراكز طاقه ذات ترددات عاليه طبقا لخريطه الطاقه. من الباحثين الذين تناولوا هذا الموضوع باستفاضة الباحث المصري الكسندر بدوي.
مثلث برمودا
المسافرون عبر الزمن
ويجمع العديد ممن سافروا عبر الزمن وهم الذين ساروا في تلك الأماكن وزاروها، أنهم يشعرون بطاقة غريبة تحلق حول المكان، بل أكدوا أنهم كانوا يشعرون بذبذبات تخرج من أجسامهم بنمط نبضات القلب نفسه. أما البعض الآخر فأبلغ عن رؤية ضوء أزرق يخرج من تلك الأماكن. فهل نحن أمام قصص حقيقية يمكن أن يكون للعلم دلالة عليها، أم أننا إزاء ماورائيات ليست أكثر من هلوسات سمعية وبصرية؟
البوابات النجمية والأبعاد الكونية
تتذكرون النقوش الموجودة على أحد جدران المعابد والتي تصور مركبة فضائية؟ وكيف أن البعض من المتشككين في أن المصريين القدماء هم بناة هذه الحضارة العريقة، ويزعمون بالباطل أن الكائنات الفضائية هي التي شيدتها!، لكن التفسير المنطقي لهذه النقوش هو ما يسمى بالبوابات النجمية، حيث أن أول من استخدمها وبناها وسافر من خلالها هم المصريون القدماء كما سبق وأشرنا
يرى البعض أن هناك روابط ما بين الحضارة البشرية المعاصرة وحضارات بشرية سابقة، عاشت بها وعليها كائنات من خارج كوكب الأرض، لكن البعض الآخر يرى أن قصة البوابات هذه لا تتجاوز حقيقة ما يعرف بالعمارة الهندسية، والتي تستخدم على الغالب في الطقوس الدينية، تلك المرتبطة بالعقائد المختلفة عند أتباع الحضارات.
على أن تساؤلاً مهماً بل جوهرياً لا بد من أن يطرح في الحديث عن البوابات النجمية وعلاقتها بالأبعاد الكونية، وما يدركه الإنسان وكذلك ما لا يدركه. هنا من الواضح قصور بعض الحواس لا سيما البصر والسمع عن إدراك أمور غير محسوسة ولا ملموسة أو منظورة
على العكس من القلب الذي يشعر بما هو أبعد من تلك الظواهر. ولا يستطيع الإنسان سماع ترددات الراديو أو ما يدور في حقول الطاقة المغناطيسية من حوله، علماً بأنها موجات كهرومغناطيسية مشابهة لموجات الضوء، ويرجع ذلك إلى قصور الحواس الخمس عن إدراك ووعي ما وراء الأبعاد الكونية المعروفة.
يعني هذا أن ليس كل ما يدرك بالإمكانات البشرية التقليدية هو غير موجود، بل يصح القول إننا قاصرون عن إدراكه في الحال، لكن ربما يكون من الممكن الإحاطة به في الاستقبال.
وكالة “ناسا” ومنافذ الأرض إلى الخارج
هل كان لحديث البوابات النجمية والمنافذ الفضائية أن يغيب عن أنظار أهم وكالة للأبحاث الفضائية حول العالم، وكالة “ناسا” الأميركية؟ بالقطع لم يكن ذلك ليحدث بالمرة، فقد أوكلت الأمر إلى البروفيسور جاك سكودرا عالم “البلازما” الفيزيائية في جامعة “أوتاوا”، والذي قدر له بشكل ما الكشف عن جانب من الجوانب الخفية للبوابات النجمية.
ما تم التصريح به من قبل الوكالة موصول بالكشف عن تقنية جديدة لتحديد مكان هذه البوابات، والتي لم يكن من الممكن التنبؤ بمكان ظهورها من قبل. وبحسب سكودرا تم تحديد أكثر من نقطة على وجه الأرض أطلق عليها اسم X POINTS ، وتتسم بحقول مغناطيسية عالية بين الأرض والشمس، ويمكن تحديدها بما سمته “ناسا” الأدوات المناسبة. وهنا يلاحظ أن جوهر القصة لم تكشف عنها “ناسا”، كما أن تلك الأدوات ظلت حتى الساعة في طي الكتمان.
وعام 2015 أقرت “ناسا” بأنها أمضت في الأقل عقداً من الزمن تبحث عن منافذ من الأرض إلى العوالم الخارجية، ووجدت أن هذه النقاط بالتحديد التي تستطيع رؤيتها بالعين المجردة كالأضواء الشمالية أو أضواء القطب الشمالي والعواصف الجيومغناطيسية. على أن سكودرا وفريقه لم يتمكنوا من الجواب عن السؤال الحيوي والمصيري، بل الجوهري: ما الهدف من تلك البوابات؟ الأمر الذي يبقي جدلاً كبيراً في الأوساط العلمية قائماً إلى أجل غير مسمى.
إذا هناك عوالم أخرى وأكوان موازية تعيش معنا في الكون، ولا ندري عنها شيئا لكن حسم أمر البوابات النجمية يأخذنا إلى التصديق بوجود هذه العوالم، وأننا نستطيع التنقل فيها عبر بوابات معروفة ومكتشفة، وقد حاول الكثيرون استكشافها وعادوا يرون لنا قصصا غريبة ومشاهد أغرب.
وتبقى الأسئلة مفتوحة ومطروحة، ومنها هل يعقل أن زواراً من عوالم أخرى عبروا هذه البوابات إلى عالمنا، وعلموا سكان الحضارات القديمة ما توافر لهم من علوم متقدمة لم نبلغها حتى في أيامنا هذه والتي بلغت فيها التكنولوجيا ذروتها، ويظل السؤال قائما هل هذه المنافذ أو البوابات لا تزال حاضرة في عصرنا، وهناك من يتكتم عليها، كما الحال في قصة الأطباق الطائرة والتعامل مع كائنات من خارج الكرة الأرضية؟