أساطيرحكايات

الدارك ويب وتغير شكل الجريمة.. عزف أنشودة الدمار على أوتار الموت

الدارك ويب وتغير شكل الجريمة

هناك وجه مظلم من العالم يسمى الدارك ويب، يخفي في أروقته جرائم بشعة تفطر القلوب ويشيب لها الولدان، ضرب بسهامه القذرة القانون الإنساني وقتل الضمير بدم بارد، تفوح من جدرانه رائحة الدم وتصرخ على أطلاله الأخلاق بصوت مكتوم.

وتغيرت الجريمة فأصبحت مسرحية هزلية تعزف أنشودة الدمار على أوتار الموت، أبطالها أشخاص متعطشون للدماء، يبحثون عن المال بكل الوسائل، ويبذلون في سبيله الغالي والنفيس.

قبل ان نعرف ماهية الدارك ويب والتعرف على أسراره المشينة، يتوجب علينا معرفة الفرق بينه وبين الديب ويب، فهناك فرق كبير بين الأثنين سنوضحه في السطور التالية:

ما هو الدارك ويب؟

الدارك ويب هو جزء صغير يصعب الوصول إليه من الويب العميق، وكلاهما يشتركان في شيء واحد: لا يمكن العثور على أي منهما في نتائج محرك البحث، والفرق الرئيسي بينهما هو في كيفية الوصول إلى المحتوى الخاص بهما، ويمكن لأي شخص لديه متصفح ويب قياسي أن يعرف عنوان URL الوصول إلى صفحات الويب العميقة.

فأسواق الدارك ويب هي أسواق عبر الإنترنت تعمل على جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه من خلال متصفح ويب عادي.  حيث يمكن للمستخدمين شراء المنتجات دون الكشف عن هويتهم. وتُباع المنتجات مقابل Bitcoin، والتي يمكن شراؤها من البورصات.

الدارك ويب وتغير شكل الجريمة.. عزف أنشودة الدمار على أوتار الموت

كانت البداية للدارك ويب في حقبة التسعينات، كطريقة لتأمين اﻻتصاﻻت اﻹلكترونية للجواسيس اﻷمريكين في الخارج، وهي تُعرف اﻵن بـ ” تور ” ( Tor ) ، وهي اختصار لـ ” The Onion Router “. تسمح هذه التكنولوجيا للمستخدمين بإخفاء هويتهم على اﻹنترنت والوصول إلى جزء اﻹنترنت المسمى بالدارك ويب.

غالبًا ما يتم الخلط بين الويب المظلم والويب العميق. ويشير الويب العميق إلى أجزاء من الإنترنت لا يمكنك الوصول إليها من خلال محركات البحث، مثل “بحث Google”. ينطبق ذلك على الويب المظلم، لكنّ الويب العميق يشمل أيضًا صفحات لا يمكنك العثور عليها إلا في حال الاشتراك أو تسجيل الدخول، مثل معظم المحتوى المقدّم.

من ناحية أخرى، يمثل الـ«دارك ويب» جزءا من الـ «ديب ويب» لا يتعدى 0.01% من الإنترنت، حيث يتم الدخول عليه عبر متصفحات خاصة، تقوم بتشفير حركة مرور المستخدم وتجعل من الصعب تتبع الأنشطة عبر الإنترنت.

جريمة بشعة بأيدي آثمة

أثار مقتل طفل بطريقة بشعة، في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في مصر بغرض بثها مصورة على “الدارك ويب” التساؤلات عن هذا النوع من الجرائم عبر الإنترنت.

وكشفت النيابة العامة، تفاصيل مثيرة بشأن قضية طفل شبرا الخيمة، والذي وقع ضحية تجارة الأعضاء عبر مواقع الإنترنت “الدارك ويب”، والتي كانت السبب الرئيسي وراء ارتكاب الجريمة.

حيث وقع الطفل “أحمد. س”، 15 عامًا، المقيم في عزبة عثمان في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ضحية لعصابة تعمل في تجارة الأعضاء عبر “فيديو كول” بينهما، وبيع فيديو الجريمة بمبالغ كبيرة.

وبحسب بيان النيابة، طلب أحد الأشخاص وهو مصري مقيم في الكويت من شخص مقيم في مصر تنفيذ هذه الجريمة مقابل خمسة ملايين جنيه، ولا تزال النيابة تحقق في دوافع وأسباب الجريمة.

وأفادت وسائل إعلام مصرية حكومية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الشخص المُحرض على الجريمة، طلب من المتهم تصويرها عبر تقنية “الفيديو كول” لبيعها على “الدارك ويب”.

في نفس الصدد، أثبتت التحريات الأولية العثور على الطفل أحمد محمد سعد، البالغ 15 سنة، عاري الجسد حيث تم استئصال أحشائه وقلبه وكبده وخصيتيه، ووضعها داخل شنطة بلاستيكية قرب جثته، وتبين وجود جرح سطحي من الرقبة وعدة جروح أخرى فوق عينيه. وأضاف أحد المصادر أن علي الدين وهو أحد المحرضين على الجريمة سيحاكم أمام محكمة الجنايات، وذلك لأنه كان يبلغ 15 عاماً و5 أيام وقت الجريمة.

الغاية تبرر الوسيلة

هو مبدأ ميكافيلي بحت، ولكنه يسيطر على عقول العديد من الأشخاص، فهذا الشخص البسيط وهو  طارق أنور “قهوجي” قاتل الطفل أحمد بمنطقة شبرا الخيمة اعترف بتعرفه على شخص بواسطة “جروب” خاص بتجارة الأعضاء البشرية يدعى “علي الدين” وهو طالب مصري مقيم بالكويت، حرضه على استدراج الصغير وقتله وانتزاع أحشائه والاتفاق معه على مبلغ 5 ملايين جنيه مقابل بيعه أعضاء الضحية.

ليأتي السؤال المهم، هل الحاجة إلى المال هي الدافع الأول والأخير لارتكاب هذا النوع الوحشي من الجرائم، أم أن تركيبة المجتمع النفسية تغيرت وذهبت معها المبادئ المجتمعية أدراج الرياح، وانتحرت الأخلاق بسكين بارد يسمى الظروف؟.

سفاح التجمع

جريمة أخرى هزت عرش مصر، ارتكبها مريض نفسي قرر أن ينتقم من كل النساء بعد تعرضه للخيانة من قبل زوجته كما يدعي، فعقد النية بقتل وتعذيب وتمثيل بالجثث وطريقة سادية أثناء المعاشرة الجنسية، وخصص غرفه من مسكنه؛  لينفذ بداخلها حكم الإعدام دون قضية أو قاضي ومحاكمة، والتهمة الوحيدة التي اقترفتها الضحية أنها أنثى!.

وخصص غرفة وجهزها بطريقة شيطانية عازلة للصوت، فمهما صرخت الضحية لن تجد من يسمعها، وجهز الكاميرات في كل الأركان، ليصور جريمته كاملة التفاصيل، ويرسلها للمتعطشين لرؤية القتل والتعذيب والاغتصاب والأجساد العارية المعذبة بالنيران المليئة بالجروح الغائرة.

الدارك ويب

الغرف الحمراء

تُعرف الغرف الحمراء، بانها عبارة عن مساحات على الإنترنت داخل شبكة الإنترنت المظلمة، والجزء السفلي الغامض من الإنترنت، وتستخدم لإخفاء النشاط غير القانوني عبر الإنترنت. بحسب موقع thesun البريطانى، ووفقًا للتقارير عبر الإنترنت، فهي أماكن غامضة، حيث يمكن للمرضى الدفع مقابل مشاهدة مقاطع الفيديو المباشرة، التي تعرض مشاهد الاغتصاب والتعذيب لإرضاء المرضى الساديين هواة تعذيب البشر.

وهي صفحات إنترنت تقدم خدمات عرض بث مباشر لمناظر تعذيب وقتل واغتصاب مدفوعة الثمن. بمعنى أخر يظهر الضحايا مقيدين وبالقرب منهم ملثمون يقومون بعمليات التعذيب التي يريدها الزبائن على الهواء مباشرة. وكلما ارتفع الثمن ازدادت وحشية التعذيب والذي قد يصل إلى القتل بعد تقطيع الأعضاء.

ما الذي يتم فعله عبر شبكة الدارك ويب؟
  • شراء أرقام بطاقات الائتمان
  • تداول جميع أنواع المخدرات
  • البيع غير المشروع للأسلحة
  • تداول الأموال والعملات المزيفة
  • بيانات اعتماد الاشتراكات المسروقة
  • حسابات نتفلكس المخترقة
  • برامج القرصنة والهاك
  • فواتير بنكية مزيفة
وبعد ما عرفنا ما هو الدارك ويب، وكيف أثر في شكل الجريمة، لتصبح أكثر وحشية ودموية، لترضي غرور أشخاص ماتت ضمائرهم وتجردوا من إنسانيتهم في سبيل المال، بل في سبيل الشيطان، هل يستهويك دخول هذا العالم؟.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى