تشهد الأجواء الكروية بمصر حالة من الغضب وسط الأخطاء التحكيمية المتكررة منذ بدء بطولة الدوري المصري في عدد جولات قليل جداً بين النوادي، ولعل أبرزها مباراة الزمالك والبنك الأهلي، وبالرغم من اختلاف الحكام في المباريات إلا أن هناك مجهود ضائع وغير مبرر في تضييع الحقوق واحتساب النقاط للنوادي، ومن المرجح من قبل المحللين الكرويين أن هناك حالة من التعاطف لدى الحكم تجاه أندية معينة ولكن على كل حال هذا ليس بمقبول ويعتبر خطأ فادح في حق الكرة المصرية، وسوف نستعرض لحقيقة هذا الأمر خلال الأسطر القادمة.
ضربات الجزاء: خطأ تحكيمي في الدوري المصري
هناك خطأ غير مبرر عادة في بطولة الدوري المصري وهو كيفية احتساب ضربات الجزاء من الحكام والامتثال لتقنية ال VAR، ومن المعروف أنه طبقًا للقوانين يتم لعب ضربة الجزاء الحرة المباشرة وغير المباشرة من مسافة 11 متراً عن خط المرمى بالنسبة للاعب الذي سيقوم بركل الكرة، ويجب أن يبقى باقي لاعبي الفريقين داخل أرضية الملعب وخارج منطقة الجزاء بمسافة لا تقل عن 9.15 مترًا.
ومن أسباب احتساب ضربات الجزاء: قيام أحد اللاعبين بعرقلة لاعب من الفريق المنافس، أو عن طريق ضربة حرة مباشرة داخل منطقة ال 18 والقيام بلمس الكرة باليد، فماذا لو تم مخالفة مثل تلك الشروط في احتساب ضربة الجزاء؟، بالطبع سيؤدي إلى الظلم التحكيمي للأندية كما حدث في جولات بطولة الدوري المصري التي سنتعرف عليها تباعاً.
جدل حول تحكيم مباراة الزمالك والبنك الأهلي
بعد إقامة مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الجولة الأولى من بطولة الدوري المصري الممتاز التي تمت على أرضية ملعب استاد السلام وانتهت بفوز ثلاثي للزمالك مقابل هدفين للبنك الأهلي في وجود تحكيم بقيادة الحكم محمد عادل، وقام الحكم باحتساب ضربة جزاء أدت إلى تسجيل هدف الفوز للزمالك في الوقت الضائع والتي أدت إلى إثارة الجدل على المستوى المحلي والعالمي.
وكان رأي الحكم الإسباني الدولي بورول أن ضربة الجزاء تلك غير صحيحة ويجب معاقبة الحكم؛ حيث أنه كان هذا مجرد التحاماً عادياً على أرض الملعب وأن الحكم من شأنه أن يتخذ ضده عقوبة قاسية لاحتسابها ضربة جزاء غير مستحقة، كما أكد معظم المحللين والحكام على الخطأ باحتساب ضربة الجزاء مشيرين إلى أن مثل تلك الحالات الفنية لن يكون فيها إعادة المباراة وذلك بعد مطلب جماهيري بإعادتها.
ومما أثر الجدل أيضاً انتشار تسجيل صوتي للحكم محمد عادل مع حاكم تقنية الڤار أدى إلى النفي بأن هذا ليس صوته، وانتهى الأمر بانعقاد مؤتمر طارئ لاتحاد كرة القدم وتم تشكيل لجنة جديدة من الحكام برئاسة ياسر عبدالرؤوف وإقالة اللجنة الحالية وفتح التحقيقات اللازمة.
الأهلي و زد: ماذا أيضاً؟
انتشر الجدل أيضاً بعد مباراة الأهلي و زد على استاد برج العرب في الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري الممتاز والتي انتهت بفوز النادي الأهلي بهدف مقابل لاشيء وقد لاقت انتشاراً واسعاً وتعليقاً من الحكام والمحللين نتيجة عدم احتساب ضربة جزاء واضحة لنادي زد، كما ذكر الخبير التحكيمي السويسري أورس ماير في لقاء معه أنه ليس هناك حق في احتساب ضربة الجزاء، وهناك أيضاً من يرى أنه يجب احتسابها، ولكن هيهات لكل تلك الآراء، فقد انتهى حسم اللقاء بالفوز للأهلي وانتهت المباراة.
الزمالك وسموحه: الأخرى وليست بالأخيرة
في إطار الجولة الثانية في بطولة الدوري المصري، تم لعب مباراة الزمالك وسموحه على استاد برج العرب بالإسكندرية وانتهت بفوز الزمالك بهدفين دور رد، وكان بها العديد من الأخطاء التحكيمية ومنها احتساب ركلة جزاء على محمود بنتايك واحتساب هدف للاعب الزمالك مصطفى شلبي دون الرجوع لتقنية الڤار للتأكد من صحته، كما رأى البعض بضرورة طرد لاعب الزمالك عمر جابر أثناء المباراة وإعطائه بطاقة حمراء.
سيد عبدالحفيظ وأزمة التحكيم
قام مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي كابتن سيد عبد الحفيظ بالتعليق على أزمة التحكيم الحالية في الدوري المصري خلال تصريحات تليفزيونية، وتضمنت استنكاره لعدم الرجوع لتقنية الڤار بشكل صحيح وإهدار حقوق الأندية في أخذ النقاط للوصول للترتيب الصحيح في البطولة، وكذلك التعاطف في التحكيم وإهدار الحقوق وتضييع الأموال وعدم توجيه الحكام بشكل صحيح.
وفي الختام، برغم التعرض لتلك الأخطاء التحكيمية الفادحة من الحكام إلا أنه هناك استمرار على إقامة المباريات دون النظر في أي قرارات حاسمة تؤخذ لمنع حدوث تلك الأخطاء وللحد منها لضمان الحصول الأندية على نقاطها الصحيحة واستكمال البطولة بنزاهة وشفافية، فمتى نرى الدور الحقيقي الرادع لاتحاد الكرة المصري ومتى نرى مبارياتنا دون أخطاء تؤثر على ترتيب الفرق في البطولة!.