العائدون من الموت ظاهرة مرعبة مليئة بالغموض.. أين تذهب الروح؟

لا نعلم إذا كان مصطلح العائدون من الموت يشير لأشخاص ماتوا ثم رجعوا للحياة، أم أنهم راحوا في غيبوبة كاملة وغاب وعيهم وانفصل عن الواقع، أم أن الروح هي التي صعدت للسماء في رحلة قصيرة بعد انفصالها عن الجسد لوقت قصير، ثم عادت للجسد مرة أخرى؟.

مهما كان المعنى لا ننكر أننا أمام ظاهرة مرعبة غامضة ولا تمت للواقع بصلة، تخرج عن القوانين الكونية وتذهب بنا للعالم الأثيري والجسد الأثيري الهائم في الملكوت. والذي هو بطل القصص التي نحن بصددها، بل البطل الحقيقي هو الروح.

أين تذهب الروح بعد الموت؟

هناك أكثر من رأي يوضح مكان الروح بعد الموت بعد سؤال الملكان في القبر، فبعد وضع الميت في قبره ويخضع للسؤال ينصرف الملكان عن الميت بعد سؤاله ويرى مكانه في الجنة أو النار ثم تبدأ حياة القبر؛ فإن كان العبد مُؤمنًا وُسِّع له في قبره ورأى من مظاهر النعيم واللذة ما يجعله يتمنّى قرب قيام الساعة؛ لينتقل إلى النعيم الأكبر في الجنة، أما الكافر والفاسق فإنه وبعد سؤال الملكين له وعرض منزله في النار يتمنّى ألا تقوم الساعة حتى لا يدخل.

الأمر الذي يأخذنا لنتساءل عن أنواع الحياة وبمعنى أخر أقسام الحياة. الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام. أولًا: الحياة الدنيا، والتي تنتهي بالموت، وثانيًا: حياة البرزخ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة. ثالثًا: حياة الآخرة، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنةٍ، وإما إلى نار. فماذا شاهد العائدون من الموت في هذه الرحلة الاستثنائية؟.

حياة البرزخ

ما معنى الموت؟

جميعنا نعلم أن الموت هو نهاية علاقة الروح بالجسد، ونهاية الحياة الدنيوية لتبدأ حياة البرزخ ويعيشها الانسان بالروح فقط، ثم تأتي الحياة الأخرة وهي بالروح والجسد وهي مرحلة الخلود فإما عذاب شديد أو نعيم مقيم.

إذا فالموت انفصال تام بين الروح والجسد، فكيف تعود الروح بعد ذلك، وماذا يرى هؤلاء الأشخاص خلال رحلتهم للموت، وهل هم عائدون من الموت حقا، أم أن هذه الظاهرة بحاجة إلى تفسير عميق وفهم أعمق؟.

في السطور التالية نسرد قصص وتجارب حقيقية لأشخاص يطلق عليهم العائدون من الموت، فهل عاشوا الموت أم أنهم دخلوا مرحلة فاصلة بين الموت والحياة؟.

تجارب حقيقية للعائدون من الموت!

قصة كريستين اس

وثقت تجربة كريستين في إحدى المجلات الألمانية، وهي شابة ماتت سريريا لمدة 23 دقيقة وأحد هؤلاء الذين يطلق عليهم العائدون من الموت، وتروي قصتها بقولها: “تعرضت لحادث سير وتوقف قلبي تماما عن الخفقان ورأيت نفسي على طاولة العمليات بصدر مفتوح وتسمع صراخ الأطباء بأنها ستغادر الحياة، ثم رأيت نورا  ساطعا وارضية ناعمة ودافئة تحت قدمي”.

ما رأته كريستين بعد ذلك يؤكد لها أنها ماتت، حيث رأت جداها المتوفيين ينادونها باسمها المختصر والمحبب إليها” تينا”، ثم احتضناها بقوة وشعرت بهذا العناق وقد توفيا منذ صغرها.

السيد اس

شخص أخر من أولئك العائدون من الموت، فقد سقط السيد اس أثناء العمل وتوقف قلبه تماما فجأة، ثم توقف دماغه كذلك أثناء انشغال الأطباء بإدخال قسطرة من فخذه، ويروي السيد اس ما حدث معه، وأكد أنه سمع أحد الأشخاص يقول “اصدم المريض” وهي الصدمة الكهربائية لإنعاش القلب. ويقول أنه أثناء عمل الأطباء رأى سيدة تنظر إليه في زاوية الغرفة فذهب إليها تاركا جسده! وشعر بأنه يعرف هذه السيدة جيدا.

الغريب في الامر أن ما وصفه السيد اس عن الذي حدث داخل غرفة العمليات هو بالضبط ما حدث، فقد كان يسمع ما يحدث ووصف شكل الأطباء الذين أجروا له العملية وما يرتدونه وماذا دار بينهم وصفا دقيقا.

كارولين كول

وثقت تجربتها صحيفة الديللي ميل البريطانية، وتروي كارولين تجربتها بقولها:  “حاولت الانتحار في سن ١٦ عاما وتوقف قلبي عن العمل تماما، وحاول الأطباء جاهدين انقاذي ومكثت في الغيبوبة تلاثة أيام، ثم صحوت من نومي وقد شاهدت أنني في غابة خضراء مزهرة  محاطة بجبال يكسوها الثلج تحت سماء صافية.

وتابعت قصتها الحقيقية من قصص العائدون من الموت قائلة:” رأيت ضوءا ابيض يغمر المكان، وظهر رجلا عجوزا بلحية طويلة بيضاء والنور يشع منه في كافة الأرجاء وسمعته يقول لي: “وقتك لم يحن بعد، ارجعي لتكملي حياتك”، ثم استيقظت فور حديثه معي”.

الشاب السعودي نادر

تعرض لحادث سير مميت توفي على أثره او هكذا ظن الجميع، ثم وضع الجثمان في ثلاجة الموتى، وعندما أتى أهله لاستلامه ليعدوه للدفن وجدوه ما زال على قيد الحياة، ويروي نادر ما حدث قائلا:” رأيت نفسي طويل القامة خفيف الوزن، مسلوب الإرادة لا أقدر على فعل شيء.

واستطرد قائلا: “رأيت شريط حياتي يمر أمامي منذ ولادتي حتى لحظة الموت ورأيت نفسي بداخل ثلاجة الموتى وشعرت بكل شيء يدور من حولي”.

تجربة الاقتراب من الموت

وهي تجارب أجريت على من عاشوا تجربة الموت أو بالأحرى العائدون من الموت؛ لفهم ما حدث معهم خلال هذه الأوقات. خلصت التجارب إلى أن جميع من عاشوا هذه التجربة مروا بمراحل واحدة وهي خروج الروح من الجسد ثم النظر للجسد الملقى ثم سماع كل ما يدور حوله.

ثم المرحلة الثالثة وهي تيقن هذا الشخص بأنه ميت رغم شعوره القوي بأنه ما زال على قيد الحياة، ثم يرى نورا واضحا مشعا يملأ المكان من حوله بداخله نفق يسير خلاله ويقابل فيه كل أقاربه المتوفين، ثم يقابل كائن نوراني ويعرض هذا الكائن على المريض شريط حياته منذ ولادته حتى وفاته-ان صح التعبير-، ثم يخبرهم هذا الكائن النوراني أن وقت وفاته لم يحن بعد، ويأمرهم بالعودة إلى جسدهم المادي.

في الختام، لا يسعنا إلا أن نترك المسألة برمتها قيد التحقق، فلا أحد يجزم أن هناك ما يسمى بالعائدون من الموت ولا أحد ينفي هذه القصص والتجارب الحقيقية، وستظل مسألة بحثية قد يثبتها العلم يوما ما. لكن الثابت والواضح وضوح الشمس أن الميت لا يعود للحياة مجددا بعد مفارقة الروح للجسد.