نسمع كثيرا عن مصطلح “العين الثالثة”، وما له من دلالات الروحية وفوائده على الصحة العقلية بحسب العلماء والمختصين في هذا الشأن، حيث يؤكد علماء الطاقة والاتصالات الروحية أنها منقذ الروح من التشتت والذهن من الشرود، وفتح القلوب والعقول على الإحساس العميق والفهم الواضح للكون من حولنا.
قبل أن نتطرق لهذه المسألة ونشرح كل ما يتعلق بالعين الثالثة، نؤكد على أننا هنا في الداديز لا نتبنى فكرة أو نروج لها، دورنا ينحصر في نقل المعلومات فقط، وتناول المواضيع الشائكة المثيرة للجدل، ونقلها كما هي سواء المترجمة من المواقع الأجنبية أو المواقع العربية.
يشير موقع “very well mind” المعني بالصحة العقلية والطاقة، إلى معنى العين الثالثة وكيف يفتحها الشخص على العالم من حوله؛ ليجدد بها طاقة روحه ويفجر بها مركز الطاقة العقلية في حياته.
العين الثالثة والاتصالات الروحية، وكيف يمكن لفتح عينك الثالثة أن يعمق اتصالاتك الروحية؟. حسنا سندلك في السطور التالية كيف تفتح العين الثالثة والمعروفة أيضًا باسم “مقر الروح”، وتحويلها إلى مركز الطاقة بين حاجبيك، باليوجا أو التأمل أو الممارسات الروحية الأخرى. حيث يؤدي فتحها إلى إحساس عميق بالارتباط الروحي وفهم أكبر لمكانك في الكون.
يساعدك فهم كيفية فتح عينك الثالثة وفوائدها على الصحة العقلية، وتفجير الطاقة الكامنة في جسمك، وقبل أن نتعمق في شرح هذه المسألة علينا أولا إدراك ما يلي:
هل “العين الثالثة” موجودة بالفعل؟
لا يعتمد مفهوم العين الثالثة على أدلة علمية، ولكنه كان موجودًا عبر التاريخ في التقاليد الروحية والدينية، مثل الطاوية والبوذية والهندوسية، ويُعتقد أنه يرتبط بحدس الشخص بمعنى أخر قوة البصيرة كما نطلق عليه في ثقافتنا العربية. تعني “العين الثالثة” في الديانات المختلفة مفاهيم متعددة. ففي الهندوسية، غالبًا ما يتم تمثيل العين الثالثة بتيلاكا، وهي علامة صغيرة في منتصف الجبهة السفلية للشخص، وتعتبر الشاكرا الأساسية السادسة لجسمك.
فيما يربط البوذيون العين الثالثة باليقظة، وهكذا يتغير مدلولها في كل ديانة عن الأخرى. يمكنك استكشاف العين الثالثة عن طريق “فتحها”، ودور شاكرا للعين الثالثة عن طريق “فتحها” أيضًا. يقول راكيل رودريغيز، عالم الفلك ومؤسس مجلة برجك: “من خلال تنشيط العين الثالثة، يمكنك الاستفادة من إحساس عميق بالحكمة الداخلية، والتواصل مع الطاقة الإلهية التي تتدفق عبر الأشياء، ما يؤدي إلى شعور عميق بالارتباط الروحي وفهم أعمق لمكانتك في الكون.”
يمكنك تفعيل العين الثالثة عن طريق الغدة الصنوبرية
وبحسب رودريغيز، فإن العين الثالثة تفتح عندما يتم تنشيط الغدة الصنوبرية، وتقع الغدة الصنوبرية بالقرب من مركز الدماغ، وتنظم دورة نومك، وتنتج الميلاتونين. يعتقد الممارسون الشموليون أنه عندما يتم تنشيط الغدة الصنوبرية؛ سيزيد الإحساس بالحدس، ووضوح الفكر، وزيادة الوعي بالبيئة المحيطة.
فتح العين الثالثة يفيد صحتك العقلية
تذكر إن فتحها يمكن أن يعمق روابطك الروحية ومشاعرك الداخلية. لأنها مركز طاقة بالغة الأهمية وهي أمر حيوي للغاية لتعزيز حدس الفرد وذكائه العقلي والعاطفي بشكل عام، كما يقول آنجل دون، وهو منجم نفسي دولي ووسيط نفسي ومعلم روحي. وترتبط العين الثالثة باللاوعي والوصول إلى الذكريات الموجودة بداخله.
كذلك فتح العين الثالثة يقلل من القلق، والاكتئاب وبالتالي يجلب الشعور بالسلام الداخلي. والتعامل بسلام وهدوء نفسي مع المحيطين بك، كما أن فتح العين الثالثة قد يحسن خيالك، ويطلق العنان لأحلامك أن تنطلق عاليا، فتحلق في سماء الطموح وتدفعك للمضي قدما نحو القمة.
وفقًا لجريف ويليامز، مؤسس “Mind Easy” ومدرس التأمل المؤهل في المدرسة البريطانية للتأمل، قد يؤدي فتح عينك الثالثة إلى تحسين إبداعك وخيالك وتركيزك وفهمك لنفسك. وزيادة الوعي بما يحتاجه جسمك وعقلك وفهمك لمدى أهمية الراحة النفسية الناجمة عن راحتك العقلية.
كيف تفتح عينك الثالثة؟
يساعدك التأمل لمدة 8 دقائق من خلال التركيز على فتح عقلك، يتطلب استخدام هذه العين قضاء الوقت والاهتمام لفتحها بلطف. فيما يلي بعض التقنيات التي قد تقودك لتفتحها بقوة.
وضعيات اليوغا
اليوغا هي ممارسة أساسية يمكنها تهدئة جسمك، وإرخاء عضلاتك، وتسمح لك بمباشرة حياتك اليومية بفكر هادئ وجسم أقل إرهاقًا. وتساعدك بعض التمارين على تحفيز الغدة الصنوبرية وتنشيط العين الثالثة، ويمكنك دمجها أو استخدامها كمقدمة لليوجا.
التنفس
التنفس هو شريان الحياة وقوة التحكم في راحة الجسم والحد من التوتر والقلق، وأداة لتمركز نفسك داخل جسمك. يقول ويليامز إن تخصيص الوقت لممارسة التنفس اليقظ يمكن أن يساعد في تنشيط عينك الثالثة.
تشمل تقنيات التنفس البديل من الأنف والتنفس من البطن بعض الخطوات منها:
التصور
العقل قوة هائلة بلا شك، وببساطة عندما تتصور شيء قد يؤدي إلى حدوث الإحساس به. يقول رودريغيز: “تتضمن تقنيات التصور تخيل فتح عينك الثالثة فتصبح أكثر تقبلاً للطاقات الروحية”. لتخيل فتحها: أغمض عينيك وتخيل ضوءًا بنفسجيًا متوهجًا في منتصف جبهتك. تخيل أن هذا الضوء يزداد سطوعًا وينتشر، ويملأ رأسك وجسمك بالكامل بإحساس الوعي والوضوح. تفيدك هذه الممارسة بشكل عام في فهم الآثار الإيجابية المحتملة لفتح عينك الثالثة بشكل أفضل.
التأمل
القليل من الأشياء يمكنها أن تربطك بجسدك بنفس القدر الذي يفعله التأمل. يوضح رودريغيز بقوله: “إن التأمل أداة قوية لتهدئة العقل واكتساب إحساس أكبر بالوعي، فكلما تمكن الشخص من الجلوس لفترة أطول أثناء التأمل على أساس ثابت، كلما زادت قوة العين الثالثة.
ابحث عن مكان هادئ للجلوس فيه وركز انتباهك على أنفاسك. أثناء الشهيق والزفير، تخيل أن ضوءًا ساطعًا يدخل من أعلى رأسك ويملأ جسمك بالكامل، ركز على المسافة بين حاجبيك، أو إضافة تصور الضوء المتوهج في هذه المساحة لفتحها.
تقوية العين الثالثة
كلما تمكن المرء من الجلوس لفترة أطول في التأمل في وضعية الجسم الثابت، كلما زادت قوتها؛ حيث تزدهر القوة البديهية بداخلك، وتتضح لك القوة الداخلية وتصبح أكثر وضوحًا. ويوصي الخبراء باستكشاف التأملات التي “تؤكد على الاتصال بأعمق أجزاء الذات والسماح بالصمت الممتد؛ ليساعدك في الوصول إلى الصوت الداخلي المرتبط بقوة بالعين الثالثة”.
الغناء والدندنة
يعد الغناء جانبًا أساسيًا من الممارسات الهامة مثل التأمل واليوجا، ويساعدك كذلك على فتح عينك الثالثة. يقول ويليامز: “عندما تدندن بأغنية تحمل ذكريات سعيدة، سيتردد صداها مع تردد ذبذبات تلك العين، مما يساعد على فتحها وتنشيطها”.
كيف تعرف إذا كانت عينك الثالثة مفتوحة؟
يمكن أن تختلف علامات فتحها من شخص لآخر. فقد يشعر بعض الأشخاص بأحاسيس في المكان، مثل الاهتزازات أو الضغط. أو رؤية أحلام أكثر وضوحًا أو تشعر بأنك أكثر ارتباطًا بحدسك، حيث أن جسد كل شخص فريد من نوعه ويختلف عن غيره، وكذلك تجربة فتحها تختلف من شخص لأخر.
تعريف العين الثالثة روحانياً
تمثل مفهوماً روحانياً قد يختلف بشكل واضح من عقيدةٍ لأخرى، فهناك من ينظر إليه كرمزٍ لليقظة الروحية والحكمة والمعرفة بينما يراها آخرون على أنّها الطريق نحو الوصول للقوى الداخلية الخفية، ولدينا أيضاً من ينظر إليها على أنّها رمزٌ للاستبصار ومعرفة المستقبل.
مع اختلاف هذه النظرات والتعاريف المختلفة للعين الثالثة يمكن القول إنّ المشترك لدينا، هو أنّ مفهوم هذه العين بكافة أشكاله هو مفهوم روحاني باطني يرتبط بالرؤية الواعية وقوة البصيرة، ارتباطها هذا جعلها تحمل أسماءً مثل عين العقل أو العين الثالثة كما أنّ البعض سماها العين الداخلية.
تُعتبر العين الداخلية طريقاً مهماً للوصول نحو الوعي الحقيقي الداخلي لمستويات الوعي الأعلى، كما أنّ هذه العين ترمز إلى حالةٍ من التنور أو اليقظة الروحية واستحضار ذواتنا وشخصياتنا الحقيقية، لأنها توسّع من إدراكنا بحيث تتجاوز حدود الحواس وتزيد من إمكانية مراقبتنا للمشاعر والإحساس بالطبيعة المحيطة.
العين الثالثة فسيولوجيا
من الناحية الأخرى الجسدية أو الفسيولوجية فإنّ الكثيرين يُشيرون لهذه العين بأنها ترتبط بالغدة الصنوبرية لدى الإنسان ويشيرون إلى أنّ هذه الغدة تلعب دوراً حيوياً فيما يُعرف بالحاسة السادسة وبذلك تكون العين الثالثة للبعض هي قدرة الشخص على الاتصال بالغدة الصنوبرية.
يُعتقد أنّ ارتباط الغدة الصنوبرية بالعين الثالثة يعود بشكل أساسي إلى اتصالها العميق بالدماغ من جهة وحساسيتها للضوء من نوع آخر، وقد كان الفيلسوف وعالم الرياضيات ديكارت مفتوناً بها ويعتبرها مقراً للروح. علمياً ترتبط الغدة الصنوبرية بشكل مؤكد بالميلاتونين الذي يلعب دوراً كبيراً في تنظيم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان.
رأي علماء الدين
عندما نتناول العين الثالثة من منظور ديني، فهي تعني البصيرة، وهي تأتي من الله عز وجل بالقرب منه لا بالقرب من الشياطين، ولا بممارسة الطقوس الوثنية التي لم ترد في الكتاب والسنة، فالبصيرة لا تأتي من المخلوقات، وإنما تأتي من الخالق عز وجل مالك الملكوت، مدبر الأمر، والمتصرف فى عالم الاحياء وعالم البرزخ.