يبدو أن البشر ضاقت بهم الأرض، فبحثوا عن التحليق في الفضاء، على متن الفندق المنطاد نبتون، في جولة فضائية بسرعة 12 ميلا في الساعة!.
لطالما حلم البشر أن يحلقوا في الفضاء الشاسع، وينظروا لكوكب الأرض من الخارج، وينطلقوا نحو المجهول بشغف يرضي فضولهم، وها الحلم أصبح حقيقة ملموسة.
فقد أصبح السفر إلى الفضاء الآن بمثابة رحلة في بحر السماء اللامحدود، بالنسبة للمغامرين الذين لا يرغبون في الانطلاق على متن صاروخ، بل يمكنهم الذهاب بالمنطاد أو الفندق البالون.
وفقا لصحيفة ديلي ستار البريطانية، سيتمكن المسافرون من تناول العشاء، والجلوس على مقاعد فخمة، والنظر من نوافذ بانورامية بزاوية 360 درجة.
ليس ذلك فحسب، بل يوجد حمام سبا وبار، أثناء الإبحار في السماء بسرعة 12 ميلاً في الساعة فقط، مما يسمح لثمانية ركوب بالوقوف والتجول.
السيطرة على انعدام الجاذبية
سيتمكن المسافر من السيطرة على انعدام الجاذبية في الفضاء، بأن يطفو على السطح بالمنطاد وليس بجسمه كالمعتاد، فالسرعة هنالك تبلغ 17 ألف ميل في الساعة، على ارتفاع 18 ميلاً في كبسولة مضغوطة فاخرة!
عدد المسافرون المسموح به
يتسع المنطاد لثمانية أفراد، إذ يمكنهم الوقوف والتجول، واحتساء الكوكتيلات، وتناول عشاء رومانسي، فضلا عن إقامة الحفلات، وحتى الزواج وهم ينظرون إلى الأرض.
ليس ذلك فحسب، بل يمكنهم أيضًا استخدام شبكة WiFi، حتى يتمكن المحتفلون من إرسال صور مغامرتهم مباشرة إلى أحبائهم في الأسفل.
عندما تنتهي الرحلة، يطفو المنطاد بلطف عائداً إلى الأرض، قبل أن يهبط بهدوء على الماء، بجوار منصة الإطلاق العائمة.
ويخطط القائمون على تقديم هذه الخدمة، إمكانية الإقامة لليلة واحدة – وبذلك يعد أول فندق فضائي في العالم – ويعدون بعمليات إطلاق متعددة في جميع أنحاء العالم.
تكلفة خيالية
دائما ما تكون الأحلام مكلفة جدًا، فالشيء السلبي الوحيد، هو أن التذاكر ستكلف الشخص 100 ألف جنيه إسترليني، والغريب أن ذلك لم يمنع 1750 شخصًا من حجز رحلات لعام 2025.
ويعتقد المؤسس المشارك تابر ماك كالوم، أن هذه الشركة ستغير قواعد اللعبة في مجال الطيران الفضائي. وقال: “إن الكبسولة الفضائية لا تشبه أي شيء في العالم من قبل”.
وأضاف: “نحن على أعتاب تحول مذهل، ليس فقط في الطريقة التي يختبر بها البشر الفضاء، ولكن أيضًا في ما نستحضره في أذهاننا عندما نفكر في سفينة الفضاء التي ستوصلنا إلى هناك.”
من جهته، قال المتحدث باسم الشركة إن الفندق المنطاد، سيكون سفينة الفضاء الوحيدة في العالم الخالية من الكربون.
وأكمل: “تم رفع سفينة الفضاء نبتون إلى الفضاء بواسطة SpaceBaloon خاصتنا، مدفوعًا بالهيدروجين المتجدد، بدون صواريخ ولا البصمة الكربونية المرتبطة بها”.
“بدلاً من الانطلاق بسرعة كالسفن الفضائية، يرتفع ببطء بسرعة 12 ميلاً في الساعة؛ وبذلك تسمح هذه التجربة لأي شخص لائق طبيًا للسفر مع شركة طيران تجارية.
وتابع: “هذا المنطاد عبارة عن تقنية مثبتة، وقد استخدمها فريقنا منذ عقود، في مهمات استثنائية مع وكالة ناسا والوكالات الحكومية الأخرى؛ لرفع التلسكوبات البحثية وغيرها من الأدوات الثقيلة والحساسة.
وقالت المؤسسة المشاركة جين بوينتر: “إذا كان بإمكانك ركوب طائرة تجارية، فيمكنك ركوب سفينة الفضاء نبتون، الأمر الذي يفتح السوق بشكل كبير أمام الأشخاص الذين لا يشعرون بالارتياح لركوب الصاروخ.
“أو ببساطة لا يستطيعون ركوب صاروخ ولكنهم ما زالوا يريدون تلك التجربة الاستثنائية لرؤية أرضنا من الفضاء.”
