دليلك في الهجرة

الهجرة 2025 إلى أين في ظل تغيرات عالمية ورؤية ضبابية؟

بعد سقوط العديد من الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، يبحث الملايين من قاطني هذه الدول بالهجرة خارج بلادهم؛ لذا سنلقي الضوء على الهجرة 2025 ونعرف مصيرها في العام الجديد.

عند تصفح المواقع العالمية والعربية، نجد الغالبية العظمى تتحدث عن التغيرات العالمية الطارئة على خريطة العالم وسقوط الأنظمة الحاكمة والرؤوية الضبابية للمستقبل، لا سيما مع وصول ترامب المناهض لفكرة الهجرة لبلده من الأساس للحكم ودخوله البيت الأبيض الشهر القادم. اليوم نلقي نظرة متفحصة على حال الهجرة 2025.

الهجرة 2025

الهجرة 2025

لا يخفى علينا ظهور الكثير من المعوقات أمام الراغبين في الهجرة، وما زاد من تعقيد الأمور ما حدث في السنوات الأخيرة بدءً من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي أشار فيه إلى “بناء جدار” خلال ولايته الأولى، مرورًا بقيود السفر خلال جائحة كورونا، نهاية ببريكست الذي أنهى حرية تنقل الأشخاص بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال هذا العام 2024.

بناء على ذلك وإضافة إلى أسباب أخرى سنوردها في طي السطور التالية، يتوقع أن تشهد بداية العام 2025، تغييرات سياسية مهمة في أحد أكبر وجهتين للهجرة في العالم: في الولايات المتحدة، حيث سيبدأ دونالد ترامب ولايته الثانية كرئيس في يناير، فضلا عن الانتخابات المبكرة المزمع إجرائها في ألمانيا، والتي قد تؤدي إلى نجاح أحزاب مؤيدة لسياسات متشددة تجاه الهجرة 2025 وما بعدها.

تزايد أعداد الهجرة

في عام 2022 كان هناك 7 ملايين طالب دولي في العالم في 2022، وهذا الرقم تضاعف 3 مرات خلال العقود الثلاثة الماضية. وقالت رئيسة قسم أبحاث الهجرة في منظمة الهجرة العالمية، ماري مكاولفي: “يشير مؤشر التنمية البشرية إلى صعوبة قدرة الأشخاص من البلدان النامية على الهجرة إلى بلدان ذات تنمية بشرية متوسطة، ومرتفعة، ومرتفعة جداً”.

وأضافت: ” تشهد الدول الغنية محاولات هجرة إليها متزايدة بشكل ملحوظ، وتتزايد الهجرة داخل القارة الأوروبية، وبخاصة  داخل مناطق توجد فيها ترتيبات تنقل مجانية كالاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وتجمع دول المخروط الجنوبي لأمريكا الجنوبية بحسب مكاولفي، التي أشارت إلى ممر رئيسي للهجرة من جنوب آسيا إلى دول الخليج.

سقوط بشار الأسد

لا شك أن سقوط نظام بشار الأسد ساهم بشكل كبير في رغبة العديد من السوريين في العودة إلى بلدهم، ومن المرجح أن تتزايد الهجرة 2025، وتوضح الاحصائيات أن أكثر من 6 ملايين سوري مهاجر يعيشون في دول أخرى يرغبون في العودة إلى بلدهم. وفي الأيام الأولى بعد فرار الرئيس السوري المعزول بشار الأسد إلى روسيا، اصطفت طوابير على الجانب التركي من الحدود لسوريين يرغبون بالعودة إلى ديارهم.

لكن من الصعب التوقع ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر، وكيف سيتغير الوضع الأمني نظراً لحالة الغموض المحيطة بكيفية حكم سوريا في المستقبل، وتكثر التكهنات حول صمود السوريين في البقاء في بلدهم؛ نظرا للرؤية الضبابية للسنوات القادمة، وسيطرة جماعة مسلحة على الحكم ودخول اسرائيل للعمق السوري دون مقاومة.

الهجرة 2025

ترامب والمهاجرين

ركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاباته أثناء حملته الإنتخابية على مسألة المهاجرين لاسيما الهجرة 2025 بعد توليه الحكم، وشدد على غلق الحدود والعمل بجد لتقليل أعداد المهاجرين ومنع دخول مهاجرين جدد. لم يتمكن ترامب خلال ولايته الأولى، من زيادة طول الحاجز الأساسي على الحدود المكسيكية بشكل كبير، لكنه اتخذ إجراءات أخرى كان لها نتائج ملموسة على الهجرة.

وأول قرار اتخذه بعدما أصبح رئيساً في يناير 2017، فرض حظر سفر للولايات المتحدة على مواطني 7 دول ذات غالبية مسلمة وهي: (إيران، والعراق، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن). وأصبحت تدعى بسياسة “حظر المسلمين”. واعتقل نحو ألفي مواطن من هذه الدول، بعدما حطت طائرات تقلهم في الولايات المتحدة، في نفس الوقت الذي وقع فيه ترامب الأمر التنفيذي.

وهناك سياسة أخرى تتمثل بإلغاء برنامج تأشيرات المهاجرين المتنوعة، الذي تمنح من خلاله الولايات المتحدة الحق في العيش والعمل في البلاد عبر قرعة سنوية. وأثر قرار إلغاء سفر الفائزين بالقرعة غيّر حياة عشرات الآلاف من الفائزين بالقرعة، الذين كانوا يستعدون لبدء حياة جديدة.

يشار إلى أن أحد وعود ترامب خلال حملته الانتخابية هذا العام هو الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين. وقال ترامب “الأمر ليس متعلقاً بالتكلفة، في الحقيقة ليس لدينا خيا”، مضيفاً أنه كان يخطط لإعلان حالة الطوارئ من أجل استخدام الجيش الأمريكي في مشروعه.

وقال جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي المنتخب الذي اختاره ترامب:” ستبدأ عمليات الترحيل بمليون شخص رغم التشكيك في إمكانية حدوث ذلك، ويقال أن عمليات الترحيل للأشخاص المعتقلين داخل الولايات المتحدة، حول أقل من 100 ألف شخص سنوياً لمدة عقد، على عكس أولئك الذين يقبض عليهم على الحدود.

في السياق ذاته، وما يظهر جليا من أن ترحيل المهاجرين لا يقتصر على المهاجرين غير الشرعيين ولكن القانونيين كذلك، وهو ما يزيد من تعقيد الأمور، لخروج الولايات المتحدة من قائمة الدول التي يلجأ إليها الملايين من البشر بشكل دوري للهجرة إليها، وستشهد الهجرة 2025 تغيرات جذرية ت لوح بداياتها في الأفق.

ألمانيا والهجرة

تعتبر ألمانيا ثاني وجهة للهجرة حول العالم، وبعد الأنباء المترددة حول الانتخابات المبكرة والتي ستؤثر على الهجرة 2025 لا محالة، وهو المتعارف عليه عند تغيير الحكومات، فقد تسمح حكومة بسفر المهاجرين إليها، فيما ترفض حكومة أخرى ذلك.

جدير بالذكر أن ألمانيا قد سهلت الهجرة إليها في السنوات الأخيرة من أجل توظيف قوة عاملة، لكن من المتوقع تغيير هذه السياسة في حال وصلت الأحزاب اليمينية المناهضة للهجرة إلى السلطة، وبعد فشل الحكومة الحالية من التعامل مع بعض قواعد الهجرة للتعامل مع نقص اليد العاملة.

لكن الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتز، يحتل المركز الثالث حالياً في استطلاعات الرأي، أي خلف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب البديل اليميني المتطرف، الذي يحظى بدعم ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص في البلاد.

وقالت رئيسة مركز الهجرة التابع للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية، فيكتوريا ريتيج، إن “جعل الهجرة غير القانونية أكثر صعوبة يشكل جزءاً من الحملة الانتخابية للأحزاب في ألمانيا، خصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب البديل اليميني المتطرف وحزب أقصى اليسار”.

وعلى الرغم من أن الأحزاب الألمانية أقل انتقاداً للهجرة النظامية بسبب نقص اليد العاملة، وأن نحو 6 من كل 10 أشخاص يدعمون هذه الأحزاب الثلاثة، إلا أن ريتيج ترى أنه “من المؤكد أن هذا المناخ السياسي سيترجم إلى سياسات هجرة ألمانية أكثر صرامة بعد انتخابات فبراير والحكومة الجديدة التي من المرجح أن يقودها الديمقراطيون المسيحيون”.

الهجرة 2025

دول بديلة

بعد ما شرحنا العراقيل المتوقع حدوثها في أكثر بلدين للهجرة حول العالم وهما أمريكا وألمانيا، ستظهر دول بديلة ووجهات أخرى في الواجهة ولا يخفى علينا وجود استراليا ضمن البلاد المرغوب في الهجرة إليها وسنتحدث عنها بالتفصيل في مقالات اخرى، فقد تبقى الهجرة داخل التكتلات الإقليمية كالاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والطريق الرئيسي من جنوب آسيا إلى الخليج دون عوائق.

وقالت رئيسة قسم أبحاث الهجرة في منظمة الهجرة العالمية، ماري مكاولفي: “إن الممر الكبير من جنوب آسيا إلى الخليج، وغالبيتها هجرة عمالة، سيستمر لأن هناك حاجة لذلك. إذ أن المهاجرين من العمال مهمون للعديد من البلدان في الخليج ويقدمون خدمات مهمة”.

وتابعت: “لا اعتقد ظهور تغييرات رئيسية في بعض البلاد عدا  الدول التي تشهد هجرة كبيرة وكذلك الدول الكبرى كوجهات للهجرة، واؤكد على وجود حملات تضليل عبر الإنترنت، تستخدمها مجموعات اليمين البديل لتقويض الثقة في أنظمة الهجرة.

واستطردت: ” بصرف النظر عن عمليات النزوح الحادة الناجمة عن الحروب والكوارث، فإن اتجاهات الهجرة الدولية يمكن توقعها نسبياً ومستقرة وتتأثر بتغييرات السياسة بمرور الوقت فقط.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى