انتبه.. الفوضى في المنزل تؤثر على صحة طفلك النفسية والجسدية

تؤثر تربية الطفل في بيئة تهيمن عليها الفوضى، على صحته العقلية والنفسية والجسدية، وتجعل منه شخصًا عديم المسؤولية لا يبالي بمستقبله ولا ينظم لحياته كما ينبغي، كما تصيبه تبعاتها بالأمراض العضوية التي تلازمه مدى الحياة.

بحسب مجلة “يور تانجو”،  المعنية بشؤون الطفل والأسرة يؤثر النمو في منزل فوضوي تغلب عليه الفوضى على جسد الطفل، لذلك علينا الانتباه لهذه المسألة وكيفية إصلاحها. يشاركنا الدكتور جيمس دوتي، جراح الأعصاب في معرفة الطرق التي تعمل على تهدئة نظامك العصبي الفوضوي، وبالتالي تعالج طفلك من الأثار السلبية قبل فوات الأوان.

هناك العديد من الأسباب المؤدية لنشأة الطفل في حالة من الفوضى. ربما كان أحد الوالدين يعاني من الإدمان أو المرض العقلي أو مشاكل في العلاقة بين الوالدين. قد تنجم الفوضى في مرحلة الطفولة أيضًا عن ظروف خارجة عن سيطرة أي شخص مثل الفقر، أو مرض أحد الوالدين أو الأشقاء، أو حتى عدم الاستقرار على نطاق واسع مثل الحرب أو الاضطرابات السياسية في مجتمعهم.

لا ننسى بالطبع تأثير البيئة الفوضوية-المنزل- بغض النظر عن السبب، يمكن أن يسبب المنزل الفوضوي آثارًا صحية دائمة عند البلوغ، لكن هذه الآثار اللاحقة لا يجب أن تكون حكمًا بالسجن مدى الحياة.

كيف تؤثر الفوضى على الطفل؟

تؤثر الفوضى على الطفل ونقصد هنا بالفوضى النفسية، فوضى المشاعر والمشاكل والصراعات بشكل أو بأخر، فقد تصيبه بالتوتر والقلق الدائمين. علينا إذن سؤال أنفسنا هل حدثت هذه الأثار النفسية بشكل مفاجئ؟. اما فيما يخص المنزل الفوضوي أي البيئة.

فقد كشفت دراسة جديدة أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة، يمكن أن يتأثروا بالضوضاء والضجة وعدم وجود روتين ونظام في المنزل خصوصا اذا كانت الأم تعاني من أسلوب حياة فوضوي.

وقالت كلير كامب دوش، المؤلفة الرئيسة للدراسة، وأستاذ مساعد في العلوم الإنسانية في جامعة ولاية أوهايو أن الدراسة أظهرت أهمية النظام والروتين في مساعدة الاطفال في سن الروضة- على الحفاظ على صحة جيدة- والتطوير من إمكاناتهم.

وقالت دوش، التي أجرت الدراسة مع كامي شيمر، وهو أستاذ مساعد في علم الاجتماع في ولاية أوهايو، ومايلز تايلور، أستاذ مساعد في علم الاجتماع في جامعة ولاية فلوريدا أن الدراسة تضمنت على الاغلب أسر ذات دخل منخفض، وأظهرت النتائج أن الأمهات اللاتي كن أكثر فقرا كن الأعلى من حيث مستويات الفوضى.

وجاءت البيانات من دراسة الأسر الهشة ورفاهية الطفل، وشملت 3.288 أم تمت مقابلتهن في منازلهن مع مدربين محترفين عندما كان طفلهم يبلغ من العمر 3 سنوات ومرة أخرى عندما كان في سن 5 سنوات من العمر.

وكان معظم الآباء والأمهات ذوي دخول شهرية منخفضة. واستخدم الباحثون عدة مقاييس للفوضى المنزلية: كالازدحام (أكثر من شخص واحد في الغرفة الواحدة)، والضوضاء الخلفية (التلفزيون يعمل لأكثر من 5 ساعات يوميا)، وعدم النوم المنتظم للطفل، واي منزل يقيمه الباحث على انه صاخب، غير نظيف وغير مرتب.

من ناحية أخرى يوضح دوتي، “عندما تكبر في مثل هذه البيئات، يكون الأمر فوضويًا وغير قابل للتنبؤ به على الإطلاق. ونتيجة لذلك، الأحساس الدائم بالتوتر والخوف المستمر من المجهول؛ لذا يتوجب علينا خلق بيئة صحية منظمة لأطفالنا حتى لا يعانون من مثل هذه المشاكل النفسية.

يوضح دوتي بقوله: ” لحسن الحظ لا يستمر هذا الخوف  إلى الأبد، إذا ما تم تداركه في وقت مبكر من سنوات الطفل الأولى، والتي يعتاد من خلالها على كل ما يتعلق بروتينه اليومي وواجباته تجاه نفسه والمجتمع من حوله.

أمراض جسدية تسببها الفوضى

قد تستغرب نتيجة الفوضى على صحة الفرد، وهنا نتحدث عن الطفل بعد ما يكبر ويتخطى مرحلة الطفولة، فقد يشعر بوخز عشوائي واهتزاز في جسمه، وتذكر أن مواجهة هذا الألم الجسدي ليس بالأمر السهل. ويتأرجح الألم بين الإحساس بالوخز، والمصافحة، والعضلات المتوترة. إذ يشعر وكأن جسده يخونه باستمرار. ومع ذلك، هناك طريقة واحدة لتخفيف هذا التوتر.

طرق إصلاح الآثار المترتبة على فوضى الطفولة

تهدئة العقل

أفضل طريقة للقيام بذلك هي إعادة أنفسنا إلى الواقع. من خلال التحكم في تنفسنا، ومعدل ضربات القلب، والسيطرة على أفكارنا القلقة، والتي يمكن أن تعالج جميعها بالتأمل. بمجرد تخصيص عشر دقائق يوميًا لإضاءة شمعة والاستمتاع بالأشياء المحيطة بك يمكن أن يكون أمرًا سهلاً بشكل مدهش.

علاوة على بعض الخطوات والأفكار التي تساعد كثيرا على تخطي أثار الفوضى في مرحلة الطفولة وهي:

أولا: ركز على الحاضر

ابحث عن شيء يساعدك على التركيز في الحاضر. قد يساعدك وميض الشمعة على ذلك. ركز بشدة على هذا الوميض وخذ نفسًا عميقًا. دع الهواء يتحرك وستتحرك معه أفكارك السلبية ومن ثم تمر وتنزوي.

ثانيًا: قيم جسمك

ضع يدك أعلى رأسك ولاحظ شعورك هل هناك ألم مسبب للحكة؟ لا تتسرع في الحكم، فقط راقب الألم. ثم انتقل إلى الأسفل. كيف حال جبهتك؟ هل تشعر بالتوتر هل حاجبيك مرفوعان أو متقاربان معًا؟ مرة أخرى، لا تقيم الأمر الأن فقط راقبه. استمر في القيام بذلك بطول  جسمك واسمح لنفسك باكتشاف ما يرغب جسمك في البوح به.

ثالثاً: حاول إرخاء العضلات

عندما تشعر بالتوتر في العضلات سيكون الاسترخاء الخيار الأمثل لإرخاء عضلاتك، تخيل ملامسة ضوء دافئ على تلك العضلة، تمهل فقد لا تأتي هذه الفكرة بنتائجها بشكل طبيعي في البداية، لكنك ستصل إليها لاحقا. مثل أي شيء آخر، يعد إجراء مسح للجسم لاكتشاف الآمه مهارة وستتحسن فيها بمرور.

فوائد هذا النوع من الاسترخاء كثيرة. فهو يعمل على تقليل التوتر ويفيد عقلك وجسمك، بل ويمكنه أيضًا تقليل بعض علامات التوتر المرتبطة بالنوبات القلبية. بغض النظر عن دوافعك، فإن النمو في منزل فوضوي قد يكون له آثارا صحية دائمة. من الأن فصاعدا ساعد نفسك على التخلص من أثار الفوضى، واحرص على تربية طفلك في بيئة خالية من الفوضى.