انا وعائلتيانا وابني

بين النمط البصري والنمط الحركي؟ تعرف على أنماط التعلم عند طفلك

كتبت: رشا سامي

كثيرًا ما نجد الطفل، يتعامل بطريقة غير مفهومة مع المدرسة، أو بالأخرى مع فكرة العلم في حد ذاتها، وكثيرا ما تختلف أنماط التعلم بين طفل وآخر. فهل لذلك تفسير علمي منظقي؟

الاجابة نعم، في هذه المقالة سنتعرف على المعلومات القيمة، والتي سنعرف من خلالها نمط التعلم عند الطفل، وهل تتوافق مع المعلم أم لا.

ما المقصود بنمط التعلم؟

المقصود بنمط التعلم هو طريقة التلقي عند الأطفال. فينبغي أن تتوافق طريقة التلقي والتعلم عند الطفل، مع طريقة التعليم وشرح المعلومة.

في حالة حدث التوافق بينهما، سيحصل الطفل على المعلومة بسلالة وشغف، فضلا عن حفظ المعلومة التي يتلقاها الطفل لفترة زمنية طويلة جداً.

مفاهيم غائبة

للأسف الشديد هذه المفاهيم غائبة على معظمنا – خصوصاً إذا لم نكن متخصصين في علم النفس التربوي- والتي ينتج عنها دوامة لا تنتهي، من الصدمات والصراعات مع الأطفال، وأحياناً مع المدارس والمدرسين.

فالنظام التعليمي التقليدي، يقدم المعلومة بطريقة موحدة، ولا يأخذ في الاعتبار تباين أنماط التعلم عند الأطفال، فمن تتوافق أنماط التعلم عندهم مع هذه الطريقة الموحدة.

يُلقبون بأنهم “طلبة مجتهدون” و “متفوقون” و “ممتازون” و “من الأوائل”، أما إن لم تتوافق أنماط التعلم عندهم يلقبون بـ ” طلبة عاديين” أو الأسوء “طلبة مهملين”.

التعليم الحديث المتطور

يجب أن يأخذ في الاعتبار نمط تعلم الطفل، وتخصيص التعليم له، بطريقة تجعله يحب التعليم، ويتلقاه بسلاسة وسهولة دون الصراعات المعتادة التي تحصل في المدارس.

وفي الغالب، عندما تكون هناك مشكلة في التعليم عند الأطفال، فإن 70% من الحالات، تكون بسبب عدم توافق الأنماط، وتغير بسيط في نمط التعليم يقلب الأوضاع 180 درجة، للأفضل طبعاً.

أنماط التعلم الثلاثة الرئيسية

في علم النفس التربوي، لا يوجد قواعد أو نظريات أو أصول ثابتة، كما هو الحال مع الرياضيات والفيزياء، لذلك أنماط التعلم تتعدد بحسب رأي المربي أو الباحث، وبحسب الفئة العمرية للطفل.

نمط التعلم البصري:

كما يوحي المصطلح، فالمتعلم البصري، يفضل أن يرى كل ما يتعلمه بعينيه؛ حتى يتمكن من تخزين المعلومات لديه.

ويكون عادةً منجذبا إلى الفنون والرسم، يحب أن يركز ويقرأ في الصور. لذلك يفضل أن يكون أمامه، شرح تصويري أو رسم بياني؛ ليساعده على استيعاب المفاهيم.

سمات المتعلم البصري :

الإمساك بورقة وقلم في كل مناسبة. ويُفضل أن يرى عينات أو أمثلة، قبل البدء في أي مشروع أو نشاط، منجذب جداً للفنون والرسم.
فلديه قدرة هائلة على فهم واستيعاب وحفظ الخرائط، فنجده يفضل أن يرسم أو “يخربش” عندما يستمع إلى محاضرة أو درس، من ثم يلونها بألوان مختلفة.

نمط التعلم السمعي:

المتعلم السمعي ينجذب بشدة إلى الأصوات، ولديه أُذن تواقة للألحان. وينجذب لما يسمعه من عائلته، ففي حال كانت الأسرة تفضل سماع القرأن.

ستكون لديه القدرة على حفظ القرآن الكريم سريعاً. وإذا كان من أسرة لا تمانع سماع الموسيقى، نجده يتقن العزف على الآلات الموسيقية وينجذب إليها كثيراً.

سمات المتعلم السمعي :

يتذكر ويراجع معلوماته بالحديث جهراً وبصوت مسموع، ينجذب للمعلومة الشفهية وليست المكتوبة، كثيرًا ما تجده يتكلم مع نفسه، أو يغني عندما يحاول تعلم شيء جديد.
كذلك يحب النقاشات ويفضل العمل في مجموعات، قد يبدو عليه أنه غير منتبه لك وأنت تتحدث، ولكنه في الواقع لديه مهارات سمعية متفوقة عن المتعلم البصري.

نمط التعلم الحركي أو الحسي :

ببدو معناه من الاسم، يتلقى المتعلم الحركي المعلومات بالحركة المستمرة، وباستعمال معظم حواسه. في الغالب المتعلم الحركي يكون عنده شغف بممارسة الرياضة.

بالإضافة إلى تمتعه بقدرات جسدية تفوق أقرانه، كما يسبق زملاؤه في نموه الجسدي؛ فيتعلم الجلوس قبلهم، وكذلك يتعلم الزحف والمشي في سن مبكرة.

في النظام التعليمي التقليدي، المتعلم الحركي، يُصنف بأن عنده فرط في الحركة ويُشخص خطأً بـ ADHD أو أنه “مزعج” ويُسبب المشاكل للمُدرسة في الفصل.

أما في الواقع، فهو طفل طبيعي جداً، لا يستطيع أن يتعلم إلا بالحركة، والتطبيق العملي والتمثيل الفعلي لكل ما يتعلمه.

سمات المتعلم الحركي أو الحسي:

يحب الرياضة والألعاب الحركية، و“حصة التربية الرياضية” فهي مادته المفضلة، إذا كانت ضمن مقررات مدرسته. يحب أن يلمس كل شيء، ويستعمل حواسه في تلقي المعلومات.
لديه موهبة التنسيق بين العين واليدين والدماغ (Eye-hand-brain coordination)، ويستعمل لغة الجسد في التعبير عن نفسه.
نجده يتحرك عندما يستمع أو يتكلم، ولا يستطيع الجلوس بهدوء. يتذكر الأحداث بـ “من فعل ماذا” بدلاً من “من قال ماذا”.

الخلاصة

نود أن نقول أن الهدف من معرفة نمط تعلم الأطفال، هو محاولة مطابقة أو مقاربة نمط التلقين بنمط التلقي. أي أنه كلما تقربنا من نمط تعلم الطفل، كلما كانت العملية التعليمة ممتعة أكثر.

وكلما قلت الصدمات والصراعات، التي نسمع عنها بتمرد الأبناء، وعدم رغبتهم في التعلم. كذلك يرجى الانتباه إلى أنه عندما تحاول فهم ابنك بكل الوسائل.

ولا تحقق أي وسيلة أو نمط تعليم أي نتائج، ففي هذه الحالة يمكن أن يكون عند طفلك، بعض الصعوبات في التعلم التي تحتاج إلى تشخيص من قبل المختصين.

وتحتاج العملية التعليمية عند طفلك، إلى دعم خاص طبقًأ لحالته وطبيعته في تلقي المعلومة.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى