ابراج

بعد أسطورة كل كوكب.. تعرف على أسطورة كل برج وسر تسميته

أسطورة كل برج وسر تسميته

تحدثنا في مقالة سابقة عن سر تسمية كل كوكب واسطورته، من خلال الحضارات وأبرزها الإغريقية والرومانية. لكن هل تعلمون أن هناك أيضا أسطورة لكل برج وسبب لتسميته بهذا الإسم؟. وهو عنوان مقالنا اليوم وسنتحدث عن أسطورة كل برج حسب الأساطير الإغريقية (اليونان)، والرومانية القديمة وهم ملوك الأساطير التي تخص علم التنجيم والفلك.

جمعنا لك عزيزي الدادي كل الأساطير التي تخص تسمية الابراج بهذه الأسماء الشائعة والمعروفة ولم تتغير منذ قديم الأزل. هلم بنا نغوص فيأعماق الفلك ونتعرف على أسطورة كل برج حسب ترتيبهم في الخريطة الفلكية.

أسطورة كل برج

أسطورة كل برج

أسطورة برج الحمل

تروي أسطورة برج الحمل أنه كان لملك (تساليا) طفلان جميلان هما (فريكسوس وهيلا)، وكانت زوجة أبيهما تعاملهما معاملة قاسية ودائماً تؤنبهما ولا يسلمان من أسلوبها الفظ. ولكن الطفلين كانا صامتين ويسألان الآلهة أن تخلصهما من هذه المرأة القاسية وعذابها وأن ترحمهما من جبروتها وتسلطها فهما لا يملكان قوة لمقاومتها.

فأشفق عليهما عطارد رسول الآلهة وأرسل إليهما حملاً له صوف ذهبى من شمس يوليو لينقذهما. وكان على هذا الحمل أن يحمل هذين الطفلين بعيداً عن زوجة الأب ليرحمهما من عذابها، وقد فعل وحملهما فوق ظهره وعند مرور الحمل من المضيق الفاصل بين قارتى آسيا وأوروبا، أرادت (هيلا) أن تريح قبضة يدها وتصفف شعرها الذى كان قد تطاير فى الهواء إلا أن توازنها اختل وسقطت فى البحر وغرقت.

حزن عليها (فريكسوس) ولكن الحمل أكمل مشواره معه حتى وصل إلى منطقة (كولشيس) فى البحر الأسود فقدم (فريكسوس) الحمل قرباناً للآلهة وأخذ صوفه؛ ليقدمه هدية لملك المدينة فقام الملك بإكرامه وأحاطه بالمودة والدفء حتى لا يشعره بالغربة. لذلك قام جوبيير بوضع الحمل بين النجوم اعترافاً له بفضله لتحمله المشاق والأهوال إلى أن أنقذ ولده (فريكسو).

أسطورة كل برج

أسطورة برج الثور

بين الأمواج ونحن نستعرض أسطورة كل برج، ننتقل لأسطورة برج الثور، والتي تقول  الأسطورة الإغريقية أن كبير الآلهة (جوبيتر) قد أحب فتاة من فينيقيا اسمها (يوروب) وكانت أجمل جميلات عصرها التى لا تقارن بجمالها وبهائها أي امرأة. وقد أحبها حباً شديداً وهام بها شوقاً حتى أن الكون أصبح خاتماً فى يد محبوبته.

وصار أمام حبها ضعيفاً مغلوباً على أمره مصغياً إلى أوامرها، فلا شئ ذو قيمة بجانب حبه لها، ولكى يلفت نظرها فقد تحول إلى ثور أبيض جميل ناصع البياض وكانت يوروب جالسة تشاهد جمال قطيع من الماشية، فاندس وسطه فلما شاهدت هذا الثور الأبيض لفت نظرها فذهبت إليه تتلمسه بأناملها.

فانحنى لها خشوعاً ودعاها أن تركبه ففعلت، فما كاد يمشى قليلاً حتى انطلق بها فوق البحار والأراضى إلى أن وصل إلى جزيرة اسمها (كريت)، فأنزلها برفق ورجع إلى صورته الأولى وباح لها بحبه وراح يبثها شوقه وكلما تكلم تفتحت النجوم وترنمت الرياح.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الجوزاء

كان لكبير الآلهة ” توأمان من زوجة ملك أسبرطة “ليدا” اسمهما “كاستور” و “بولاكس” وكان يحبان البحث والاطلاع دون كلل أو ملل. وقد ذهب التوأمان فى إحدى المرات للبحث عن فروة الحمل الذهبية ومكثا هناك فترة طويلة من أجل ذلك.

وخلال تلك الفترة بذلا جهوداً مستمرة، ولكن اليأس والخوف لم يعرفا طريقاً إلى قلبيهما. بل ظلا متماسكين ومترابطين فى الأفراح والأحزان، ومتعاونين فى كافة الأمور، إلى أن ماتا. وتخليداً لذكراهما فقد رفعهما أبوهما “جوبيتر” إلى السماء وكانت أسطورة الجوزاء.

أسطورة كل برج

أسطورة برج السرطان

في سياق أسطورة كل برج تحكى الأسطورة أن هيرا زوجه زيوس أرادت أن تنتقم من هرقل وهو يمارس هوايته فى السباحة. فاختارت سرطاناً من آلاف السرطانات التى تسكن البحار للقيام بهذه المهمة والقضاء عليه. وتشير الأسطورة أن “هيرا” كانت تكره “هرقل” وتحقد عليه وتحسده لشجاعته وقوته وعنفوانه.

ولكن هذا الأخير تمكن من سحق السرطان، ولم تتمكن “هيرا” من تحقيق حلمها. وتخليداً لذكرى هذا السرطان الشجاع الذي حاول مواجهة “هرقل” قامت “هيرا” برفعة إلى السماء.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الأسد

استمرارا لقصص أسطورة كل برج، تحكى أسطورة برج الأسد أنه كان يوجد ملك ظالم وفاسد يعيش فى غابة تسمى “نيميا”، ولم يسلم أحد من شرور هذا الملك لذلك قرر الإله “جوبيتر قتله” وكلف هرقل وأحد الأسود بمصارعة هذا الملك الظالم.

حتى يتم القضاء عليه تماماً ولم يكن هذا الأمر هيناً أو سهلاً، وبعد معاناة شديدة نجح هرقل والأسد فى هذه المهمة وتخليداً لهذا الحدث قام “جوبيتر” برفع هذا الأسد إلى السماء.

أسطورة كل برج

أسطورة برج العذراء

استكمالا لحكايات وشرح أسطورة كل برج، لبرج لعذراء أسطورتان: واحدة إغريقية والثانية مصرية. تقول الأسطورة الإغريقية إن الآلهة فى عصرها الذهبي وعصر الحب الجميل كانت تعيش وسط الناس، وكانوا يوزعون الحب وينشرون السلام على الجميع ويمنحونهم الدفء فى ليالي البرد القارصة.

ولكن البشر لم يتنازلوا عن طباعهم العنيفة والمسيئة فغضبت الآلهة واستاءت من هذه التصرفات فصعدت للسماء ومعها “ستريا” إلهة العدل والسلام وأصبحت بعد ذلك رمزاً لبرج العذراء. أما الأسطورة المصرية فتقول إن إيزيس كانت تطارد الوحش “تايجون” وفى يدها سنابل القمح الذهبية فتساقطت السنابل من يديها وصعدت للسماء وكانت إيزيس رمزاً لبرج العذراء فى هذه الأسطورة.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الميزان

ما زلنا نستعرض أسطورة كل برج تحكى، ونأتي لأسطورة برج الميزان التي تقول أن جوبيتر كبير الآلهة كان قد أجبر الإلهة تميس ابنة “تيتة وأورانوس” على تسليم نفسها له، فوضعت له ثلاث بنات هن: سلام وإنصاف وشريعة، وقد شاركت هؤلاء البنات فى ترسيخ طباع الميزان،

أما أمهن “تميس” فهى تمثل العدالة التى تغطى عينيها وتحمل الميزان فى يديها، وتصدر حكمها بموضوعية وتجرد لأنها لا ترى القضايا بل تقيمها. وحينما صعدت “ستريا” العذراء إلى السماء حملت معها ميزان العدل وصار الميزان رمزاً لبرج الميزان.

أسطورة كل برج

أسطورة برج العقرب

وصلنا في رحلتنا تحت أعماق الفلك لأسطورة البرج الأشهر وهو العقرب. تقول الأسطورة أن العقرب المتحرر الذى يضرب ويلدغ فى كل الاتجاهات والذى لا يخضع لسيطرة أحد قرر ذات يوم أن يعيش فى سلام وأمان وكانت الوسيلة لذلك أن يقتل الصياد الذى يعتبره الخطر الحقيقى له.

وبالفعل نفذ مخططه ولدغ الصياد فسقط قتيلاً وقد رفعت الآلهة الصياد والعقرب إلى السماء ووضعت كلا منهما فى منزلة مختلفة حتى لا يرى أحدهما الآخر.

أسطورة كل برج

أسطورة برج القوس

محطتنا الحالية من قصص أسطورة كل برج هو برج القوس، والذي  له اسم آخر وهو “الرامى” وقد رُسم قديماً وهو يوجه سهمه للعقرب، ذلك البرج الذى يسبقه. وتقول أسطورة القوس إن مجموعة من النجوم جاءت لتنير الطريق للباحثين عن “الفروة الذهبية” لأنه كما سبق فى أسطورة برج الحمل أنه عندما أكمل الحمل المشوار مع فريكسوس” الحمل قرباناً للآلهة وأخذ صوفه الذهبي ليقدمه هدية لملك المدينة.

وأيضاً فى أسطورة برج العذراء كانت (ستريا) من الصاعدين إلى السماء؛ للبحث عن الحب والسلام بعد أن استاءت الآلهة من سلوك البشر الملئ بالعنف، وكانت “إيزيس” أيضاً تطارد الوحش (تايجون) وفى يدها ضمه من السنابل الذهبية والقوس لحماية الحب والسلام.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الجدي

نقرب من نهاية الغوص في أعماق الفلك لنحكي أسطورة كل برج. بالنسبة لبرج الجدي تحكى الأسطورة أن الإله “بان” المعروف بطبيعته المزدوجة كان يتنزه قرب النهر وهنا تمكن “تيفون” عدو الآلهة من السيطرة على منزل “بان” وضمه إلى النهر ثم استطاع تغيير شكله حتى أصبح رأسه والنصف العلوي من جسده على شكل جدي.

والجزء السفلى على شكل حيوان مائي، وكان لهذا الإله الذي أصبح “جدياً” مجموعة من النجوم تعد بمثابة البوابة التي تدخل منها أرواح بنى البشر إلى السماء، وعرف كذلك بأنه حارس السماء الواقف على بابها، وبيده السجلات التى يسجل فيها أسماء الداخلين.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الدلو

تحمل سطور أسطورة كل برج أسطورة برج الدلو أن الإله “أريكتونوس” تزوج الإلهة “كاليرويه” ورزقا بفتاة أسمياها “أوريتا” وعندما كبرت أصبحت فى غاية الجمال ورآها نبتون يوماً وهى تملأ الدلو فأعجب بها وأرادها لنفسه. وفى ليلة استيقظت الفتاة وكان هناك هاتف يناديها فخرجت من بيتها الكائن على التل وذهبت للعين وكان شئ بداخلها يدفعها ونظرت إلى الماء فوجدت القمر يبتسم.

مررت يدها ولكن يداً أخرى دفعتها بعيداً. وبعد أن استراحت قليلاً سمعت نفس الهاتف يطلب منها أن تحضر الدلو الجميل من المنزل فسارعت بإحضار الدلو وملأته من العين. قام نبتون بتحويل نفسه إلى فرس جميل وخطفها على ظهره وعندئذ وقع الدلو وتطاير الماء واختفت “أوريتا” فى السماء. وكانت هذه هى أسطورة برج الدلو.

أسطورة كل برج

أسطورة برج الحوت

ولنا لمحطتنا الأخيرة من قصص أسطورة كل برج، لمسك الختام وهو برج الحوت إذ يُحكى أن فينوس إله الجمال، و”كيوبيد” إله الحب كانا يمشيان معاً على شاطئ النهر يكونان سيمفونية رائعة للحب والجمال والحياة السعيدة. وبينما هما كذلك إذ ظهر لهما وحش عملاق هو “تايفون”.

وبعد أن كانت ضحكاتهما تملأ المكان صارا يرتجفان خوفاً من نظرات “تايفون” لهما، فناداهما النهر، ودعاهما للاختباء فيه، فقفزا وتحولا إلى سمكتين بلون القمر، وصارت أسطورة الحوت أو السمكتين التى وضعها “منيرفا” إله الحكمة فى السماء تخليداً لذكراهما.

زر الذهاب إلى الأعلى