خليج العقبة وفخ الموت.. هنا انشق البحر لسيدنا موسى!

توصل العلماء الذين يبحثون في المكان الذي شق فيه سيدنا موسى البحر الأحمر إلى اكتشاف مذهل في خليج العقبة، وصفوه بأنه فخاخ الموت.

تم هذا الاكتشاف الصادم في جزء من البحر الأحمر؛ حيث يعتقد البعض أنه المكان الذي شقه سيدنا موسى وغرق فيه فرعون وقومه، وقد وصف الخبراء هذه المنطقة بـ “فخاخ الموت” وهو تشبيه رائع للحياة المبكرة على الأرض.

بحسب صحيفة ديللي ستار البريطانية، توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل عن “فخاخ الموت” التي تحدث بشكل طبيعي في قاع البحر الأحمر وبالتحديد في خليج العقبة.

خليج العقبة وفخ الموت

اكتشف العلماء في هذا المكان من خليج العقبة بركًا شديدة الملوحة على عمق 4000 قدم تقريبًا تحت سطح جزء من البحر الأحمر يسمى خليج العقبة. هذه المسابح المالحة أكثر ملوحة بمقدار 10 مرات من مياه البحر العادية وتفتقر إلى الأكسجين. بسبب هذه العوامل، تقتل المسابح بشكل أساسي كل أشكال الحياة التي تدخل بداخلها.

أطلق فريق العلماء الذي اكتشف البركة اسم “مسابح نيوم المالحة” وأشار إلى أن الاكتشاف “سيوسع النطاق الجغرافي المعروف لبرك المياه المالحة في البحر الأحمر، ويمثل بيئة محمية فريدة من نوعها للإشارات الرسوبية للأحداث المناخية والتكتونية الإقليمية”.

ويعتبر خليج العقبة غامضا بسبب خصائصه الجيولوجية الفريدة بما في ذلك العمق الشديد الذي يبلغ في المتوسط ​​900 مترا والحد الأقصى 1850 مترا، فضلا عن النشاط البركاني والتغيرات غير العادية في درجات الحرارة في الأعماق. يفصل هذا الشريط الممتد من البحر الأحمر شبه جزيرة سيناء المصرية عن المملكة العربية السعودية.

وقد دفعت هذه العوامل بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن هذا الجزء من البحر الأحمر هو المكان الذي شقه سيدنا موسى وانقسم البحر إلى شقين، كما جاء في القرأن الكريم وكتاب الخروج الكتابي عندما قاد بني إسرائيل إلى أرض الميعاد بحسب زعمهم.

اقرأ أيضا:

العماليق بناة الأهرامات يعيشون بيننا اليوم! (فيديو)

مارست الجنس مع ألف رجل في يوم واحد ولا تشتكي من الألم!

كائنات ذات طبيعة خاصة

على الرغم من أن الحياة شبه مستحيلة في برك المياه المالحة في خليج العقبة، ولا تستطيع الكائنات مهما بلغت قوتها البقاء على قيد الحياة في هذه المنطقة، إلا أن العلماء وجدوا كائنات تسمى المتطرفة تزدهر في هذه البرك، وفقًا لتقارير LiveScience.

تُعرف المتطرفة بأنها كائنات وحيدة الخلية تعيش في بيئات قاسية مثل تلك التي نتحدث عنها. يمكنها تحمل البيئات القاسية ذات مستويات الحرارة المختلفة، أو الضغط والملوحة أو الحموضة والإشعاع المرتفع بشكل مذهل.

وحول دراسة الكائنات المتطرفة في هذه البرك، قال الباحثون في الفريق: “إن دراسة هذا المجتمع تسمح بإلقاء نظرة خاطفة على نوع الظروف التي ظهرت فيها الحياة لأول مرة على كوكبنا، وقد توجه البحث عن الحياة في “عوالم مائية” أخرى في نظامنا الشمسي وخارجه”.

سر انشقاق البحر لسيدنا موسى

بعث الله تعالى الأنبياء إلى الأمم ليرشدوهم إلى طريق الحق والصواب ويبعدوهم عن الشرك بالله إلى التوحيد والإيمان به، ولكن واجه كلّ نبيٍّ من الأنبياء من كفر به وتكبر عن عبادة الله تعالى خوفًا على ماله أو وضعه الاجتماعي بين الناس، وقد كان من أشهر هؤلاء المتكبرين فرعون الذي واجه موسى عليه السلام وتكبر عن عبادة الله تعالى

فعانى بنو إسرائيل الذين آمنوا مع موسى عليه السلام منه أشد العذاب، ولم يزده ما رأى من الآيات والعبر إلّا تكبرًا وعنادًا وتعذيبًا لبني إسرائيل وموسى عليه السلام، ولكن الله تعالى لا يهمل ولا ينسى من كان تقيًّا صالحًا مؤمنًا به ومتوكلًا عليه مهما طال الزمان.

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا موسى- عليه السلام- ذهب وواجه البحر وبني إسرائيل تصرخ، لأن فرعون وجنوده من خلفهم والبحر من أمامهم، وموسى يطمئنهم، قال تعالى-: «فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِي»، ( سورة الشعراء: الآيات61، 62).

وأشار « جمعة» إلى أن موسى كان معه فتى ملازم له اسمه: “يوشع ابن نون” والراجح أنه نبيا وكان في مصر، فلما سار في البحر بالفرس لم يطيعه وخشي الغرق، فرجع وقال لموسى: «من أين أمرك الله أن نمر؟»، فنزل الوحى فقال له:« اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا»، ( سورة البقرة: آية 60).

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا هو السر حيث انفلق البحر نصفين، وكل فلق كالجبل، وبينهم طريقا رهوا وممهدا للسير، مضيفاً أنه قيل في بعض التفاسير لبني إسرائيل أن الله فتح لهم ١٢ طريق على عدد الاسباط- اولاد يعقوب-.

ولفت المفتي السابق إلى أن فرعون وجنوده كانوا وراءهم بحوالى نصف كم تقريبا وبني إسرائيل خافت أن يلحقهم فرعون، ولم يامرهم الله بضرب البحر ثانيا إنما بترك البحر، فلم أصبح فرعون وجنوده بداخله أُطبقه الله عليهم.

ونبه الدكتور على جمعة، بأن بني إسرائيل وصلوا إلى حافة البحر، وقيل أن عددهم كان٦٠٠ ألف، لكن الرقم غير موكد لأنهم عاشوا ٤٠٠ سنة من فترة سيدنا يوسف لموسى – عليه السلام-، لافتًا إلى يعقوب انجب ١١ ولد غير يوسف – عليه السلام-.

كانت عقوبة فرعون وجنوده أن أغرقهم الله تعالى في البحر من بعد أن انفلق فكان كالجبلين؛ حيث نجّا الله موسى -عليه السلام- وقومه، فساروا على اليابسة والمياه عن يمينهم وشمالهم في صورةٍ دلّت على عظمة الخالق سبحانه، وقدرته الباهرة ومعجزته الواضحة الجليّة، ثمّ وبعد أن مرّ آخر فردٍ من بني إسرائيل، واقترب فرعون وجنده الذين لحقوا بهم من المكان الذي عبروا منه، أمر الله سبحانه وتعالى ملائكته أن تعيد حال البحر كما كان؛ لترجع أمواج البحر إلى حالها، فتغمر فرعون وجنوده بالماء، فيدركهم الغرق فيموتون حتف أنفهم على الضلالة والشرك، وبعد ذلك تعُرض النّار غدوًا وعشيًا في قبورهم، ويوم القيامة يستحقون عذاب جهنّم مصيرًا لهم ومآلًا.

عندما وصل موسى عليه السلام إلى البحر أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فانشق البحر بقدرةٍ من الله تعالى وظهر في وسطه الطريق الذي على موسى وقومه أن يسيروا فيه، فكانت هذه إحدى معجزات موسى عليه السلام الأخرى، فعندما مرّ موسى عليه السلام ومن معه من البحر وخرجوا منه، وعندما دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل أمرّ الله تعالى البحر فانطبق عليهم وعاد إلى حاله الأصلية، فبذلك نجى الله تعالى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعًا.