دار الإفتاء المصرية: احذر أن تقع في إثم التخبيب!

إنتشرت كالنار في الهشيم مؤخرا ظاهرة في منتهي الخطورة علي المجتمع وعلى إستقرار الحياة الزوجية للأزواج وأدت إلى زيادة حالات الطلاق ألا وهي ظاهرة التخبيب والتخبيب هو إفساد الزوجة علي زوجها و إفساد الرجل علي زوجته.

كمن ينتهز الخلافات الزوجية التي تحدث في جميع البيوت وإشعار الزوجة أو الزوج أنه يتحمل ما لا يمكن تحمله، وأنه لا يستحق كل هذا وأنه يستحق الأفضل و هذه الظاهرة تنتشر بشدة في سوق العمل في المكاتب و الشركات وتنتشر أكثر عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

قد يلتقي الزوج بزميلة جامعة قديمة أو عمل قديم ويبدأ في الدردشة معها ويتعمد الشكوى من سوء معاملة زوجته له وإهمالها له، وإنشغالها عنه وتستغل هي ذلك دون أدني ضمير في إفساده علي زوجته،  وتبالغ في إظهار التعاطف والحنان الكاذب والعكس صحيح وهو الأخطر أن تلتقي زوجة غير سعيدة في حياتها الزوجية بزميل قديم و تشتكي له من زوجها فيقوم بدور الداعم النفسي الكاذب لها.

ليس ذلك وحسب، بل يشعرها أنه لا يقدر الكنز الذي بيده وأنها لا تستحق هذه المعاملة وقد تتعلق الزوجة بهذا الزميل المخادع، لانه يسمعها ما تريد سماعه وتعقد مقارنة ذهنية طول الوقت بين ما تسمعه منه وما تراه من سوء معاملة من زوجها وتفتنن وتطلب الطلاق وتتسبب في عدم شعور أبنائها بالأمان و الإستقرار.

ما هو التخبيب؟

تعرف دار الإفتاء التخبِيب بأنه آفة لخراب البيوت، التخبيب هو الإفساد بين الزوجين وهو من الذنوب العظيمة، وهو من فعل السحرة ومن أعظم أفعال الشياطين، كما في صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه، وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها.

ولخطورة التخبيب تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن يسعى للإفساد بين الزوجين، وتوعده بحرمانه من الجنة. وذلك المخبب النجس المريض المفسد الخبيث كيف ينسى قوله صلى الله عليه وسلم: « لَا يَبيع الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يخطب عَلَى خطبة أَخِيهِ، إِلا أَن يأذن لَهُ »

فاذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حذر أمته من خطبة الرَّجُلِ عَلَى خطبة أَخِيهِ، فكيف بمن يفسد زوجة على زوجها ليتزوجها أو يزوجها لغيره؟

تحذيرات محامين أحوال شخصية من التخبيب:

لذلك فقد حذر مؤخرا  عدد من المحامين علي مواقع التواصل الإجتماعي مما أطلقوا عليه اسم «المخبب»، وهو الشخص الذي يتظاهر بتقديم النصائح للزوجة لكنه يستهدف إفساد حياتها الزوجية، واعتبروا أن ذلك من أكبر الأخطاء التي وقفوا عليها من خلال خبرتهم في قضايا الأحوال الشخصية، حيث إنه في الغالب يهدف الشخص «المخبب»، إلى إفساد الأسرة وتفريقها، مشيرين إلى أنه… السبب في 70% من حالات الطلاق

وكلمة «المخبب» في اللغة هي اسم فاعل من «خبب» وقيل «خبب الشخص» أي خدعه وغرر به، والهدف هو الإفساد بين الزوجين.

إلى ذلك أكد المحامين من خلال خبرتهم الطويلة في القضايا الأسرية تبين أن السبب الأكبر للطلاق هو لجوء الزوجة إلى شخص «مخبب» للحصول على النصيحة، إلا أن هذا الشخص الذي ربما يكون أحد زميلها في العمل أو زميل دراسة قديم وجدته مجددا علي مواقع التواصل الإجتماعي  أو غير ذلك، يقوم هذا الشخص بدفع الزوجة إلى تحدي زوجها وطلب الطلاق منه، عوضاً عن أن يقوم بنصيحتها وتهدئة الوضع بينها وبين زوجها.

وأشاروا إلى أن الزوجة حين تلجأ إلى طلب النصيحة من شخص تكون في الغالب في أضعف حالاتها النفسية فتنجرف وراء ما يقوله لها هذا الشخص المخبب وما يدفعها إليه متأثرة بحالة اليأس والتي تعتريها جراء المشكلات بينها وبين زوجها.

أمثلة من العبارات التي يستخدمها الشخص المخبب ويقولها للزوجة مثل:” يجب أن تحيي حياتك، أو مازلت صغيرة وأهلك ظلموك بتزويجك هذا الشخص، هو لا يستحقك أنت جوهرة، أنت تستحقي الأفضل، وهكذا.

مثال يتكرر كثيرا في سوق العمل مدير العمل أو الزميل، الذي يستمع لشكاوى الموظفة من زوجها، ويبدي تضامنه مع تظلّمها. هذه النماذج من صور التخبيب الشائعة الذي تتعرض له النساء العاملات في العموم.

فقد جرت العادة أن الكثير من النساء العاملات يشكين من أزواجهن،  فيجدن مدير أو موظف يستقبل شكاوى النساء ليلعب دور الطبطبة. فمن فطرة الرجل أن تبكي له المرأة فيشتهي تطييب خاطرها بالجماع، وهذا ما يحصل بشكل طبيعي بين الزوجة وزوجها.

أما الحالة غير الطبيعية فهي ما تحصل بين الموظفة وزميلها، فيبدأ بالطبطبة لاستدراجها.

التخبيب من الكبائر

وقد يكون إفساد الزوج على زوجته أو الزوجة على زوجها ليس فقط بأن تطلب منه الطلاق، بل إن محاولة ملامسة العواطف والمشاعر، والتسبب في تعلقها بغير زوجها أو تعلقه بغير زوجته يعد أشنع وأعظم وأكبر مفسده بين الناس. وبسبب كلمة يمكن أن تفسد علاقة زوجية أو تملأ صدر أحد منهم ضيق أو كره أو ضغينة للآخر.

وليس شرطا أن تكون كلمة كبيرة، تكفي الإشارة إلى عيب ولو بسيط فى الطرف الآخر وكثيرا ما يحدث ذلك أثناء المزاح لكن أثر الكلمة تكون غالبا مفعولها سيئ.

بالطبع هناك أشخاص يكون في الأساس هذا غرضهم و يتعمدون قول هذه  الكلمة ونيتهم هي خراب البيوت، حفظنا الله منهم وأبعد شرهم عنا!

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده »، فإن أكبر هدف لابليس أن يخرب بين الزوجين ويفرق بينهما، فإياك أن تكون من أعوان إبليس.

زواج المطلقة من الشخص المخبب باطل

يجب أن نعلم. أنه حتي لو تطلقت المرأة، و أرادت زواج ( الذي يهواها وتهواه) فزواجهما باطل “عند المالكية و الحنابلة“، وإذا لم تطلق فهذا اسمه تخبيب ومن الكبائر، و تبقى العلاقة من الكبائر، والعلاقة التي تجمع بين الذكر و الأنثى في غير حلال فهي من المحرمات العظيمة.

فإذا عاشت المرأة في تشويش خاطر وبلبلة فكر وقلق نفسي، وتوتر أعصاب وتكدير لحياتها الزوجية بسبب تلك الضحكات أو الابتسامات أو الكلمات المزينة يكون هذا من أثر التخبيب ومن الكبائر أيضا. والكلام ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء.

و تكثر ظاهرة التخبيب في أماكن الاختلاط في العمل و ميادين الحياة، كذا يكمن في الفضفضة والدردشة و الضحك مع النساء في مواقع التواصل، أو فى العمل أو الدراسة أو أى مجال فى الحياة، و قد صار “عاديا جداً في زماننا .

أي كلمة أو تلميحة مع أي امرأة متزوجة يمكن جدا أن تدخلك في هذه الخانة وأنت لا تدري، وحتى لو لم تقصد! يجب الحفاظ على إطار العلاقات الرسمية في حدود محددة  في إطار الزمالة والعمل. ولا ينفع مخاطبة الزميلة المتزوجة في غير إطار العمل والدراسة.

الخلاصة :

التخبيب من الكبائر واحذر هذا الفعل المشين ولا تتبع خطوات الشيطان، كل هذه الأفعال الني ذكرناها سابقا من الكبائر وترتكب اليوم بكثرة ويقال عنها “عادي”، فمن ابتلي ببعض هذه المنكرات العظيمة، فليتب إلى الله ويقلع عنها على الفور قبل أن تحل عليه عقوبات من الله ويحمل أوزارا ثقيلة.