دمية لابوبو.. فخ جديد للموت الأسود والتجارة بأروح البشر!

دمية لابوبو المثيرة للجدل، وكأنها صُنعت من أجل وقوع الملايين في العالم في براثن فخ الموت، أو تم ابتكارها لتصبح صيحة مبتكرة للتجارة في البشر.
يضج العالم بالصرعات التي لا تلبث أن تنتهي منها واحدة حتى تظهر صرعة أخرى أشد منها وطأة وأكثر منها رعبا، والأدهى من ذلك انصياع الملايين حول العالم وراء هذه الصرعات بشكل جنوني على الرغم من يقينهم الدامغ بأن نهاية حياتهم ستكون على يد هذه الصرعات المجنونة. وقد استعرضنا خطر الأنمي من قبل وتأثيره على أطفالنا.
دمية لابوبو والموت
لابوبو هي شخصية وحش غريب الأطوار ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ المولود في هونغ كونغ، واشتهرت من خلال التعاون مع متجر الألعاب “بوب مارت” البائع الرئيسي لها. وأصبحت هذه الدمية رائجة على “تيك توك” بعد أن امتلكتها نجمات مثل ريهانا ودوا ليبا، وجعلتها جزءاً من الموضة الخاصة بهن.
كالعادة، انساقت الفتيات وراء هذه الموضة الخرساء، غاضين الطرف عن الحقيقة الجلية أمام الجميع، لكننا اليوم نفتح هذا الملف الشائك وندق ناقوس الخطر في أذان الأباء والأمهات ونحذرهم من اقتناء هذه الدمية القاتلة وشراءها لأطفالهم.
قصة حقيقية
وقعت أحداث هذه القصة في حي الزمالك بمحافظة القاهرة بمصر، وضحيتها شابة في عمر الزهور عمرها 22 عاما، قررت في غفلة من الحياة اقتناء دمية لابوبو ولا تعلم أنها ستكون الخطوة الأولى في طريق النهاية.
فريدة هي ضحية دمية لابوبو، فقد اقتنتها في البداية بشكل طبيعي، ومع الوقت دأت تنعزل الشابة عن الواقع وتمكث في غرفتها بالأيام بعيدا عن عين والدتها والتي كانت تسكن معها وتعيشان بمفردهما في الوحدة السكنية.
بدأت تظهر كدمات وعلامات زرقاء على جسد الفتاة، التي كانت لا تكترث لهذه العلامات، وقررت الفتاة أن تجعل من دمية لابوبو مشروع التخرج الخاص بها، وبالفعل وثقت كل اللحظات التي مرت بها عند ظهور هذه العلامات الزرقاء على جسدها. وثقت فريدة هذه اللحظات المرعبة بفيديوهات واحتفظت بها على هاتفها الخاص.
ذات يوم، قررت فريدة حرق دمية لابوبو وجمعت مخلفات الحريق في صندوق ورقي أعلى خزانة ملابسها، والمفاجأة أن الدمية لم تحترق، وقامت فريدة بعدها مباشرة بشنق نفسها وماتت منتحرة.
وتأتي الأسئلة المحيرة، ما الذي يجري ولماذا لم تحرق الدمية بالرغم من وجود فيديو يوثق هذه لحظة حرق دمية لابوبو على هاتف فريدة، وما هو الدافع وراء قرار فريدة بالانتحار وشنق نفسها؟. مع الأسف لا نعرف اجابات شافية، لكننا نكاد نجزم بأن هناك سر دفين وهدف لعين وراء هذه الدمية المرعبة.
المخاطر المهددة لحياة الأطفال
دمية لا بوبو تمثل خطرًا خفيًا على النمو النفسي والإدراكي للأطفال، فقد انتشرت لابوبو بشكل واسع على مستوى العالم، وأصبحت جزءًا من المحتوى الترفيهي الذي يستهوي ملايين الأطفال وحتى الكبار .
علاوة على أن نظرات دمية لابوبو سلبية ومخيفة وعبوسها لا يناسب نفسية الطفل الصغير، فقد تسبب شعور سلبى يسبب عبوس الطفل وحزنه ويؤثر على مزاجه وسلوكه سلبًا.
اعتياد الطفل على المقتنيات المرعبة وغير السوية، والغريبة، تفرز بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية مستقبلا في الطفل، مثل الميول للعنف، ونوبات الغضب
خلف الألوان الزاهية والشكل الغريب، بدأ الخبراء وأولياء الأمور يطرحون تساؤلات جادة حول التأثير النفسي والإدراكي لمثل هذه الدمى على الأطفال، خاصة في ظل الانفتاح الرقمي وسرعة تداول المحتوى. فهل هذه اللعبة مجرد تسلية بريئة، أم أنها تحمل بين طياتها مضامين قد تضر بتوازن الطفل العاطفي والمعرفي؟ سنوضح هذا الأمر من خلال النقاط القادمة.
- القلق والاضطراب: رغم أن بعض الأطفال ينجذبون إلى دمية لابوبو بسبب غرابتها أو شهرتها على المنصات الرقمية و خصوصا أن الهواتف الذكية أصبحت أحد أهم سمات العصر الحالى وما تحتوى عليه من تطبيقات عديدة كانت السبب الأول وراء شهرة الدمية و بالأخص تيك توك ، إلا أن شكلها المخيف أو غير المألوف قد يسبب لدى بعض الأطفال.
- مشاعر القلق أو الخوف: خاصةً لدى من هم دون سن السابعة. و خصوصا أن الأطفال، خاصة الصغار منهم، قد لا يستطيعون التمييز بشكل كامل بين الواقع والخيال. فملامح “لابوبو” الغريبة والغامضة قد تثير لديهم مشاعر القلق أو الخوف غير المبرر، خاصة في أوقات الظلام أو عندما يكونون بمفردهم. -كوابيس ليلية أو اضطرابات في النوم نتيجة التعلق بصور ذهنية مرعبة.
- تأثير على التعبير العاطفي والتعاطف: الدمى التقليدية تساعد الأطفال على التعبير عن المشاعر المختلفة (الفرح، الحزن، الغضب) من خلال اللعب التخيلي. الدمى المخيفة قد لا توفر نفس الفرصة للتعبير عن المشاعر الإيجابية أو قد تربط المشاعر السلبية بشكل غير صحي.اضطراب في المشاعر، مثل المزج بين التسلية والخوف، مما يؤثر على الاستقرار العاطفي للطفل.
- تنمية سلوكيات غير مرغوبة: أشارت بعض التحليلات إلى أن ملامح دمية لابوبو” قد توحي بالمكر أو الخبث أو حتى العدوانية غير المباشرة. تعلُّق الطفل بمثل هذه الدمى قد يعكس، أو يساهم في ظهور، صفات غير مرغوبة مثل المكر، الخبث، النفاق، أو إخفاء المشاعر الحقيقية لديهم.
الأثر الإدراكي والمعرفي: تشويش على مراحل النمو، هناك أثار سلبية على الإدراك والمعرفة لدى الأطفال، نسرد منها ما يلي:
- الأثر الإدراكي والمعرفي: تشويش على مراحل النمو تلعب السنوات الأولى من عمر الطفل دورًا محوريًا في تكوين الإدراك والتفريق بين الواقع والخيال. وهنا تبرز خطورة الاعتماد المفرط على دمية لا بوبو:
- تشويش معرفي نتيجة التفاعل مع محتوى غير مناسب لعمر الطفل من حيث اللغة أو الرسائل.
- تقليد سلوكي سلبي لبعض التصرفات المرتبطة بالدمية المنتشرة على الإنترنت، مثل الصوت المزعج أو الحركات العشوائية.
- تراجع التفاعل الواقعي، حيث قد يُفضّل الطفل اللعب مع الدمية على حساب الأنشطة الحقيقية أو الألعاب التعليمية المفيدة.
دمية لا بوبو: دلالات نفسية ومخاطر خفية:
- دلالات نفسية عميقة: تعلق الطفل بدمية مخيفة قد يشير إلى قلق أو مشكلات عاطفية داخلية. يجب على الأهل مراقبة هذا التعلق وفهم مشاعر الطفل، وقد يتطلب الأمر استشارة مختص نفسي.
- مشكلة “صناديق المفاجآت”: طريقة بيع دمى لابوبو ضمن “Blind Box” قد تولّد سلوكًا شبيهاً بالإدمان أو المقامرة، مما يؤثر على قدرة الطفل على ضبط رغباته وتقدير قيمة الأشياء.
لماذا دمية لابوبو تثير الجدل؟
تم تصميم الدمية بشكل غير تقليدي، يمزج بين الطرافة والرعب، مما قد لا يكون مناسبًا للمرحلة العمرية الحساسة.تنتشر دمية لابوبو غالبًا عبر محتوى إلكتروني سريع، يصعب على الأهل التحكم فيه أو مراجعته.
التكرار الكثيف لشخصية الدمية في محتوى رقمي قد يؤدي إلى ارتباط شرطي سلبي في عقل الطفل، يصعب فصله عن مشاعر التوتر أو السلوكيات العنيفة لاحقًا.
ما الذي يجب على الوالدين فعله؟
1- مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الطفل على الإنترنت، خاصة في تطبيقات الفيديوهات القصيرة وبالأخص تيك توك.
2-تشجيع الألعاب الواقعية والإبداعية التي تعزز الذكاء العاطفي والقدرات المعرفية.
3-تفسير الواقع للطفل بلغة مبسطة، وتوضيح الفرق بين الخيال والمحتوى المفيد.
4-الابتعاد عن دمية لابوبو في حال لاحظ الأهل أي تغيرات سلوكية أو انفعالية لدى الطفل.
وإذا واجهه الآباء صعوبة فى إيجاد حل مع أطفاله بخصوص الدمية يمكنه طلب المساعدة المتخصصة: إذا لاحظت أن تعلق طفلك بالدمى المخيفة يتزامن مع تغييرات سلوكية سلبية ملحوظة، مثل العدوانية، العزلة، اضطرابات النوم الشديدة، أو القلق المفرط، فلا تتردد في استشارة أخصائي نفسي للأطفال.
يمكننا التقليل من حدة هذا الأمر في تعليم الأطفال بعض الحرف اليدوية التي يمكننا من خلال هذا الأمر إستغلال فكره انجذاب الأطفال لكل ما هو جديد و غير متعارف لهم يمكننا هنا تعليمه حرفه مثل الكروشيه و يمكننا هنا أن نشعر الطفل بالمسؤولية تجاه شئ سيعمل عليه فى البداية إلى أن يصل إلى عمل دمية أو لعبة يحبها و هنا ستنمى فى طفلك أهداف تربوية إيجابية.