كثيرا ما نسمع عن الرقم 666 الذي يلفه الغموض ويحيطه الشك من كل جانب، باعتباره رقم ملعون ومحرم ولا ينبغي البحث عنه أو الاقتراب من الحديث عنه، والأخطر من ذلك أن هناك تحذيرات من البحث عنه على جوجل، والإشارة إليه من قريب أو بعيد باعتباره رمزا للشيطان أو الوحش كما يطلقون عليه.
استخدم عبدة الشيطان رقم 666 رمزا لهم وجعلوه شعار الطائفة الشيطانية، ومنذ سنوات طويلة ربط الكثيرون بين رقم بعينه وبين الشيطان، إذ أن ذلك الرقم ليس حديث العهد، بل يعود إلى النصوص اليونانية القديمة من 2000 عام، ومع مرور الوقت أصبح «666» رمزا محرما، ولا ينبغى البحث عنه والإشارة إليه باعتباره رمزا للشيطان بكل ما يمثله من شرور فى الدنيا.
أصل الرقم 666
علاقة الكابالا برقم 666
يُعتقد أن الكابالا بمعناها الحالي، ظهرت في فرنسا، وكان من أهم روادها أبراهام بن داود، وابنه إسحق اللذان بدآ يتداولان كتاب (الباهير) في القرن الثاني عشر، وهو الكتاب الذي يجمع تعاليم الصوفية، ثم انتقل مركز الكابالا بعد ذلك إلى إسبانيا حيث نشأت حلقات متصوفة، تحاول أن تتواصل مع الإله من خلال التأمل في التجليات النورانية العشرة والتي أطلق عليها (سفيروت).
كان هؤلاء المتصوفون يهدفون إلى تجديد تقاليد النبوَّة، وإلى الكشف الإلهي من خلال الشطحات الصوفية، ومن خلال التأمل في حروف الكتاب المقدَّس، وقيمها العددية وأسماء الإله المقدَّسة؛ حيث ركز التصوف اليهودي على استكشاف الطرق الغامضة التي استخدمها الله في خلق العالم. يعتقد الكابليون أن أهم عمل صوفي في الحياة هو خلق العالم من خلال ترتيب الحروف والأرقام.
أنواع التصوف اليهودي
التقليد اليهودي الصوفي متنوع، اتخذ عدة أشكال، وبحسب التصنيف الذي وضعه الباحث موشيه إيدل هما نوعين أساسيين: مُعتدل ومُكثف. والتصوف المعتدل هو فكري بطبيعته، ويعد محاولة لفهم الله وعالم الإلوهية، ومحاولة للتأثير في نهاية المطاف على العالم الإلهي وتغييره، ويتضمن هذا النوع من التصوف العديد من جوانب اليهودية التقليدية، بما في ذلك دراسة التوراة ووصاياها، وإضفاء طابع صوفي على الممارسات الدينية.
أما التصوف المُكثف فهو تجريبي بطبيعته، يستخدم الصوفيون المكثفون خلاله أنشطة دينية غير تقليدية، بما في ذلك الترانيم والتأمل، في محاولة للتواصل مع الله. ويمكن التمييز بين نمطي التصوف بتقسيم آخر: أحدهما نظري تناول الطريق إلى المعرفة والفيض الإلهي، وعملي اقرب إلى السحر الذي يستخدم التسبيح ورموز الحروف والأرقام.
رقم 666 والماسونية
أصل الرقم في الإنجيل
ظهر الرقم 666 عند المسيحيين في الكتاب المقدس في سفر الرؤيا “سفر الوحي”، في نسخة الملك جيمس، وتشير الآية التي تحكي عن هذا الرقم إلى أن “عدد الوحش” هو “ست مئة وستة وستون” أو 666، والذي يدل على الشيطان، والهلاك والموت القريب، وهذا ما جعله يشكل إشارة خوف ورهاب عند البعض.
يقول يوحنَّا: “هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ (666)” (رؤيا ١٣: ١٨).
هذه واحدة من أكثر الآيات الجدليَّة في سفر الرؤيا بأكمله، بسبب الخلاف واسع النطاق بخصوص تعريف ومعنى الرقم “666”. الطريقة الأكثر شيوعًا لتفسير هذا هي “عِلم الأعداد اليهوديُّ (جيماتريوت): في العالم القديم، غالبًا ما استُبدِلَت الحروف الأبجديَّة بالأعداد. ومن ثمَّ، فإنَّ كلَّ حرفٍ يُمثِّل عَدَدًا.
في نفس السياق، يبدو الرقم 666 أنه الرقم الشبيه بالإلهي وهو ليس هكذا، فهو الرقم الإلهي الكاذب، الرقم الذي يدّعي شكل الألوهة وليس له فيها بشيء. وبما أن ضد المسيح هو مَن يبدو مثل المسيح رغم أنه ضده وعكسه، هكذا الرقم معنى 666، كما يبدو أنه الرقم 777 ولكنه ضده وعكسه. ولهذا يكون الرقم 666 رقم ضد المسيح. فالرقم 6 هو قاصر عن الرقم 7 (الرقم الكامل)، وبالتالي معنى 666 هو الفشل ثلاث مرات، أي الفشل المطلق، لأنه الفشل ثلاث مرات في الوصول إلى المطلق.
666 وعبدة الشيطان
وقعت في يوليو عام 2011، 4 جرائم بشعة في روسيا بمنطقة نائية، فقد تم قتل ضحيتين كل ليلة، أول المجرمين كانت فتاة مراهقة استدرجت فتاتين وفتى يتراوح أعمارهم بين 15-17 عاما، وأخذتهم جميعا لكهف صغير في الأحراش بغرض اللعب، وإجبارهم على شرب الخمر، ودعتهم للجلوس في حلقة حول النار، وتم ذبحهم على أيدي أفراد الطائفة التي تنتمي إليها من عبدة الشيطان بطريقة مروعة، وجرحوا أجسامهم وكتبوا عليها الرقم 666.
وذلك لاعتقادهم أن الرقم 666 علامة الوحش أو عدو المسيح، فقام القتلة بتشويه أجسامهم وأجسام الضحايا، وتم تسوية أجسام الضحايا على النار وأكلوا بعض من أشلائهم ودفنوا البعض الأخر في حفرة كبيرة، ووضعوا عليها الصليب مكسورا، ويعد الرقم 666 رمزا لعبادتهم الأبدية.