لماذا تشعر بالذنب من إجازة العمل بالرغم من حاجتك الماسة إليها، فهناك أشخاص يشعرون بالذنب القاتل لمجرد أخذهم إجازة من العمل! وقد تكون أنت منهم، بسبب الارتباط النفسي مع مؤسستك. ولكنك لا تشعر بالذنب ذاته عندما توعد زوجتك بقضاء الإجازة معها وتخلف وعدك.
وقبل الإجازة، ستجد نفسك تلقائيًا تفتح بريدك الالكتروني وتفتح بريدك الوارد لكتابة رسالة بريد إلكتروني إلى مديرك:
“أود اخبارك بأنني سأحصل على إجازة يوم الاثنين.” وتظل تحدق في شاشة الحاسوب. وعندما يتأخر الوقت وتجد مديرك لا يرد على رسالتك تقرر إلغاء الإجازة والعودة إلى العمل.
هل تعرف السبب؟
ينتابك الشعور بالذنب والتوتر لأنك تجهز نفسك لأخذ القدر الكافي من الراحة والاسترخاء، ولكنك لا تشعر بذلك وتريد الذهاب للعمل وتظل تفكر فيه طيلة الوقت، فأين الإجازة إذن؟
ليأتي السؤال المهم، لماذا تشعر بالذنب تجاه أخذ إجازة من العمل وكيف يمكنك إصلاح هذا؟
ما السبب يا ترى؟
تشرح إميلي سيمونيان، أخصائية العلاج الأسري المرخصة والزواجية ورئيسة قسم التعلم في Thriveworks: “أعتقد أن الضغط الذي يعاني منه الكثير منا عندما نأخذ يومًا إجازة من العمل يكون من الأسهل فهمه عندما ندرك لأول مرة أن التوتر هو آلية للبقاء على قيد الحياة.”
وتتابع قائلة: “إن الكثير منا “يشعر وجوديًا أن الذهاب إلى العمل كل يوم يعني الاستمرار في هذا العالم، عقليًا وجسديًا. لذلك، إذا اضطررنا إلى تفويت يوم أو بضعة أيام من العمل، حتى لو كان ذلك لشيء رائع مثل إجازة، فإننا نشعر بالتوتر بشكل غريزي.
فكر في مكانتك في العمل. هل يُنظر إليك كقائد؟ هل يعتقد مديرك أنك تقوم بعمل جيد؟ إن التفكير في هذه الأسئلة قد يكشف عن المخاوف التي قد تعيقك ويساعد في الإجابة على سؤالنا: لماذا لا نأخذ إجازة من العمل دون الشعور بالذنب أو التوتر حيال ذلك؟
أهم المخاوف
- الشعور بعدم الثقة والدونية
- الخوف تقليل قيمتك في العمل
- ربط الاحساس بالهوية بالعمل
- التأنيب النفسي إذا شعرنا بأننا مقصرون أو أدائنا ضعيف في العمل.”
إليك بعض النصائح الهامة
تعرف على أصل التوتر عندك.
معرفة مصدر القلق والإكثار من ممارسة الحديث الإيجابي مع النفس مثل: “أشعر بالتوتر بشأن أخذ أيام إجازة ولكني أعلم أن السبب في ذلك هو أنني أشعر بالفخر بعملي”.
وتشير سيمونيان إلى أن هناك خطأ شائع آخر في التفكير (المعروف أيضًا باسم التشوه المعرفي): “لأننا نخشى التأخر في العمل أو أن يُنظر إلينا على أننا أقل من المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، فإننا نعتبر أخذ إجازة بمثابة شيء يهددنا”.
لتحدي هذا النوع من التفكير وإعادة صياغته، يمكنك أن تقول لنفسك ما يلي:
- “أخذ إجازة أمر ضروري وسيساعدك على القيام بعملي بشكل جيد.
- “التأكد من أنك تستمتع بالإجازة مثلما تستمتع بالعمل.
- كرر دائمًا: “أعلم أنني أحظى بالتقدير في العمل.
ذكّر نفسك بأن الإجازة أمر ضروري.
وذكّر نفسك أيضًا بأننا جميعًا بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة للحفاظ على صحتنا العقلية والعاطفية والجسدية سليمة. تقول سيمونيان: “تذكر أن أخذ قسط من الراحة من حين لآخر أمر ضروري”.
توفر الراحة والاسترخاء أيضًا عددًا كبيرًا من الفوائد المعرفية مثل زيادة الإنتاجية وتعزيز الوظائف التنفيذية (الانتباه والتخطيط وتحديد الأولويات وإدارة الوقت والتنظيم والتنظيم العاطفي). تستشهد سيمونيان أيضًا بأبحاث تظهر أن الإجازات، تمنح فوائد دماغية قوية مثل ما يلي:
- زيادة الإبداع وحل المشكلات.
- مهارات تواصل أفضل.
- القدرة على أداء المهام بسرعة وكفاءة أكبر.
وأخيرًا، ما عليك سوى القيام بذلك، والالتزام بأخذ يوم إجازة والمتابعة. وتقول تقول سيمونيان: “إن أفضل طريقة للتغلب على مشاعر الذنب والتوتر بشأن أخذ يوم إجازة هي أخذ يوم إجازة!”.