ما زلنا نبحر في عمق حضارتنا العظيمة، التي تذخر بكنوز لا يتسع الكون لها، ولم يصل لسرها أحد، وتحدثنا عن الأسرة الأولى واليوم موعدنا مع الأسرة المصرية الثانية.
بدأنا معكم منذ البداية وعلمنا معاني المصطلحات المصرية القديمة، وتحدثنا عن معنى مصر وأسمائها القديمة، وهل ينسب اسمها لمصرايم ابن نوح أو أنه ينسب لشعب تل الذي ينحدر من حام ابن سيدنا نوح؟
ثم أكملنا بالأسرة الأولى، وتحدثنا عن الملك مينا، وكيف وحد القطرين وتأسيس الدولة المصرية والحكومة المركزية، واليوم نستعرض تاريخ الأسرة المصرية الثانية.
الأسرة المصرية الثانية
سنتحدث معا عن الأسرة الثانية، وهي الأسرة الأخيرة من سلالتين تشكلان معا، عصر الأسر المصرية المبكرة، حكمت من حوالي 2890 – 2686 قبل الميلاد. كان مقر الحكم في ثينيس، وتشتهر بآخر حكامها خع سخموي، لكنها بخلاف ذلك تعتبر واحدة من أكثر الأسر غموضًا في التاريخ المصري.
ويرجع سبب الغموض، إلى قلة المعلومات المكتشفة عنها، كذلك قلة المصادر عن فترة حكم ملوك الأسرة الثانية، ولكننا متأكدين من أن الكشف عنها سيتم مهما طال الزمن. فكل الحضارات القديمة، اكتشفها المختصين وانتهى الأمر، إلا حضارتنا فقد علمنا منها قطرة في بحر عميق، لا نعلم له قرار ولا ندري له نهاية، وكل يوم يمر يفاجئنا بأسراره.
الملك حتب سخموي
أول ملوك هذه الأسرة هو الملك حتب سخموي ومدة حكمه 15 عاما، وقد عثر له على تمثال راكع من الجرانيت مكتوب على كتفه أسماء ثلاثة ملوك. وفي عهده حدث انفجار أرضي في جهة تل بسطة مات بسببه عدد كبير من الناس، ومن المحتمل أنه زلزال وقع هناك لقرب المكان من منطقة أبي زعبل البركانية.
وفي عهد خلفه (برادب سن) حدث انقلاب عظيم في عين شمس، وبذلك أعاد عاصمة الملك ثانية إلى العرابة المدفونة وغير اسم الحوري إلى الإله (ست).
الملك نب رع
هو الملك الثاني للأسرة الثانية، وهو اسم حورس للملك من العصر المبكر من الأسرة الثانية. طول مدة حكمه غير معروفة بعد تحطيم قائمة تورينو للملوك، وفقدان حسابات الأعوام.
ذكر المؤرخ المصري مانيتون رع نب أن عهده استمر 39 عامًا، ولكن علماء المصريات اعتبروا رأي مانيتون، سوء تفسير أو مبالغة من المعلومات التي كانت متاحة له، ويقال أنه مكث في الحكم مدة 15 عاما.
الملك ني نيتجر (نبيتر)
هو اسم حورس للملك المصري من العصر المبكر خلال فترة الأسرة الثانية، ومدة فترة حكمه غير معروفة بالضبط. وفقًا لقائمة تورينو كانون أنه حكم لـ 96 عاما، وهناك أقاويل أنه حكم مصر لمدة 45 عاما.
الملك وينج
من المرجح أنه كان حاكماً مستقلاً أو مثل سخم إب بر إن ماعت، أو بر إيب سن، أو رع نب، ولم ترد معلومات مؤكدة عن مدة حكمه، ويرجع تاريخ مدة حكمه بالفترة 2740 قبل الميلاد.
الملك سنبدج أو سند
يعتقد أنه هو نفسه الملك بر إيب سن، ومع ذلك هو موضع خلاف كبير، ومدة حكمه استغرقت 47 عاما.
الملك بر إيب سن أو ست
حكم في الفترة 2740 قبل الميلاد، ومدة الحكم 17 عاما، وتقع مقبرته في مقابر أم الجعاب بأبيدوس.
الملك سخم إيب او سخم إب بر ان ماعت أو سخم إب
فترة الحكم: بالفترة 2720 قبل الميلاد.
الملك نفركارا الأول
يُعرف فقط من خلال قوائم الملك رمسيس الثاني، ولم يثبت وجوده من الأدلة التاريخية، ومده الحكم ٢٥ عاما.
الملك نفركاسوكار
يُعرف فقط من خلال قوائم الملك رمسيس الثاني، وتزعم الأساطير القديمة أنه أنقذ مصر من الجفاف الدائم، ومدة حكمه ٨ سنوات.
الملك هودجفة الأول
مدة الحكم تبلغ ١١ عاما.
الملك خع سخموي أو خع سخم وى
مقبرة خع سخموي في مقابر أم الجعاب، أبيدوس. فترة الحكم: بالفترة من 2754 ق.م الى 2727 ق.م، مدة الحكم = ١٨ عاما. ويقال انه أخر الملوك في هذه الأسرة، ولكنها معلومة تحتاج لدليل.
الملك نوب نفر
يُعتقد أنه كان معاصرا للملك ني نتجر، ولا يمكن تحديد ترتيبه الزمني بشكل دقيق. ويختلف المؤرخون على شخصية هذه الملوك، فبرغم من وجود كل أسمائهم الحورسية واسمائهم عند مولدهم، فهناك اختلاف حول المعلومات الواردة حتى عن أسمائهم.
وبالرغم من أن مانيتون يذكر أن العاصمة ظلت في (ثينيس) مثلما كان الحال في الأسرة الأولى، فإن الملوك الثلاثة الأوائل مدفنون في سقارة. مما يدل على أن مركز النقل السياسي انتقل إلى منف.
نكتفي بهذا القدر من مقال اليوم والحديث عن الأسرة المصرية الثانية، على وعد بلقاء الأسبوع القادم، لنستكمل المسيرة معا، ونقترب أكثر وأكثر من أسرار حضارتنا الخالدة.
كتبت: مروة مصطفي
