منوعات

وحش بحيرة لوخ نس يشبه الديناصورات ويعيش في بحيرة.. حقيقة أم أسطورة؟

سر وحش بحيرة لوخ نس

العالم حولنا مليء بالأسرار والظواهر الخارقة التي ليس لها تفسير ويصعب على الكثيرون حلها، وبما أن موقع الداديز يهتم دائما برصد الظواهر الغريبة والتحقيق في أمرها. أردنا أن نتتحدث عن إحدى هذه الظواهر الغريبة وهو وحش بحيرة لوخ نس في اسكتلندا والتي كتب عنها الكاتب الراحل ملك قصص الرعب د.أحمد خالد توفيق في سلسلة ما وراء الطبيعة التابعة لروايات مصرية للجيب، هل تذكرونها؟

تخيل أن وحشا ضخما يعيش في بحيرة حتى وقتنا هذا، حير العلماء للسنوات، ويقال أنهم خلصوا لدراسة صدمت الكثيرين مفادها أن هناك وحشا يسكن بحيرة اسكتلندية، إثير الحديث عنه منذ سنين خلت، ليس ذلك فحسب بل أن هنالك علاقة وطيدة بين وحش بحيرة لوخ نس والديناصورات. تعالوا معنا نبحر في لغز هذه البحيرة ونتعرف على التفاصيل.

ما هو وحش بحيرة لوخ نس؟

بحيرة لوخ نس في اسكتلندا ليست مجرد بحيرة عادية، إنها واحدة من أكثر الأماكن غموضا في العالم. يعود السبب إلى الأسطورة التي تحيط بهذه البحيرة منذ قرون، والتي تتحدث عن مخلوق ضخم يُعرف باسم “وحش لوخ نس“. على مر العصور. ظهرت العديد من الشهادات والصور التي يدعي أصحابها أنها تثبت وجود هذا الكائن الغامض، ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع حتى الآن.

البحيرة نفسها عميقة بشكل غير عادي، حيث يصل عمقها إلى حوالي 230 مترًا، مما يجعلها بيئة مثالية لتختبئ فيها أي مخلوقات غير مكتشفة. العلماء والمغامرون على حد سواء حاولوا حل لغز وحش لوخ نس باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل السونار والغواصات الصغيرة، لكن السر لا يزال بعيد المنال.

هل هو مجرد خيال شعبي أم أسطورة أم أن هناك حقًا شيئًا مختبئًا في أعماق البحيرة؟ يبقى هذا السؤال بلا إجابة، مما يضيف المزيد من الغموض إلى هذا المكان الأسطوري. تعالوا نتعرف على القصة من البداية.

وحش بحيرة لوخ نس

وصف وحش لوخ نس

أول مقالة تتحدث عن الوحش ظهرت عام 1934، يقال أن هناك زوجين كان يسيران بسيارتهما على طريق محاذٍ لهذه البحيرة، فظهر لهما وحشا ضخما يتقلب في المياه يسبب أمواجا ضخمة مثل الحوت، يبلغ طوله 8 أمتار برأس صغير متصلا برقبة طويلة تشبه خرطوم الفيل، أطرافه صغيرة لا تستطيع تميز شكلها من ضألتها، يشبه إلى حد كبير التنين الأسطوري.

علميًا، وحش لوخ نس (بالإنكليزية: Loch Ness Monster) هو مخلوق غير مؤكد الوجود، يُعتقد بأنه سليل مجموعة باقية من البلصورات (بالإنكليزية: plesiosaurs)، على الرغم من أن وصفه يختلف من شاهد لأخر. ويُقال أنه يسكن بحيرة لوخ نس في أسكتلندا، التي تعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في بريطانيا العظمى. قام السير بيتر سكوت بإطلاق اسم نيسيتيراس رومبوبتيريكس  على وحش البحيرة وذلك في مجلة نيتشر، وهذا الاسم يوناني معناه “وحش نس ذي الزعانف ماسيّة الشكل.

ويعتبر المخلوق من أكثر ألغاز علم دراسة الحيوانات الخفية (cryptozoology ) شهرة، إذ أن اهتمام العالم به ظهر منذ أن نشرت أولى مشاهدة له عام 1933. معظم العلماء والخبراء يجدون الأدلة المتوفرة لا تدعم وجود وحش البحيرة ويعتبرون المشاهدات لهذا المخلوق إما غير صادقة أو هي أخطاء في تحديد هوية مخلوقات أو ظواهر معروفة.

بالرغم من ذلك لايزال العديد من الناس حول العالم يؤمنون بوجود هذا الكائن الأسطوري. أخذ السكان المحليين وبعدهم أناس من حول العالم، منذ عقد الخمسينات من القرن العشرين، بإطلاق اسم مؤنث على وحش البحيرة هو نيسيي (بالإنكليزية: Nessie)، وحش لوخ نس مثله مثل البيج فوت واليتي، وهما لا يوجد دليل قاطع على وجودهما.

الحقيقة تتأرجح بين الشهود والعلماء

إبتدع الصحافي ومأمور المياه لبحيرة لوخ نس، ألكس كامبل، كلمة “وحش” بتاريخ 2 مايو 1933، في مقاله بصحيفة ساعي إينفيرنيس. وبتاريخ 4 أغسطس 1933، نشرت الصحيفة مقالا يتحدث عن مزاعم رجل من لندن يُدعى “جورج سبيسر”، يُفيد بأنه عندما كان يتنزه حول البحيرة هو وزوجته منذ بضعة أسابيع، رؤا: “أقرب ما يكون تنينا وهو أكثر مخلوق إثارة للدهشة رأيته في حياتي، يسير على جانب الطريق وهو يحمل “حيوانا” في فمه”.

وبعد نشر هذ المقالة، أخذت الرسائل تتوافد على الصحيفة، وغالبا ما كان أكثرها من أشخاص مجهولين، يقولون بأنهم شاهدوا الوحش على البر أو في المياه، على أراضيهم أو أراضي عائلاتهم، أو يخبرون أحداث رواها لهم أشخاص أخرون.
وسرعان ما وصلت هذه القصص إلى جميع الصحف والمطبوعات الوطنية البريطانية، وفي وقت لاحق في الصحف العالمية، فأخذ الناشرون يتحدثون عن “سمكة وحشيّة”، “أفعى بحرية”، أو “تنين” يراه الناس في اسكتلندا، قبل أن يستقروا أخيرا على تسمية موحدة هي “وحش لوخ نس”.

بتاريخ 6 ديسمبر 1933، تم نشر أول صورة مزعومة للوحش، ألتقطت على يد “هيو غراي”، وكان ذلك بعد أن تم الاعتراف رسميا بالوحش من قبل وزير الدولة لشؤون اسكتلندا، الذي طالب الشرطة بمنع أي اعتداء على الكائن. وفي عام 1934، ازداد الاهتمام بالقضية أكثر من الأول، بعدما برزت “صورة الجرّاح” إلى حيّز الوجود، وفي نفس السنة نشر الملازم في البحرية الملكية البريطانية، روبرت طوماس غوولد، كتابا تلاه الكثير من الكتب المشابهة، يتحدث فيه عن تجربته الشخصية في تجميع الأدلّة الدامغة على وجود هذا الكائن، والتي تعود لما قبل صيف سنة 1933. زعم كتاب أخرون أن المشاهدات العينية للوحش تعود حتى القرن السادس.

لعوامل أخرى طبيعية أو من صنع الإنسان، حيث تبين أن الكثير من المشاهدات كانت لموجات من قوارب كانت قد مرت في نفس المنطقة قبل فترة وجيزة، وبطبيعة الحال أيضا كان هناك العديد من الخدع. ومن جانب أخر يظل جزء من المشاهدات لا يمكن تفسيره بسهولة، وقد يكون البعض يفبرك هذه القصص لغرض ما.

وحش بحيرة لوخ نس

 القديس كولومبا

وردت أول مشاهدة مزعومة لوحش لوخ نس عام 565م، من القديس كولومبا الذي يعتبر من أوائل المبشرين بالمسيحية في إسكتلندا، وقد دوّنت هذه المشاهدة بواسطة القديس أدومنان اليوني في القرن السابع. يصف أدومنان في روايته هذه التي كتبها بعد قرن من وقوع أحداثها، كيف استطاع القس الإيرلندي، القديس كولومبا، الذي كان يقطن أرض شعب البيكت في ذلك الوقت مع مرافقيه، كيف استطاع إنقاذ حياة أحد الأشخاص من أولئك الناس عندما مر بهم وكانوا يدفنون شخصا بالقرب من نهر نس.

فقالوا له أن هذا الميت كان يسبح في النهر عندما هاجمه “وحش مائي” وقام بنهشه وسحبه تحت الماء، فحاولوا إنقاذه في قاربهم ولكنهم لم يفلحوا إلا باسترجاعه جثة هامدة. فقام كولومبا بعد أن سمع هذه القصة، بإذهال قوم البيكت، عن طريق إرسال تابعه “لوين موكو مين” ليسبح في النهر، فظهر الوحش وطارده، ولكن كولومبا أدلى بعلامة الصليب وأخذ يبتهل إلى الله ويأمر الوحش بأن يذهب في سلام، فقال: “لا تتقدم أكثر ، لا تلمس ابن آدم، إرجع حالا “.

امتثل الوحش في الحال وكأن “حبالا سحبته إلى الخلف”، وهرب مذعورا وتم إنقاذ الشخص. فأخذ رجال كولومبا والبيكت الوثنيون يحمدون الله على حصول هذه المعجزة. تقسم هذه الطائفة من الأدلة إلى تفسيرات مبنية على وجود بلصورات أو ديناصورات باقية على قيد الحياة حاليّا، بالإضافة لبرمائيات ولافقاريات غير معروفة.

النقوش الحجرية لشعب البيكت

مع وصول الرومان في القرن الأول الميلادي إلى إسكتلندا وجدوا فيها شعباً قبيلياً يسمى شعب البيكت يتميز بوشم الجسم. وكان هذا الشعب معجباً بالحيوانات وكان يدون على الصخور الحكايات والأساطير المتعلقة بها. كانت بعض النقوش التي عُثر عليها ذات أوصاف شبيهه بأوصاف وحش البحيرة نيسيي، والبعض يرجح احتمالية أن تكون أول سجل على وجود هذا الكائن والتي يعود تاريخها إلى حوالي ألفين عام.

تأثيرات ثقافية وفنية

كان لوحش البحيرة العديد من التأثيرات الثقافية، التي تظهر بشكل واضح في الأدب والموسيقى والأفلام وحتى الألعاب الإلكترونية. ذكر الوحش ذاته أو وحوش أخرى قريبة منه في العديد من القصص في الأدب المعاصر، والمثال على ذلك رواية الكاتب “روبرت أنتون ويلسون” التي تحمل عنوان ” قناع الطبقة المستنيرة “، والتي تقع أحداثها في منطقة انفرنس في إسكتلندا.

بالإضافة إلى الأعمال الأدبية، كان هناك عدد من الأغاني التي ذكرت وحش بحيرة لوخ نس، والمثال على ذلك الأغنية المصورة التي تحمل عنوان “الوحش” (بالإنكليزية: Monster)، التي تؤديها فرقة “ذا أوتوماتيك” (بالإنكليزية: The Automatic)، ويظهر فيها الوحش في بضعة مقاطع.

ظهر الوحش في العديد من الأفلام السينمائية مثل فيلم “حادثة في بحيرة لوخ نس” (بالإنكليزية: Incident at Loch Ness) من عام 2004. وكذلك ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية مثل مسلسل الرسوم المتحركة “عائلة سيمبسون”، حيث ظهر الوحش في الحلقة 224. ويظهر الوحش أيضاً في إحدى أفلام تلفزيون الخيال العلمي لعام 2008، والذي يحمل عنوان “ما وراء لوخ نس” (بالإنكليزية: Beyond Loch Ness). تمت الإشارة مراراً إلى الوحش في مسلسل ساوث بارك بالحلقة 303. وكذلك ظهر الوحش في عدد من الألعاب الإلكترونية مثل لعبة “ورلد أوف كرافت” و”سم سيتي 2000.

لم يقتصر الحديث عن هذا الوحش الأسطوري عبر السنوات السحيقة، بل امتد حتى السنوات القريبة، وما زال الغموض يحيط بهذه المسألة، بالرغم من استخدام أحدث الأدوات التكنولوجية والكاميرات والسونار، وامتد الحديث إلى قبطان رأى الكائن بأم عينه، واستبعد أن يكون سمكة كبيرة. وهناك من يقول أن هذه الصور تدل على اتحاد الطحالب والحيوانات الصغيرة العالقة في هذه المنطقة، ما يعني نفي هذه المزاعم من الأساس.

في عام 2014، نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية، صورا لخرائط شركة أبل بالأقمار الصناعية أظهرت وحش لوخ نس الضخم بطول 30 مترا أسفل سطح مياة البحيرة، في هذا العام شهدا زوجين على رؤيتهما للموجات التي تحدث نتيجة وجود هذا الوحش في الماء، واستمرت هذه الموجات 7 دقائق كاملة، وليس هناك مسبب لها من قارب أو ما شابه.

وبين المشاهدات الحقيقية التي يزعم أصحابها رؤيتهم لوحش لوخ نس بشكل واضح، والمشككين في هذه الروايات، أو حتى الصور الملتقطة للوحش والتي وصفت بالمزيفة، وحتى الخدع والفبركات المقصودة بغرض الشهرة، يظل الغموض والإثارة وعدم اليقين هم المسيطرين على المشهد.

رحلات استكشافية

وانطلقت الرحلات الاستكشافية لحسم هذا الجدل إلى الأبد، بجانب العديد من المنظمات، والأشخاص المتخصصين في هذا الشأن، أشهرهم عام 1934 فام رجل الأعمال الشهير إدوارد موتن بتمويل رحلة بحث واستكشاف ما أثار فضوله من قصة هذا المخلوق الغريب، وكانت الحملة تضم 20 رجلا مزودين بمناظير وكاميرات، بالإضافة إلى أجهزة التعقب الأخرى، وتمركز الرجال حول البحيرة لمدة 5 أسابيع كاملة.

التقطت البعتة 12 صورة منذ وصولها إلى البحيرة، ولم تقدم هذه الصور دليلا دامغا على وجود الوحش، ما يعني إنهاء مهمة هذه البعثة، ولكن المشرف على البعثة لم يرحل، وقام بتصوير فيديو ونشر مقالا عن هذه البعثة، يحلل فيها هذا الفيديو ويفيد بأن المخلوق هو نوع من أنواع الفقمات يسمى الفقمة الرمادية، ولم يستطع أي جهاز حسم هذا الجدل أو وجود هذا الوحش في البحيرة الإسكتلندية.

كل البعثات المرسلة لهذا المكان تؤكد وجود مخلوق ضخم لكن لا يعرفون ماهيته، فقد يكون نوعا جديدا لا يعرف عنه شيء، ما أدى إلى اعلان العلماء بأن هذا الوحش ما هو إلا أسطورة ليس لها وجود، وليس هناك أثر لوجود حمض نووي لهذا الوحش أو حتى الزواحف الكبيرة. ما يضعنا في حيرة من أمرنا وتنساءل ما صحة هذه المشاهدات والقصص المرواه في هذا الصدد.

زر الذهاب إلى الأعلى