انا وابنيانا وعائلتي

قاعدة 7X3 التربوية.. مستلهمة من القواعد النبوية لمربي البشرية

يجد الكثيرون من الآباء صعوبة بالغة في تربية أولادهم من هذا الجيل، لما يتميز به من صفات لم نراها من قبل في الأجيال السابقة، ولا ندري سببا واضحا لهذه الصفات، ولكننا اليوم نستلهم من القواعد النبوية قاعدة 7X3 التربوية.

وتستند هذه  الـ قاعدة 7X3 التربوية على السن الذي حدده الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، لتعليم الطفل الصلاة في سن سبع سنوات، والضرب عليها في سن العشر سنوات.

إذا، فسن التعليم هو من سنة حتى 7 سنوات، وسن التأديب من سبع سنوات حتى 14 عاما، وبعدها يأتي سن الصداقة بين الطفل ووالديه.

كما أن هناك حديث نبوي شريف، ولكننا لا نجزم بصحته يأتي نصه: علموهم لسبع وادبوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم أتركوا لهم الحبل على الغارب.

صحة هذا الحديث الشريف

هناك من يشكك في صحة هذا الحديث، ويقول أن هذا الحديث لا أصل له في أي من كتب السنة المعتمدة، وإنما ذكر بعض أهل العلم أنه مروي عن بعض السلف بنص علم ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه.

وقد نسب ذلك الأثر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما جاء في بعض كتب تربية الأولاد وفي صحة نسبته إليه رضي الله عنه.

ولكي لا نبني مقالنا على حديث مشكوك في صحته، سنحلل الأمر من زاوية تربوية خالصة، ونستلهم منه الفكرة ونناقشها من منظور تربوي بـ قاعدة 7X3 التربوية، والتي قد تساعدنا على تربية أولادنا.

ما هي إذا قاعدة 7X3 التربوية؟ وكيف نطبقها على أولادنا، ومتى نبدأ في تطبيقها، حتى تؤتها ثمارها المرجوة؟ كلها أسئلة سنجيب عنها في سطور هذه المقالة.

التربية الصحيحة للأطفال في الإسلام
تربية الأولاد الذكور

قاعدة 7X3 التربوية:

القاعدة الأولى: علموهم لسبع

يشير المختصين بعلم نفس الطفل والسلوك، إلى أن أول سبع سنوات من عمر الطفل، حيث يتعلق الأمر بنمو الطفل، يقال أن أهم المراحل في حياة الطفل تحدث في السنين السبع الأولى، لذلك خلق بيئة آمنة لأطفالنا أمر ضروري، والظروف السيئة مثل التعرض لصدمة في مرحلة مبكرة، المرض أو الإصابة لا تحدد بالضرورة صحة أطفالنا كاملاً.

إن السنوات السبع الأولى من الحياة قد لا تعني كل شيء، على الأقل ليس بطريقة محدودة، ولكن تظهر الدراسات أن هذه السنوات السبع تحتفظ ببعض الأهمية في تطوير المهارات الاجتماعية كما أنها قد تؤثر على كيفية تطور الأطفال  للفعل ورد الفعل في العلاقات المستقبلية.

وأظهرت بيانات من جامعة هارفارد أن الدماغ يتطور بسرعة خلال السنوات الأولى من الحياة، فقبل أن يتم الطفل عمر الـ3 سنوات يشكلون 1 مليون اتصال عصبي كل دقيقة، إن العلاقات العصبية تشبه جذور الشجرة.

فهي الأساس الذي يحدث منه كل النمو. تصبح هذه الروابط نظام رسم المخ، التي تشكلت من مزيج من الطبيعة و الرعاية، و خاصة تفاعلات الفعل و رد الفعل. بالنسبة للآباء و الأمهات الذين يعانون من الضغوطات المستمرة في الحياة، من المهم عدم إهمال التعامل مع أطفالك خلال السنوات الأولى.

على ضوء ما سبق، ندرك أن الطفل في سنواته السبع الأولى يفهم الأوامر التي تعطى له ويترجمها لأفعال، بل وترسخ بداخله القواعد التي توضع له في المنزل، من هنا تأتي اللبنة الأساسية لـ قاعدة 7X3 التربوية.

من هنا تأتي أهمية تعليم الطفل النظام والنظافة الشخصية، والاعتناء بمقتنياته والأسلوب المهذب عند مخاطبة الوالدين، وغيرها من الأمور الهامة والتي تعد من أساسيات التربية السليمة.

طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 10 سنوات
أدبه لسبع

قاعدة 7X3 التربوية:

القاعدة الثانية: أدبوهم لسبع

هنا نتحدث عن الأدب وهو من سن 7 سنوات إلى 14 سنة، وهذه هي مرحلةُ التعليم والتأديب، وبيان الصواب والخطأ في نفس من شبع من اللعب، وأُشبع حباً وحناناً من والديه، مما يقرب العلاقة بينهما وبين طفلهما، وهي مرحلة التقويم والتهذيب, وعلاج السلوكيات الخاطئة بأساليب تربوية ناجحة.

وفي نهاية السبع الثانية يكون اليافعُ قد اكتمل استعداده لاستقبال العالم الخارجي؛ لأنه اكتسب مهارات عديدة من خلال فترة التعليم الجاد والتأديب، فينتقل إلى مرحلة مصاحبة والديه، يداً بيد وقلباً بقلب.

أدبوهم لسبع

قاعدة 7X3 التربوية:

القاعدة الثالثة: صاحبوهم لسبع

بطبيعة الحال عندما يبلغ الفتى أو الفتاة 14 عامل، فهو جاهز للخروج للعالم وفُتح له الباب على مصراعيه؛ ليتعلم من الدنيا والأصدقاء والمواقف، لكنه لا يجب أن يقابل العالم بمفرده.

بل يجب أن يكون لديه صاحب لا يُكذبه ولا يغشه ولا ينكره وهو والده أو والدته، صاحب واثق به وبقدراته، يُعينه ولا يُعين عليه، يتشاوران ويتباحثان ويتسامران ويُفّصحان بأسرارهما لبعض، في ثقةٌ وتكامل.

وعندما تصادق ابنك، عليك التعامل معه كصديق يفهمه ويقدر مشاعره، كي تبني معه أواصر الثقة التي تجعله يحكي لك وتكون أول شخص يلجأ له وقت الشدة.

لا تعامله كأنك وصي عليه بأوامر أو توبخه على خطأ مهما كان جسيما، اصغي له باهتمام بالغ وناقش معه الحلول بهدوء، وحذار أن تحل المشاكل بالنيابة عنه.

بل اسأله عن رأيه في الحلول أولا، ثم ناقشه أنت في كل حل على حدة، ومن خلال المناقشة سيختار الحل المناسب بناء على المشورة بينك وبينه، ويبدو الأمر له بأنه من قام بحل المشكلة وليس أنت.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى