انا وعائلتيانا وابني

كيف تربي أبناء هذا الجيل بطرق علمية لصحة نفسية متوازنة؟

كيف تربي أبناء هذا الجيل بطرق علمية لصحة نفسية متوازنة؟

يعاني الكثير من الآباء من تربية هذا الجيل ويصفونه “بالصعب”، وهو بالفعل كذلك ولا شك في ذلك، ويسعى الأباء إلى التربية بطرق علمية لصحة نفسية متوازنة.

ولكن هناك أقكار تقليدية لتربية الجنسين ما زالت مترسخة في أذهاننا منذ زمن سحيق، وما يقال حول طرق حديثة للتربية.

هو من المحرمات في مجتمعاتنا الشرقية، التي ترفض هذا الأسلوب في التربية أو التثقيف.

نتحدث في هذا الصدد عن ترسيخ فكرة الجنسين بمفهومها الصحيح لدى هذا الجيل.

وذلك على أسس علمية، تدل طفلك ببساطة على أن الحياة مشاركة وليست مغالبة، وتوطيد مبدأ المساواة بين الجنسين منذ الصغر مسألة غاية في الأهمية.

فهيا نبدأ ونخطو خطواتنا الأولى لنمحو فكرة ظلت عالقة في عقول الأجيال حالت دون حصول المرأة على حقوقها.

عفوا عزيزي الدادي

علينا أن نعترف بأن مجتمعاتنا اختصرت دور المرأة في أشياء كثيرة حجمت من ابداعاتها، وسيطرت على مجتماعتنا الشرقية فكرة الهيمنة الذكورية وأن الرجل هو محور الكون.

وهو السيد وكل من حوله خادمات لمزاجه الخاص وكل أملهن هو إرضاء غروره والانصياع لأوامره.

جيل يتمتع بصحة نفسية متوازنة

قد تتملكك الحيرة وتتساءل من أين أبدأ، وكيف أشرح ذلك وهل سيتركني من حولي؟ وعندما ينطلق لسانك يتلفظ بآلاف الكلمات التي لا يستوعبها طفلك في وقت واحد.

ولا تعلم أنّ الطفل لا يستوعب سوى جملتين فقط لفكرة واحدة، لذا رأينا  أنه يتحتم علينا تقديم هذه النصائح.

وهي معتمدة علميا للإجابة عن الأسئلة الشائعة عن أدوار الجنسين وفقا لمجلة “بيور واو”.

إجابة بسيطة ومختصرة

تقول أخصائية التثقيف الجنسي كوري سيلفربيرغ: “عندما يسأل طفلك: “هل يمكن للبنين وضع الماكياج أو هل يجوز للفتيات أن يحلقن شعرهن؟

اجعل اجابتك عامة ومحددة كقول: “كل الفتيان لا يضعون المكياج فهو مخصص للفتيات فقط، كما أن حلاقة الشعر أمر خاص بالفتيان ولا يصح للفتيات بقص شعرهن إلا عند عمل قصة شعر معينة تليق بهن.

يمكن للجنسين القيام بأي شيء

عندما يسألك طفلك: لا تتحلى الفتيات بالشجاعة كالفتيان أليس كذلك؟

حاول توجيه نظر طفلك نحو الأنشطة التي يمارسها الفتيات والفتيان على حد سواء.

مثل فنون الدفاع عن النفس، والتنس والسباحة والركض وركوب الدراجات والطبخ والفن أو حتى كرة القدم.

وبذلك تتكون لدى طفلك، فكرة المساواة في القدرات والكفاءات، وأن هناك أنشطة يمكن للبنت أن تمارسها بكل شجاعة كالولد تماما.

التسوق بعناية

تقول الصحفية “كي جي ديل” بصحيفة نيويورك تايمز: “منذ نعومة أظفارنا، نعلم أن ألعاب البنات تختلف كليا عن ألعاب الأولاد.

لتقتصر الألوان واللوحات والعرائس على البنات، فيما تهدى السيارات والألعاب الرياضية للأولاد، وبذلك تتكون فكرة راسخة لدى الجنسين بأن ما يصلح للبنت لا يصح للولد.

وعلينا أن نتخلى عن هذه العادة، بأن نشتري ألعابا تنفع الجنسين دون تمييز؛ لترسيخ فكرة التعددية والاختلاف.

تبادل الأدوار لأبناء هذا الجيل

لكي تعزز فكرة المساواة والقدرة على الإبداع، لا تروج لفكرة الأدوار الخاصة بجنس دون الآخر، حتى تساعد في تنشئة جيل قادر على الاستيعاب والتحرر من الأفكار التقليدية العقيمة.

والتي ترسخت في أذهان الأجيال، مثل أن الطبخ ومهام المنزل من اختصاص البنت، وأن مهمة الولد أن يلهو ويلعب ويذاكر ثم ينجح ليعمل ويتزوج.

شجعهم على المشاركة والتعاون واترك الأمر لهم بعد ذلك، ليعبروا عن مشاعرهم ويناقشوا اهتماماتهم بحرية وتجرد، ويحددوا أدوارهم عن اقتناع لا عن الزام.

انتبه لكلامك

يقول الخبراء: “راقب ألفاظك وكلامك عندما تثني على سلوك طفلك أو طفلتك، ولا تختصر كلمات التشجيع بأن توصف البنت بأنها جميلة ومهذبة.

أما الولد فهو قوي وشجاع وجسور، ولتكن عبارات المديح بكلمات تعبر عن السلوك الجيد، بغض النظر عن الجنس فأنت تمتدح الفعل وليس النوع”.

كيف تربي أبناء هذا الجيل بطرق علمية لصحة نفسية متوازنة؟

القدوة الحسنة

يتعلم الطفل على يديك كل شيء ويقلدك في كل تصرفاتك، فعندما يسمعك تكذب سيكذب بالتبعية.

وعندما تمارس الرياضة فسوف يقلدك بطبيعة الحال، راقب نفسك باستمرار وقبل أن تنصحه بعمل تصرف ما، درب نفسك على ذلك أولًا.

الالتزام الكامل

لا تقل لطفلك عليك الالتزام بهذه الأشياء وأنت ببساطة لا تقوم بها، ولكن الالتزام يأتي منك أولً، ا كتنظيم المواعيد ووضع خطة لقضاء وقت الفراغ والعطلات بما يفيد، كالقراءة وممارسة الرياضة..الخ.

الثواب والعقاب

هناك مقولة شهيرة تقول: “من آمن العقاب أساء الأدب”، نعم هي مقولة حقيقية مئة بالمئة، فعندما يخطئ طفلك ولا يلمس العقاب المناسب لحجم الخطأ.

سيكرره مرارًا وتكرارًا، وقتها لا تلوم غير نفسك، وعندما يحقق الانجازات، ويفعل ما بوسعه كي يرضيك ولا يجد منك الثناء والتحفيز الذي ينتظره.

لن يسعى لإرضائك مرة أخرى. لذلك عليك التوازن بين الثواب والعقاب حتى يعلم طفلك أنه مسؤول عن أفعاله ويتحمل تبعاتها دائمًا.

الوعود المنسية

هل عندما توعد طفلك بشيء ما تنفذ هذا الوعد؟ إذا كانت الاجابة بنعم فأنت أب ملتزم واعي يربي طفله على المعنى الحقيقي للكلمة.

فالمرء كلمة ولا بد أن يفهم قيمة الوعد وإذا قطع وعدًا على نفسه فينبغي حتما تنفيذه وإلا لا يوعد من الأساس.

أما إذا كانت الاجابة بلا، فمعذرة أنت لا تعلم معنى الوعد والالتزام بالكلمة، وستفقد مصداقيتك مع الوقت لدى طفلك.

ولن يصدق كلمة تقولها بعد ذلك، وسيفعل ما يحلو له دون الاكتراث لكلامك أو وعودك الواهية.

التكنولوجيا بحساب

آفة هذا الجيل التكنولوجيا وأدواتها، فالكل منكب على هاتفه يتفحصه ولا يبالي بمن حوله، والأم تمسك بهاتفها طوال الوقت تحدث هذه وتراسل تلك.

وفي حال كانت مشغولة طيلة الوقت بالشؤون المنزلية والمذاكرة لأطفالها، والأب خارج المنزل طول اليوم بحكم عمله، ستحدث الكارثة لا محالة، وهي انخراط الأبناء في استعمال هواتفهم بلا رقيب.

الأمر الذي ينتج عنه عواقب وخيمة ونتائج لا يحمد عقباها، فالانترنت يعج بالأفلام الإباحية والقنوات المنتشرة لتجر طفلك لعالمها الغامض.

ولأن القائمين على هذه الشبكة العنقودية لا يملك أغلبهم معتقداتنا ولا مبادئ تربيتنا في مجتماعتنا الشرقية، فلا تسمح لأطفالك المكوث طويلًا على الهواتف.

ويتحتم عليك مراقبة كل المواقع التي يتصفحونها، باللإضافة إلى تحديد وقت معين من اليوم للهاتف.

جوالات اجتماعية

لا بأس من اصطحاب طفلك في جولة اجتماعية ليرى أحوال الناس، فزيارتك بصحبة طفلك لمؤسسة علاجية أو ملجأ للأيتام سيترك أثر ايجابي بداخله.

وسيشعر بمعاناة غيره ويساهم بالتبرعات لمساعدة هؤلاء المرضى والأيتام والوقوف بجانبهم، ما يخلق شعورًا انسانيًا رائعًا بداخله.

وأخيرًا الطفل تمامًا مثل الشخص الناضج له خصوصياته التي يجب على الوالدين إحترامها، فلا يصح أن تستجوب الأم والأب الأبناء بشكل دائم عن علاقتهم بأصدقائهم.

أو يحرصوا على التجسس عليهم، وبدلًا من ذلك عليك بتكوين صداقة وطيدة بين الآباء والأبناء لمتابعة أخبارهم بشكل ودي.

وقتها سيحرص كل منهم على التحدث إلى الوالدين وأخذ مشورتهم بحب وامتنان.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى