يشاع أن الحليب الصناعي للأطفال من أكثر المغذيات المقدمة لهم، وبخاصة عندما لا تسمح الظروف للأم برضاعة طفلها بشكل طبيعي.
حقيقة الحليب الصناعي
لكن للأسف لم يعد هذا صحيحًا بالمرة، بعدما نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تقريرًا سريريًا، يفيد بأنه لا توجد أي فوائد غذائية لـ “تركيبات” الحليب الصناعي للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و36 شهرًا.
وأكّدت الطبيبة الأمريكية، جينيل فيري أن “مصطلح حليب الأطفال مضلل، فقد تحتوي تركيبات حليب الرضع، مصدرًا غذائيًا متكاملاً، مصممًا للصغار منذ الولادة وحتى عمر 12 شهراً، ويمكنها أن تعمل كبديل للرضّع، الذين لا يستطيعون الحصول على حليب الرضاعة.
حليب الأطفال يختلف عن حليب الرضع
وأشارت فيري إلى أنّ حليب الأطفال ليس مثل حليب الرضع، كما أنّه ليس ضروريًا لهذه الفئة العمرية، وهنا نتحدث عن حليب الأطفال وليس الرضع كما سبق وأشرنا.
وأضاف المتحدث باسم شركة Abbott Nutrition المتخصصة في صناعة الحليب الصناعي للأطفال: “عندما لا ينجح الوالدين، في تحول أطفالهم إلى تناول الطعام بشكل طبيعي، أو يمتنعون عن شرب الحليب. فيلجأوا إلى مشروباتنا المخصصة للأطفال، والتي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية التكميلية، كالفيتامينات، والمعادن، والتي قد تكون مفقودة من نظامهم الغذائي”.
وتابع: “لذا، يلجأ الأباء لمشروبات الأطفال، كخيار مساعد لسد الفجوات الغذائية لهؤلاء الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و36 شهرًا. ولا توصي شركة أبوت بمشروباتها الخاصة للأطفال للرضع، الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، لأن الأعوام الأولى من الحياة مهمة للغاية للنمو والتطور.
توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال
توصي الأكاديمية الأمريكية، لطب الأطفال الرضع، الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، بمواصلة شرب تركيب حليب الرضع و/أو حليب الثدي.
أما الأطفال الصغار (الأطفال الذين يبلغون من العمر 12 شهرًا فما فوق) فهؤلاء في عمر يمكنهم، من البدء فيه بتناول الأطعمة الصلبة، واستهلاك نظام غذائي متوازن من الفاكهة، والخضار، وحليب البقر.
لعقود، روّجت الإعلانات لحليب الأطفال، على أنّه مفيد للصغار من الناحية التغذوية، وهو ادعاء وجده التقرير مضللاً للآباء. وتتوافق هذه النتيجة، مع تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية (WHO) العام الماضي، يشرح بالتفصيل تقنيات التسويق الرقمي القوية، التي تستخدمها شركات الحليب الصناعي لبيع منتجاتها.
الأبحاث الجديدة بهذا الصدد
وتُظهر الأبحاث أنّ العديد من الأمهات، وخاصةً السود وذوات الأصول اللاتينية، يعتقدن أنّ حليب الأطفال أكثر تغذية من حليب البقر، وفقًا لدراسة أُجريت في مايو بمجلة “Nutrition Reviews”.
وبغض النظر عن المخاوف المتزايدة من أطباء الأطفال، والمنظمات المهنية، لا تزال صناعة الحليب الصناعي آخذة بالازدهار.
