أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق موسم مسلسلات رمضان 2024، الذي يشهد العديد والعديد من المسلسلات من أبرزها مسلسل الحشاشين، ويقول الكثيرون عنه أنه أكثر مسلسل من المعروض يستحق المشاهدة.
لما به من حقائق تاريخية غير معروفة لأغلب الناس و لقصة قوية، تحتوي على التشويق والإثارة، والسبب هو قلة المسلسلات التاريخية المصرية في الأونة الأخيرة وكذلك لضخامة إنتاجه.
حيث أنه كان من المقرر عرضه رمضان السابق، ولكن نظرا لضيق الوقت؛ ولأن مسلسل الحشاشين، يجب أن يتم تحضيره جديا تم تأجيله لعرضه رمضان 2024. فقد استغرق عامين كاملين لتحضيره بالشكل اللائق مما يؤكد أنه سيكون ملحمة درامية ضخمة نادرة من نوعها.
دور كريم عبد العزيز في مسلسل الحشاشين
يتمنى الكثير من النجوم تجسيد شخصية حسن الصباح لما بها من تفاصيل كثيرة درامية، تبرز الأداء ومنهم الفنان طارق لطفي الذي طالما حلم بتجسيد هذا الدور و كذلك الفنان باسم سمرة.
ولكن كانت الشخصية في مسلسل الحشاشين من نصيب النجم المميز جدا كريم عبد العزيز، ويشاركه البطولة باقة من ألمع النجوم المميزين، من بينهم النجم فتحي عبد الوهاب والنجم نيكولا معوض، فضلا عن العديد من النجوم والنجمات.
ملحمة درامية ثرية
وصاغ المسلسل دراميا المؤلف المميز جدا، عبد الرحيم كمال، ومن أبرز أعماله الخواجة عبد القادر، وونوس وأهو دا اللي صار، وجزيرة غمام و غيرها.
و يقوم بأخراج هذه الملحة المخرج الشاب المميز بيتر ميمي.
من هو حسن الصباح؟
حسن الصباح أو حسن بن على بن محمد الصباح الحِميري (430 ه/ 1037م – 518 ه/ 1124م)، وُلد ومات في فارس. الملقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية.
وهو مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية الباطنية، التي لقيت فيما بعد بالحشاشين، وكان حسن الصباح شخصية سيكوباتية يهوي الزعامة منذ صغره وأكثر ما يسعي إليه هو تحقيق هذه الزعامة.
من خلال نشر الرعب والخوف في القلوب فكان جبارا دمويا هو وكل من انضم لطائفة الحشاشين فكانوا يقومون باغتيالات دموية متعددة تثير الذعر في القلوب.
فالحشاشين هم أخطر جماعة دموية عبر التاريخ، واستمرت عملياتها الاغتيالية على مدار قرنين من الزمان، ويستعرض المسلسل هذه الحقبة التي بدأت سنة 1000 ميلادياً و هي بداية بذرة الإرهاب.
وتم تصوير المسلسل في مصر وعدد من الدول العربية فهو تكلف ميزانية إنتاج ضخمة
نبذة سريعة عن الحشاشين:
طائفة الحشَّاشين أو الحشَّاشون أو الحشيشية أو الدعوة الجديدة، كما أسموا أنفسهم هي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي.
لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس.
وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة الموت في فارس مركزاً لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.
استراتيجية الحشاشين العسكرية
كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها «فدائيون» لا يابهون الموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة في ذلك الوقت.
نهاية الحشاشين
قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في بلاد فارس سنة 1256م، حيث قام بمهاجمة الحشاشين واستطاع ان يستولى علي قلعة الموت وعلي أكثر من 100 قلعة من قلاعهم.
علاوة على إحراق القلاع والمكاتب الإسماعيلية قبل أن يتجه هولاكو لمهاجمة العباسيين، و عاصمتهم بغداد وإحراقها، وسرعان ما تهاوت الطائفة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.
قلعة الموت
قلعة ألموت هي مقر الحشاشين، وتقع أعلى قمة جبال الديلم جنوب بحر قزوين في بلاد فارس إيران حاليا، وتسمى بالفارسية قلعة الَموت ولها نفس المعنى بالفارسية- وكر العقاب هي حصن جبلي موجود بوسط جبال البرز أو جبال الديلم جنوب بحر قزوين في (مدينة رود بار) بالقرب من نهر شاه ورد.
تبعد حوالي 100 كم عن العاصمة طهران. وما تبقى من الحصن هو الخراب فقط.
وتقع على قمة جبل تسمى ألـُه آموت (آموخت) ويعتقد بأن أصل الكلمة بعلم اللغويات هو عش العقاب أو بما يشبه ذلك، بني الحصن حوالي عام 840 وعلى ارتفاع 2,100 متر.
وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل منها وإليها ويلف على منحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة)، لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.
وصف الرحالة الإيطالي ماركو بولو قلعة ألموت
وقد كانت المخيلة الأوربية خصبة في وصف هؤلاء الحشاشين، وزخرت كتبهم بالكثير من الأساطير حولهم، فنجد قصة الرحالة الإيطالي ماركو بولو، التي باتت تعرف بـ«أسطورة الفردوس» والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي:
«بأنه كانت فيها حديقة كبيرة مليئة بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة.
وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يجعلهم يتناولون مخدّر الحشيش.
ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كانوا يُخدَّرون مرة أخرى.
ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: “من الجنة”، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة!
وصف الأديب و الصحفي اللبناني الفرنسي أمين معلوف لقلعة ألموت
ألموت.إنه حصن فوق صخرة على ارتفاع ستة آلاف قدم، تحيط به جبال جرداء وبحيرات منسيّة، ولهوب وممرات جبلية غير مُفضِية.
وليس في مقدور أكثر الجيوش عديداً الوصول إليه إلا رِجلاً إثر رِجل، ولا أقوى المجانيق ملامسة أسواره. ويبدو حصن ألموت للقاطنين فيه وكأنه جزيرة وسط محيط من الغيوم، وإذا نُظر إليه من تحت فإنه مأوى الجِنْ.