نفتش اليوم في ملفات أخطر منظمة سرية وهي منظمة دير صهيون، ويقال عنها أنها التي أسست لما يسمى بفرسان الهيكل، ويشار إليها أيضًا باسم أخوية صهيون. ويظهر من اسمها أنها تابعة للكيان الصهيوني المسيطر على العالم.
تلقي هذه المنظمة بتعاليم الكنيسة الكاثولوكية والمسيحية عرض الحائط ولا تؤمن بهما مطلقا، وتم اكتشافها وكشف سرها الغامض العام 1975 عندما عثر على مخطوطات مكتوبة على جلد الحيوانات في المكتبة الوطنية الفرنسية بالصدفة.
منظمة دير صهيون
أخوية صهيون أو جمعية صهيون (بالفرنسية: Prieuré de Sion) هو اسم تم تداوله لعدد من المنظمات بينها ما هو حقيقي وما هو خيالي، إلا أن أشهرها أنها منظمة أخوية تأسست وحُلت في فرنسا عام 1956 من قبل المهندس بيير بلانتار. حسب التاريخ المدون لتلك المنظمة المنحلة فهي جمعية سرية تأسست في مملكة القدس العام 1099، وذلك بغرض خدمة مصالح سلالة الميروفنجيون وورثتهم. لكنها تعود لتاريخ قديم قبل بيير بكثير.
حسب المعلن عنها تأسست أخوية صهيون عام 1956 في مدينة أنماس في فرنسا، من قبل بعض الملوك الأوربين وأودعت وثائق تسجيلها لدى الحكومة الفرنسية في 7 مايو 1956، ثم أُشهرت في الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية في 20 تموز 1956.
كان رئيسها الأول أندرية بونوم وسكرتيرها الأول بيير بلانتار. تقول مستندات الجمعية أنها تهدف إلى التعاون والدراسة بين الأعضاء، وأنها سميت نسبة إلى جبل صهيون الذي يقع جنوب أنماس. أصدرت الجمعية نشرة إخبارية بعنوان «الدارة» وصدر العدد الأول منها يوم 27 مايو 1956، ثم توقفت بعد إصدار 12 عدداً.
كان بيير بلانتار مؤسس الأخوية ومحركها الأساسي، وقد ارتبط اسمه مع عملية تزوير تاريخية متعددة المراحل تهدف إلى إيجاد أدلة مستقلة على الرواية المزعومة للأخوية. بدأت عملية التزوير في وقت ما من أوائل ستينات القرن العشرين بزرع مجموعة من الوثائق المزورة في المكتبة الوطنية الفرنسية.
يفترض أن تكون هذه الوثائق لقية تاريخية وجدها الأب بيرينجي سونيير عام 1891 في كنيسة قصر رين، واعترف بلانتار في محكمة تحت القسم عام 1993 أنه قام بتلفيق كل شيء. ونتيجة ذلك أمر القضاء بلانتار أن يتوقف عن نشر أية أخبار عن الأخوية، وعاش بلانتار متخفيا حتى وفاته في فبراير 2000 في باريس.
وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي انطلت تلفيقات بلانتار على عدد من الكتاب وقاموا بتأليف كتب وبرامج تلفزيونية وثائقية عنها، كما أصدر بلانتار لائحة بالمعلمين الكبار لأخوية صهيون شملت ليوناردو دافنشي واسحاق نيوتن وفيكتور هوجو وأخرين.
نظرية وحي الأخوية
تعود المخطوطات سالفة الذكر إلى عهد السيد المسيح عليه السلام، وتعد منظمة دير صهيون شأنها شأن كل المنظمات والجماعات السرية التي تدور في فلك الماسونية اليهودية، وقد عمل أعضاؤها من خلالها في القرن التاسع عشر الميلادي لإحياء مجد الإمبراطورية الرومانية البائدة، ليتم حكمها بشكل مشترك بواسطة عائلة هابسبرج والكنيسة الرومانية، لكن الحرب العالمية الأولى أفسدت تلك الخطة، لكنها مازالت تعمل حتى الآن سرا لعلها تدرك أهدافها المعلنة والسرية
وقد يكون هذا أحد الآراء التي قيلت في أهداف دير صهيون، لأن هناك آراء أخرى ذكرها الباحثون عن هذه الحركة فقالوا إنها تسعى لاستعادة الحكم الميروفينجيني، وهم الملوك الذين لهم علاقة بالأسرة الفرنجية الأولى التي تولت الحكم في بلاد الغال وألمانيا حوالي عام 500 م حتى 751 م، وهم ذوو صلة بسلالة المسيح، وقالوا إن سلالته ليست لعرش فرنسا فقط ولكن لعرش أوربا كلها.
وذكر الباحثون أن دير صهيون هي نفسها جماعة فرسان الهيكل ونجي أعضاؤها من التدمير الذي حدث لتلك الجماعة في القرن الرابع عشر، فقد كشفت الملفات السرية أن أعضاء دير صهيون، غيسورز، أنجوو، وعائلات سانت كلير وغيرهم كانوا ضمن مؤسسي فرسان الهيكل.
المؤامرة الكبرى
بحسب بعض الآراء، إنها المؤامرة الكبرى التي يقف من ورائها المسيح المنتظر اليهودي وحكومته الخفية، مؤامرة قديمة جدا وما زالت مستمرة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا. والسؤال الذي يتبادر للذهن هنا، هل كل هؤلاء وغيرهم من المعاصرين لنا كانوا على علم بتلك المؤامرة أو تلك المؤامرة الكبرى؟.
قد تكون الإجابة محيرة وصعبة ولكن مما لا شك فيه أن الزعماء منهم على علم بالمؤامرة، والأتباع کل ييکى أو يغني على ليلاه. إنهم أصحاب مصالح مشتركة، فالبعض في دير صهيون يبحث عن المجد والعودة للعروش القديمة بزعم أنه يريد عودة سلالة السيد المسيح كما يزعمون، أما البعض الأخر ينتصر لفئة معينة يرى أنها كانت على الحق والصواب، ولعل هذا الاختلاف في تحقيق المصالح جعل المسيح الدجال يستغل الجميع التحقيق أهدافه.
ومن الأمور التي اكتشفها الباحثون الثلاثة (بيفت، وليغ ولينكولن) قد توصلوا إلى الاعتقاد بان کتاب بروتوكولات حكماء صهيون الشهيرة على صلة بمنطقة دير صهيون. فقد استنتج الباحثين أن البروتوكولات قد تأسست على وثيقة حقيقية لا علاقة لها بمؤامرة يهودية عالمية، ولكن بدلا من أن يتم إصدارها من خلال بعض المنظمات الماسونية أو المنظمات السرية الموجهة بأسلوب ماسوني، دمجت كلمة صهيون.
وهذا هو رأيهم والذي نراه أن الأمور كلها كما ذكرت، تصب في مكان واحد ومصلحة واحدة وهي المؤامرة اليهودية على العالم، فالبروتوكولات تضمنت برنامجا متكاملا للسيطرة بالقوة والنفوذ على العالم بشكل منظم مدروس، قد بدأ تنفيذه وهو في مراحله الأخيرة.
الهدف السري لمنظمة دير صهيون
حماية الكأس المقدس هو الهدف الخفي لهذه المنظمة، ويشير هذا المعنى لمغزى وليس بالمعنى الحقيقي للعبارة، حيث يرمز الكأس المقدس إلى حماية دم سلالة السيد المسيح، أي نسل السيد المسيح!، وكما نعلم جميعا أن سيدنا عيسى لم يتزوج ولم يكن له نسل يعرف.
لكن منظمة دير صهيون لها رأي أخر، إذ يعتقد مؤسسي هذه المنظمة أن السيد المسيح قد تزوج من أحد أتباعه وتدعى مريم المجدلية، وقد أنجب منها حسب الرأي الغالب ولدا واحدا، وبعد صلبه وقيامته كما يزعمون فرت مريم المجدلية إلى أوروبا في فرنسا تحديدا.
اصطحبت مريم المجدلية ولد أو أبناء المسيح كما يقولون. ثم استقرت وسط جماعة يهودية ولم تصرح عن هويتها أو تكشف عن شخصيتها، أو تشير لأبناء المسيح من قريب او بعيد، وظل أولاده يتكاثرون ويتناسلون حتى بداية القرن الخامس الميلادي.
ثم تزوجت إحدى حفيدات السيد المسيح من رجل ينتمي للعائلات الملكية الفرنسية من أصول يهودية أي بني اسرائيل وينتمي للملوك الميروفينجين، وهم من حكموا اوروبا من القرن الخامس الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي. خلال فترة حكمهم قامت الحروب الصليبية وسقطت القدس في أيديهم.
الغريب في الأمر أن الخطر الحقيقي الذي يهدد نسل المسيح يكمن في المسيحيين أنفسهم، وأعلى سلطة بها الكنيسة الكاثولوكية والبابوية بشكل عام، فبعد عروج المسيح للسماء تولى أمر المسيحيين القديس بطرس، وذلك لعدم وجود وريث بالدم للسيد المسيح.
ثم انتقل أمر المسيحيين إلى البابا حتى يومنا هذا، وتعتبر منظمة دير صهيون نسل المسيح هو الأحق بتولي أمر المسيحيين وهو الأمر الذي يهز عرش الكنيسة ولم ترضخ له مطلقا، وستعمل بكل قوتها على إنهاء هذا النسل كي لا يسحب البساط من تحت أقدامهم.
فرسان الهيكل ودير صهيون
بناء على ما تقدم، تم إنشاء الجناح العسكري للمنظمة من أجل حماية نسل المسيح بالدم، فهم يرون أن حمايتهم واجب مقدس، يكرسون وقتهم من أجله ويدافعون عنه بكل قوتهم، من هنا يأتي دور فرسان الهيكل الذين أسست لنشأتهم منظمة دير صهيون بمباركة الكنيسة الكاثولوكية، بزعم حماية هؤلاء الفرسان للحجاج المسيحيين عند زيارتهم بيت المقدس.
وذلك بالطبع السبب المعلن ولكن السبب المخفي هو حماية نسل المسيح من بطش الكنيسة الكاثولوكية، وفطنت الأخيرة لهذا الهدف فحلت حركة فرسان الهيكل، وهكذا انحلت منظمة دير صهيون أو هكذا قيل، ولكنها ظلت تعمل سرا لمدة 600 عاما، وكان هدفها هذه المرة القضاء على سطوة الكنيسة الكاثولوكية وإعادة الهيمنة إلى نسل المسيح المقدس.
وذلك عن طريق أنشاء امبراطورية اوربية موحدة يتزعمها أبناء نسل المسيح وتخضع لإمرتهم، ولا أحد يعلم ما حدث للمنظمة بعد 600 عام المذكورة، ولكن من المهم الإشارة إلى انتماء شخصيات بارزة وعلماء وصفوة المجتمع إلى منظمة دير صهيون ويطلق عليهم المعلمون الكبار، منهم ليوناردوا دافنشي، وتعد إحدى لوحاته الشهيرة والتي تحمل اسم العشاء الأخير أكبر دليل على انتمائه لهذه المنظمة.
حيث يوجد في اللوحة صورة لأنثى تنام أمام المسيح، ويشار إليها على أنها مريم المجدلية، زوجة السيد المسيح بحسب زعمهم، أما الكأس المقدس في اللوحة فيشير إلى رحمها. فضلا عن اسحاق نيوتن العالم المعروف، والذي انتسب لفترة طويلة انتهت بوفاته، بالإضافة إلى الكاتب الكبير صاحب روايتي البؤساء وأحدب نوتردام فيكتور هوجو وغيرهم الكثيرون.
يقال أن منظمة دير صهيون انتهت بنهاية القرن العشرين، ويقال أنها غير موجودة بالأساس ولا تخرج عن كونها هرطقات وخذعبلات لا أصل لها، وكل ما قيل عن نسل المسيح والكأس المقدس لا أساس لها من الصحة، وتظل الأسئلة قائمة بحاجة إلى إجابات شافية.