منها علاج التوحد وفرط الحركة..فوائد تربية الحيوانات الأليفة على صحة طفلك

كتبت: رشا سامي

وجود الحيوانات الأليفة في المنزل، يقلل من إصابة الأطفال بأنواع من الحساسية، على عكس مما يظنه البعض؛ فقد أثبتت الدراسات والبحوث أنّ الأطفال الذين تربوا مع حيوانات أليفة، لديهم جهاز مناعة أقوى يحميهم من التقاط العدوى والإصابة بالحساسية.

وذلك بخلاف العديد من الفوائد التي تعود على صحة الطفل، نتيجة السماح له بإقتناء حيوان أليف في المنزل.

وفيما يلي، سنوضح أهم الأسباب التي تشرح أهمية تربية الأطفال لحيوانات أليفة إذا كنت ما زلت متردد في مسألة إحضار حيوان أليف لطفلك في البيت.

تحمل المسؤولية

حيث يساعد اقتناء الطفل لحيوان أليف يقوم بتربيته والاهتمام به على تعويد الطفل تحمل المسئولية والشعور بالالتزام.
فقيام الطفل بتمشية الكلب يوميًا في ميعاد معين والاستناد عليه في هذه المهمة، أو التزامه بتقديم الغذاء للقط.

بالإضافة إلى، تنظيف مكانه، ما يساعد الطفل على الشعور بأنه مسئول وله دور مهم يُعتمد عليه في أدائه.

كما يساهم تعايشه مع الحيوان الأليف وتداخله في تفاصيل يومه، في تعليم الطفل التعاطف مع الغير وتقدير مدى اعتماد هذا الكائن الضعيف الذي يقتنيه عليه وثقته فيه.

علاوة على،  شعور الكفل بأنه لم يقصر معه، مثلما يفعل الآباء مع الأبناء الصغار من منطلق شعورهم بالمسئولية.

الرفقة والونس لطفلك

مهما كان مزاج الطفل وحجم التوتر الذي يعانيه فكلبه أو قطته أو ربما أرنبه الصغير قادر على تغيير حالته المزاجية وانتشاله من حال إلى حال آخر أفضل.

حيث يتمتع بالاسترخاء والسعادة بالقرب من حيوانه الأليف؛ فاللعب مع الحيوانات الأليفة ذات الملمس الطري والفراء الناعم.

أثبتت التجارب التي قامت بها مختبرات خاصة بدراسة التفاعل بين الإنسان والحيوان، في جامعات متعددة حول العالم، أنّ هناك حلقة تغذية متصلة من هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الاسترخاء الذي نربطه بالشعور بالحب) بين الحيوان الأليف وصاحبه.

والتي بدورها تقلل من إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول)، كما وجدوا أنّ اللعب مع الحيوانات الأليفة يزيد من نسبة (الإندورفين) والمواد الكيميائية في الدماغ التي تسبب الشعور بالسعادة.

التغلب على الشعور بالوحدة

فالطفل الذي يعتاد وجود حيوان أليف في حياته لا يشعر أبدًا بالوحدة والملل، الذي قد يعانيه غيره من الأطفال في مراحل من حياتهم.

فالحيوان الأليف يلعب دور الصديق الصدوق المخلص بالنسبة للطفل، الذي لا يضر مشاعره ولا يتجاهله ولا يتركه؛ لذلك إذا كانت مشكلة طفلك هي الوحدة الناتجة عن عدم القدرة على تكوين صداقات، فإن اقتناء حيوان أليف هو الحل المثالي لمشكلته.

علاج حالات التوحد وفرط الحركة

من أفضل الحلول التي يمكن اللجوء إليها، للمساعدة في علاج الطفل المصاب بالتوحد أو فرط الحركة، حيث يفضل الطفل في هذه الحالة التعامل مع الحيوان الأليف واللعب معه بدلًا من غيره من الأطفال.

كما أثبتت التجارب أنّ اقتناء الحيوانات الأليفة يساعد بشكل مبهر في حالات الاكتئاب، والمشكلات العقلية والنفسية، مثل حالات القلق المرضي الشديد واضطرابات ما بعد الصدمة وغيرهما من المشكلات.

 تعلم الطفل حقائق عن الحياة

وقد يرى البعض أنه من الأفضل عدم جعل الطفل يرتبط بتربية الحيوانات الأليفة، خاصةً وأنّ أعمارها قصيرة وقد يتسبب موتها أو فقدها في شعور الطفل بالحزن عليها.

لكن تجاربنا مع الحيوانات ما هي إلا صورة مشابهة لما نقابله في الحياة البشرية التي نعيشها بالفعل، فالفقد والحزن حقيقة يعيشها الجميع دون استثناء، ومن الجيد أن نهيئ الأطفال ونفهمهم طبيعة الحياة وضرورة مواجهة المواقف الصعبة.

والتغلب عليها رغم صعوبتها وقسوتها،  لأنها واقع لا يمكن تفاديه أبدًا. فالحقيقة أنّ إحدى ميزات الحيوانات الأليفة أنها تأخذ الطفل، في تجارب تساعده على اجتياز تجارب مماثلة لها بصورة أكبر في الحياة.

 يساهم في تعليم الطفل

ستدهش بالطبع عندما تقرأ هذا العنوان، وستسأل نفسك وما الذي سيعلمه كلب أو قطة أو ببغاء أو أيا ما كان نوع الحيوان الذي سيقتنيه طفلي؟

والإجابة بتجربة عملية. اترك طفلك يقرأ لحيوانه الأليف وستلاحظ أنه اكتسب ثقة في قراءته وطريقته بصورة كبيرة،

ستجد طفلك وبخاصة الطفل الخجول، يتخلص من قلقه وتوتره ويبدأ في شرح درسه مثلما تفعل معلمته لكلبه أو قطته.

وبالطبع ستكون قطته أو كلبه نِعْم المتلقي دون ملل أو كلل، وبالتالي سيتعلم الطفل والفضل ليس لأحد سوى حيوانه الأليف هذه المرة.