هل سمعت من قبل عن كويكب (مصغر كوكب) يسمى كايرون Chiron، وهل تعرف ما هي دلالته في الخارطة الفلكية؟ هو الكوكب الشافي المجروح The Wounded Healer وسمي بذلك لأسباب سنذكرها في سطور هذا المقال الاستثنائي.
هو جرم صغير في النظام الشمسي الخارجي، يدور حول الشمس بين زحل وأورانوس اكتشفه تشارلز كوال عام 1977. وهو العضو الأول الذي حُدد في التصنيف الجديد للأجسام المعروفة بالقناطير، وهي أجسام تدور بين حزام الكويكبات وحزام كبلر.
وعلى الرغم من تسميته كويكبًا، وتصنيفه على أنه كوكبًا صغيرًا وتسميته بكايرون، وُجد لاحقاً أنه يظهر السلوك النموذجي لمذنب. وهو مصنف اليوم ككوكب صغير وكمذنب، وعليه، فهو معروف أيضاً بتسميته كمذنب 95p/كايرون. وسُمّي نسبة للقنطور كايرون في الميثولوجيا اليونانية (وهو مخلوق برأس إنسان وجسد وأرجل حصان).
أسطورة كايرون في الحضارة الإغريقية:
كما سبق وذكرنا كايرون هو في الأسطورة، هو ابن زحل غير الشرعي الذي أنكره والده في طفولته ونبذه المجتمع، قضي طفولته مجروحا وحيدا ومكروها من المحيطين به، محروم من الحب والإهتمام والرعاية فقرر يعتمد علي نفسه ويداوي جروحه بنفسه عن طريق مساعدة الآخرين ومداواة جراحهم.
كايرون مثل الطبيب اللي أصابه مرض في طفولته كاد ينهي حياته ولكن الله عز وجل شفاه، وعاش وكمل ودرس الطب وقرر أن يتخصص في المرض الذي أصابه في طفولته؛ كي يعالج الناس منه لأنه أكثر من يعرف حجم الألم والوجع من هذا المرض.
مثال حي لكايرون في الخارطة الفلكية
كلنا نعرف دكتور طه حسين، الشخص الذي فقد بصره طفلا. ومع ذلك، إستطاع الحصول على أعلى الدرجات العلمية من فرنسا ووصل لمنصب وزير التعليم في مصر، ثم لقب بعميد الأدب العربي.
ومن المؤكد أن الكثير منا قرأ رواية السيرة الذاتية العظيمة للدكتور طه حسين ( الأيام)، التي سرد فيها رحلته الطويلة منذ فقد بصره صغيرا والمعاناة والألم والجرح أمام الإرادة والمثابرة والوصول.
الرواية مليئة بالمشاهد التي تعبر عن هذا الجرح، لكن من أقواها مشهد دخوله للجنة الإمتحان بالأزهر الشريف، وهو صغير و الشيخ ينادي عليه بمنتهي القسوة والوقاحة (اقرا يا أعمي)، وكيف استطاع أن يصف لنا في هذا المشهد تمرده و إصراره و رفضه الإعتراف بأنه أعمي و إنه قادر على تحقيق ما هو أكثر بكثير من المبصرين.
قصة حياة طه حسين تلخص لنا طاقة كايرون بوضوح.
ما دلالته في الخريطة الفلكية؟
بعد ما عرفنا ماهية كايرون، ننتقل لمعرقة من هو، وما هي دلالته بخريطتنا الفلكية، وكيف نستفيد منه ونفيد غيرنا، وما هي نقط قوته حسب تواجده في الأبراج؟ كلها أسئلة سنجيب عنها في طي السطور التالية.
وجود كايرون يعبر عن النقاط التي تعني لنا الكثير، ومنها نساعد غيرنا على التطور وتواجده في برج معين وقت ميلادنا. يعبر عن هذه الطاقة ممتزجة مع صفات البرج الذي يكون به ساعة الميلاد حسب صفات كل برج.
تعريف كويكب كايرون Chiron علميا:
يعرف أيضا بإسم شيرون، وهو كويكب له دور مهم في التنجيم الفلكي؛ حيث يمثل مناطق الوجع والألم والغضب غير المبرر أيضا، كذا يوضح لنا كيف يمكننا التغلب علي الألم والجروح، في حال فهمنا دلالته في خريطتنا الشخصية؛ حيث يعتبر بمثابة الجانب الشفائي والتعليمي والروحي لنا. 
سبب تسميته:
سُمّي نسبة للقنطور كايرون في الميثولوجيا اليونانية (وهو مخلوق برأس إنسان وجسد وأرجل حصان) بعد أن سُمّي بكايرون. ابن كرونوس التيتاني (رئيس التيتانيين حسب الميثولوجيا الإغريقية) والحورية فيليرا. كان كايرون الأكثر عدلاً وحكمة بين جميع القناطير وعمل كمعلم لأبطال الإغريق.
تعريف كويكب كايرون Chiron فلكيا:
اجتذب اهتمامًا كبيرًا؛ لأنه كان أول جرم يُكتشف بمدار كهذا خارج حزام الكويكبات، صُنف على أنه قنطور، الأول من هذه الفئة الذي يدور بين الكواكب الخارجية. يعتبر جرمًا زحليًا-أورانوسيًا؛ لأن حضيضه الشمسي يقع في منطقة سيطرة زحل وأوجه في منطقة سيطرة أورانوس.
مدارات القناطير غير ثابتة، وتؤثر عليها الاضطرابات الثقالية التي تسببها الكواكب الضخمة عبر ملايين السنين، أو تتغير لمدارات مختلفة، أو تغادر النظام الشمسي بشكل كلي. يوجد احتمال في أن يكون من حزام كويبر، ومن المحتمل أن يصبح مذنباً لفترة قصيرة خلال الأعوام المليون القادمة. بلغ كايرون حضيضه الشمسي في عام 1996 وسيبلغ أوجه في 2021.
من ناحية أخرى، يعول عليه علماء الفلك بأنه السبب الرئيسي للمزاج السيء والشعور بالحزن والاكتئاب غير المبرر، والذي لا تجد له سببا واضحا أو موقف بعينه، وهو ما نشعر به جميعا في أوقات متفاوتة بين الحين والأخر، ويعبر كذلك عندما يدخل كل برج على حدة، عن مشاعر مختلطة قد تصاحبه منذ الصغر، ويحاول ترجمتها لمشاعر مختلفة كلما مر به العمر.
دور كايرون في الخريطة الفلكية؟
يدور بين كوكبين معارضين وهما: زحل كوكب التوتر والتقييد، وأورانوس كوكب الثورات والتحرر ويعمل كوسيط ميتافيزيقي يطرح أسئلة مثل: أين نحن من تقييد زحل، وكيف يمكننا أن نصبح متمردين بشكل مدمر مثل أورانوس ويجب أن نفهم دلالات الطرفين من أجل إيجاد حل وسط ونتغلب علي جروحنا.
